مؤتمر جوبا (1947)
مؤتمر جوبا، هو مؤتمر عقد في 12-13 يونيو 1947 حضره مندوبون من بريطانيون وسودانيون في مدينة جوبا، عاصمة اقليم جنوب السودان. وترأس المؤتمر جيمس روبرتسون، آخر سكرتير إداري بريطاني بالسودان، وهو ثاني أكبر سلطة بالبلد بعد الحاكم العام.
عقد في 13 يونيو 1947 مؤتمر بجوبا لمناقشة مسألة الجنوب تحت رئاسة السكرتير الاداري السير جيمس روبرتسون، وقد حضره مديرو المديريات الجنوبية الثلاث، ومدير شئون الخدمة، وسبعة عشر جنوبيا من زعماء القبائل المثقفين، وستة من الشماليين. وقد توصل المؤتمر الي ان رغبة الجنوبيين هي الاتحاد مع الشماليين في سودان موحد.. وقد قبلت الحكومة هذا القرار وجعلته أساسا لسياستها الجديدة، وحاولت إزالة بعض الحواجز التي اصطنعتها بين الشمال والجنوب، فأدخلت تعليم اللغة العربية في مدارس الجنوب فوق الأولية سنة 1950.[1]
وبالرغم من أن بريطانيا قد غيرت من سياستها نحو الجنوب في نهاية الأمر، الا أن تلك السياسة قد تركت جوا من التشكيك، وعدم الثقة، عند الجنوبيين نحو الشماليين، وخلقت من أسباب الفرقة والصراع بين الشمال والجنوب ما جعل مشكلة الجنوب تستمر، وتتفاقم، الي الحد الذي أدت فيه الي حرب أهلية طويلة.
وعندما نشأت الاحزاب الشمالية في الشمال، ولجات الي اسلوب المفاوضات مع دولتي الحكم الثنائي، لم تشرك الجنوبيين معها.. وعند قيام وفد الاحزاب الي مصر لم يكن الجنوبيين ممثلين فيه، الأمر الذي زاد من شعور الجنوبيين بالعزلة، وهكذا لم تحرص الاحزاب الشمالية علي توثيق صلتها بالجنوبيين.. وعقب اتفاقية 1953 المصرية - البريطانية والتي أعطت السودان الحكم الذاتي وحق تقرير المصير، أعلن الساسة الجنوبيون ان هدفهم هو إقامة نظام فدرالي في السودان يمنح بمقتضاه الجنوب الحكم الذاتي. وقد أصبح الحكم الذاتي هو المطلب الأساسي للجنوبيين بعد الإستقلال، الا أن بعض المتطرفين منهم كانوا يطالبون بالإستقلال التام.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مقدمة
الحركة الوطنية بدأت تظهر في شمال السودان وتمكن علي عبداللطبف من تكوين اللواء الأبيض. وقام في يونيو 1924 بانتفاضة اشترك في تدبيرها بعض المصريين بالسودان إلا أنه لم يشترك أي مصري. في القاهرة قتل السير لي استاك وكان حينها سردار الجيش المصري وحاكم عام السودان في نوفمبر 1924.
علي ضوء ذلك كان رد فعل اللورد اللنبي المندوب السامي في مصر عنيفا وقام بانذار مجلس الوزراء المصري وسحب كل الوحدات المصرية من السودان وكذلك تم تخفيض رتب كل المصريين من ذوي الرتب العليا ثم طرد كل المصريين العاملين بالسودان وايضا تم السماح للحكومة السودانية بزرع اي مساحة يحتاجها السودان بدلا من المساحة التي كان يحظر علي السودان ان يتعداها وهي 300,000 فدان. كان رد الفعل في السودان هو تمرد 2 فصيلة من الكتيبة الحادية عشر من السودانيين وتحركتا نحو قصرالحاكم العام ولاحقا قامتا باحتلال مستشفي النهر وتم الصمود هناك حتي استشهاد اخرضابط وجندي من القوة الثائرة. انصار الوحدة مع مصر كانوا يتوقعون اشتراك عناصر مصرية مما أغضبهم عندما لم يشترك احد.
