أوبانگي-شاري

(تم التحويل من مستعمرة أوبانگي شاري)
اوبانگي-شاري
اوبانگي-شاري
Oubangui-Chari
تأسيسي أفريقيا الإستوائية الفرنسية
1903–1960
علم اوبانگي-شاري
Ubangi-shari map.png
الأخضر: اوبانگي-شاري (قبل 1916)

الأخضر الفاتح: اوبانگي-شاري (1916 امتياز من الخرطوم) الأخضر الليموني: أفريقيا الإستوائية الفرنسية رمادي داكن: ممتلكات فرنسية أخرى

الرمادي الداكن جداً: الجمهورية الفرنسية
العاصمةبانگي
التاريخ
التاريخ 
1889
• ادارة استعمارية
1903
• دُمجت مع تشاد
1906
• أفريقيا الإستوائية الفرنسية
1910
1 ديسمبر 1958
13 أغسطس 1960
تلاها
جمهورية أفريقيا الوسطى
اوبانگي-شاري عام 1910. لاحظ تقلص الحدود إلى القسم الجنوبي الشرقي لجمهورية أفريقيا الوسطى الحالية.

اوبانگي-شاري Oubangui-Chari، هي أرض فرنسية في وسط أفريقيا أصبحت بعد استقلالها جمهورية أفريقيا الوسطى. بدأ النشاط الفرنسي في المنطقة عام 1889 عند تأسيس نقطة تمركز فرنسي في بانگي، وهي حالياً عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى. أعيد تسمية الأراضي عام 1894.


الاقليم الثالث الذي سعت فرنسا لدعم سيطرتها عليه فهو اقليم اوبانگي-شاري، والواقع ان اهتمام دي برازا باستكشاف روافد نهر الكونغو هو الذي أدى الى الكشف عن منطقة اوبانگي-شاري. فقد اهتم لفنجستون بالكشف عن نهر سنجا، وهو من روافد الكونغو اليمنى يصب بالقرب من الاوبانجي أمام منطقة بدلتا كبيرة، وقد أدى اكتشاف دي برازا لهذا الرافد الى اثارة فضوله للتقدم شمالا واكتشاف المنطقة، فوصل الفرنسيون الى قاليم كبير مجهول بالنسبة اليهم يقع بين تشاد في الشمال والاوبانجي في الجنوب وشاري في الشرق والكاميرون في الغرب.[1]

وقد أصبح اقليم اوبانگي-شاري ضمن اقاليم أفريقية الاستوائية منذ عام 1894 واقرب طريق له الى البحر عن طريق الكاميرون ويجري في الاقليم أعالي نهر شاري، وروافده العديدة التي تنبع من خط تقسيم المياه بين النيل والكونغو وتصب هذه الروافد في نهر اوبانگي.

وجدير بالذكر أن هذا الاقليم بحكم موقعه بين تشاد والسودان والكونغو والكاميرون كان ملتقى الهجرات ، كما أنه تبع الممالك الاسلامية التي ظهرت في المنطقة فخضعت أجزاؤها الشمالية والشمالية الشرقية للمالك الاسلامية التي قامت في منطقة تشاد وفي غرب الوسدان كما وصل اليه الدعاة السنوسيين قادمين من ليبيا.

اهتم دي برازا بارسال البعثات الكشفية الى منطقة اوبانجي-تشاري، وفي عام 1889 تم بناء ميناء بانجي على الضفة اليمنى لنهر الاوبانجي، وعمل دي برازا على فتح الطريق بين الاقليم وتشاد، وساعده على تحقيق هدفه أن لجنة أفريقيا الفرنسية التي تكونت في باريس 1890، عملت على ارسال المكتشفين الى المنطقة وخصصت ميزانية لهذا الغرض – وفي عام 1890 توغل كرامبل من بانجي حتى دار الكوتي.

كذلك تجول القائد الفرنسي كلوزيل في المنطقة حتى وصل الى حوض بحر سارا، وقام فورنو بالتجول في المنطقة الواقعة من حوض نهر سنجا الى ليبرفيل – أما كازمير فقد ارسل في بعثة الى الاوبانجي فاتجه نحو الشمال الغربي ووقع معاهدة مع زعماء بحر سارا ثم وصل الى بنوى ويولا. على أن كل تلك الجهود كللت بالنجاح عندما وقع دي برازا معاهدات حماية عام 1891 على المنطقة الواقعة شرق الاوبانجي وسنجا واعتبرت هذه المناطق تحت السيادة الفرنسية.

