ليندون لاروش

ليندون لاروش
Lyndon LaRouche
Lyndon LaRouche.jpg
ليندون لاروش، فبراير 2006
تفاصيل شخصية
وُلِد
Lyndon Hermyle LaRouche Jr.

8 سبتمبر 1922 (العمر 102 سنة)
روتشستر، نيوهامپشر
توفيفبراير 12، 2019
الحزبSocialist Workers (1949–1964)
Labor (1973–1979)
الديمقراطي (1979–2019)
ارتباطات
سياسية أخرى
LaRouche movement
National Caucus of Labor
Committees
الزوج
Janice Neuberger
(m. 1954; div. 1963)

(m. 1977)
الأنجالدانيال, و. 1956
الأمJessie Lenore Weir
الأبLyndon H. LaRouche

ليندون لاروش (تـُنطق /ləˈruːʃ/; و. 8 سبتمبر 1922 - 12 فبراير 2019)، هو اقتصادي أمريكي، ناشط سياسي، وأسس العديد من المنظمات السياسية اشتهرت فيما بعد باسم حركة لاروش. برز منذ منتصف السبعينات وخاصة في الثمانينات باعتباره احد اكثر المفكرين السياسيين اثارة للجدل في الحياة السياسية في الولايات المتحدة نظراً لان افكاره السياسية والاقتصادية والثقافية مخالفة لتوجهات الطبقات والمؤسسات الحاكمة والمهيمنة هناك. ولعل أكثر ما جعله يصبح مثار جدل كبير في أرجاء العالم هي الحرب الشعواء التي شنها على تجارة المخدرات العالمية والبنوك والمؤسسات المالية التي تقف وراءها. كما انه مؤسس حركة سياسية عالمية نشطة مكونة في معظمها من الشباب بين سن 18-25 سنة لها فروع ومناصرين في الولايات المتحدة وكندا أمريكا اللاتينية وأوربا أوربا وأستراليا، ولافكاره صدى واسع في الاوساط السياسية في أمريكا الجنوبية وآسيا واوربا الشرقية لأنه يدافع عن حق جميع الشعوب في الاستقلالية التامة والسيادة المطلقة على شؤونها الاقتصادية والسياسية وحق جميع الشعوب في التنمية الصناعية الزراعية الشاملة بدون حدود أو قيود. كما انه يحضى بتقدير واحترام كبيرين في الشرق الاوسط والعالم العربي نظراً لمواقفه المبدئية المضادة للسياسات الاسرائيلية والامريكية في المنطقة في العقود الاخيرة التي تنافي مبادئ السياسة الخارجية الامريكية التقليدية حسب رأيه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

لاروش عالم الاقتصاد

Kenneth and Molly Kronberg in 2001

إن موقف لاروش باعتباره عالم اقتصاد معروف عالميا ونجاحاته الاستثنائية باعتباره صاحب توقعات اقتصادية طويلة الأمد هي نتاج لاكتشافاته الأصلية لمبدء فيزيائي يعود إلى مشروع نفذه هو في الفترة بين عامي 1948 و 1952. هذه الاكتشافات برزت نتيجة لمعارضته لتابع برتراند راسل (Russel) البروفيسور نوربرت ڤينر (Norbert Wiener) ومحاولة فينر كما ورد في كتابه “سايبرنتكس” (Cybernetics) عام 1948، لتطبيق ما يسمى “نظرية المعلومات” على عملية إيصال ونقل الأفكار. وكجزء من ذلك المشروع عارض لاروش محاولات جون فون نويمان (John von Neumann) ـ وهو من مؤيدي راسل أيضا ـ لاختزال العمليات والنشاطات الاقتصادية إلى حلول لأنظمة متفاوتات خطية آنية.

كانت نتيجة هذا البحث هو قيام لاروش بوضع مفاهيم لاخطية للإدراك الإنساني، وتطبيقها على علم الاقتصاد الذي تأسس لأول مرة على يد گوتفريد لايبنتس (Gottfried Leibniz) بين عامي 1671-1716. هذا أوصله إلى اكتشافه العلاقة بين الاختراقات العلمية التكنولوجية الداخلة في تصميم الآلات المكنية (machine tools) والزيادة في ما يسميه لاروش “الكثافة السكانية النسبية المحتملة” للمجتمع.

