كارثة تكساس سيتي
كارثة تكساس سيتي Texas City disaster، هي حادثة صناعية وقعت في 16 أبريل 1947، في ميناء تكساس سيتي، تكساس، في خليج گالڤستون. كانت أدمى كارثة صناعية في تاريخ الولايات المتحدة، وواحدة من أكبر الانفجارات الغير نووية في التاريخ. بدأ الحريق في منتصف النهار على متن السفينة إسإس گراندكامپ المسجلة في فرنسا (التي كانت ترسو في الميناء)، حيث تفجرت شحنتها البالغة حوالي 2.300 طن (حوالي 2.986 طن متري) من نترات الأمونيوم.[1] أدى هذا إلى بدء تفاعل متسلسل من الحرائق والانفجارات على متن سفن أخرى وفي مرافق تخزين النفط المجاورة، الذي أسفر في النهاية إلى مقتل ما لا يقل عن 581 شخص، من بينهم جميع جميع أفراد مطافيء تكساس سيتي باستثناء شخص واحد.[2]
في أعقاب الكارثة رُفعت أول دعوى جماعية ضد حكومة الولايات المتحدة، نيابة 8.485 ضحية، بموجب قانون مطالبات الضرر الفدرالي لعام 1946.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
السفينة[3]
الانفجارات
نترات الأمونيوم، التي تستخدم في تصنيع الأسمدة والمتفجرات، كانت مصنعة في نبراسكا وآيوا وتم شحنها إلى تكساس سيتي بالسكك الحديدية قبل تحميلها على متن السفينة گراندكامپ.[4] تم تصنيعها في عملية حاصلة على براءة اختراع، ممزوجة بالطين والنفط والقلفونية وشمع الپارافين لتجنب التكتلات الناتجة عن الرطوبة. تم تعبئتها في أكياس ورقية، ثم نقلها وتخزينها في درجات حرارة مرتفعة زادت من نشاطها الكيميائي. أفادت لونگشورمن أن الأكياس كانت دافئة عند لمسها قبل التحميل.
في حوالي الساعة الثامنة من صباح 16 أبريل 1947، لوحظ اندلاع الدخان في عنبر الشحن على السفينة "گراندكامپ" بينما كانت لا تزال راسية. خلال الساعة التالية، فشلت محاولات إطفاء الحريق أو السيطرة عليه مع عودة التوهج الأحمر بعد كل جهد لإخماد الحريق. بعد في الساعة التاسعة، أمر كابتن السفينة رجاله باستخدام البخار، وهي طريقة لمكافحة الحرائق بضخ البخار، من أجل الحفاظ على البضائع. ليس من المرجح أن تكون هذه الطريقة فعالة، حيث تنتج نترات الأمونيوم الأكسجين الخاص بها، وبتلالي تحيد خصائص إطفاء البخار. ربما ساهم البخار في زيادة الحريق بتحويل نترات الأمونيوم إلى أكسيد النيتروز، مع زيادة الحرارة الشديدة بالفعل في عنابر السفينة.[5] جذبت النيران المتفرجين على طول الشاطيء، الذين أعتقدوا أنهم كانوا على مسافة آمنة.[6] في النهاية، أدى ضغط البخار داخل السفينة إلى تفجير الفتحات، وتصاعد دخان أصفر برتقالي. وهو اللون المميز لأدخنة ثاني أكسيد النيتروجين.[1] جذب اللون غير المعتاد للدخان المزيد من المتفرجين. ولاحظ المتفرجون أيضاً أن الماء حول السفينة الراسية يغلي من الحرارة، وأن الماء المتطاير الذي يلمس الهيكل يتبخر في الجو. بدأت حمولة البضائع والسطح في الانتفاخ مع زيادة ضغط البخار في الداخل.
في الساعة 9:12 صباحاً، وصلت نترات الأمونيوم إلى مرحلة الانفجار بسبب الحرارة والضغط.[7] انفجرت السفينة، مما تسبب في دمار وأضرار بالغة في الميناء. أنتج الانفجار الهائل موجة بطول 4.5 متر تم اكتشافها على بعد 160 كم من ساحل تكساس. وسوى الانفجار ما يقرب من 1000 مبنى على الأرض. دمر انفجار گراندكامپ مصنع شركة مونسانتو للكيماويات وأدى إلى اشتعال المصافي والخزانات الكيميائية على الواجهة البحرية. زادت الأضرار نتيجة تطاير الشظايا المحترقة من حمولة السفينة، وتطايرة المرساة على بعد 1.6 من موقع الحادث. حلقت طائرتان على ارتفاع منخفض لتفقد معالم المدينة،[8] بينما كانت على بعد 16 كم، رصدت تهشم نصف نوافذ گالڤستون.[9] تسبب الانفجار في تطاير حوالي 5.760 طن متري من الصلب المستخدمة في بناء هيكل السفينة، بسرعة أسرع من الصوت. حسب التقديرات الرسمية لعدد الضحايا، أسفر الحادث عن مصرع 567 شخص، من بينهم جميع طاقم السفينة گراندكامپ. كما لقى جميع أفراد مطافي تكساس سيتي البالغين 28 رجل مصرعهم باسثناء شخص واحد، أثناء محاولتهم إطفاء الحريق على متن السفينة. مع اندلاع الحرائق في أرجاء تكساس سيتي، لم يتمكن أول المستجبين من مناطق أخرى الوصول لموقع الكارثة.
