محمد عواد المزيني
محمد عواد المزيني (ت. 1987)، اعلامي مصري.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مولدة ونشأتة ونسبة
ولد السيد/ محمد عواد ابوعبيد المزيني في اواخر عشرينات القرن الماضي لعائلة مصرية من أكبر عائلات قبيلة مزينة بمديرية القليوبية في جمهورية مصر العربية ، ورحل عن عالمنا في عام ١٩٨٧م بعد حياة مهنية وعائلية حافلة جاب خلالها معظم محافظات القطر المصري من السد العالي باسوان في اقصي الجنوب الي الاسكندرية في اقصي الشمال ومن نويبع بسيناء في اقصي الشرق الي سيدي براني بالسلوم في اقصي الغرب ،وقد كان الاخ الاكبر لخمسة من الرجال والاب لثلاثة من افضل رجال المزينة خلقا وعلما , ويعود نسبة الي عائلة ابوعبيد من قبيلة مزينة العدنانية واخوالة عائلة ابومغنم من قبيلة جهينة القضاعية , وأخوال اولادة عائلة الشلوح من الغناميين الحويطات , فهو عدناني الاصل قحطاني الخال وعمود نسبة الموثق هو : محمد بن السيد بن عواد بن عبيد بن عبد الله بن ناصر بن منتصر من عشيرة النصيرات من ربع الشذاذنة من فرع علوان من احفاد الصحابي الجليل بلال بن الحارث المزني رضي الله عنة صاحب الاقطاع النبوي من قبيلة مزينة من مضر من العرب العدنانية.
حياتة المهنية والعملية
كان الراحل السيد / محمد عواد من أوائل المصريين الذين تم تعينهم في اتحاد الاذاعة والتليفيزيون ودار السينما المصرية في بداية الستينات فور انشاء عالم المصريات الفرنسي جاستون كاميلي تشارلز ماسبيرو Gaston Maspero أضخم مبني علي ضفة النيل في القاهرة كي يصبح مقر للتليفزيون المصري ، والذي هو أقدم التليفزيونات الحكومية في الشرق الأوسط وأفريقيا ، وأصبح يعرف منذ ذلك الحين وحتي الان باسم مبني "ماسبيرو" , وبعد ثورة اللوتس في ٢٥ يناير اصبح هذا المبني محط انظار وسائل الإعلام العربية والعالمية حيث صار المكان المفضل لتعبير عن حرية الرأي للمعتصمين والمتظاهرين من ابناء مصر , وقد بات ينافس ميدان التحرير في شهرتة كمركز للاعتصامات والمظاهرات منذ اندلاع ثورة اللوتس البيضاء.
وقد عمل السيد/ محمد عواد في قطاع الاذاعة والتليفزيون طوال حياتة المهنية , وتنقل مع مراكز الارسال الاذاعية التي كانت تنشأ كل يوم في مختلف محافظات مصر أثناء فترة الستينات تمشيا مع المد القومي وانتشار دور مصر الإعلامي الريادي القومي والعالمي ، فكان من اوائل العاملين في إذاعة صوت العرب ، وكان الراحل محمد عواد يجيد اللغة الانجليزية قراءة وكتابة مما ساعدة في التعامل من الخبراء والفنيين الاجانب في مجال البث الإذاعي ، وامضي معظم حياتة المهنية في اول إذاعة اقليمية بمصر والمنطقة العربية وهي إذاعة الاسكندرية المعروفة " بمركز ارسال أبيس" بمحافظة الاسكندرية حيث تزوج هناك وانجب ثلاثة من أبنائة , ثم عاد بعد ذلك الي محافظة القاهرة واستئانف عملة في المبني الرئيسي (ماسبيرو) حيث كان يشعر دائما بالانتماء لهذا الصرح الاعلامي فلم يكن يذكرة إلا باسم "المبني بتعنا " .
