معركة ممر متلا 1956
معركة ممر متلا | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
المواقع التي اتخذتها قوات المظلات الإسرائيلية في سيناء. | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
إسرائيل | مصر | ||||||
القادة والزعماء | |||||||
أريل شارون | |||||||
الضحايا والخسائر | |||||||
38 قتيل و120 جريح | 260 قتيل |
معركة ممر متلا (31 اكتوبر - 1 ديسمبر 1956)، هي معركة عسكرية بين لواء مظلات إسرائيلي ولواء مشاة مصري بالقرب من ممر متلا، سيناء، وتعتبر هذه المعركة أولى معارك العدوان الثلاثي على مصر.
تميزت معركة متلا بطابع فريد بما أحاطها من ملابسات ومفاجآت،ونظراً لما انفردت به طبيعة أرضها من خصوصية، باعدت بين شكل القتال الذي دار فيها وبين المعارك التقليدية المعهودة. علاوة على ذلك فقد اتسمت المعركة بالعنف الزائد على امتداد سبع ساعات، لم ينقطع فيها التلاحم أو يهدأ الصراع، بما يجعلها أطول المعارك في حرب العدوان الثلاثي زمناً وأكثرها إهداراً للدماء.
مع فجر 31 أكتوبر حدث أول اتصال بين اللواء 202 المظلي الإسرائيلي ومجموعة اللواء 2 المشاة المصري، بينما كانت المقارنة العددية بينهما تميل بشدة لصالح العدو الذي كان يتفوق في عنصر المشاة بنسبة 8 :1 ويملك من الدبابات ما لا تملكه القوة المصرية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية
أرض المعركة
ما أن يقترب مدق نخل من مدخل مضيق متلا الشرقي،حتى تنكمش الأرض وتضيق مواجهتها كلما اتجهنا غرباً إلى أن تنعدم تماماً، عند سلسلة المرتفعات الوعرة التي تلتقي عندها مجموعة المدقات الجبلية المتفرعة إلى "الشط"غرباً ونخل شرقاً والحسنة شمال شرق، بما يجعل لعقدة المواصلات هذه قيمة تكتيكية كبيرة تتيح لمن يسيطر علي المرتفعات المجاورة لها التحكم في تلك المدقات بصورة كاملة.
وتَحُف بممر "متلا" مرتفعات جبل "أم خشيب" في الشمال، وجبل "الراحة" في الجنوب بطول عشرين كيلومتراً من مدخله الشرقي عند تبة "النصب التذكاري" التي تشبه الُقمع، وحتى مدخله الغربي عند بداية الطريق الواصل إلى "الشط" مما لا يسمح بالمناورة أو الحركة خارج المدق الوعر، مما يجعل القوات التي تدخل فيه فريسة سهلة للهجمات الجوية التي سوف يزيد من قوتها طبيعة الأرض الصخرية
ويشكل مضيق "متلا" عنق الزجاجة على كامل امتداده ونظراً لكثرة التعاريج والمنحنيات الحادة، فإن فتح واستخدام المدفعية داخل الممر يصبح أمراً متعذراً إن لم يكن مستحيلاً، نظراً لقصر زمن تعرض الأهداف.
وما تثيره المعركة المحتدمة داخل المضيق من أتربة ودخان، يظل عالقاً في الهواء لمدة طويلة نسبياً، سوف يعطي المهاجم فرصة الحركة والهجوم في خفية من المدافعين.
وعلى مسافات متباعدة داخل الممر، تتلاقى بعض الوديان التي تشكل مساحات متسعة نوعاً تشبه الصحن في ثلاثة مواقع على مسافة 6، 15، 20 كيلومتراً من تبة "النصب التذكاري".
ثم تختلف طبيعة الأرض غرب المدخل الغربي للممر، حتى قناة السويس، إذ تخلو تماماً من المرتفعات والمضايق، وتغطيها الرمال الناعمة التي يخترقها طريق مرصوف يصل بين مدخل الممر وقرية "الشط" بطول نحو 30 كيلومتراً.