ويفتتح لاروش كتابه الرئيسي في علم الاقتصاد (الذي ستصدر ترجمته العربية قريبا) كالآتي: “إن أول عملٍ مكتوبٍ في موضوعِ الاقتصاد هو كتابُ سِفرِ التكوين (اليهوـ مسيحي). إذ يأتي البلاغ للإنسان في سفر التكوين بان لا يكسب عيشه إلا بكد عمله اليومي. كما يُأمَرُ الإنسان أن يكون مثمراً وان يتكاثر نسله ليملأ الأرض، وان يبسط سلطانه على جميع المخلوقات والأشياء في الطبيعة. نصيحة ممتازة. إن المجتمعات التي رفضت هذه النصيحة وخالفتها لم، ولن، يكتب لها البقاء طويلا.” ولا يختلف مفهوم لاروش في “استخدام الإنسان للقوى العقلية الخلاقة التي وهبها إياه خالقه لاكتشاف قوانين الكون وتسخيرها لزيادة سلطانه على الطبيعة” كثيرا عن المفهوم الإسلامي “استخلاف الإنسان في الأرض”. كما أن لاروش يعارض جميع أنواع الربا بشكل شديد ويرفضها رفضا تاما. كما يرفض استعباد الشعوب بسبب ديونها، ويطالب بشطب أو تجميد ديون الدول الفقيرة والنامية لتتمكن من الحصول على اعتماد جديدة وخلق امكانيات مالية وطنية تمكنها من بدء عملية تنمية تخرجها من دلقة الفقر المفرغة.

إن أبرز وأحدث دليل على مؤهلات لاروش الفريدة باعتباره مؤلف توقعات طويلة الأمد للاقتصاد الأمريكي والعالمي، قد وضعته في مركز الأزمة الاقتصادية البنيوية العالمية للاقتصاد العالمي التي تتفجر اليوم. لذلك فإن السيرة الذاتية المناسبة للاروش هي تلك التي تضع مسيرته في سياق دوره الحالي والمستقبلي المحتمل في حل هذه الأزمة العالمية.

ولدى لاروش توقعين مشهورين. الأول بدأ في الأعوام 1959-1960، حيث توقّع إنه إذا استمرت بديهيات وضع السياسات الاقتصادية التي تمت ممارستها في إدارتي ترومان وآيزنهاور، فإن النصف الثاني من عقد الستينات سيشهد سلسلةً من أزمات نقديّة ماليّة دوليّة، ستقود بالتالي نحو انهيار اتّفاقيّات بريتون وودز التي كانت موجودة آنذاك كأساس للنظام العالمي. وقع فعلا ما توقعه لاروش أثناء الفترة من خفض قيمة الإسترليني البريطاني في نوفمبر 1967 لغاية انهيار اتفاقيّات بريتون وودز في 15-16 أغسطس عام 1971.

التوقع الثاني بني على افتراض ما سينجم عن انهيار عام 1971. توقّع لاروش أنه إذا لجأت السّلطات المهيمنة إلى إجراءات تقشّفيّة شديدة بشكل متزايد، فالنتيجة لن تكون مجرد أزمة دوريّة جديدة فحسب، بل سيؤدي ذلك إلى “أزمة بنيوية شاملة” (systemic crisis) وأزمة انهيار عامة للنظام العالمي. منذ أزمة البورصة أمريكية في أكتوبر 1987، التي توقعها لاروش ضمن توقع قصير المدى، والنظام المالي العالمي يمر بسلسلة هزات وصدمات من الأزمة الآسيوية إلى الأزمة الروسية والأرجنتينية وحاليا تعاني جميع دول أوربا الغربية وخاصة الولايات المتحدة من حالة اختناق شديد وشبه إفلاس في نظامها المالي. مداخلات لاروش في التاريخ المعاصر


أهم افكاره الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية

- ريادته لفكرة استراتيجية الدفاع المشترك SDI التي سميت فيما بعد “بحرب النجوم” والتي تبناها الرئيس رونالد ريغان في عام 1983 وكان لاروش انذاك يجري محادثات مع اقطاب السياسة والصناعة السوفيت لاقناعهم بالتعاون مع الولايات المتحدة لانتاج تكنولوجيات جديدة من شأنها انقاذ العالم من شبح الرعب النووي.