سكان الجنوب حتي ذلك الوقت لم يتفاعلوا بعد مع المتغييرات السياسية والاجتماعية في شمال السودان. في عام 1922 صدر قانون الجوازات والاذونات ( Passport and Permits Law) ويطلق عليه ايضا قانون المناطق المقفولة والقانون ينص علي علي حظر التحرك للجنوب إلا باذن من مدير المديرية أو السكرتير الاداري وكان الهدف منع المصريين والسودانيين والاجانب من دخول الجنوب وبالتالي تم قفلوا عزل الجنوب حتي عام 1947 . حدث كل ذلك في أطار ما عرف (بسياسة جنوب السودان) والتي كان لها أثارها الضارة بعد استقلال السودان.
صدر بعد ذلك تقرير ملنر (Milner's Report) والذي تم اعداده بعد الاضطرابات في مصر والتقرير نص علي استخدام السلطات القبلية في الادارة أي افساح المجال لزعماء القبائل للمشاركة في الادارة وكان السير لي استاك يرغب استخدام هذه السياسة . السير جون مفي والذي حضر من الهند لاحقا ليشغل منصب الحاكم العام قام بتطبيق هذ السياسة عام 1925. من مزايا هذا النظام انه غير مكلف ولكنه اغضب الطبقة المستنيرة في السودان وفي نفس الوقت كانوا يعتقدون ان اللامركزية حسب هذا الاسلوب تناسب قطرا شاسعا كالسودان.
نسبة لضغوط الحركة الوطنية في السودان قررت الحكومة اشراك السودانيين في حكم السودان بالتدريج وفي عام 1942 قام السير دوقلاس نيوبولد السكرتير الاداري بتسليم مجلس الحاكم العام مذكرة بخصوص اشراك السودانيين في الحكم وأوصي بالاتي:
- مجلس استشاري لشمال السودان .
- منح مجالس المدن التنفيذية سلطات تنفيذية ومالية منفصلة ودعمها بالما ل اللازم.
- تكوين مجالس مدن ( أستشارية وللاشراف والمراقبة)
- اشراك السودانيين في في الحكومة المركزية ومجالس المديريات.
-الاسراع في احلال السودانيين للوظائف التي يشغلها البريطانيين
تم التصديق علي كل المقترحات ثم تم التصديق علي قانون المجلس الاستشاري ومجالس المديريات في سبتمبر 1943 . القانون انتقده الكثيرون نسبة لاشراك عدد كبيرمن زعماء القبائل وعدم تمثيل الجنوب في المجلس الاستشاري مما اغضب بعض الفئات في شمال السودان واظهر ذلك رغبة الادارة في فصل جنوب السودان. انعقدت الجلسة الثانية في ديسمبر1944 وعلي ضوء ذلك يعتبر ان ما تحقق يمثل نجاحا نوعا ما . كان المجلس منبرا للنقاش وقراراته غيرملزمة.
Henderson, the Republic of Sudan, P.89.
هندرسون كتب ايضا The Making of Modern Sudan) ) وعمل حاكما لدارفور خلفا لنيوبولد في هذا المنصب وفي كتبه كان يمجد اعمال وسياسات نيويلد.
مؤتمر السودان الاداري اعلن عنه في ابريل 1946 وتعيين السكرتير الاداري سير جيمس روبرتسون رئيسا له مع ثمانية بريطانيين وستة عشر سوداني .انتقد البعض القرارات الخاصة بعدم اشراك الجنوبيين خاصة حزب الاشقاء والذي كان ينادي بالوحدة مع مصر وكان بقية السودانيين يطالبون بالاستقلال. الادارة كانت تري ان الجنوبيين لم يكونوا في المستوي لبشاركوافي المؤتمر في تلك الفترة وايضا لان مستقبل الجنوب لم يتحدد بعد. كان من اهم القرارات تكوين جمعية تشريعية بانتخابات لكل السودان للقيام بالمهام التشريعية ,المالية والادارية. هذه الجمعية كان الهدف منها ان تحل محل مجلس الحاكم العام.
