محمد أبو القاسم حاج حمد
محمد أبو القاسم حاج حمد (و. 1942 - ت. 20 ديسمبر 2004[1])، هو سياسي ومفكر وكاتب سوداني، وأحد مؤسسي الثورة الإرترية والمستشار السياسي للرئيس إسياس أفورقي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
السنوات المبكرة
وُلد في نوفمبر 1942 في قرية مقرات بالشمالية. درس في الكتّاب والتحق بمدرسة إعدادية في بورتسودان وحصل على دراسته الثانوية من مدرسة في عطبرة. وطرد مع آخرون من المدرسة الثانوية عام 1963 بسبب مظاهرة قادها الطلاب ضد نظام عبود وتأييداً لثورة الكونغو التي كان على رأسها لوممبا. أكمل تعليمه في كلية الأحفاد بأم درمان، ولم يحز على أي شهادة جامعية، وانغلقت أبواب الكلية الحربية والشرطة في وجهه، فاتجه للتثقيف الذاتي، في تلك الفترة وحتى في الأحفاد لم يعد يستسيغ الدراسة المدرسية، ولم يكمب باقي الإمتحانات. في نهاية 1963 بدأ في التثقيف الذاتي والذي بدأ معه منذ فترة مدرسة عطبرة الثانوية، الوقت الذي كان يقضيه في مكتبة المدرسة كان أكثر من الوقت الذي كان يقضيه في الدراسة أو في الداخلية، كان معروفاً أن مفتاح المكتبة عند محمد أبو القاسم حاج حمد.
بدايات التكوين
بعدها حدث إرتباط ببدايات الثورة الإرترية التي كان بها 13 جندياً في إرتريا نهاية 1963، تلك الفترة تزامنت مع تحالف بين هيلا سلاسي وعبود، أُعتقل الإرتريون وطردت قياداتهم فوجد نفسه حلقة وصل بين القيادات في الخارج وبين العسكريين المقاتلين في الدخل بحكم الأمر الواقع، فتخصص في تهريب الأسلحة واختلاس الأدوية من السلاح الطبي ومخازن الذخيرة التابعة للجيش ويهرِّبها إلى إرتريا كان مقرهم السري في السجانة وفي مخزن الدقيق لعلي السيد، إلى أن قامت ثورة أكتوبر.
بداية نضجه الفكري والسياسي كان في ثورة أكتوبر، كاكن كثير التردد على الجامعة ومكتبتها وهذا ربطه بمجموعة من الطلاب الجامعيين حتى أعتقد البعض أنه طالب بجامعة الخرطوم لتواجده كثيراً بمكتبة الجامعة.
وكل الأبحاث التي كان يقوم بها كانت في مجال الفلسفة والتاريخ بحكم ارتباطه بالثورة الإرترية، وصدر عنه أول مؤلف وهو في عمر 22 سنة سميته الوجود القومي وطبعته مطبعة الزمان، وهو يجمع بين الرؤية القومية والتاريخية الفلسفية الأولية، والإهداء كان لاخوانه في أرض الربيع الدائم هذا الإهداء مستمد من كتاب ألفه حاكم عام إرتري اسمه (كلفاسكي) يعتبر إرتريا أرض الربيع الدائم، لا يمكن أن يكتب إرتريا لوجود حكومة عبود لذلك كتبت أرض الربيع الدائم، طرح فيه معالم الفكر القومي السوداني بموجبه تكونت أول حلقة في جامعة الخرطوم أسست النواة الأولى للحزب القومي السوداني وكانت مفاجأته أن الحزب الشيوعي عقد إجتماعاً مهماً جداً لمناقشة أمر الحزب القومي السوداني، في البداية كانوا يعتقدون أنه حزب عنصري (نوبي أو جنوبي) ولكن كان به شماليون ويتحدثون عن القومية السودانية، الحزب كان يمثل جسراً بين السودان وإرتريا على أسس مبكرة للمفهوم السائد على كونفدرالية القرن الأفريقي، إنزعج منه الشيوعيون لطرحه الإشتراكي، وانزعج منه القوميون العرب بكافة فصائلهم الناصريين والبعثيين بحكم طرحه للقومية السودانية وبدأ في معارك فكرية وهذه أنضجته جداً، ولكن خلافات القيادات الإرترية بين بعضها وتمزق الداخل الاريتري جعله دائماً محور تلطيف للصراعات، يلطف الصراعات في الداخل الثوري ويكون على علاقات مستمرة مع المبعوثين والسفراء، وفي تلك الأيام إنتبه إليهم الإتحاد الوطني المغاربي الذي أسسه المهدي بن بركة إتحادي قوى الشعب المغربية العاملة وأوفد لهم أول ما أوفد الباهي محمد وكان أحد أميز الكتّاب وكان مسؤول صحيفة المجاهد الناطقة بلسان الثورة الجزائرية كأول محاولة للتعرف على ثورة السودان وثورة اريتريا وفي نفس الوقت بدأ الثوار الأفارقة ومن مختلف المنظمات يأتون إلى السودان بعد ثورة أكتوبر ليتعرفوا على الثورة،