تعتبر هذه الأرض الجبلية تجربة جديدة لأغلب الجنود المصريين الذين جاءوا من أراضي الدلتا المنبسطة. وكذا عناصر الآلاي الثاني استطلاع فكانت تلك الأرض الجبلية الضيقة هي آخر أنواع الأراضي التي تناسبها. أما الجنود المظليون الإسرائيليون فهم متمرسون على القتال فيها، ويتقنون تكتيكاتها وفنونها المختلفة. بالإضافة إلى أن اللواء 202 المظلي يملك كتيبة كاملة، تحتل منطقة صدر الحيطان منذ مغرب يوم 29 أكتوبر، وقد درست الأرض بعناية، وألمت بكل خصائصها وظواهرها الطبوغرافية، وهو ما كانت تفتقر إليه مجموعة اللواء 2 المشاة والآلاي الثاني استطلاع
المعركة
خطة اللواء الثاني المشاة للدفاع عن الممر
عقب انتهاء غارات الطائرات المصرية على مواقع العدو "بصدر الحيطان"، عصر يوم 30 أكتوبر، جمع قائد اللواء العقيد "الشربيني" ضباطه قبيل المغرب ليصدر إليهم أوامره، إلا أن طائرات العدو قطعت عليه مؤتمره وأمطرت قواته بنيرانها من الشرق للغرب، فدمرت تروب الهاون الثقيل 120 مم، واستمر نشاط العدو الجوي حتى حل الظلام.
كانت مجموعة الكتيبة الخامسة المشاة، بقيادة المقدم "طلعت الألفي"، المكونة من سريتين مشاة، وفصيلة وتروب هاون، قد وصلت إلى المدخل الشرقي للممر، واحتلته بسرية مشاة حول تبة "النصب التذكاري"، وسرية وفصيلة أخرى على المرتفعات الواقعة شماله. وسرية من الكتيبة السادسة المشاة، احتلت موقعها غرب الكتيبة الخامسة مباشرة، على امتداد السفح الجنوبي لمرتفعات "أم خشيب". أما السريا الثلاث الباقية فكانت اثنتان منها قد دخلتا الممر في طريقهما إلى مخرجه الشرقي، بينما ينتظر جنود السرية الباقية ـ عند المدخل الغربي ـ وصول الحملة التي سوف تنقلهم إلى الشرق.
وخلال ساعات الليل، بدأت مجموعة اللواء في التحول للدفاع بعد أن فقدت معظم عربات الذخيرة واللاسلكي والهاونات والتعيينات، ولم تسلم من التدمير النقطة الطبية، أيضاً، بفعل الغارات الجوية الكثيفة.
قام العقيد "الشربيني" بتعديل مواقعه وتنظيمها على جانبي الممر بعمق ثلاثة كيلو متراً، فاحتلت مجموعة الكتيبة الخامسة المشاة، موقعها الدفاعي بسريتين في نسق واحد على جانبي مدخل الممر، خلف "النصب التذكاري"، بحوالي 500 متر، الذي كانت قد اضطرت إلى الانسحاب منه لوجوده في منطقة مكشوفة شديدة التعرض للغارات الجوية. وقد أدى هذا الانسحاب إلى فقد الاتصال المباشر بالعدو. أما الكتيبة السادسة المشاة، فقد انتشرت ثلاث سرايا منها في مواقع دفاعية في عمق الممر، بينما استمرت السرية الرابعة تنتظر العربات التي لم تأت.
دفع العقيد "الشربيني" فصيلة استطلاع أمام مواقعه الدفاعية، حتى يعيد الاتصال المباشر بالعدو، ولترصد نشاطه
المحاولة الأولى لاقتحام الممر
بوصول قوات اللواء 202 المظلي وانضمامها إلى الكتيبة 890 مظلات قبيل منتصف الليل، يوم 30 أكتوبر، تحول الموقف لصالح العدو.
