مسجد تربانة
مسجد تربانة أُنشئ المسجد في قلب الحي التركي (شارع فرنسا اليوم) في عام 1684الميلادي، حيث إنشاءه الحاج إبراهيم تربانة وهو أحد التجار المغاربة الذين أقاموا في الإسكندرية، وهو يشكل إلي جانب مسجد الشوربجي بشارع الميدان والذي أُنشئ عام 1758، أهم ما تبقي من معالم العصر العثماني في الإسكندرية
ويُعد مسجد تربانة مسجداً معلقاً.. نظراً لإقامة الصلاة بالدور العلوي من المسجد.. حيث يصل المصلون إلي المسجد مباشرة عن طريق سلم خارجي بينما الدور الأرضي بالكامل مخصص لمحلات تجارية كانت فيما مضي تنفق ايرادتها علي صيانة المسجد.. وقد ظهر هذا النموذج من المساجد في مصر إثناء العصر الفاطمي.. وشيدت جميع المساجد القريبة منه كمساجد معلقة علي غراره باستثناء مسجد واحد
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عمارة المسجد
ينتمي مسجد تربانة من الناحية المعمارية إلي طراز يطلق عليه (طراز الدلتا) لانتشاره في بعض مدن دلتا مصر في العصر العثماني وبالأخص في مدينتي رشيد و فوه.. وأهم خصائص هذا التراث تتمثل في استخدام الطوب المنجور ـ وهو طوب صغير الحجم ملون بالأسود والأحمر ـ كان يبُني في أشكال زخرفية هندسية ليزين به مداخل المساجد والبيوت
أما قاعة الصلاة في المسجد فهي مستطيلة الشكل وتبلغ مساحتها حوالي 350 متر مربع، وهي مسقوفة بسقف خشبي تزينه زخارف ملونة، والسقف محمول علي أربعة صفوف من العقود المرتكزة علي ثمان أعمدة رخامية، بينما خُصصت شرفة داخلية (ميزانين) كمصلي للسيدات
يضم المسجد عدداً كبيراً من الأعمدة التي تعود إلي عصور سابقة علي عصر بناء المسجد وبالذات العصور اليونانية والرومانية ـ كانت في مبان قديمة تهدمت أو في ميادين عامة ـ، وتم استخدامها مرة أخري في المباني التي أقيمت بالإسكندرية في العصور الإسلامية
ترتكز مئذنة المسجد علي عمودين ضخمين من الجرانيت تزينها زخارف رومانية، ويعلو العمودين قبو متقاطع يحمل المئذنة، وتتكون المئذنة من ثلاثة أجزاء أولها جزء أجوف مثمن الشكل يحتوي علي سلم خشبي دائري يربط سطح المسجد بالجزء الثاني من المئذنة وهو شرفة المؤذن، أما الجزء الثالث من المئذنة فيتكون من قاعدة تسمي ( الكرسي) وعموداً اسطوانياً مُحلي بقنوات رأسية يسمي "البدن" يعلوه جزء يشبه القبة يسمي "الخوذة"
كما يضم المسجد مجموعات مختلفة من بلاطات القيشاني المزجج المصنوعة والملونة يدوياً.. وهي تتركز في حائط المحراب وحائط مدخل المسجد بالدور العلوي، وتتنوع أحجام هذه البلاطات، وتزينها زخارف هندسية ونباتية كانت الإسكندرية واحدة من أهم المواني المصرية و كانت أيضا من أهم مواني البحر المتوسط كما كانت المرآه التي انعكست عليها أحداث مصر السياسية والاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية في العصر الحديث وقد شهدت الإسكندرية منذ إنشائها فترة طويلة من الازدهار و النمو و الامتداد و النشاط الثقافي و العمراني والاقتصادي ثم سارت بعدها بخطوات حثيثة نحو التدهور و الاضمحلال حيث وصلت منذ الفتح العثماني لمصر سنة 1517م و حتى نهاية العشرينات من القرن التاسع عشر إلي ما يشبه المدينة المحتضرة ..
وقد قدر لمدينة الإسكندرية أن تبعث من جديد و أن تنفض عنها غبار التخلف و الخمول و أن تنطلق نحو الازدهار بداية من حكم محمد علي و نهاية حكم إسماعيل 1879م.
وقد اضمحلت مدينة الإسكندرية خلال العصر العثماني بعد أن شهدت فترة طويلة من الازدهار خلال العصرين الأيوبي و المملوكي حيث كانت قاعدة مصر البحرية ومركزها الصناعي و التجاري الأول، و مقصد العلماء و الأدباء و الفلاسفة
وأثناء الحكم العثماني (التركي)لمصر (1517-1798) اقتصر العمران في مدينة الإسكندرية علي الرقبة الممتدة بين الشاطئ و جزيرة فاروس و لذلك تسمي هذه المنطقة ( المدينة التركية )أو( الحي التركي ) وتمثل اليوم أجزاء من مناطق المنشية ، والجمرك ، والسيالة ، والأنفوشي
وقد استمرت هجرة سكان المدينة خلال العصر العثماني حتى أصبحت أسوار المدينة العربية علي ضيقها بالنسبة لأسوار المدينة الأصلية في عصر البطالمة أوسع مما يلزم و اكتفي السكان الباقون بالإقامة علي الرقبة التي تكونت بين الميناء الشرقية و الميناء الغربية (المدينة التركية)
وفي الواقع كانت المدينة التركية عبارة عن بضعة صفوف من المنازل تتخللها بعض الجوامع و منها( مسجد تربانة )
من بني مسجد تربانة ؟!