- كان لاروش الذي دعي عام 1982 للقاء الرئيس المكسيكي انذاك خوسيه لوبيز بورتيللو قد قدم مجموعة اقتراحات اصبحت مسودة عمل لمشروع التكامل الاقتصادي وتوحيد دول امريكا اللاتينية وخلق كتلة اقتصادية صناعية مستقلة تمتنع عن دفع الديون وتجابه سياسات صندوق النقد الدولي الرامية الى تحويل امريكا اللاتينية الى مستعمرات بيد بنوك نيويورك. وسميت الخطة التي تبناها بورتيللو باسم “خطة خواريز” Operation Juarez . كما كان احد اول الدعاة الى الغاء ديون العالم الثالث واستبدال سياسة صندوق النقد الدولي الى سياسة تهدف الى خلق تنمية صناعية متطورة في العالم النامي عامة وفي افريقيا خاصة عن طريق التعاون مع دول العالم الصناعي على اساس الشراكة بين دول ذات سيادة. وفي ذات السنة تلقى دعوة من رئيسة وزراء الهند انديرا غاندي لمناقشة بعض من افكاره.

- طور لاروش خطة لتنمية منطقة الشرق الاوسط سميت “بخطة الواحة” التي من اهم مكوناتها انتاج كميات هائلة جديدة من المياه عن طريق تحلية مياه البحر بواسطة الطاقة النووية ذات الكفاءة والامان الفائقين بالاضافة الى الاستفادة من موقع الشرق الاوسط الجغرافي ومرور معظم المواد الخام والمنتجات شبه المصنعة بين اسيا واوربا وافريقيا عبره لبناء مناطق صناعية فيه.

- وكان لاروش من بين اول من تنبأ بانهيار جدار برلين عام 1988 وتوحيد الالمانيتين وطالب الغرب بانتهاج سياسة تعاون اقتصادي لتنمية دول المعسكر الاشتراكي على غرار خطة مارشال التي اتبعت لاعمار المانيا وفرنسا وايطاليا بعد الحرب العالمية وحذر من مغبة التعامل معها كدول مهزومة ومهانة. وحذر من سياسة ما يسمى بالتحرير الاقتصادي في روسيا التي اصبحت كما نعرف اليوم سياسة نهب وتدمير للصناعة الروسية تاركة روسيا مارداً غاضباً ومفلساً لكن لديه قوة نووية يمكنها ان تمحو البشرية من على سطح كوكب الارض.

- وفي السنوات الاخيرة اصبح لاروش معروفا خاصة في الصين وجنوب شرق اسيا وروسيا كأهم داعية إلى اعادة اعمار “طريق الحرير الجديد” او الجسر الاوربي الاسيوي،وهو مشروع صناعي تكنولوجي هائل غرضه ربط قارات اسيا واوربا وافريقيا عن طريق شبكات نقل متطورة مثل سكك الحديد والطرق السريعة وقنوات المياه وخلق مناطق صناعية وزراعية متطورة على طول هذه الطريق وجلب التنمية الى مناطق كانت معزولة عن العالم من قبل مثل اسيا الوسطى وسيبيريا وغرب الصين والمناطق الواقعة بين الهند والباكستان وافغانستان وايران وربط هذه المناطق بمنطقة الجزيرة العربية والعراق باعتبارها معبراً الى افريقيا. ويجب ان تستثمر في هذه المشروعات احدث التقنيات الموجودة في العالم الصناعي.