تسبب أول انفجار في اشتعال نترات الأمونيوم في سفينة الشحن المجاورة هاي فلاير. قضى الطاقم ساعات في محاولة لقطع حبل مرساة السفينة والحبال الأخرى، من أجل تحريكها، لكن جهودهم تكللت بالفشل. بعد تدفق الدخان من العنبر لأكثر من 5 ساعات، وبعد حوالي 15 ساعة من الانفجارات على متن السفينة گراندكامپ، انفجرت هاي فلاير، مما أدى إلى انهيار السفينة إسإس ولسون ب. كين المجاورة، وأسفر عن مقتل شخصين آخرين على الأقل وزيادة الأضرار التي لحقت بالميناء والسفن الأخرى مع تطاير المزيد من الشظايا والمواد المحترقة. انفجرت إحدى مرواح السفينة هاي فلاير، ثم حدث ميلاً داخلياً في هيكلها. وهي الآن جزء من حديقة تذكارية تقع بالقرب من مرسى گراندكامپ. مروحة السفينة متصدعة في عدة أماكن، وتوجد قطعة كبيرة مفقودة في إحدى شفراتها.
لم يتم تحديد سبب الحريق الأول على متن گراندكامپ حتى الآن. قد يكون ناجماً عن سيجارة مشتعلة أُلقيت في اليوم السابق، مما يعني أن حمولة السفينة كانت مشتعلة طوال الليل عندما اكتشف الانفجار في اليوم التالي.[1]
حجم الضرر
تعتبر كارثة تكساس سيتي بشكل عام أسوأ الحوادث الصناعية في التاريخ الأمريكي. وقارن شهود العيان المشهد بالصور الأخيرة إلى حد ما لغارة باري 1943 والدمار الأكبر بعد إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما وناگاساكي. ومن بين القتلى تم التعرف على 405 جثة ولم يتم تحديد هوية 63 منهم قط. دُفنت رفات الضحايا المجهولين في مقبرة تذكارية بالمنطقة الشمالية من تكساس سيتي بالقرب من بحيرة موزس. كما اعتبر 113 شخص آخرين في عداد المفقودين، حيث تم العثور على أجزاء من أجسادهم لم يتم التعرف عليها قط. تشمل هذه الأرقام رجال الإطفاء الذين كانوا على متن السفينة گراندكامپ عندما انفجرت. هناك بعض التكهنات بأنه ربما يكون هناك مئات القتلى الذين لم يتم حصرهم، بما في ذلك البحارة الزائرين، والعمال غير المسجلين وعائلاتهم، وعدد لا يحصى من المسافرين. ولكن كان هناك أيضاً بعض الناجين بين أشخاص على مسافة 21 م من الرصيف. سرعان ما ملئت جثث الضحايا المشرحة المحلية. تم وضع العديد من الجثث في صالة الألعاب الرياضية بالمدرسة الثانوية المحلية للتعرف عليها من قبل العائلات أو الأصدقاء.
أصيب أكثر من 5.000 شخص، أدخل منهم 1.784 شخص في 21 مستشفى محلية. تدمر 500 منزل وتضرر المئات، مما أدى إلى تشرد 2.000 شخص. كما تدمر الميناء البحري، واحترقت أو تهدمت الكثير من الأعمال التجارية. تضررت أكثر من 1.100 مركبة واحترقت 362 سيارة؛ وقدرت الخسائر في الممتلكات بمبلغ 100 مليون دولار[10] (يكافيء 1 بليون دولار في 2022).
