مرسى ليس ثوريا وليس قوميا
بقلم روبرت فيسك
- مقالة مفصلة: سعد زغلول
- مقالة مفصلة: سعد زغلول نظرة مغايرة
محمد مرسي ليست ثوريا وليس معدودا من القوميين. وقد وضعت النخبة العسكرية بالفعل الفخاخ له
ولقد يكون سعد زغلول مفتقدا اليوم، بعد الانتخابات التي وسمت "الإسلام و الأمن" بدا وكأنه تبادل للتفاهات
ان المقارنة التى تناول بها السيد فيسك تاريخ سعد زغلول العلمانى ومقارنتها بمكانة محمد مرسى الاسلامي مقارنة غير صائبة ، فشتان بين نهج علمانى ونهج اسلامى فالحالة الوطنية وقت سعدزغلول لم تكن ثورية بقدر ما كانت حراكا اجتماعيا إنطفأ ولم يحقق امانى الشعب ، وسعد زغلول لم يكن ثوريا ولكن الشعب وضعه في موقع لم يكن مؤهلا له بدليل مباحثاته السرية في لندن منفردا دون حضور باقى اعضاء الوفد ، وعندما خيب أمل الشعب إنفض الناس عنه ولذلك قال مقولته ( غطينى ياصفية ) اما الدكتور مرسى فهو نتاج الثورة وجاء من القاعدة الشعبية وتمازجت ثورة الشعب مع مرسى بوصفه نابعا منها معبرا عنها في حالة التحام نادرة تاريخيا فلم يقفز الى سلطة ولكن الشعب منحه الفرصة ولم يهبط بمظلة على كرسى الرياسة ولكنه ناضل مع شعبه لتحقيق امنيات الثائرين في رئيس يحقق احلامهم وطموحاتهم وقد حققت الثورة قدرا من احلام وطموحات الشعب ولا زالت الحالة الثورية مستمرة ، ان المقارنة ظالمة وليس كل مايقدمه فيسك ومن على شاكلته عن واقعنا صائب ، وربما يخفى هوى في انفسهم .
في حين أن 50 مليون مصري كانوا ينتظرون أمس للاستماع إلى أنهم قد انتخبو الرداء الاخوانى المسلم فوق حامل حقيبة مبارك، قمت بزيارة الى منزل سعد زغلول. ليس لإجراء مقابلة، فإن(زغلول توفي قبل 85 عاما ودفن مقابل منزله في ضريح نصب مثل معبد فرعوني) ولكن كما يتمثل الأمرب بالحج لرجل قد خدم مصر بشكل جيد اليوم ، والثورية والقومية التي تنسب إلى حزبه الوفد حيث وقف حزب ليطاول قامة الإمبراطورية البريطانية والزوجة صفية زغلول، كانت واحدة من رائدات الحركة النسائية العظيمة في البلاد . محمد مرسي ليس ثوريا. وليس نصيرا للمرأة لا بل ليس يعد من القوميين. وقد أرست نخبة الجيش بالفعل الفخاخ له . لكن "الدولة العميقة" التي يمثلها منافسه أحمد شفيق، تراجعت أمس . إلى حد ما - ويصل مرسى إلى حد معين فقط - من شأنه أن يكون قد يوازى سعد زغلول.
أحدث حذائي صريرا على الأرض الخشبية المصقولة القديمة، في المنزل المكون من طابقين ، وهو هدية تذكارية مطمئنة من عصر ما قبل القاهرة التى أصبحت واديا للسيارات . صورة زغلول معلقة على الجدار تقريبا - هناك، على الأقل، لديه شيء مشترك مع الحكام المستبدين في مصر - وعلى أعلى الدرج يوجد رفات إثنان من الببغاوات وهما من الحيوانات الأليفة ، و قد ربطا ولم يسمرا بالمسامير إلى العلياء الخاصة بهم. بل هناك الكناري في قفص أن ذهب للقاء صانعه في 1920.
ودلفت الى غرفة تحتوي على سرير وردي واسع مغطى، والنوافذ المغلقة. "10:00، 23 أغسطس 1927"، تقول انه في الزاوية. "هذا هو السرير، حيث وافته المنية"، وصورة سيدة في حجابا أسود وتقول بهدوء، كما لو أن الصبى مازال راقدا لا يزال هناك
فهى نفس غرفة النوم التى اقتحمها جنود بريطانيون ، في 23 كانون الأول، 1921، لإرساله إلى المنفى في قبالة مالطا، ويقول الدليل ويدعي ظلما نحن ذهبنا به قبالة عدن، ولكن هناك جو من الشك حول المكان كله. حمام الزعيم سعد زغلول، على سبيل المثال، به كرسي من الخوص للجلوس في أثناء الاستحمام، وجميع تلك الصور لأعضاء الوفد في وقت مبكر، وفاس على كل واحد منهم. هناك حتى لباس زغلول الذي هو منصب شرفي منصب كرئيس للوزراء، خليط بين معطفا الميجر دومو في وسترة الأوبرا، مع كسوة الذهب من بزة الفيلدمارشال مطرزة حتى الأسفل .
ويجرى فيسك مقارنة بين مرسى وزغلول ، ويقول إنه على العكس من مرسى ، أراد سعد زغلول أن يحيا في مصر عصرية تقدمية وعلمانية، وقال عن حزبه في عام 1919 إن الحركة الحالية في مصر ليست حركة دينية، وهو ما يجب أن يظهره المسلمون والأقباط، و ليست حركة تحض على كراهية الأجانب أو حركة تدعو إلى الوحدة العربية، فمصر للمصريين، وبإمكاننا أن نرى لماذا نشعر بافتقاد سعد زغلول اليوم بعد حملة انتخابية بدا فيها أن كلمتى "الإسلام" و"الأمن" استخدمتا بشكل مبتذل.
ويمضى الكاتب قائلا: إن زغلول لم يكن رجلا مثاليا، فقد فشل في تقديم أى انطباع على الوفود المشاركة في مؤتمر فرساى للسلام الدولى بعد الحرب العالمية الأولى، حيث تجاهل المجتمعون حينها بحماقة مطالبه بالاستقلال، وقد اتهم بالغش في نفقاته خلال رحلته إلى باريس، وأساء لواحد من أقرب أصدقائه بزعمه أنه دخل إلى حزب الوفد فقط لأنه كان غنيا، وفى أيام لاحقة، زحف إلى البريطانيين. لكن الناس العاديين، كانوا يحبونه، وكان وجه مألوفا للمصريين مثلما كان الحال بالنسبة لياسر عرفات مع الفلسطينيين.
وختم فيسك مقاله قائلا" إنه بالنسبة لرجل ولد قبل وقت طويل من هذا الوقت، فإنها لحقيقة كئيبة أن زغلول مات يائسا من شعبه، وكانت كلماته الأخيرة: "غطينى يا صفية، مفيش فايدة".