- من اهم الشروط لنجاح مثل هذا المشروع هو انشاء نظام مالي عالمي جديد، يسميه لاروش New Bretton Woods System وهو الاسم الذي اصبح ملازما لحملته الانتخابية، بديلاً لنظام صندوق النقد الدولي. إن فكرة طريق الحرير الجديد ليست فقط حلما من الاحلام بل اصبحت واقعاً عمليا تعمل فيه مجموعة من الامم اهمها الصين وروسيا والهند وايران ودول اسيا الوسطى التي ربطت شبكات سككها الحديد وتقوم ببناء شبكات نقل النفط والغاز لتسهيل التجارة مابين هذه الامم. وحتى وان لم يشترك الغرب في هذه المشاريع او حاول اعاقتها فان القرن المقبل سيشهد تنامي تحالف ثلاثي صيني ـ روسي ـ هندي ستدخل فيه مجموعة دول اخرى اهمها ايران ودول جنوب شرق اسيا واسيا الوسطى وربما باكستان لخلق كتلة سياسية اقتصادية تضم اكثر من نصف سكان الارض. وفكرة لاروش هي ان العالم الغربي الصناعي إذا لم يدخل في هذا المشروع شريكاً اميناً فانه سيجد اقتصاده الصناعي وقد دخل دوامة من الانهيار والافلاس تحت ضغط الركود الاقتصادي الحالي.

- ولعل من اهم اعمال لاروش الكبرى هي تنبؤه بانهيار النظام المالي العالمي خلال فترة قصيرة جداً اذا لم يتم عكس السياسات الراهنة باتجاه سياسة مالية تهدف الى تحفيز بناء اقتصاديات صناعية تكنولوجية على نطاق عالمي والقضاء على جميع انواع الربا والمضاربات على العملات والاوراق المالية التي حولت الاقتصاد العالمي الى نادي قمار واصبحت كالسرطان يعيش على الاقتصاد الحقيقي. وقد تنبأ لاروش بالازمة المالية الاسيوية التي ضربت النمور الاسيوية صيف 1997 والازمة في روسيا في آب (اغسطس) عام 1998. كما انه يشدد اليوم في حملته على ان النظام المالي العالمي وخاصة في الغرب قد دخل في مرحلة الافلاس الفعلي بسبب فك الارتباط كلياً مابين الاقتصاد الفعلي المتمثل بانتاج واستهلاك السلع والخدمات وبين الاسواق المالية والنقد، بحيث اصبحت قيمة الاوراق المالية المتبادلة في الاسواق العالمية وكمية النقد المتبادل في اسواق الصرف اكبر من كمية اجمالي الناتج المحلي لجميع امم الارض بعشرات المرات. وهذا يحتم ادخال النظام المالي العالمي في اجراءات افلاس قسرية بالتعاون مابين مجموعة من الدول الكبرى .هذا اجراء مشروع ينص عليه الدستور الامريكي نفسه. وقد قدم نظريته المسماة الابعاد الثلاثة لمسلسل الانهيار المالي والاقتصادي في عام 1995 في مؤتمر عالمي في المانيا.

رؤية لاروش لتاريخ الولايات المتحدة

LaRouchePAC poster, Alhambra, California, 2009

منذ مرحلة دراساته العلمية بين عامي 1948-1952، كان لاروش دائما يحدد الأساس السياسي العميق للصراع بين المعسكرين الحديثين في السياسة الاقتصاديّة، باعتباره صراعا بين تلك القوى التي تجد مصلحتها الشخصية في الاقتصاد القومي للبلد، مثل المزارعين والصناعيين والعمال، ضد مصالح الطبقة الأوليغاركية التي تنهب الاقتصاد القومي من خلال الآليات المالية الربوية وما شابهها.