بعد انتشار الإسلام في شمال أفريقيا أصبحت الإسكندرية الميناء الأول علي طريق الحجاج المغاربة إلي مكة لأداء فريضة الحج ..و اهتم حكام الإسكندرية بحجاج البيت الحرام , و مع زيادة أعدادهم أصبحت لهم دور إقامة خاصة بهم
ومنذ عهد صلاح الدين الأيوبي (الدولة الأيوبية) 1171-1193م استقر العديد من المغاربة بالإسكندرية للاستفادة من طرق التعليم المتطورة الموجودة بها ثم استقر العديد من التجار المغاربة بالمدينة و اشتعل أكثرهم بتجارة الأقمشة.
و في أواخر القرن السابع عشر الميلادي قام واحد من اشهر التجار المغاربة المقيمين بالإسكندرية و يسمي الحاج إبراهيم تربانة بتمويل بناء مسجد يحمل اسمه في قلب الحي التركي ، و قد امتلك هذا التاجر الثري أيضا وكالة لا تزال موجودة بشارع سوق الترك بالإضافة إلي عدد من البيوت في نفس المنطقة.
و في قلب الحي التركي (شارع فرنسا اليوم) أنشئ مسجد تربانة في حوالي 1684م و المسجد يشكل إلي جانب مسجد الشوربجي بشارع الميدان و الذي أنشئ (1758م) أهم ما تبقي من معالم العصر العثماني في الإسكندرية
وإلي اليوم وبعد مضي أكثر من ثلاثة قرون علي بناء مسجد تربانة فإنه لا يزال مقصدا للمصلين من أبناء الإسكندرية في المنطقة و المناطق المحيطة .
مسجد تربانة من المساجد المعلقة
ويعتبر مسجد تربانة مسجدا معلقا ....و يطلق هذا الاسم علي المساجد التي تقام بها الصلاة بالدور العلوي من المسجد..حيث يصل المصلون إلي المسجد مباشرة عن طريق سلم خارجي بينما الدور الأرضي بالكامل مخصص لمحلات تجارية كانت فيما مضي تنفق ايرادتها علي صيانة المسجد
وقد ظهر هذا النموذج من المساجد في مصر إثناء العصر الفاطمي ..و قد شيدت جميع المساجد القريبة من مسجد تربانة كمساجد معلقة علي غراره باستثناء مسجد واحد جاء المسجد فيه بالدور الأرضي لذلك أطلق عليه الجامع الأرضي لتميزه بهذه الصفة .
مئذنة المسجد
وترتكز مئذنة مسجد تربانة علي عمودين ضخمين من الجرانيت تزينها زخارف رومانية و يعلوا العمودين قبو متقاطع يحمل المئذنة و هذا النوع من المآذن تميزت به مساجد الإسكندرية في العصر العثماني و لم يبقي اليوم
مثالا غير مئذنة مسجد تربانة
والمئذنة نفسها تتكون من ثلاثة أجزاء أولها جزء أجوف مثمن الشكل يحتوي علي سلم خشبي دائري يربط سطح المسجد بالجزء الثاني من المئذنة و هو شرفة المؤذن أما الجزء الثالث من المئذنة فيتكون من قاعدة تسمي ( الكرسي) و عمودا اسطوانيا محلي بقنوات راسية يسمي البدن يعله جزء يشبه القبة يسمي الخوذة.
كما يضم المسجد مجموعات مختلفة من بلاطات القيشاني المزجج المصنوعة و الملونة يدويا ...وهي تتركز في حائط المحراب و حائط مدخل المسجد بالدور العلوي , و تتنوع أحجام هذه البلاطات , و تزينها زخارف هندسية و نباتية .
والمسجد تحفة معمارية وأثرية نابضة بالذكريات و التاريخ في قلب مدينة الإسكندرية
والذي يدخل إلي مسجد تربانة للصلاة يشعر وكأنه يعود إلي الماضي البعيد و يشم رائحة التاريخ العثماني في الإسكندرية منذ عام ( 1517-1879) ويقف أمام ذكريات تلك الفترة التي تدهورت فيها الإسكندرية اقتصاديا و عمرانيا قبل أن تبعث من جديد في عصر محمد علي (1805)
الطابق الأول
عبارة عن عدد من المحلات التي أوقفت للصرف علي المسجد وبه سبيل.
الطابق الثاني
يصعد إليه عن طريق سلم ذو طرفين ودرجاته من الجرانيت ويوجد به بيت للصلاه.
- المحراب:- يتوسط الجدار الجنوبي الشرقي عمقه متر واحد ومساحته مترين مربعين، مزين ببلاطات قيشاني ترجع إلي العصر العثماني.
- المدخـل:- له مدخلان في الجهة الجنوبية الغربية وهو عبارة عن فتحة مستطيلة والمدخل الآخر في الجهة الشمالية الغربية ويصل إلي الميضأة.
- الميضأة:- مكان مستطيل الشكل به سبع دورات مياه ومكان الوضوء وسقف مغطي بسعفة خشبية من عروق وألواح
- المئـذنة:- براطيم خشبية
معرض صور
روابط خارجية
مصادر
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انظر أيضا
الموقع الرسمى للاسكندرية
المصادر
http://www.sis.gov.eg/Ar/Arts&Culture/Alex/tourist/073904000000000005.htm [1]