المؤتمر قرر ان يكون للسودان نظام برلماني مثل النظام البريطاني . بعد انقضاء فترة شهرين بعد انتها جلسات المؤتمر تقدم 14 بريطاني عامل بالجنوب باحتجاج مكتوب وموقع من قبلهم يطالبون فيه بقيام مؤتمر خاص بجنوب السودان ينعقد بالجنوب نسبة لعد م تمثيل الجنوبيين في المجلس الاستشاري .
كان رد جيمس روبرتسون لهم " ان الحكومة تعرف واجباتها جيدا وان الجنوب لم يتخذ قرارا بشأنه ". كانت هنالك ضغوط وطنية قويةومؤثرة علي الحكومة لايقاف تبني سياسة الجنوب وكانت معظم هذه الاراء نابعة من اعضاء مؤتمر الخريجين والذي كان نشاطة موثراضد الاستعمار وسياساته في تلك الفترة.
بالنسبة لسياسة ضم جنوب السودان لشرق افريقيا البريطانية كانت تتوقف لحد بعيد علي تشييد البنية الاساسية للمواصلات مع شرق افريقيا البريطانية و ذلك لم يتحقق اي قدر منه ولم تكن السلطات هناك متحمسة لفكرة الانضمام نسبة للتخلف الحضاري وعدم وجود البنيات الاساسية مماكان سيرهق كاهلهم في تلك الفترة.
جيمس روبرتسون يتمتع بقوة الشخصية والكفأة و قال عنه توماس جراهام في كتابه موت حلم " السو دان محظوظ لان نيوبولد خلف ماكمايكل كسكرتير أداري وربرتسون عمل نائبا لنيوبلد ثم خلفه في المنصب وكان كل منهما يعمل لفترة 18 ساعة يوميا خلال فترة عملهم بالسودان"
روبرتسون كان خلف كل القرارات لخاصة بمستقبل السودان وجنوب السودان وكان غاضبا علي الطريقة التي منح بها السودان استقلاله والتي أدت الي خروج البريطانيين في فترة وجيزة وقبل الفترة المقررة . عين بعد ذلك حاكما عاما لنيجيريا وألف كتاب (Transition in Africa). نيوبولد توفي خلال خدمته بالسودان متأثرا باصابة خلال الحرب العالمية الاولي . نسبة لضغوط مؤتمر الخريجين والحركة الوطنية في الشمال والاحوال السائدة في كينيا ويوغندا وجنوب السودان راي حاكم الاستوائية صعوبة فصل جنوب السودان وضمه لشرق افريقيا البريطانية خطابه الشهير للسكرتير الاداري السير جيمس روبرتسون "ً,Whatever I have felt in the past recent developments in the Sudan and in east Africa have convinced me that neither attachment south or north isolation are possible." ( خطاب حاكم الاستوائية للسكرتر الاداري بتاريخ 10 مارس 1946 الارشيف, الخرطوم
CS.I.C.I Archives, Khartoum)
" بالرغم مما كنت اشعر به في الماضي فان التطورات الاخيرة في السودا ن وفي شرق أفريقيا جعلتني اقتنع بان الحاق جنوب السودان جنوبا اوعزله من الشمال غير ممكنا علي ضوء الضغوط التي بدات تتصاعد و لمصاعب اخري عديدة منها عدم التمكن من ربط جنوب السودان وشرق افريقيا بمواصلات جيدة اقتنع السكرتير الاداري باهمية فك عزلة الجنوب والسماح للجنوبين في في المشاركة في تنمية الشمال وتحسين البنية التحتية للمواصلات بين الشمال والجنوب كما رأي اهمية تبني سياسة جديدة للسودان قاطبة. علي ضوء هذه التطورات دعى السير جميس روبرتسون لعقد اجتماع في جوبا والذي انعقد في الفترة في الفترة من12 الي 13 يونيو 1947 وحضره الاتي اسمائهم : من البريطانيين:
جيمس روبرتسون السكرتير الاداري ورئيس المؤتمر ف. د. كينقدوم حاكم اعالي النيل ب. ف. ماروود حاكم الاستوائية ج.هـ. بارتر مدير الادارة م.ب . أ . كين مساعد السكرتير الاداري ت.ر. م . اوين نائب حاكم بحر الغزال
من الجنوبيين وعددهـم 18
الرقيب فيلمون ماجوك رقيب سجون كلمنت امبورو كاتب أداري حسن فرتاك ممرض جيمس طمبرة زعيم قبلي كير ريحان "" "" اندريا ابايا قس اانجيلي Evanglist اكوما بازيا زعيم قبلي سريسيو ايرو كاتب اداري ادوارد اودهوك كاتب أداري بوث ديو , بالاضافة للزعماء لوبانانيا ,ارو ,تيتي ,لويث اجاك , لوليك لادو والاب جويدو ادو.