في هذا السياق، حدد لاروش الأهمية الاستثنائية تاريخيا للثورة الأمريكية و الدستور الفدرالي الأمريكي في حقيقة أن أفكار الثورة الأمريكية بالرغم من أنها كانت من منتجات التراث الأوربي لعصر نهضة القرن الخامس عشر، إلا أن أمريكا الشمالية وفرت انفصالا ومسافة جغرافيا استراتيجيا عن أوروبا التي كان يحكمها تحالف الطبقة الأرستقراطية الإقطاعية مالكة الأرض والطبقة الأوليجاركية المالية الإقطاعية الذي يمثل تحالف كاستلريا-ميتيرنيش في مؤتمر فيينا عام 1815 نموذجا له. لذلك كانت المستعمرات الانجليزية في شمال أوربا تمثل حلما للقوى التي كانت تنشد الحرية من هذا النظام الإقطاعي الأوليجاركي وتأسيس جمهورية دستورية مستقلة في مكان بعيد عن أوربا. لهذا، ظهرت الدول القومية الأوربية الحديثة باعتبارها أشباه جمهوريات وإصلاحات برلمانية في أمم لا تزال تحكمها من القمة نفس المصالح المالية الأوليجاركية مثل بريطانيا على سبيل المثال. خلاف ذلك ظهرت جمهورية الولايات المتحدة الفيدرالية في عام 1789 باعتبارها جمهورية حرة دستورية بنظام رئاسي.

كما يعتبر لاروش أن النظام الاقتصادي الأمريكي الذي بنيت على أساسه قوة الولايات المتحدة الاقتصادية العظمى منذ القرن التاسع عشر هو “النظام الأمريكي للاقتصاد السياسي” (The American System of Political Economy) وليس نظام التجارة الحرية البريطاني لأدام سميث وشركة الهند الشرقية البريطانية كما يعتقد الكثيرون. على أساس النظام الاقتصادي الأمريكي الذي هو نظام “حمائي” وليس تجارة حرة، تكون الدولة مسؤولة عن السياسات المالية وإصدار الاعتمادات الاقتصادية عن طريق البنك الوطني لغرض تطوير البنية التحتية الاقتصادية الأساسية من قبل الدولة لتمكين الفلاحين والصناعيين من ممارسة مهنهم الحرة في ظل حماية من الدولة لانتاجهم الوطني. أما البنوك الخاصة وحليفها البنك المركزي أو “نظام الاحتياطي الفيدرالي” فليس لها دور في صنع السياسات سوى تسهيل إيصال الاعتمادات إلى من يحتاجها لأغراض تطوير الزراعة والصناعة والتجارة فقط حيث لا مكان للممارسات الإقراضية والمالية المرتبطة بالمضاربات والربا وغسيل الأموال.

هذه الرؤية ودراساته المبكرة حفزته منذ تجربة الخدمة العسكريّة التي أداها في الهند بعد الحرب العالمية ـ حيث شاهد بشاعة الظلم والفقر الذي كانت تسببه سياسات الإمبراطورية البريطانية للشعب الهندي ـ حفزته على الالتزام أخلاقيا وسياسيا بالنضال من أجل ما أصبح يعرف بالإسم الشائع “نظام اقتصادي عالمي عادل جديد”. هذه التجربة أقنعته كجندي شاب أمريكي بضرورة منح شعوب ما قد سمي أحيانا دول العالم الثالث حقوقها الكاملة وحقها المطلق في السيادة القومية والاستقلال وتحقيق تحسين نظمها التعليمية والاقتصادية من خلال استخدام أرقى ما توصلت إليه العلوم والتكنولوجيا. على هذا الأساس واصل لاروش نفس الشجار مع سياسات الإمبراطورية البريطانية و الكومنولث، نفس الشجار الذي كان جاريا بين الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على نفس هذه القضايا، مع وينستون تشرشيل رئيس وزراء بريطانيا زمن الحرب العالمية الثانية.

هذه المعارضة وضعت لاروش عند بروز دوره قوميا وعالميا في مواجهة مباشرة مع انصار المذهب الاقتصادي والسياسي البريطاني في العالم وحلفاء بريطانيا وأنصار فكرها الإمبريالي داخل الولايات المتحدة مثل هنري كيسنجر وزبيجنيو بريجنسكي وغيرهم.