صراع الهوية
حدث الآتي إضطرر أبو القاسم أمام نمو الثورة الإرترية وضعف الكادر فيها وبالذات كانت مستحكمة في المنطقة الغربية إضطررت أن أكلف بأدوار في المنطقة العربية على المستوى الإعلامي وعلى مستوى إيجاد علاقات مع العرب، هنا كان التعرض للمسيرة الكبرى طالما كان يتحدث بلسان عربي مبين عربي سوداني والعرب يدعمون إرتريا تعاطفاً في تلك البدايات وهو في الساحة العربية ولديه إنفتاحات سابقة بمختلف التجارب في الساحات السياسية والعربية أي الكل قد حاول إحتوائي، إذا قال لهم انه لا زال يمر بمرحلة قلق في تكوين الهوية، فالحديث عن تكوينه الأفريقي يثير إمتعاضهم وبالذات التصور للقومية العربية مفهومة على نسق أوروبية عنصرية وفيها شوفانية، ويذكر أنه عندما كان أذهب إلى المكتبات الإنجليزية في بيروت ويشتري أي كتاب لنهرو أو نكروما أو لوممبا هذا كان يثير كثيراً من إنزعاج الثوريين العرب الذين كانوا يتساؤلون عن هذه الكتب التي يقرأها ولكن كنت أحمل السودان في دواخله وهؤلاء كانوا يمثلون بالنسبة له جزءاً من سودانيته فهذه لا يمكن أن يفهموها له أنه سوداني أفريقي عربي فكان في فترة مبكرة يكتشف سلبيات الرؤية القومية العربية لدى مختلف الحركات العربية واستعصي على الإنتماء بتحايل شديد، الوحيدون الذين تقارب معهم ليس البعث إنما حركة الإشتراكيين العرب في السودان، والتي كان من أبرز قياداتها بدر الدين مدثر ومحمد علي جادين كنت أكثر إنفعالاً مع هؤلاء لماذا؟ لأنّهم طرحوا الخط العربي التقدمي العام وهو خط لا يلتزم بأي تنظيم عربي محدد وإنما ينفتح على كل التجارب الثورية القومية العربية الإشتراكية ونفس الهوى الذي كان في نفسه منذ مقابلته مع الباهي محمد ومجموعة بن بركة في المغرب ومجموعات حركات القوميين العرب والبعثيين يعني خط لم يكن يلزمه بقيد حزبي حين تخلوا هؤلاء عن الخط العربي التقدمي العام ومنظمات الإشتراكيين العرب تركهم وبدأ يبني منذ ذلك الوقت بالمنهج الخاص الذي يلعب فيه كتاب الوجود القومي دائرة مركزية لأنّ انتمائه للغير ليس إغتراباً عن السودان ليكون ثورياً أفريقياً أو ليكون ثورياً عربياً، كان إنتمائع للغير من خلال إنتمائه للسودانية يرى في الآخرين أبعاداً مكملة ولا يرى في الآخرين إستلاباً للذات السودانية لكن الفرق بين فكره المتأخر وفكر الوجود القومي هو أن الوجود القومي كان سودانية صرفة منغلقة والتطور الذي إكتسبه هو سودانية متفاعلة مع الأرجاء العربية والأفريقية، في هذا الأثناء وهو أعمل كمسؤول في الثورة الإرترية في مختلف المجالات، مسؤول تخريج ضباط إحتياط في معسكر قلا لتخريج من هم دون ضباط الإحتياط والإشراف عليهم، مسؤول عن الإعلام في بيروت، مسؤول عن علاقات سياسية، مسؤول عن جلب الأسلحة من قناة السويس عبر البحر الأحمر إلى الساحل الإرتري كل هذه المسؤوليات المركبة جعلتني سوّاحاً أسافر من منطقة إلى أخرى.