من الشمال الاتية اسمائهم:
إبراهيم بدري، حسن حمد عثمان، محمد صالح الشنقيطي، سرور محمد رملي، حبيب عبد الله (دكتورقبطي من الشمال)
الهدف من المؤتمر كان لمعرفة اراء الجنوبيين في الانضمام للشمال والاشتراك في الجمعية التشريعية.
أهم الموضوعات كانت بحث الوحدة او الانفصال و الاعتراف بالاختلاف في الجنس , اللغة والعادات وضمان عدم اعاقة التقدم الاجتماعي والسياسي بسبب ذلك.
أخيرا كان راي السير جيمس روبرتسون كالاتي " The Sudan Government Shall therefore act upon the fact that the people of southern Sudan are distinctively African and Negroid , but that the geography and economics combine to render them inextricably bound for future development to the middle eastern and arabicized Sudan " ويعني "ان حكومة السودان سوف تعمل من منطلق الحقيقة الماثلة وهي ان اهل جنوب السودان افارقة وزنوج ولكن الجغرافيا والاقتصاد يجتمعان ليجعلا عدم وجود مخرج اخر سوي التنمية المستقبلية مع شمال السودان الشرق اوسطي المستعرب ."
اختتم المؤتمر اعماله واقر بأن رغبة مواطني جنوب السودان ان يتحدوا مع شمال السودان في سودان موحد وان يتم تمثيل جنوب السودان في الجمعية التشريعية وان يزداد العدد في المستقبل ويكون بالانتخاب وايضا العمل علي تحسين المواصلات بين الشمال والجنوب ويتوحد نظام التعليم ولكن تركت امور عديدة بدون حسم . بعض القرارات لصالح الجنوبيين تم اتخاذها مثل رفع مرتبات الجنوبيين لتتساوي مع مرتبات الشماليين و الموافقة علي ترقية الجنوبيين للوظائف العليا كما طلب الشنقيطي خلال المؤتمر انهاء الكراهية التي يشعلها البريطانيين بين الشماليين والجنوبيين كما لعب الشنقيطي دورا فعالا في اقناع الجنوبيين بالوحدة.
في نهاية الاجتماع شكر رئيس الاجتماع السير جيمس روبرتسون الحاضرين وقال ان المداولات كانت ذات فائدة بالنسبة للجنوبيين والشماليين وللحكومة و سوف لن يتمكن من ان يتعهد بان كل ما تم الاتفاق عليه سيتم تنفيذه او متي سيتم تنفيذه وشكر الجميع علي الاشتراك وابداء الراي و علي الاسهام الرائع. أعقبه حاكم الاستوائية المستر (Marwood) وذكر هذه هي المرة الاولي التي ياتي فيها ممثلين لسكان الجنوب من مناطق بعيدة ليلتقوا مع بعض وقال انه شخصيا اقتنع بعد تقرير مؤتمر السودان الاداري SAC انه من الضرورى ان يحضر ممثلين من الشمال و الحكومة من الحكومة النركزية ليستمعوا للجنوبيين وشكر السكرتير الاداري وكل من حضر من الشمال لاعطائهم هذه الفرصة.