عُثر على مرساة السفينة گراندكامپ التي تنزن 2 طن على بعد 2.61 كم وعلى حفرة عمقها 3 أمتار. تم عرضها في المنتزه التذكاري. كما عُثر على مرساة رئيسية أخرى بوزن 4.5 طن متري على بعد 800 متر من مدخل رصيف تكساس سيتي. عند مدخل المدينة، أقيم نصباً تذكارياً للكارثة. تسبب الحطام المحترق في اشتعال كل ما يقابله على بعد أميال، بما في ذلك العشرات من خزانات النفط والكيماويات. كانت مدينة گالڤستون القريبة من تكساس سيتي مغطاة بضباب زيتي ترك رواسب فوق كل الأسطح الخارجية المكشوفة.
ضحايا الإطفاء
ردود الفعل وإعادة البناء
الدعوى القضائية
انظر أيضاً
- كوارث نترات الأمونيوم
- أكبر الانفجارات الغير نووية الاصطناعية
- انفجار هاليفاكس
- انفجار أوپاو (1921)
- انفجار شركة وست للأسمدة في وست، تكساس
- انفجارات تيانجين 2015
- انفجارات بيروت 2020
المصادر
- ^ أ ب ت "Texas City, Texas Disaster". Fire Prevention and Engineering Bureau of Texas. April 29, 1947. Retrieved 2014-12-29.
- ^ Stephens, Hugh W. (1997). The Texas City Disaster, 1947. University of Texas Press. p. 100. ISBN 0-292-77723-X.
- ^ Pitta, Terra (2015). Catastrophe: A Guide to World's Worst Industrial Disasters. Alpha Editions. ISBN 978-93-85505-17-1.
- ^ "Fertilizer explosion kills 581 in Texas". HISTORY. July 28, 2019. Retrieved April 14, 2020.
{{cite web}}
: CS1 maint: url-status (link) - ^ "Fire on the Grandcamp". Moore Memorial Public Library. Retrieved 2014-12-29.
- ^ "Pyrotechnics, Explosives & Fireworks". Greg Goebel / Advameg, Inc.
- ^ "Hundreds killed, thousands injured in Texas City disaster of 1947". abc13. April 16, 2019. Retrieved April 14, 2020.
{{cite web}}
: CS1 maint: url-status (link) - ^ Lienhard, John H. (1996). Engines of our Ingenuity: No. 1138: The Texas City Disaster. Radio broadcast: University of Houston.
- ^ "The First Explosion – 1947 Texas City Disaster". www.texascity-library.org.
- ^ "Fertilizer explosion kills 581 in Texas – Apr 16, 1947 – HISTORY.com".
وصلات خارجية
- تقارير نهائية
- Record of Proceedings of Board Investigation Inquiring Into Losses By Fires and Explosions of the French Steamship Grandcamp and U.S. Steamships Highflyer and Wilson B. Keene at Texas City, Texas 16 and 17 April 1947, U.S. Coast Guard, U.S. Treasury Department - pages 538-550
- وثائق قانونية
- مجموعات ومعارض
- 1947 Texas City Disaster Web Exhibit from the Moore Memorial Public Library in Texas City
- "The Explosion: 50 years later, Texas City still remembers." - Collection of articles by the Houston Chronicle
- وصلات أخرى
- Headline, NY Times, April 17, 1947, Blasts and Fires Wreck Texas City of 15,000; 300 to 1,200 Dead; Thousands Hurt, Homeless; Wide Coast Area Rocked, Damage in Millions
- Texas City Disaster, 1947 photographs from the Moore Memorial Public Library, hosted by the Portal to Texas History
- Handbook of Texas entry
- Olafson, Steve. "THE EXPLOSION: 50 YEARS LATER, TEXAS CITY STILL REMEMBERS/'Texas City just blew up'/A powerful chemical explosion 50 years ago propelled a small port town into an unwelcome national and world spotlight." Houston Chronicle. Sunday April 13, 1997. Special 2.
- Gonzales, J.R. "Newly discovered photos show extent of destruction at Texas City." Houston Chronicle. April 16, 2010.
- Details and photos of local destruction
- Joint report of Fire Preventions and Engineering Board of Texas and the National Board of Fire Underwriters
- Images from the day after the explosion at the UH Digital Library
- Footage appears in the film Encounters with Disaster, released in 1979 and produced by Sun Classic Pictures. Viewable on the Internet Archive.
- CS1 maint: url-status
- Pages using gadget WikiMiniAtlas
- Short description is different from Wikidata
- Pages with empty portal template
- كوارث نترات الأمونيوم
- Coordinates on Wikidata
- كارثة تكساس سيتي
- حرائق وانفجارات صناعية في الولايات المتحدة
- انفجارات 1947
- 1947 في تكساس
- كوارث في تكساس
- مقاطعة گالڤستون، تكساس
- Law of negligence
- تسكاس سيتي، تكساس
- حرائق الحضر في الولايات المتحدة
- حوادث بحرية في 1947
- أحداث أبريل 1947