ولقد عاصر السيد/ محمد عواد ثورة يوليو المجيدة منذ انطلاقها في يوليو ١٩٥٢م وحتي وفاة قائدها في ٢٨ من سبتمبر ١٩٧٠م , وكان دائما الحضور في حفلات الثورة السنوية التي كان يقيمها اتحاد الاذاعة والتليفزيون المصري ودار السينما , ورغم حبة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر وإعجابة بانجازاتة التاريخية وإقامتة في محافظة الاسكندرية معقل الناصرية معظم حياتة المهنية ، رغم هذا إلا ان دائرة رفاق ومعارف الراحل محمد عواد كانت تضم رجال من جميع فئات وطبقات الشعب المصري المختلفة ، فمن الاخوان المسلمين كان الشيخ عبدة خليل ومن الصوفيين كان الشيخ رمضان الاسواني ومن الجمعية الشرعية كان الشيخ حسين السوداني بالإضافة الي المثقفين والفنانين مثل المهندس عادل حنا مدير المركز والممثل صلاح منصور وغيرهم ، وظل السيد محمد عواد يعمل باتحاد الاذاعة والتليفزيون التابع لوزارة الاعلام حتي تاريخ رحيلة في عام ١٩٨٧م , وما زال العديد من أبنائة وابناء عائلة ابوعبيد يعملون في هذا الصرح الاعلامي الشامخ حتي الان نذكر منهم م/ ممدوح ابوعبيد , وأ/ ناصر غريب , وسليمان سعيد وغيرهم.
نجاته من الغارة الإسرائيلية علي مصنع أبو زعبل
- مقالة مفصلة: الغارة الإسرائيلية علي مصنع أبو زعبل
أثناء سنوات أقامة السيد/ محمد عواد في محافظة الإسكندرية، اعتاد القيام يزيارة أهله ورفاقه في محافظة القليوبية مصطحبا أسرته أحيانا ومنفرداً أحيانا اخري. وفي فبراير من عام ١٩٧٠م، كان في زيارة خاطفة (منفرداً) إلي الأهل والرفاق بضواحي منطقة أبو زعبل في محافظة القليوبية الواقعة على بعد حوالي ٤٥ دقيقة من شمال القاهرة، فوصل إلي أبو زعبل قادما من وسط القاهرة (محطة رمسيس) مع الساعات الاولي لصباح يوم الثاني عشر من شهر فبراير ١٩٧٠م، واثناء مروره بجوار مصنع أبو زعبل للحديد والصلب المعروف بالشركة الأهلية للحديد والصلب، أغارت الطائرات الإسرائيلية من طراز فانتوم القاذفة على المصنع وأسفرت الغارة عن سقوط ٧٠ سبعين شهيدا من العمال ومن المتواجدين في محيط المصنع وإصابة ٦٩ آخرين ، بالإضافة الي احتراق المصنع وتناثر الجثث في ترعة الإسماعيلية القريبة من المصنع.
وقد كتب الله النجاة السيد/ محمد عواد بمعجزة حيث كان علي بعد امتار من المصنع ونًقل عنه قوله " نطقت الشهادة مرتين. مرة عند سقوط القنابل وسماع الانفجارات، والمرة التانية عند المرور فوق كوبري أبو زعبل، لأن الطائرات كانت فوق روسنا وقلت انهم ضروري حيضربوا الكوبري ". ومن العجيب ان هذة هي المرة الثانية التي نجا الله فيها محمد عواد من الغارات الاسرائيلية، حيث كانت المرة الاولي في عام ١٩٥٦م عندما اغار الطيران علي محطة الارسال الرئيسية لاذعة الراديو والتليفزيون بابو زعبل اثناء العدوان الثلاثي علي مصر. ولهذا طالما كان يردد القول " اعطيني عمر وارميني البحر " ، وقد كتب صلاح جاهين قصيدة تاريخية في اعقاب تلك الغارة بعنوان " احـنا العـمال اللى انقـتلوا قـدام المصنع في ابو زعبل " ، وجدت محفوظة ضمن أوراق ومذكرات محمد عواد بعد رحيله.
دورة في خدمة الوطن والمجتمع
ساهم الراحل محمد عواد في دعم المجهود الحربي كمعظم المصريين لازالة آثار العدوان عام ١٩٦٧م ، فكان من بين المتطوعين بالعمل ضمن الفريق الفني الذي كان يصاحب ام كلثوم وعبد الجليم حافظ في الحفلات الخارجية في دول الوطن العربي مثل الكويت وتونس والسودان وفي دول اوروبا مثل لندن وباريس ، كما كانت زوجتة من بين النساء اللائي خلعن مصاغهن وقدموا ما لديهن من حلي للمجهود الحربي في وقت كان شعار المصريين " ماتقولش اية ادتنا مصر وقول حندي اية لمصر" .