كان اخر متحدث حسب وثيقة مؤتمر جوبا هو محمدصالح الشنقيطي المحامي وشكر باسم الشماليين السكرتير الاداري والذي اعطي كل فرد الفرصة للحديث بحرية تامة كما شكر مستر ماروود حاكم الاستوائية لاعطائهم هذه الفرصة للقاءالجنوبيين. وسماع وجهات نظرهم وتمني لهم التوفيق في العمل في مجالسهم وارسال ممثليهم ليساهمو بفعالية في الحكومة المركزية.
Juba Conference 12-13,June 1947,Juba Governor office, . Juba.
مؤتمر جوبا أنهي العزلة بين الشمال والجنوب , الحكومة عملت علي توحيد الاجوروفتحت الحدود لحركة الموطنين بدون قيود كما واطلقت حرية العبادة واعتناق الاديان في الجنوب وسمح لرجال الدين الاسلامي بالسفر للجنوب. قام الحاكم العام بالتصديق علي توصيات مؤتمر الادارة( SAC )في اغسطس 1947 . كان الهدف من انعقاد مؤتمر جوبا انهاء الاجراءات والافكار الفدرالية والاقليمية والمجالس الاستشارية المنفصلة . تم استعراض مخاوف الاداريين البريطانيين بجنوب السودان والذين كانوا يطالبون بضمانات للجنوب نسبة لمخاوف الجنوبيين من الوحدة مع الشمال (لم يظهر احد اي مخاوف خلال المؤتمر)
السكرتير الاداري جيمس روبرتسون رفع التوصيات لمجلس الحاكم العام وقام بالتركيز علي الضمانات للجنوب ووقف خلف ذلك بشدة وعلي الحفاظ علي هوية جنوب السودان واقترح ان يتم تخويل الحاكم العام سلطات لحماية مصالح جنوب السودان. قوبل ذلك بعدم رضاء وامتعاض شديدين في الشمال خاصة ماذكر في صدر وثيقة انهاء الادارة المنفصلة لجنوب السودان ( Southern Policy the Abandonment of ) والتي اشارت الي احتمال احالة جنوب السودان الي لجنة دولية للاشراف عليه . Henderson ,the Sudan Repubic,P.168
بعد موافقة الجنوبيين تقرر ان يتم التصديق بقيام الجمعية التشريعية بدون وضع أي ضمانات للجنوب . الجمعية تكونت من93 عضوا منهم 65 بالانتخاب و8 تم تعينهم بواسطة الحاكم العام و18 بحكم مناصبهم الوزارية في الجمعية التشريعية و13 يمثلون جنوب السودان .
خاض حزب الامة الانتخابات مستقلا وفاز بالاغلبية منفردة نسبة لمقاطعة الاتحاديين للانتخابات (للرغبة في الوحدة مع مصر). تم الاتصال بأسماعيل الازهري وميرغني حمزة للاشتراك في الجمعية التشرعية ولكنهما رفضا الاشتراك. في عام 1955 نشيت الحرب في الجنوب واستمرت بوتيرة متقطعة بعد الاستقلال مما اعاق الحركة وبالتالي التنمية قي جنوب السودان وكانت لذلك أثاراقتصادية , اجتماعية و ثقافية ضارة وحرم ذلك اجيال عديدة من التعليم.
