الحميدي

(تم التحويل من محمد بن فتوح الحميدي)

أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن حميد الأزدي (قبل 420-488 هـ/1029-1095م)، محدث ومؤرخ وأديب. وهو الفقيه الظاهري، تلميذ الإمام علي بن حزم الأندلسي.

ولد في جزيرة ميورقة في الأندلس، وتنقل في الحواضر الإسلامية. فزار مصر والشام والعراق والحجاز، وانتهى به المطاف في بغداد، حيث أقام فيها إلى أن توفي، ودفن إلى جانب قبر بشر الحافي المتصوف الزاهد (ت 227هـ).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مصنفاته

وأبرز مصنفاته:

  • «الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم»،
  • «تفسير غريب ما في الصحيحين»،
  • «الذهب المسبوك في وعظ الملوك»،
  • «تسهيل السبيل على علم الترسيل»،
  • «المتشاكه في أسماء الفواكه»،
  • «نوادر الأطباء»،
  • «أدب الأصدقاء»،
  • «وذم النميمة»،
  • «تحفة المشتاق في ذكر صوفية العراق»،

إلى جانب مقطوعات شعرية مبثوثة في كتب التراجم والأدب.

ويظهر هذا التنوع في مؤلفات الحميدي من حديث وتراجم ووعظ وأدب ونوادر سعة علمه وتنوع ثقافته. وتُظهر أشعاره طباعه، إذ نرى فيها دعوة إلى الزهد والتحلي بالورع ومحاسن الأخلاق. وتقدم هذه الأشعار وما بثه في مؤلفاته من مختارات شعرية صورة واضحة لذوقه الأدبي الرفيع وإحساسه المرهف بجمال الشعر.

هيأت رحلة الحميدي إلى المشرق فرصة تعرف المناخ الثقافي والعلمي هناك، فاطلع عن كثب على ما وصل إليه، مما جعله يميل إلى المقارنة بين حال الثقافة في المشرق وحالها في بلاد المغرب والأندلس، ويمكن للدارس أن يقف على ذلك من خلال ما أورده في كتابه «جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس»، وهو أبرز كتاب وصل من تأليفه. وكان قد صنفه في بغداد من حفظه بإسناد إلى شيخه ابن حزم، وفي هذا ما يؤكد حفظه ورسوخه في العلم.

وجاء في مقدمة «الجذوة» كلام للحميدي يعتذر فيه عن التقصير الذي قد يقع منه عند الترجمة لبعض الأعلام، لأنه لم يصحب معه كتب علماء الأندلس، ولم يجد هذه الكتب في بغداد. ولعل في هذا ما يستدل به على عدم احتفال المشارقة بكتب المغاربة.

يبدو في كتاب «الجذوة» اهتمام الحميدي الثقافي. فبعد الحديث عن تاريخ الأندلس السياسي وسيرة ولاتها وأمرائها في مطلع الكتاب، ترجم لرجال الحديث والفقهاء والمؤرخين، مع تركيز واضح على رجال الحديث، فكان يذكر اسم العالم، وقد يتبعه حتى الجد العاشر، ثم يذكر كنيته، ثم يعرض نماذج من شعره ومطارحاته إذا توافرت، وقد يورد بعض القصص والطرائف، مما يزيد الكتاب أهمية أن بعض المرويات في «الجذوة» لا نجدها عند غيره من المؤلفين الأندلسيين. بل إن الذين جاؤوا بعده نهلوا منه واعتمدوا عليه في مروياتهم. فهذا الضبي أحمد بن يحيى بن عميرة (ت 599هـ) يثني على كتاب «الجذوة» ومؤلفه ويذكر ما استفاده منه، يقول في مقدمة كتابه «بغية الملتمس» (ولم أجد في كتب من تقدم كتاباً أقبل من كتاب أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، إلا أنه انتهى فيه إلى حدود الخمسين وأربعمئة فاعتمدت على أكثر ما ذكره... وتممت من حيث وقف).

لم يكن اهتمام الحميدي برجال الحديث والفقه ليقف عائقاً أمام الباحث في جوانب أخرى من جوانب المجتمع الأندلسي. ففي الكتاب كثير من القضايا السياسية والاجتماعية والأدبية تصاحب ترجمة الرجال، ويمكن لعالم الاجتماع أن يتعرف حال المجتمع الأندلسي من خلال القصص والطرائف المبثوثة في الكتاب. ويمكن كذلك الإلمام بالمستوى الثقافي الذي كانت عليه البلاد في ذلك الوقت الذي كثرت فيه الفتن إبان ظهور دول ملوك الطوائف.


المصادر

  • نايف شقير. "الحميدي (محمد بن فتوح -)". الموسوعة العربية.

للاستزادة