وكان الراحل محمد عواد يتمتع بسمعة طيبة ويحظي بالحب والاحترام سواء في مجال عملة او في الاماكن التي عاش بها مثل الاسكندرية والقاهرة والقليوبية ، ونتيجة لاجتهادة واخلاصة في خدمة وطنة ، حظي بتقدير القيادات الاعلامية مما مكنة من المساعدة في توظيف العديد في اتحاد الاذاعة والتليفزيون نذكر منهم : محمد غانم ، وسيد غريب ، وعبدة سعيد ، وابراهيم ابو روس وغيرهم الكثير ، وحتي بعد رحيلة في عام ١٩٨٧ م ظل سجلة المشرف من اهم الاسباب في تعيين الجيل الجديد مثل مجدي رضوان ، وممدوح عبيد ، وسليمان سعيد وغيرهم ،كما أشتهر الراحل محمد عواد بالصدق والامانة وحفظ اسرار الناس ، فكان الناس يحفظون عندة نفائسهم من وثائق أنسابهم وعقود الصلح والبيع والشراء وغيرها.
سطور من تاريخ عائلة أبو عبيد المزيني
عائلة ابوعبيد المزيني التي ينحدر منها الراحل محمد عواد ويعتبر من ابرز شخصياتها ، هي اشهر عائلات قبيلة مزينة في جمهورية مصر العربية ، وقدمت العديد من الشخصيات البارزة في العصر الحديث . فمن أبنائهاالسيد/ غريب ابوعبيد المزيني (عم الراحل محمد عواد) وهو أول مصري من اصول بدوية يلتحق بالعمل في اول إذاعة مصرية وطنية في عام ١٩٣٤م ( اول إذاعة في الشرق الاوسط وفي افريقيا) وهو صاحب السبق الذي قاد عائلة ابوعبيد للعمل في المجال الإذاعي والإعلامي ، ومن ابناء هذة العائلة الكريمة ايضا الضابط محمد غريب المزيني احد ابطال حرب ١٩٧٣م ، وهو من أوائل من التحق بالقوات المسلحة من المصريين ذو الاصول البدوية ، وذلك في أعقاب إلغاء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر (ذو الاصول البدوية ايضا) لقانون أمتياز العربان الصادر في عهد محمد علي باشا والذي كان يعفي البدو من السخرة والتجنيد نتيجة لشجاعتهم في القتال ومساهماتهم في حروب الدولة المصرية في الحجاز والسودان.
وقد ورد ذكر عائلة ابوعبيد المزيني في العديد من كتب التاريخ والانساب ، فقال عنها المؤرخ الوائلي في موسوعة قبائل العرب " عائلة أبو عبيد، عائلة مصرية معروفة في القليوبية بمصر يرجع نسبها إلى مزينة، ضمن طابخة (عمرو) من مضر من العرب العدنانية " , كما ذكرها المؤرخ محمد سليمان الطيب في موسوعتة ضمن عائلات قبيلة مزينة التي تحضرت في احياء القاهرة المختلفة ،وكانت عائلة ابوعبيد هي اول عائلات قبيلة مزينة التي استوطنت وادي النيل اوائل القرن الثامن عشر عندما بدأ محمد علي باشا اتباع سياسة توطين البدو ، وكانت العائلة تتمركز في بلاد الطور بسيناء معقل قبيلة مزينة قبل أستيطانها بالشرقية والقليوبية ، وقد شملها اول تعداد للعربان في القطر المصري عام ١٨٦٤م ، وكذلك تعداد العربان عام ١٩٠٨م ، ومع مطلع القرن الماضي بدأ أبناء عائلة ابوعبيد بالانتشار في محافظات القاهرة والاسكندرية والاسماعيلية ومرسي مطروح والعودة الي جنوب سيناء للعمل في المجال السياحي , كما استوطن بعض أبنائها قارات العالم الجديد في الولايات المتحدة الامريكية وكندا.