بعد اتفاقية اديس ابابا 1972 ساد الهدوء الجنوب بعد أ لاتفاقية واقيمت العديد من مشارع التمنية وفتحت المدارس الا نه سرعان ما عادت الحرب للظهور عام1983 بكل ما تحمله من دمار وخراب وبصورة فاقت كل التوقعات وتوقفت التنمية مرة اخري ولسنوات عديدة.[2][3]
الحضور
المثقفين الشمالين وسبعة عشر من زعماء أو سلاطين القبائل الجنوبية وبعد المناقشات الطويلة التى انعدمت فيها حرية التعبير من قبل سلاطين الجنوب وسادت فيها كثير من المكر والمكايدات السياسية من قبل الشماليين المتعلمين وقتها ، أرغم رغبة الجنوبيين لآتحاد مع الشماليين فى سودان موحد ، وفى هذا السياق كان أحد سلاطين الجنوب على يقظة وتنبه على الوضع المتاذم الذى سيكون علية جنوب السودان فى المستقبل بعد ان فضل معظم سلاطين الجنوب اللمرغومين بطريقة أو أخرى الوحدة مع الشمال ، حيث قال هذا السلطان انه قد لحظ شيئأ مهمأ من أفعال الجلابة وهئ انهم يضربون الحمار الذى يحمل لهم بضاعتهم لمسافات طويلة، ضربأ قاسيأ عندما يتوقف الحمار من السير لشدة التعب ، قال هذا السلطان معلقأ ومشبهأ العلاقة بين الجنوب والشمال فى المستقبل بانها سيكون محض ازمة وألم.
النتائج والتوصيات
يشير الكثيرون من الكتاب والعامة الشماليين إلى أن الجنوبيين قد وافقوا من خلال مؤتمر جوبا 1947 على الوحدة مع الشمال، وهذه بعض الأمثلة:
محمد عمر بشير في كتابه مشكلة جنوب السودان ترجمة هنري رياض (1983) يقول: (اعترف جميع الأعضاء ما عدا عضو أو عضوين من زعماء الإستوائية، بأن الوحدة السياسية بين الشمال والجنوب ضرورة لا بد منها، وأيدوا الفكرة القائلة بأن الفصل بينهما أمر غير وارد). ويضيف أن (الإدعاء بأن المؤتمر لم يكن سوى خدعة، وأن الجنوبيين لم يوافقوا على الإنضمام للشمال كقطر واحد، لا يسنده دليل، إذ لا يوجد ما يحمل عليه من أوراق المؤتمر أو بالنسبة للأحداث التي أعقبته).
ويقول مدثر عبد الرحيم في كتابه مشكلة جنوب السودان طبيعتها وتطورها(1970) : ( وبعد نقاش مستفيض حول هذه النقاط – يقصد النقاط التي ناقشها المؤتمر – إنتهى المرتمر إلى تقرير رغبة الجنوبيين في سودان موحد. وبناء عليه قرر المؤتمر وجوب تمثيل الجنوب في الجمعية التشريعية المقترحة).
وبالمقابل درج الكثيرون من من الكتاب والعامة الجنوبيين على نفي ذلك بالتشكيك في نزاهة المؤتمر وأنه، أي المؤتمر كان تحصيل حاصل، وهذه بعض الأمثلة:
أبيل ألير في كتابه قضايا الحرب والسلام في جنوب السودان ترجمة هنري رياض(1993) يقول: ( ... لقد قرر السكرتير الإداري أن تكون هناك وحدة بين الجنوب والشمال قبل التفكير إنعقاد المؤتمر. ويقول أيضاً: (والرأي القائل أن أغلبية الجنوبيين في المؤتمر كانت تريد إنشاء جمعية تشريعية واحدة، يتعذر أيضاً استخلاصه مما ورد في المداولات)،أما في كتابه جنوب السودان - التمادي في نقض العهود والمواثيق _ ترجمة بشير محمد سعيد(2005) فهو يقول: (ومنذ أن أتخذ ذلك القرار – يقصد قرار ربط الجنوب بالشمال الذي أتخذ في المؤتمر الإداري – لقن لممثلي الجنوب في مؤتمر جوبا عام 1947 تلقيناً) .