على أن أهم البعثات التي أرسلت الى المنطقة كانت بعثة ميزون الذي دعا الى ضرورة تدعيم الاتصال بالساحل الغربي الافريقي والكونغو الاوسط واكتشاف الاقاليم الداخلية وقد تجول ميزون بين بنوى وتشاد وصل الى نهر سنجا في 29 يناير 1892 وأعلن أنه يمكن ربط النيجر وبنوى وسنجا والكونغو الفرنسي وتحقيق الاتصال بينهم.

والواقع أن تدعيم السيطرة الفرنسية على اقليم اوبانجي-تشاري لم يقابله مقاومة وطنية عنيفة أو مقاومة منظمة على نحو ما حدث في تشاد مثلا، ولكن هذا لا يعني عدم وقع بعض المصادمات بين القوى الوطنية والفرنسيين. ففي عام 1890 قتل الوطنيون قائد مركز بانجي ويدعى موسى، وفي عام 1892 قتل القائد الفرنسي دي بوميراك عند منطقة ابيرا وهي أحد روافد نهر موبومو.

والواقع أن سيطرة فرنسا على هذا الاقليم لم تتم عن طريق غزو عسكري كبير وحملات عسكرية، كما حدث في تشاد أو في معظم مناطق غرب أفريقيا، ولكن كان على فرنسا أن تخوض عدة معارك سياسية كبيرة مع الدول المنافسة لها في المنطقة، فعقدت عدة تسويات مع كل من المانيا وبلجيكا ليخلص لها الاقليم في النهاية. فقد واجهت فرنسا خطورة تقدم الالمان في المنطقة وخاصة من مستعمرتهم في الكاميرون ووصلت البعثات الألمانية الى الاوبانجي وأسست المحطات والوكالات منذ عام 1886. وقد ساعد على نشاط هذه البعثات تأسيس لجنة أفريقية الألمانية في برلين عام 1885 والتي عملت على تشجيع كشف أفريقيا. وقد رفع أعضاء اللجنة في 19 يناير 1886 مذكرة الى الحكومة الالمانية طالبوها بضرورة انشاء المراكز الألمانية المجاورة له وبسط السيادة الالمانية من الكاميرون حتى الاوبانجي. كذلك دعا الدكتور زنتجراف المكتشف الألماني الى ضرورة تقدم ألمانيا من الكاميرون وضم مزيد من الأراضي.

ولكن الحكومة الالمانية رفضت في ذلك الوقت المبكر فكرة ارسال بعثات كشفية في مناطق مجهولة لها تماما، إلا أن هذا الرفض لم يمنع الحكام الألمان في الكاميرون من ارسال البعثات، ففي عام 1887 وصل كل من الكابتن كوند والملازم تانبنك الى حوض الكونغو وفي عام 1889 تقدم مورجن نحو الشرق وفي الواقع أن هذه البعثات لم تحرز تقدما كبيرا في المنطقة ولم يكن لها نتائج سياسية تذكر.

أرادت بريطانيا قطع الطريق على فرنسا ومنعها من الامتداد والتوسع في منطقة اوبانجي – تشاري فعقدت في 15 نوفمبر 1893 اتفاقا مع ألمانيا حدد الحد الغربي لمستعمرة الكاميرون سمح للألمان بالامتداد نحو تشاد. وقد سبب ذلك حرجا لموقف فرنسا فقد حددت فرنسا حدود الكاميرون الجنوبي مع ألمانيا وفقا لمعاهدة 24 ديسمبر 1885، ولكن ظل الحد الشرقي مفتوحا وان كانت المادة الرابعة من الاتفاق قد تضمنت بأن النفوذ الألماني سوف لا يمتد شرقا أبعد من حوض نهر شاري ودافور وكردفان وبحر الغزال، ولذلك كان لابد أن تتوصل فرنسا لعقد اتفاق ثاني مع ألمانيا لتحديد الحدود الشرقية لمستعمرة الأقاليم التي خضعت لفرنسا فتم توقيع اتفاق 15 مارس 1894 الذي اعتبر نصرا كبيرا لفرنسا اذ أنه في مقابل بعض الامتيازات البسيطة للالمان وافقوا على تحديد الحد الشرقي للكاميرون مما ترك لفرنسا حرية التوسع في الشمال حتى بحيرة تشاد وفي الشرق. وقد اثار هذا الاتفاق غضب بريطانيا فحاولت الدس بين الألمان والفرنسيين ولكن دون جدوى فقط أرسلت الحكومة الفرنسية الكابتن مونتي الى برلين للتفاوض وسارت المحادثات في جو جودي، وفي 4 فبراير تم التوصل الى الاتفاق الذي وقع في 15 مارس 1894.