البحث العلمي وبداية الإنطلاق
كات دائماً لصيق الصلة بالجامعات ومراكز الأبحاث والندوات، الكمية التي كان يقرأها أكثر من البرامج المقررة على الطلاب ويمكن أن يشاركهم في قراءاتهم هم أنفسهم حتى إكتسب صفة الباحث العلمي الأكاديمي المتخصص بالذات في مجالات الفلسفة والتاريخ والعلوم السياسية والعلوم الإجتماعية ولهذه الفروع الأربعة ومن وقت مبكر بدأ كثيرون يطلقون علييه إسم دكتور وأستاذ.
وفي إطار هذا التطور وجد نفسه عضواً كبيراً من المجامع العلمية ومستشاراً للمعهد العالمي للفكر الإسلامي في واشنطن، وعضواً مشاركاً وباحثاً في العديد من المؤتمرات وبصعوبة كان يسحب كلمة دكتور من قائمة المشاركين من الورقة المطبوعة ليرسلها لهم ويقول لهم إنه لا يملك شهادة جامعية ويقولون هذا تواضع أنت أستاذ ودكتور. وبدأ يحاضر في كثير من ندوات جامعة ماليزيا العالمية الإسلامية، يشترك في مؤتمرات المناهج كليات الشريعة، كليات التربية في الأردن، وكانت لديه نشاطات مكثفة بين شيكاغو وواشنطن في إعداد محاضرات في العديد من المسائل الفلسفية الشائكة بالنسبة للفكر الإسلامي.[2]
وبدأ مشروعه الأساسي للكتابة في 1975 قبلها كتب عن الوجود القومي للسودان وكتب كتاباً عن الأبعاد الدولية لمعركة إرتريا وهذه أول مرحلة لدخوله تعلم الفكر الأستراتيجي وكيفية التعامل معه والتعامل مع المتناقضات الإقليمية والدولية، ثم كتب الثورة والثورة المضادة في السودان وكان يريدها ثورة للخلاص من الطائفية، ولتحقيق المرحلة الوطنية الديمقراطية التي تعتمد على القوى الحديثة وكادر المثقفين وكان ذلك الطرح واضحاً في كتاب الثورة والثورة المضادة في السودان الذي صدر عام 1970.
ولهذا الكتاب قصة النقلة الفكرية التي عاشها لأنّه بعد ثورة 1964، الحزب الشيوعي السودان وضع مخططاً لتمزيق الوسط الذي يتكون من الختمية، الحزب الوطني الاتحادي وتبنى هو وحدة الوسط، وكتب عدة مقالات حول أزمة الثورة السودانية، ضرورة وحدة الوسط، وهذه المقالات موجودة بكاملها في دار الوثائق السودانية، كان يقول إنّ المرحلة ليست لقيادة اليسار الشيوعي وليست لقيادة اليمين المتمثل في حزب الأمة وإنّما هي لقيادة الوسط والمثقفين والقوة الإجتماعية الحديثة في جبهة عريقة وردّ عليّ عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي السوداني رداً عنيفاً في مقالات عن الثورة السودانية وأزمة الوسط موجودة أيضاً في دار الوثائق، هو رد عليه في جريدة الميدان وكتب هو المقالات في جريدة الجماهير هذه مشار إليها في كتاب السودان في المجلد الأول لمن يريد الرجوع إلى نصوص تلك المقالات، فكان يعيش أزمة الوسط داخل السودان وحين كتب كتاب الثورة والثورة المضادة في السودان تمنى أن تؤدي ثورة مايو إلى وحدة الوسط، وتبعد اليسار واليمين لا أن تتحالف مع اليسار ضد الوسط ومن هنا جاء خلافه عنيفاً مع الحقبة الشيوعية في فترة نميري الأول 69 - 1971م بالرغم من أن هذه الفترة كل الشيوعيين والقوميين العرب تحالفوا مع النميري ووقف هو بمعزل عن التحالف مع نميري - وأدان حتى ضرب الجزيرة أبا وأدان العلاقات مع مصر من زاوية التبعية، فكان موقفه مع الوسط، ولكن بعد أن طردت مايو الحزب الشيوعي السوداني، في 1971، عاد وكتب السودان بين مايو 1969 ويوليو 1971، أدان تجربة اليسار ونادى مجدداً بوجود الوسط والقوى الإجتماعية الحديثة والمقالات نشرت بأكملها في جريدة الأيام، وكان هناك حوارات مع جعفر محمد علي بخيت رحمه الله.