وعن المؤتمر يقول فرانسيس دينق في كتابه صراع الرؤى ترجمة د.حسن عوض(1999) :(كان محمد صالح الشنقيطي – الذي كان قاضياً للمحكمة العليا، ثم رئيساً لمجلس النواب (البرلمان)، وأكثر الشخصيات نفوذاً – كان المحرك الأساسي وراء " ليلة العمل الكاملة " التي أشار إيها سرور رملي، الشيء الذي استعدى الإداريين البريطانيين المتعاطفين مع الجنوب. والشك العام – الذي تولد بسبب الأساليب اللاحقة لعمليات إفساد الساسة الجنوبيين بواسطة الشماليين عن طريق بذل العطايا والمزايا بما فيها الرشوة المباشرة الفجة – تمثل في أن الشخصيات من ذوي النفوذ من أعضاء الفريق الجنوبي قد أخضعوا لضغوط غير عادية من جانب ممثلي الشمال الأكثر حنكة، وفطنة، ومكراً، إما عن طريق الحجج النبيلة الداعية إلى الوحدة، أو عن طريق بذل الوعود لتحسين أوضاع الجنوبيين. ويورد فرانسيس دينق ما كتبه نائب حاكم بحر الغزال ريتشارد أوين من أن تغيير وجهة النظر (للأعضاء المتعلمين الجنوبيين ( من غير زعماء القبائل)، الذبن ( غيروا آراءهم لاحقاَ نتيجة " دردشة " مع سعادة القاضي الشنقيطي)، ( كان تعبيراً صادقاً من الدرجة الأولى، يدعو للشفقة والرثاء لعدم قدرتهم الدفاع عن أنفسهم ضد الإحتيال الماكر). ويرى، أي فرانسيس أن العديد من العوامل قد تدخلت في توجيه نظرة الجنوبيين في المؤتمر وبخاصة المتعلمين، ويرى أنه(ربما كان العامل الحاسم هو عدم التمثيل الجنوبي العادل وعدم فهم القضايا الحقيقية المطروحة، كان واضحاً بأن الممثلين الجنوبيين لم يكونوا في مستوى الشماليين والإداريين البريطانيين في التعليم، الخبرة والحنكة. كانوا في وضع ضعيف، وسهل إقناعهم ليؤيدوا الأجندة المشتركة للشماليين والبريطانيين وكان ذلك هو السبب – وليس إلتقاء العقول – الذي يفسر التأييد الجنوبي للوحدة الوطنية). وعن زعماء القبائل الأقل تعليماً وإلماماً يقول إنهم ( قد حافظوا على مواقفهم السابقة، وإمتنعوا عن تأييد التكامل المباشر مع الشمال).
ولم ينجح مؤتمر جوبا في التوفيق بين تشكيل دولة واحدة لكل من شمال السودان وجنوبه، وتمثيل المستعمرة (الشمال والجنوب) في جمعية تشريعية واحدة. وقد كان لممثلين جنوب السودان العديد من التحفظات حول الحلول، على الرغم من ضعف خبراتهم التعليمية والسياسية.
وقد وصف روبرتسون ما جرى بالمؤتمر بقوله:
كانت هناك مشكلة بارزة تتعلق بالمجلس التشريعي المقترح، وهل يمثل الجنوبيون في ذلك المجلس أم لا. أوصى المؤتمر الإداري بإشراك الجنوبيين، لكن ثمة شكوك أبدتها بعض الدوائر عن الحكمة من إنتهاج سياسة كهذه. |
النتائج
تحققت تحفظات الجنوبيين حين أخلى البريطانيون 800 وظيفة ادارية استعداداً "للحكم الذاتي" السوداني، ولم يتولى الجنوبيون إلا أربع مناصب منهم. وفي المحادثات لتحديد مستقبل دولة السودان الحديثة، كانت المحافظات الجنوبية مستبعدة إلى حد كبير من العملية السياسية.
انظر أيضا
المصادر
- ^ محمود محمد طه (2010-12-15). "جنوب السودان - المشكلة والحل". الفكرة الجمهورية.
- ^ محمد زين العابدين (2010-02-23). "أثر السياسات الاستعمارية في التمهيد لانفصال جنوب السودان في الفترة 1898—1947". سودانايل.
- ^ عبدالحميد أحمد عمر كمبال (2010-12-15). "مؤتمر جوبا(1947)، هل حقاً وافق الجنوبيون فيه على الوحدة؟". موسوعة التوثيق الشامل.