وفي الساعة الثالثة والربع فجر يوم 31 أكتوبر، تلقى "شارون"، إمدادات جوية من طائرات النقل الفرنسية، كانت تحوي على ذخائر ووقود ومياه وطعام. وبمجرد توزيعها على القوات، بدأت في التقدم نحو "النصب التذكاري"، إلاّ أنه لم يمر ربع ساعة حتى وصل أمر الأركان العامة الإسرائيلية بوقف الهجوم والعودة إلى المواقع الدفاعية في الخلف.
وفي صباح يوم 31 أكتوبر، قامت الطائرات المصرية بشن غارة على العدو في "صدر الحيطان"، إلا أنها ما كادت تستدير للعودة حتى فاجأتها طائرات "الميتور" و"المستير" وأسقطت طائرتين من الطائرات "الفامبير" المصرية الأربع.
وبمجرد انتهاء الغارة الجوية قام "شارون" باستطلاع منطقة "صدر الحيطان" في ضوء النهار، فاكتشف أن مواقعه لا تصلح للدفاع لوجودها في أرض منخفضة عما يجاورها، لا سيما وأن مرتفعات المدخل الشرقي الذي تحتله سرايا الكتيبة الخامسة المصرية، كانت تشرف عليها وتتحكم فيها بالنظر والنيران.
المحاولة الثانية لاقتحام الممر
وصلت لشارون، معلومات من الاستطلاع الجوي، تفيد بوجود حشد مدرع في وادي "المليز" على بعد 50 كيلو متراً من "صدر الحيطان" لا يقل عن 80 دبابة. فأخذ يبحث عن حلاً حتى لا يعرض قواته للإبادة وهي متمركزه في منطقة مفتوحة. ولم يجد، سوى دخول الممر لتحصن فيه من خطر الدبابات المصرية، التي لن تستطيع القتال في تلك المنطقة الصخرية الضيقة. فطلب من العميد "سمحوني"، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، أن يصدق له على دخول الممر، إلا أن الأركان العامة الإسرائيلية رفضت ذلك، حيث إن القوات الجوية الأنجلو ـ فرنسية، لم تقم بالضربة الجوية الشاملة ضد الغطاء الجوي المصري صباح يوم 31 أكتوبر طبقاً لاتفاقية "سيفر"، مما آثار قلق الحكومة الإسرائيلية، بما دفعها إلى إصدار الأمر بوقف الأعمال القتالية والاستعداد لسحب كافة القوات إلى داخل إسرائيل.[1]
إلا أن خطر التعرض للإبادة جعل "شارون" يصر على طلب التصديق له بدخول الممر، وبعد دراسة الموقف على الطبيعة بحضور رئيس أركان المنطقة العسكرية الجنوبية، سُمح له بدفع دورية استطلاع مسلح للتأكد من خلو الممر من القوات المصرية، على ألا تتورط في قتال داخله.
في نفس هذا الوقت تقريباً كانت طلائع الآلاي الثاني استطلاع مدرع المصري المكونة من تروب ناقلات مدرعة، تقترب من منطقة "صدر الحيطان" من جهة الشمال، إلا أن هذه القوة الصغيرة غير المدعمة بأسلحة ثقيلة أو دبابات لم تفعل شيئاً أمام عدو، يتفوق عليها في العدد والنيران تفوقاً كبيراً. وظل قائد الآلاي يراقب العدو حتى شاهد رتلاً من الدبابات A M X13 الإسرائيلية تقترب وتبدأ في الفتح الذي لم تكد تتمه، حتى عادت إلى التجمع في رتل مَسِير، وانسحبت شرقاً في اتجاه "صدر الحيطان"، دون أن تجري أي اشتباك مع طلائع الآلاي الثاني استطلاع مدرع.