دورة في حفظ انساب وتاريخ قبيلة مزينة
رغم انشغال الراحل محمد عواد ونجاحة في حياتة المهنية ، إلا ان ذلك لم يمنعة من القيام بدور هام في تاريخ قبيلة مزينة ، فلم يتوارث محمد عواد المعرفة بأنساب وتاريخ قبيلة مزينة فحسب ، بل كان له الدور البارز في لم شمل عائلات القبيلة في وادي النيل وتواصلهم مع القبيلة الام في سيناء والقيام بالتوثيق و التأريخ للقبيلة ، وهو الوحيد الذي احتفظ بجميع المخطوطات والوثائق والمستندات التاريخية الخاصة بقبيلة مزينة (وقبائل اخري ذات تاريخ مشترك) منذ دخولها الي أرض سيناء قبل اكثر من خمسة قرون ، فقد كان اجداد الراحل محمد عواد هم شيوخ القبيلة (علوان الاكبر) عندما وطأت أقدام المزينة ارض سيناء في القرن التاسع الهجري ، كما كان اجدادة اول من دخلوا وادي النيل بعد توطين محمد علي باشا للبدو في مديرية الشرقية و القليوبية مع بداية القرن الثامن عشر الميلادي فورث محمد عواد تاريخ القبيلة وانسابها عن اجدادة كابرا عن كابر وحفظة موثقا.
لقد آلت إلي الراحل محمد عواد المزيني مخطوطات تاريخية نادرة عن قبيلة مزينة خاصة وقبائل الطورة عامة (وثائق نادرة ومستندات هامة) ، ويرجع ذلك بالإضافة الي حبة لتاريخ وسعة علمة واستقام شخصيتة إلي ان عبيد الجد المؤسس للعائلة احتفظ بتاريخ القبيلة عند دخول العائلات المزينة الي وادي النيل ، ثم ورثها من بعدة ابنة عواد ، بعد ذلك انتقلت من عواد الي ابنة الاكبر السيد ، ثم سلمها السيد قبل وفاتة الي ابنة الاكبر الراحل محمد عواد عندما كان بجوارة في مرضة الاخير و أوصاة برعاية شئون العائلة من بعدة والاشراف علي أبناء المزينة في وادي النيل ومتابعة أخبارهم ايضا في سيناء ، لأن سيناء كانت لازالت تحت الاحتلال الاسرائيلي في ذلك الحين ، وبعد وفاة والدة قام الراحل محمد عواد مباشرة بتقديم طلب نقلة من إذاعة الاسكندرية الاقليمة (أبيـس) الي اتحاد الاذاعة والتلفيزيون (ماسبيرو) في القاهرة حتي يكون علي مقربة من ابناء المزينة ويتمكن من تنفيذ وصية والدة ،وقد داوم علي متابعة شئون العائلة فكان يقوم بنفسة في بعض الاحيان بجوالات وزيارات لأبناء المزينة في المحافظات المختلفة وعمل الجرد الخاص بالمواليد والوفيات بنفسة والاشراف علي حل قضاياهم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
دورة في لم شمل المزينة بعد نصر اكتوبر
لقد توفي والد محمد عواد وسيناء ما زالت ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي ، فكانت الصلة بين عائلات المزينة في وادي النيل وبين القبيلة الام (في ارض الاجداد سيناء) مقطوعة وذلك منذ نكسة عام ١٩٦٧م ، وكان هذا يشق علي نفس الراحل محمد عواد وخاصة عندما كان يقوم بعمل جرد للعائلات بالشرقية والاسماعيلة كان يتذكر ابناء العمومة في سيناء ويحزن علي انقطاع اخبارهم ، ولهذا كانت فرحتة عارمة في عام ١٩٧٣م عندما سمع بنجاح جيش مصر الباسل في عبور قناة السويس الي ارض الاجداد سيناء الحبيبة ، وقد زاد من فرحتة ان احد أبناء عائلة ابوعبيد المزيني كان من بين الابطال العابرين للقناة والمحطمين لخط برليف ، أنة النقيب محمد غريب عواد المزيني الضابط بالجيش الثاني الميداني وهو أول ابناء عائلة ابوعبيد وأول ابناء قبيلة مزينة علي الاطلاق يخدم في الجيش المصري بعد ان قام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالغاء قانون العربان في أعقاب ثورة يوليو ١٩٥٢م المجيدة .