منظور لاروش الأفريقي

توجهات لاروش السياسية المتعاطفة مع قارة أفريقيا كانت دائماً أحد الجوانب الثابتة لرؤيته، فبالنسبة له كان هذا الأمر إختباراً أخلاقياً للإنسانية، إذا ما كانت مستعدة للقيام بدورها لتمكين الأفارقة من إتخاذ مكانهم المستحق على خريطة العالم.

فمنذ سبعينيات القرن العشرين، لم تحارب أية شخصية سياسية أمريكية بشكل أكثر إتساقاً وشراسة من أجل قضية تطوير دول قارة أفريقيا أكثر من ليندون لاروش، وقد كان يؤكد باستمرار لشركائه ولأي جمهور يستمع إليه في خطبه في أي بقعة من العالم أننا "كأناس، لا يمكننا أن نعتبر أنفسنا أخلاقيين بحق، حتى نجلب العدالة لأفريقيا.”

وقد تسبب هذا الدفاع الذي لا يلين عن استقلالية الدول الأفريقية ضد تعديات المؤسسات العالمية المتخطية للحدود، في غضب الكثيرين عليه في واشنطن ولندن، وقد قام العديد من أعضاء حركة لاروش ومعهد شيلر ومجلته الأسبوعية EIR بالقيام بزيارات متعددة لدول أفريقية منذ العام 1983، من المغرب، للساحل الأفريقي، غرب أفريقيا، القرن الأفريقي، وسط أفريقيا إلى الجنوب الأفريقي. وكان لاروش قد قام بزيارة السودان بنفسه أيضاً، مما جعل كتاباته وفلسفته مألوفة في العديد من العواصم الأفريقية.

وكان للاروش العديد من المبادرات لحماية قارة أفريقيا وسكانها وتطوير بنيتها التحتية، وكما كان دائماً محور تركيزه وهجومه، منع الإمبراطورية المالية (النظام المالي العالمي) والذي تقوده بريطانيا من عرقلة عملية تطوير قارة أفريقيا:

> في العام 1974، قام لاروش بإطلاق قوة عمل قامت في النهاية بإنتاج دراسة تنبأت بالعواقب المميتة التي ستحل على شعوب العالم وعلى النظام البيئي، والتي تتسبب بها سياسيات "النمو الصفرية" النابعة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

هذه الدراسة "الهولوكوست البيئي" قد تنبأت خاصة فيما يخص العواقب الوخيمة على الدول التي تم تسميتها في الدراسة "دول العالم الرابع"، وهي الدول التي يتم وصمها بأنها غير ذي جدوى ولا جديرة بالإستثمار في عملية تطويرها الإقتصادي، وبالتالي تتحول فقط إلى مناطق للسلب والنهب من ثرواتها الطبيعية. وقد حددت الدراسة القارة الأفريقية كضحية كبرى لهذه السياسات الصفرية، وقد حذرت الدراسة من تفشي الأوبئة وإنتشار المجاعات والتي توقعت أن تتزايد بشكل مضطرد، حتى تصل إلى نقطة اللاعودة. وقد كان توجه لاروش يتمحور حول أن خط الدفاع الوحيد لإيقاف هذا الإتجاه الكارثي، هو مشروعات ضخمة لتطوير البنية التحتية في أنحاء القارة السمراء.

> في عام 1978، إقترح لاروش تكوين رابطة تطوير الجنوب الأفريقي، لتطوير المنطقة بأحدث التقنيات، ولتفادي الرد بأن مثل هذا المشروع لن يجد الجهات التي ستقبل تمويله، فقد ركز لاروش على القروض طويلة الأمد منخفضة الفائدة. وكانت فكرة المقترح قد تم بلورتها لمرحلة متقدمة على يد يورجن بونتو رئيس مجلس إدارة بنك دريزدنر الألماني، وهو الشخص الذي استشرف عملية الربط بين الإمكانيات الإنتاجية غير المستغلة بالشكل الكافي من الدول الصناعية، وبين الإحتياجات الهائلة للتطوير في الجنوب الأفريقي.