وعند الظهر تحركت قوات "شارون" في رتل مسير من حرس أمامي، قوامه سرية ميكانيكية في عربات نصف جنزير، ومعها عنصر استطلاع وفصيلة دبابات، وجاءت على أثره القوة الأساسية المكونة من كتيبة مظليين عدا سرية، وبطارية هاون 120 مم. كما استعد باقي اللواء 202 المظلي، للتقدم بمجرد النجاح في اقتحام مدخل الممر، وكان تصرف "شارون" على هذا النحو خروجاً كاملاً على تعليمات الآلوف "سمحوني" والراف الآلوف "موشي ديان" رئيس الأركان العامة، الذي انتقد فيما بعد هذا العمل من "شارون" في كتابه "يوميات معركة سيناء"، ووصفه بالخروج المتعمد عن الأوامر الصريحة.
الهجوم الأول على الممر كان الوقت بين الواحدة والثانية والنصف من بعد ظهر 31 أكتوبر، عندما اقتربت قوة الهجوم من مدخل الممر، فَفُتحت عليها النيران التي دمرت ثلاث عربات نصف جنزير، منها عربة قائد سرية الحرس الأمامي الذي قتل للتو. بينما اندفعت عربة قائد المقدمة راف سيرن "مردخاي جور" نحو منحدر جانبي.
كانت نيران الكتيبة الخامسة المصرية عنيفة بقدر ما كانت مفاجئة، فلم تترك للعدو مفراً من مواصلة الاندفاع للأمام بكل سرعة، حيث لم تكن هناك أي إمكانية للتوقف أو العودة. وهكذا توالى عبور الدبابات لمنطقة القتل المغمورة بالنيران المحكمة التصويب دون أن يمسها سوء، أما العربات الجيب والنصف جنزير فوقع لها الكثير من الخسائر والتدمير.
وعندما حاولت القوة الأساسية للواء المظلات نجدة سرية الحرس الأمامي، كانت العناصر الأمامية لقوات الكتيبة الخامسة المصرية قد أقامت سداً من النيران عند مدخل الممر الشرقي أوقع بتلك القوة الأساسية بعض الخسائر، وأجبرها على التوقف وهي عاجزة عن الحركة.
عندما وصل المظليون إلى مسافة 3 كيلو مترات من داخل الممر، شعروا بأنهم أصبحوا معزولين، كما أدركوا أن قائد سريتهم غير موجود بينهم، فتوقف رتلهم عن الحركة، وتحول إلى صيد سهل للنيران التي غمرتهم من كل حدب وصوب.
وحوالي الساعة الثانية والربع، وصل مندوب من الكتيبة 890 مظلات ليشرح لـ "شارون" الموقف السئ الذي توجد فيه الكتيبة، وأنها لم تستطع التقدم أو الانسحاب، وقد تتعرض للإبادة ما لم تدركها النجدة العاجلة. أصدر "شارون" أوامره بفتح النيران على المواقع المصرية، إلا أنها لم تصوب ضد أهداف محدده. وهكذا منى الهجوم الأول على الممر بالفشل
الهجوم الثاني على الممر
كان الوقت بين الثالثة والرابعة من بعد ظهر يوم 31 أكتوبر. تلخصت خطة "شارون" هذه المرة في تركيز أكبر حشد من النيران، فوق تباب مدخل الممر مع إشراك المدافع المضادة للدبابات عيار 106مم في الضرب المباشر على سفوح التلال، قبل مهاجمتها بقوات جديده من جهة الشمال للاستيلاء على القمم أولاً، قبل النزول إلى السفوح مع تطهيرها أولاً بأول.
وتحت ستر نيران المدافع والدبابات والرشاشات، تقدمت سرية استطلاع اللواء مع سرية مظليين، في محاولة لارتقاء سفح التبة الشمالية لمدخل الممر، حيث كانت تحتلها السرية الرابعة من الكتيبة الخامسة، ولم تكد القوات الإسرائيلية تصل إلى منتصف التبة حتى اضطرتها النيران المحكمة من السفح الجنوبي للمر إلى الارتداد بغير نظام.