رحلة الشك إلى بيروت
بعدها دخلت في مرحلة إعداد المشروع الرئيسي «العالمية الإسلامية الثانية».. «جدلية الغيب والإنسان والطبيعة».. لاحق هذا المشروع انعزل في إحدى جبال لبنان، هو والجبل والخلوة والقراءة كانت مرحلة ولادة فكرية قاسية، الغوص في الفلسفة بشقيها الأوروبي والعربي، ورؤية التصوف مجموعات ما كتب عن السودان كل هذا الكم المتلائم من 1975 يكتب ويقرأ ويمزق حتى خرج كتاب جدلية الغيب والإنسان، والطبيعة عام 1979 الكتاب هو رؤية جدلية في علاقة الله مع الإنسان والكون.
السنوات الأخيرة
عمل مستشاراً علمياً للمعهد العالمي للفكر الإسلامي في واشنطن. عام أسس مركز الإنماء الثقافي في أبو ظبي وأقام أول معارض الكتاب العربي المعاصر بالتعاون مع العديد من دور النشر اللبنانية. أسّس في قبرص دار الدينونة لإعداد موسوعة القرآن المنهجية والمعرفية، ومجلة الاتجاه التي تعنى بشؤون الفكر والاستراتيجيا في نطاق الوسط العربي والجوار الجغرافي.
منذ عام 1981، ظل مقيما بين الخليج وبيروت التي اصطفاها مقرا دائما له لتوفر مصادر المعرفة فيها. ووضع فيها مؤلفه الذي لخص فيه رؤيته التجديدية في الفكر الاسلامي، وشرح فيه العلاقة الجدلية بين الانسان والغيب والطبيعة (العالمية الاسلامية الثانية) في مجلدين، والكتاب منحي اخر من مناحي حاج حمد وافيائه الوريفة، فهو فيلسوف مهتم بعلم الاديان المقارن والفلسفة الاسلامية.
مؤلفاته
- السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل
- الحاكمية[3]
- جدلية الغيب والإنسان والطبيعة، العالمية الإسلامية الثانية
- القرآن والمتغيرات الاجتماعية والتاريخية
- تشريعات العائلة في الإسلام
- جذور المأزق الأصولي
- حرية الإنسان في الإسلام
- أبستمولوجية المعرفة الكونية
- منهجية القرآن المعرفية، أسلمة فلسفة العلوم الطبيعية والإنسانية
- الأزمة الفكرية والحضارية في الواقع العربي الراهن
- كتاب العربية السعودية قدرالمواجهة
- لاحرب دون مصر
- لاسلام دون سوريا
- لاتطبيع دون السعودية
- نحو وفاق وطني رؤية استراتيجية
- المواطأة في افغانستان
- الصراعات القبلية في السودان
- كونفيدرالية القرن الافريقي
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مأثورات
- "(في اي صراع دولي، ينحاز المجتمع الدولي تلقائيا لإثيوبيا.)"
المصادر
- ^ "جزئيات مكمله لسيرة محمد ابو القاسم حاج حمد". الحوار المتمدن. 2005-12-23. Retrieved 2013-01-10.
- ^ "الراحل محمد أبو القاسم حاج حمد يروي قصة حياته". موقع العالمية الإسلامية. 2011-06-08. Retrieved 2013-01-10.
- ^ محمد أبو القاسم حاج حمد، دار الساقي