ولتدعيم السيطرة الفرنسية في منطقة اوبانجي تشاري كان لابد من الوصول الى اتفاق مع بلجيكا أيضا نظرا لأطماعها في المنطقة.

فقد أرسل دي برازا ليوتار في ابريل 1890 وكان قد قام بكشوف في الجابون ليوطد النفوذ الفرنسي في أعالي الاوبانجي والمناطق المجاورة ولكن تكون هذه الأراضي مدخلا للفرنسيين إلى النيل. وفي 5 فبراير 1891 كتب دي برازا الى ليوتار بأنه لابد من العمل تجاه الشمال الشرقي والامتداد نحو أعالي النيل ولم يكن مع لوتار قوة صغيرة من الجنود السنغاليين. هذا في الوقت الذي ابدى فيه الملك ليوبولط نشاطا كبيرا لمد نفوذه من الكونغو الى أعالي النيل. ولذلك أرسل قوة بلجيكية بقيادة فان كركهوفن وصلت في أكتوبر 1892 الى النيل عند دولاي، وصلت حملات البلجيكيين الى الشاطي الأيمن لنهر اولى الذي يعتبر امتدادا لنهر الاوبانجي، ولذلك فتحت فرنسا باب المفاوضات مع بلجيكا لتحديد النفوذ بين نهري اولي والموبومو وهما الفرعان اللذان يتفرع اليهما الاوبانجي في أعاليه وفي النهاية عقدت اتفاقية اعترف فيها بأن يكن الحد هو نهر شنكو وخط عرض 7 شمالا، وفي مقابل هذا الامتياز يبدو أن ليوبولد كان موافقا على أن يقسم مع الفرنسيين المنطقة الواقعة على الجانب الغربي من النيل الأعلى حيث تحصل دولة الكونغوالحرة على المنطقة الواقعة في الشمال حتى لادوويترك الباقي للفرنسيين ورغم موافقة المسيو ربيووزير الخارجية الفرنسي على التسوية الا أنه رفضها بضغط من الفريق الاستعماري في مجلس النواب.

ثم توتر الموقف بين الطرفين عندما عقدت حكومة الكونغو الحرة في 12 مايو 1893 اتفاقا مع بريطانيا سمحت فيها الأخيرة لبلجيكا بتأجير منطقة كبيرة من بحر الغزال تقع بين خطي غرض 30، و25 شرقا وخطي عرض 10، 14 شمالا – كذلك أجر الملك ليوبولد ولمدى الحياة المنطقة الواقعة على الشاطر الأيسر للنيل عند ماهاجي على الشاطئ الغربي لبحيرة ألبرت إلى فاشودة وفي مقابل ذلك أجرت دولة الكونغو الحرة لبريطانيا شريطا من الارض يمتد من بحيرة ألبرت حتى بحيرة تنجانيقا، أي أنه بمقتضى هذا الاتفاق تنازلت بريطانيا لدولة الكونغو الحرة عن نصف حوض الاوبانجي وكل بحر الغزال.

اعتبرت فرنسا الاتفاق البلجيكي البريطاني منافياً للاتفاقات الدولية كما أنه يعرض مصالح الفرنسيين في منطقة الاوبانجي العليا للخطر كما أن فيه اعتداء على حقوق مصر السيادية والسيادة على بحر الغزال والمديرية الاستوائية وهددت فرنسا باستخدام القوة وأرسلت حملة بقيادة الكولونيل مونتي لطرد البلجيكيين من الاوبانجي العليا.

وفي الوقت نفسه لجأت الى استخدام أسلوب الاحتجاج ضد كل من بلجيكا وبريطانيا وخاصة بعد تأكدها من توقيع الاتفاق السابق بين الطرفين وأنه أصبح ساري المفعول كذلك حاولت فرنسا التقرب من ألمانيا فأرسل المسيو هربت السفير الفرني في برلين الى كزمير وزير الخارجية الفرنسي في 27 مايو 1894 يخبره بضرورة مقاومة الاتفاق البريطاني البلجيكي ، مذكرا اياه بأن فرنسا وألمانيا قد نجحتا من قبل في الغاء المعاهدة البريطانية البرتغالية التي عقدت في عام 1884 وأن الدولتين في الوقت الحالي بامكانهما الضغط على بلجيكا وبريطانيا لمنع تنفيذ اتفاق 12 مايو.