وفي نفس الوقت كانت كتيبة مظليين أخرى من ثلاث سرايا تلتف حول المرتفعات الشمالية للممر لترتقي قممها التي كانت تحتلها أربع سرايا مصرية، وبينما أرتد الجزء الأكبر من المظليين ليحتموا بالسفح الخلفي للمرتفعات، واصل قسم صغير منهم الهبوط ومحاولة البحث عن مخرج في الجدار الحجري شبه القائم، إلا أن النيران المحكمة التصويب ظلت تلاحقهم حتى أبادتهم.
ثم جاءت أربع طائرات "متيور"، تحرسها أربع طائرات "ميج"، فانقضت على امتداد الممر من غربه حتى شرقه، تقصف المظليين من ارتفاع منخفض، ثم قذفت القوة الإسرائيلية المتورطة عند المدخل الشرقي بالقنابل والصواريخ.
في نفس الوقت، وصلت بعض الطائرات "الأورجان"، الإسرائيلية التي كان "شارون"، قد ألح في طلبها إلا أنها عندما شاهدت الطائرات المصرية عادت أدراجها. ونتيجة لهذا الفشل المتلاحق والخسائر المتزايد ومع اقتراب الظلام، أمر "شارون"، جميع جنوده داخل الممر بالانسحاب.
وهكذا أنتهي الهجوم الثاني بالفشل الذي تحدث عنه "موشي ديان"، في كتابه "يوميات معركة سيناء"، و"قصة حياته"، فوجهه للمظليين الانتقادات العنيفة لخروجهم عن أوامره أولاً، ثم فشلهم في اقتحام الممر مرتين متتاليتين، وما وقع خلالهما من خسائر لم يكن لها داع.
الهجوم الثالث والأخير على الممر
كان الوقت بين الساعة الخامسة والأربعين دقيقة والساعة الثامنة مساء 31 أكتوبر. حيث قام "شارون"، بإعادة تنظيم قواته مستغلاً الظلام. وعلى الجانب المقابل كانت معنويات جنود اللواء المشاة قد بلغت عنان السماء نتيجة النجاح المتوالي في صد العدو، إلا أن موقف الذخيرة والمياه قد بلغ درجة الحرج لاستحالة الإمداد بهما داخل الممر، الذي تنتشر به فلول العدو.
في الساعة الخامسة وأربعين دقيقة دفع "شارون" قوة هجوم من أربع سرايا معززة في مجموعتين، كل من سريتين، لمهاجمة الموقع الشمالي عند مدخل الممر، بينما تقوم سرية واحدة بصعود المرتفعات من جهاتها الشمالية، لتنقض على الموقع المصري من جهة الغرب، بينما تهاجمه باقي القوات من الجنوب.
اعتمدت الخطة على حسن استغلال الظلام الذي سوف يحرم المصريين من إحكام نيرانهم، فضلاً عن استحالة تحقيق التعاون الوثيق بين قواتهم المتمركزة على جانبي الممر، وهو الأمر الذي كان سبباً في فشل الهجمتين السابقتين.
انقض جنود "شارون"، على المواقع الدفاعية من عدة اتجاهات في وقت لاحق. وكان أغلب هؤلاء الجنود قد سبق تدريبهم على القتال الليلي الذي لم تتح الفرصة للمصريين، لممارسته من قبل فوفر لهم ذلك ميزة كبيرة أحسن المظليون استغلالها لأقصى حد.
ورغم ذلك صمد الجنود المصريون، وتشبثوا بمواقعهم، فتحولت المعركة إلى قتال متلاحم استخدمت فيه الأسلحة الصغيرة و"السونكيات" والقنابل اليدوية، وأسرف المظليون في استخدام النابالم، ثم اشتبك الجميع بالأيدي من حفرة إلى حفرة، قبل أن تضعف كثافة النيران ويقل ضجيج المعركة حتى هدأت تماماً في الساعة الثامنة مساءً.
وتحت سدر الظلام راح المظليون يسحبون قتلاهم وجرحاهم من فوق السفوح وخلف كتل الأحجار، ثم جاءتهم أربع طائرات "داكوتا"، أمدتهم بالذخيرة والوقود والمياه، وأخلت ما يزيد على المائة جريح
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ما بعد المعركة
المصادر