وفيات الأعيان
كتاب وفيات الأعيان لمؤلفه ابن خلكان
هو كتاب في علم التراجم، يعتبر من أهم المصادر في التراجم. كما يعتبر كتاب في التاريخ ومنه التاريخ الأدبي، إلا أنه كتاب تراجم أكثر منه كتاب تاريخ.
أدرج الكاتب في بعض تراجمه تاريخا للصفاريين وتاريخا للسلاجقة وتاريخا للعبيديين وتاريخا للأيوبيين .
قام الكاتب بترجمة ما يزيد عن 850 علما لمختلف الخلفاء والأمراء والوزراء والعلماء وغيرهم
أبان ابن خلكان عن طبيعة تأليفه في مقدمته التي صدَّر بها الكتاب فقال فيها: "ولم أقصر هذا المختصر على طائفة مخصوصة من العلماء أو الملوك أو الشعراء... بل كل من له شهرة بين الناس".
ومع ذلك فإن ابن خلكان لم يعمد إلى ذكر كافة الأعلام المشاهير، فقد أغفل تراجم معظم الصحابة والخلفاء ومن في حكمهم وركّز على أعلام زمنه. ولعلنا نجد له مخرجًا لأن هؤلاء المشاهير قد استوفاهم كثير ممن ألّف في التراجم، لذا جعل عمدته مشاهير عصره ومن يقع السؤال عنهم في زمانه فأضاف إلى تراث التراجم مادة أصيلة لا غنى للباحثين عنها.
ومع أن المؤلف قصد إلى الاختصار وجعله رائده في ذلك، إلاّ أنك كثيرًا ماتجده يطيل في بعض التراجم ويسهب في ذكر الروايات التاريخية والأشعار حتى وصل في بعض التراجم إلى عشرين صفحة أو نحوها. ورغم ذلك فقد حوى الكتاب قرابة ألف ترجمة. وقد بدأ ابن خلكان كتابه مفضلاً مبدأ السنين في ترتيب التراجم، ثم وجده عسيرًا فعدل عنه إلى الترتيب الهجائي، وهو المنهج السائد لدى كثيرين ممن صنفوا في التراجم، وقد عرض لذلك في مقدمة الكتاب فقال: "ورأيته على حروف المعجم أيسر منه على السنين، فعدلت إليه والتزمت فيه تقديم من كان أول اسمه الهمزة ليكون أسهل للتناول، وإن كان هذا يفضي إلى تأخير المتقدم وتقديم المتأخّر وإدخال من ليس من الجنس بين المتجانسين".
وتميّز الكتاب على سائر كتب التراجم بعناية مؤلفه بإثبات سنة الولادة والوفاة متى تيسّر له ذلك، وبلغ من عنايته بذلك أنه كان يسقط الترجمة كلها إذا لم يوفق في الوقوف على سنة الوفاة ويعتذر عن ذلك بقوله عن بعض التراجم: "ولم أظفر بوفاته حتى أفرد له ترجمة". وهذه الحفاوة بذكر التواريخ، بالإضافة إلى غزارة المادة وسداد المنهج وسهولة التناول، جعلت الكتاب في صدارة كتب التراجم العامة.
لذلك حظي الكتاب باهتمام الباحثين منذ القدم فأكمل ابن شاكر الكتبي بعض نواقصه بكتابه المسمَّى فوات الوفيات كما ألف صلاح الدين الصفدي كتابًا يُعدُّ ملحقًا له سمّاه الوافي بالوفيات
أما في العصر الحديث فقد بلغ من عناية الناس به أنه طبع نحو سبع طبعات.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انظر أيضا