وبالطبع كانت الرؤية إن مثل هذه السياسة لا يمكن لها أن تنجح بدون التخلي عن نظام الفصل العنصري القبيح في جنوب أفريقيا و"المؤيد من بريطانيا" (كعادة لاروش في التركيز على الإمبراطورية البريطانية).

كما كانت إتفاقية إيان سميث "التسوية الداخلية" في روديسيا (زيمبابوي حالياً) خطوة في إتجاه إنقاذ الدولة الأفريقية من العقوبات الدولية والضغوط السياسية القادمة من جنوب أفريقيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة بعد إنتهاء الحرب الأهلية الروديسية (1964-1979)، وقد كان من ضمن بنود الإتفاقية الداخلية بين السياسيين ذوي التوجه الوطني الأفريقي، هو زيادة عدد الأفارقة الذين سيتقلدون مناصب قيادية لأول مرة في الحكومة الإنتقالية التي شكلت في روديسيا، ولكن للأسف، ومما عطل الأفكار والمقترحات المماثلة لمبادرة لاروش، ورغم الترحيب المبدئي من البعض في الجنوب الأفريقي للتسوية الداخلية كوسيلة للخروج من الطرق المسدودة التي وصلت إليها المنطقة في تلك الفترة، ولكن ذلك لم يفد في شيء على المدى المتوسط، حيث أن نظام الفصل العنصري قد تم مده لخمسة عشر عاماً أخرى بعد تاريخ التسوية، وهذا مثال واحد على أسباب فشل أو توقف مقترحات مثل مقترحات لاروش والتي كان من الممكن أن تكون أحد الطرق للخروج من الأزمات الأفريقية في جنوب القارة عبر التطوير وتمويل مشروعات البنية التحتية.

> في عام 1979 تم عقد مؤتمر بعنوان "التحول الصناعي لأفريقيا"، وفي هذا المؤتمر تم تقديم أول إقتراح مفصل من لاروش وحركته لتطوير القارة بأكملها. وقد كان المؤتمر برعاية "مؤسسة إندماج الطاقة" إحدى المنظمات التي إشترك لاروش في تأسيسها، وقد تم نشر مجريات المؤتمر في العام 1980، معطياً صورة عميقة وتفصيلية لنوعية مشروعات البنية التحتية التي يمكنها أن تغير وجه الدول الأفريقية من التأخر والتدهور الشامل نحو دول صناعية قادرة على توفير حاجات سكانها الذين يتزايد تعدادهم باستمرار.

> في العام 1980، أصدرت "مؤسسة إندماج الطاقة" مقترحاً بحجم كتاب كامل عن تطوير البنية التحتية عبر القارة الأفريقية، والذي تضمن تحويل مسار 5% من المياة العذبة الجارية في نهر الكونغو لإعادة ملء بحيرة تشاد المشرفة على الجفاف والإختفاء التام. توجه ليندون لاروش كان يتمحور حول تحويل بحيرة تشاد إلى مصدر متجدد للمياة العذبة لإيقاف وعكس عملية التصحر، مكونة بذلك مشروع "تجديد الساحل". وكان هذا المشروع مقدراً له أن يكون - إذا قد تم البد في تنفيذه في ذاك الوقت- المشروع الأضخم في العالم.

> في عامي 1991 و1992 صدرت تقارير من مدينة روما عن شركة "بونيفيكا" الإيطالية، ساهمت في تحسين خط السير الذي ستسلكه مياة نهر الكونغو المحولة من مجراه في إطار مشروع "تحويل مسار مياة نهر الكونغو" (إلى بحيرة تشاد).

وقام ليندون لاروش بتجديد دعواه لمشروع "تطوير بحيرة تشاد/الساحل"، مشدداً على أن السبيل الوحيد والعلاج الفعال للنزاعات العرقية المدبرة في دول وسط أفريقيا هو مشروعات تطوير البنية التحتية.