كذلك لم تكتف فرنسا بإغراء ألمانيا بالتحالف معها وانما وجهت اتنتقادا الى دولة الكونغو الحرة فارسلت مذكرة الى الكونت دي جريل روجيه وكيل وزارة شئون الخارجية لدولة الكونغو الحرة نددت فيها بالاتفاق المعقود بين بريطانيا ودولة الكونغو الحرة وأكدت ضرورة تمسك دولة الكونغو الحرة بالاتفاقيات السابقة المعقودة بينها وبين فرنسا كما أوضح المذكرة الوضع الدولي للاقاليم الواقعة في حوض وأعالي النيل ودعت دولة الكونغو الحرة الى عدم نسيان هذا الوضع.

وقد حرصت فرنسا على ارسال الاحتجاجات على المعاهدة المعقودة بين بريطانيا ودولة الكونغو الحرة الى لندن والى بروكسل وأكدت بأن المنطقة التي سيمتد اليها نفوذ بلجيكا انما هي تعتبر أملاك تابعة للخديوي في مصر وللدولة العثمانية.

ولكن رغم كل هذا النشاط الدبلوماسي المكثف لفرنسا وسلسلة الاحتجاجات التي ارسلتها عن طريق سفرائها الى معظم عواصم الدول المعنية الا أن السفير الفرنسي في بروكسل أكد لحكومته بأن الملك ليوبولد لن يستطيع المضي قدما في هذا الاتفاق فهو يعتمد على ثروته الخاصة وسوف يجد نفسه في النهاية عاجزا عن مواصلة جهوده في أفريقيا وعن مواصلة ارسال البعثات والمستكشفين، وأن المستقبل لفرنسا لأن ليوبولد سيصل الى مرحلة لن يستطيع تخطيها. ودعا السفير الفرنسي بلاده الى شن مزيد من الحملات في الصحف ضد الملك ليوبولد شخصيا، وبالفعل شنت الصحف الفرنيسة سلسلة من الحملات ضد ليوبولد وشبهته بالقياصرة.

والواقع أن الضغط الفرنسي قد أثمر فقد أصدرت بريطانيا بالاتفاق مع ليوبولد تصريحا في يونيو 1894 يتضمن الغاء المادة الثالثة من الاتفاق البريطاني البلجيكي يمتد من تنجانيقا حتى بحيرة ألبرت. ومن أسباب معارضة فرنسا لهذا الاتفاق أنها أيقنت أنه كان ضمن مخططات الاستعماري الكبير سيسل رودس لربط شمال القارة بجنوبها وأنه تمهيد لتحقيق هذا المشروع.

وأخيرا عقد اتفاق 14 اغسطس 1894 بين فرنسا ودولة الكونغو الحرة اعترفت بلجيكا بالنفوذ الفرنسي بين فرعي الاوبانجي موبومو وولي – وأن يكون لفرنسا حقوقا سياسية في موبومو وتنازل ليوبولد عن فكرة احتلال منطقة بحر الغزال ليبقى الميدان مفتوحا أمام الفرنسيين ومن ناحية أخرى تركت فرنسا لدولة الكونغو الحرة استئجار منطقة اللادو.

على أن فرنسا حاولت الاستفادة فيما بعد من تواجدها في المنطقة لمد نفوذها الى حوض النيل الا أن بريطانيا وقفت لها بالمرصاد وتمثل ذلك في حادثة فاشودة الشهيرة 1898 التي استبعدت فيها فرنسا نهائية من أعالي النيل، كذلك فشلت في ربط ممتلكاتها الواقعة في غرب القارة بممتلكاتها في شرق القارة. رغم المساعدات التي حصلت عليها حملة مارشان من لاگارد حاكم الصومال الفرنسي ومن الملك منليك ملك الحبشة وهكذا سيطرت فرنسا على اقليم اوبانجي تشاري بواسطة سلسلة من المعاهدات ولكنها رغم ذلك لم تنجح في مد نفوذها منه الى منطقة أعالي النيل.

طابع بريدي من فئة 1 سنتيم، اصدار عام 1924 عليه كتابتان مختومتان.

فيما بين 1915 و1931، طُبعت طوابع لاستخدامها في اوبانگي-شاري، وفيما بعد تم طباعتها خصيصاً للمستعمرة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً


المصادر

  1. ^ إلهام محمد علي ذهني (2009). بحوث ودراسات وثائقية في تاريخ أفريقيا الحديث . مكتبة الأنجلو المصري.

وصلات خارجية