مصطفى آغا بربر
مصطفى آغا بربر | |
---|---|
وُلِدَ | مصطفى بربر أغا ابن حسن القرق 1767 |
توفي | 1835 |
مصطفى آغا بربر (و. 1767 - ت. 1835) هو والي طرابلس (الشرق) في الفترة بين 1812 و1935 في عهد الدولة العثمانية، كما أنه باني قلعة بربر آغا بالقرب من طرابلس.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الحياة المبكرة
مصطفى بربر أغا ابن حسن القرق ولد في طرابلس، في طفولته مات أبوه وترك مصطفى وأخاه محمد (المشهور بعزرائيل) وأمهما في حالة فقر شديدة، فأخذتهما والدتهما إلى قرية برسا بمنطقة الكورة حيث كبر فيها وصار يعمل في الخدمات البسيطة. لاحقاً، خدم عند الأمير علي الأيوبي في قرية ددّه في الكورة، وبعدها خدم في قرية راس نحاش عند الأمراء من بيت الأيوبي، وعند مشايخ بني زكريا حكام القويطع، وكانت وظيفته أن يركض أمام الأمير ويحمل بندقيته على كتفه عندما يكون الأمير راكباً فرسه وذاهباً لأحد المحلات.
سيرته
كان مصطفى بربر من أسرة فقيرة،وانتقل مع أخيه محمد وامه الى قرية برسا في الكورة، بعد وقاة والد، حيث لا يزال الناس يتوارثون أخبار بربر، حتى هذه الأيام. وتلتقي هذه الاخبار مع ما ذكره القناصل والمؤرخون من أن بربر عمل خادماً لدى بعض الوجهاء في الكورة، ثم ناطوراً لحقول الزيتون، كما عمل في الزراعة وجمع الحطب والبلان وبيعه في طرابلس لأصحاب الأفران. ثم انتقل من دار الى دار، مرورا بدور حكام بعض النواحي في الكورة والضنية والزاوية. إلى أن تحسنت ظروفه بعد ان عمل جندياً عند باب الامير حسن شهاب شقيق الأمير بشير شهاب.[1]
وحرص بربر أن يرافق اسمه، بعد أن حكم طرابلس، من مفردات التعظيم والتفخيم، كنوع من التعويض على مالاقاه في حياته من بؤس. شقيقه محمد الشقي لقب بعزرائيل، وكان له دور بارز في حكم أخيه وحقق له ثروة وأراضي وممتلكات وقد ترك وقفاً باسمه لا يزال يُعرف بوقف عزرائيل.
كان بربر قد التحق بالجيش العثماني، وأبدى براعته وحنكته، فأُعجب به الباب العالي، وأوكل إليه قيادة الجيش، وعيّنه لاحقاً والياً على طرابلس في العام 1812.
ولقد امتدّ حكمه من حدود جبل لبنان إلى طرطوس السورية، وتميّز بشخصيّته الرصينة وبالتقوى والعدالة. اختار بربر بلدة إيعال مركزاً صيفيّاً لحكمه في طرابلس، فبنى فيها قلعة ضخمة، وأقام بداخلها مسجداً، لا يزال المصلين يقصدونه حتّى اليوم.
ويقول مؤرخون، خصوصا نوفل نوفل وجرجي يني المنحدرين من طرابلس، أن ابرهيم باشا، الذي اجتاح السلطنة العثمانية في فلسطين والشام ولبنان واحتل مدنها وقلاعها، غضب على بربر، رغم أن الأخير ساعد في احباط محاولة إنقلاب ضد العسكر المصري في طرابلس ومنع فتنةً حاول المتعصبون إثارتها بين المسلمين والمسيحيين في المدينة.
وتزامنت محاولة الفتنة، مع ثورة الفلسطينيين على ابرهيم باشا في عكا ويافا والداخل. وشارك مصطفى بربر، في إفشال الفتنة وقد أدى نزوله من قلعته في حزيران 1934 الى طرابلس، لإنقاذ 400 جندي مصري من الإبادة. إذ حاول خصومهم المدعومون من الأتراك قتلهم، وإثارة فتنة طائفية عن طريق جمع أعيان ووجهاء المسيحيين وذبحهم. وأرسل ابرهيم باشا الأمير خليل، إبن الامير بشير الشهابي الى طرابلس فالتقى قائد الحامية المصرية سليم بك وقبضا على 25 شخصاً من المتآمرين وسجنوهم في قلعة طرابلس. وعوقب الطرابلسيون على تمردهم بقتل 13 شخصا من وجهاء المدينة طرحت جثثهم في الشارع مدة ثلاثة أيام للعبرة والارهاب.
ولكن بربر الجريء أعلن استنكاره قتل الاعيان وانتقد الضرائب غير المحتملة التي فرضها ابرهيم باشا الذي وصله عبر جواسيسه ما يقوله بربر، فأرسل إليه رسالة تهديد وجدت في محفوظاته ختمها الباشا بالآتي:
"من يتدخل في ما لا يعنيه لاقى ما لا يرضيه.. احفظ لسانك.. واذا بلغني عنك المزيد فلن أشفق ولن أرحم شيخوختك"
هذه الرسالة المتوعدة كانت تعني الموت لبربر في كل لحظة، فأسرع يستنجد بالامير بشير الشهابي صديق ابرهيم باشا وحليفه. ومكث بقصره مدة من الزمن حتى تولى يوسف بك الشريف حكم طرابلس، فعاد بربر الى قلعته في إيعال حيث توفي فجأة.
شهرته
اشتهر ببناء قلعة بربر آغا الأثرية والتي تبعد 5 كم للجنوب من مدينة زغرتا، وعلى يمين الطريق المؤدية الى بلدة مزيارة في القضاء، مساحتها تمتد الى حدود الـ 8455 مترا مربعا.
كتب عنه
- كتاب "مصطفى آغا بربر" للأب إغناطيوس الخوري يشير إلى أن "نشأة مصطفى بربر كانت في برسا بعد وفاة والده، ولا تزال قلعة بربر أو "باكية" بربر، كما تلقب، قائمة الى اليوم وسط البلدة".