وقد استمرت حركة لاروش في الدعاية لمشروع "ترانساكوا" كما تم تسميته، والمشروع النابع من الشركة الإيطالية والذي كان متوافقاً تماماً مع مقترح لاروش المبدئي. وقد شمل هذا المشروع دعوات لمد خطوط كهرباء الضغط العالي، وإنشاء شبكة نقل نهرية وبرية تمتد من مدينة مومباسا في كينيا، لنيجيريا، إلى الجزائر وليبيا.

و بعد زمن طويل، حينما عقد المنتدى الثامن ل "التطوير المستدام" في مدينة إندجامينا بدولة تشاد (أكتوبر29 إلى 1 نوفمير 2010)، قام شركاء ليندون لاروش بالتشديد على صحة رؤيته بأن إقامة مشروعات للبنية التحتية ضمن إطار مشروع "ترانساكوا" هو شيء أساسي وضروري.

> في 14-17 يناير 2001، وفي إطار "مؤتمر التطوير" بدولة السودان، ركز لاروش على ضرورة تطوير الإمكانيات الهائلة للمنطقة الزراعية المعتمدة على الري بالأمطار في جنوب السودان كسلة غذاء لقارة أفريقيا وجنوب غرب آسيا.

كتب لاروش

  • Dialectical Economics An Introduction to Marxist Political Economy. Lexington, Mass: Heath, 1975. ISBN 0-669-85308-9
  • The Case of Walter Lippmann A Presidential Strategy. New York: Campaigner Publications, 1977. ISBN 0-918388-06-6
  • How to Defeat Liberalism and William F. Buckley 1980 Campaign Policy. New York: New Benjamin Franklin House Pub. Co, 1979. ISBN 0-933488-03-3
  • The Power of Reason A Kind of Autobiography. New York: New Benjamin Franklin House Pub. House, 1979. ISBN 0-933488-01-7
  • Will the Soviets Rule During the 1980's? New York: New Benjamin Franklin House Pub. Co, 1979. ISBN 0-933488-02-5
  • Basic Economics for Conservative Democrats. New York: New Benjamin Franklin House Pub. Co, 1980. ISBN 0-933488-04-1
  • What Every Conservative Should Know About Communism. New York: New Benjamin Franklin House Pub. Co, 1980. ISBN 0-933488-06-8
  • Why Revival of "SALT" Won't Stop War. New York: New Benjamin Franklin House Pub. Co, 1980. ISBN 0-933488-08-4
  • with David P. Goldman. The Ugly Truth About Milton Friedman. New York: New Benjamin Franklin House, 1980. ISBN 0-933488-09-2
  • There Are No Limits to Growth. New York: New Benjamin Franklin House, 1983. ISBN 0-933488-31-9
  • So, You Wish to Learn All About Economics? A Text on Elementary Mathematical Economics. New York: New Benjamin Franklin House, 1984. ISBN 0-943235-13-8
  • Imperialism The Final Stage of Bolshevism. New York: New Benjamin Franklin House, 1984. ISBN 0-933488-33-5
  • The Power of Reason, 1988 An Autobiography. Washington, D.C.: Executive Intelligence Review, 1987.ISBN 0-943235-00-6
  • In Defense of Common Sense. Washington, D.C.: Schiller Institute, 1989. ISBN 0-9621095-3-3
  • The Science of Christian Economy. Washington, D.C.: Schiller Institute, 1991. ISBN 0-9621095-6-8
  • with Paul Gallager. Cold Fusion: A Challenge to U.S. Science Policy. Washington, D.C.: Schiller Institute, 1992. ISBN 0-9621095-7-6
  • Now, Are You Ready to Learn About Economics? Washington, D.C.: EIR News Service, 2000. ISBN 0-943235-18-9
  • The Economics of the Nöosphere Washington, D.C.: EIR News Service, 2001. ISBN 0-943235-20-0


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهوامش

المصادر

عامة
مطبوعات لاروش


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قراءات إضافية

قالب:LaRouche movement

قالب:LaRouche movement قالب:1976 United States presidential election قالب:1980 United States presidential election قالب:1984 United States presidential election قالب:1988 United States presidential election قالب:1992 United States presidential election قالب:1996 United States presidential election قالب:2000 United States presidential election قالب:2004 United States presidential election