وبعد عودة سيناء لمصر عمت الفرحة جميع عائلات المزينة في وادي النيل وسيناء وعاد التواصل بين ابناء العم الي سابق عهدة ، وبهذة المناسبة أمر الراحل محمد عواد المزيني بعقد مؤتمر كبيرا للم شمل قبيلة مزينة ، وقد حضرة ممثيلين من جميع عائلات القبيلة في القطر المصري ،وقد لاقي هذا المؤتمر الاستحسان من قبل المسؤلين في ذلك الوقت وذلك لتقوية الروابط بين اهل سيناء وبين ابناء الوادي ، فكان اكبر تجمع حدث في تاريخ القبيلة الحديث علي الاطلاق حتي وقتنا هذا علي الرغم من انعقاد ثلاثة مؤتمرات كبيرة بعدة كان أخرها مؤتمر ٢٠٠٦م ، فرحمة الله علي محمد عواد المزيني حافظ انساب وتاريخ المزينة وجامع شملها.
إسهاماتة في حل قضايا المزينة
ومن طرائف الامور أن محمد عواد كان يتحرق شوقا للتواصل مع ابناء العم المزينة في ارض سيناء اثناء فترة الاحتلال ، ويتطلع الي اليوم الذي يستطيع فية معرفة اخبارهم والاطلاع علي احوالهم ، فكان يقول دائما " امتي يجية اليوم اللي نشوف فية ولادعمنا ونعرف اخبارهم " ، وكان شقيقة حسانين ابوعبيد يرد علية مازحا بالقول " ملحوق ياخويا علي الفاتك" ، ومرت الايام وبعد نصر اكتوبر رجعت الاتصالات مع ابناء المزينة في سينا ، وكانت اول البشاير (علي رأئ اخية حسانين ) وصول وفد من عشيرة النصيرات المزينة في اول زيارة ، وكان يحمل معة قضية كبيرة ، وجاء لطلب تدخل ولاد ابوعبيد لأنهم من النصيرات ايضا ، فكان حسانين ابوعبيد يمزح ضاحكا في الاجتماع ويقول لأخية الاكبر محمد عواد "م قلتلك ملحوق علي الفاتك يامحمد .. مبسوط الحين ".
والغريب ان القضية كانت صعبة للغاية ، لأنها كانت بين عائلتين من قبيلة المزينة ،الاولي من عشيرة النصيرات والثانية من عشيرة السوارية ، وزاد الامر صعوبة ان سيناء في ذالك الوقت لم تكن قد عادت بكاملها الي السيادة المصرية ، حيث تقطن العائلة الثانية في اقصي الشرق علي خليج العقبة فكانوا لازالوا تحت إدارة الاحتلال ، ولاكن جزئ من هذة القضية تم حلة ، والجزئ الاخر استمر حتي بعد رحيل محمد عواد ، ولم تنتهي هذة القضية إلا في بداية التسعينات وكان المرحوم الشيخ سالم جمعة ابوصبحة من المتابعين لها ، فرحم الله الجميع.
وثائق ومخطوطات ابوعبيد التاريخية النادرة
طبقا لتقاليد العائلة المتبعة , فقد انتقلت الوثائق والمخطوطات التاريخية النادرة الخاصة بقبيلة مزينة (وقبائل اخري ذات تاريخ مشترك بعد رحيل محمد عواد في عام ١٩٨٧م الي أكبر أبنائة وهو الباحث نبيل عواد المزيني مؤسس ورئيس مركز المزيني للدراسات والابحاث والذي ورث حب التاريخ والانساب عن والدة، فقضي سنوات في دراسة وتوثيق تاريخ العربان في مصر والوطن العربي وقام بإجراء بحوث ميدانية وتاريخية زار خلالها صعيد مصر والاسكندرية واحياء القاهرة القديمة قبل ان يهاجر الي امريكا في بداية التسعينات , وقد مكنة إستطانة بالولايات المتحدة الامريكية من الاطلاع علي ما كتبة علماء ومؤرخي الاستشراق عن قبائل البدو وتاريخها في سيناء والجزيرة العربية.
المصادر والمراجع
- دار الوثائق القومية المصرية
- ارشيف اتحاد الاذاعة والتلفيزيون
- رسالة دكتوراة عن قبيلة مزينة العدنانية
- موسوعة قبائل العرب لعبد الحكيم الوائلي
- موسوعة القبائل العربية لسليمان الطيب
- قبائل العرب في مصر لاحمد لطفي السيد
- الدفاتر العثمانية بغرفة الباب العالي باستنبول
- تاريخ سيناء القديم والحديث لنعوم شقير
- جريدة اليوم السابع عدد مايو ٢٠٠٩م
- جريدة المصري اليوم عدد يناير ٢٠٠٩م
- مركز المزيني للدراسات والابحاث.