على الهروي السائح
تقي الدين أبو الحسن على بن أبي بكر بن علي الهروي السائح (ت. 611 هـ/1215م)، رحالة، مؤرخ.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرته
هو أبو الحسن على بن أبى بكر بن على الهروى الأصل الموصلى المولد، السائح المشهور نزيل حلب . طاف البلاد وأكثر من الزيارات، وكاد يطبق الأرض بالدوران، فإنه لم يترك برًا ولابحرًا ولاسهلاً ولاجبلاً من الأماكن التى يمكن قصدها ورؤيتها إلا رآه، ولم يصل إلى موضع إلا كتب خطه في حائطه، ولما سار ذكره بذلك واشتهر به ضُرب به المثل فيه. وقد سجل الهروى في كتابه "الإشارات" بعضًا من الشئون المتصلة به. فنراه في فلسطين سنة (569هـ) يزور القدس و الخليل وغيرها، ويصل إلى ثغر عسقلان في العام التالى، وفى العام نفسه كان في الإسكندرية يسمع الحديث عن السلفى، ويتجول في الديار المصرية حتى أسوان ، ويحل عام (572هـ) وهو لايزال في مصر. وقد حمله التطواف إلى شمال إفريقية وصقلية، وفى هذه الجزيرة شاهد بركان إتنا، واجتمع إلى أحد زعماء المسلمين هناك وهو أبو القاسم ابن حمود المعروف بابن الحجر الذى أرسل معه رسائل إلى السلطان صلاح الدين يحثه فيها على أخذ صقلية من يد النورمان، ولكن المركب غرق وركب الهروى في مركب آخر إلى قبرص، وفى عام (588هـ) أخذ الفرنج كتبه في نوبة الوقعة بخويلقة، ثم إن ملك الأنكتار أرسل للهروى رسولاً يطلب الاجتماع به ووعده برد كتبه، ولكنه لم يمض إليه. وكان مع هذا فيه فضيلة.
وله معرفة بعلم الكيمياء ، وبه تقدم عند الملك الظاهر ابن السلطان صلاح الدين صاحب حلب، وأقام عنده، وكان كثير الرعاية له، وبنى له مدرسة بظاهر حلب، وفى ناحية منها قبة هو مدفون بها.
أصله من هراة، إحدى مدن خراسان، ومولده بالموصل، أولع بالرحلة، فطاف البلاد، وأكثر من الزيارات، فإنه لم يترك براً ولا بحراً ولا سهلاً ولا جبلاً من الأماكن التي يمكن قصدها ورؤيتها إلا رآه، وقد حمله التطواف إلى صقلية، واجتمع فيها إلى أحد زعماء المسلمين هناك يعرف بابن الحجر، وقد أرسل معه رسائل إلى السلطان صلاح الدين يحثه فيها على أخذ صقلية من النورمان، ولكن المركب غرق، وركب الهروي في مركب آخر إلى قبرص، وكاد يؤسر.
وقد سمع في رحلته إلى الإسكندرية من الشيخ المحدث أبي طاهر السِّلَفي، وسمع في مكة من الشيخ أبي المعالي عبد المنعم بن أبي البركات الفُراوي.
وكان لا يصل إلى موضع إلا كتب خطه في حائطه، فقلما يخلو موضع مشهور من مدينة أو غيرها إلا وخطه فيها، حتى اشتهر بذلك، وضرب المثل به.
وحين كان في بغداد، صنف خطباً يُخطب بها في الجمع والأعياد، وقدمها إلى الخليفة الناصر لدين الله، فتقدم الخليفة بتوقيع له بالحسبة في سائر بلاد الإسلام، وإحياء ماشاء من المَوات، والخطابة بجامع حلب، وكتب توقيعه بيده ليتشرف به، غير أن الهروي لم يباشر شيئاً من ذلك.
وكان يعرف سحر السيمياء، وبه تقدم عند الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين، صاحب حلب فطاب له المقام بها في رباط له، وصار أثيراً عنده، فبنى له مدرسة في ظاهرها تعرف بالمدرسة الهَروية، ودرَّس بها.
ومن أشهر كتبه «الإشارات إلى معرفة الزيارات» ذكر فيه المزارات والمشاهد التي رآها في رحلته.
وكتاب «التذكرة الهروية في الحيل الحربية» وهو من كتب السياسة والحرب، ضمنه مايحتاج إليه الملوك في سياسة الرعية، وما يعتمدون عليه في الحرب، وما يدخرونه لدفع المشكلات، مما يؤول إلى بقاء دولتهم وحفظ بلادهم.
وعكف على تدوين رحلته في كتاب سماه «منازل الأرض ذات الطول والعرض» استوعب فيه ما وصل إليه في سياحته.
وأقام في حلب يحظى فيها برعاية الملك الظاهر غازي حتى وافته المنية، وقد شاخ، ودفن بقبة جانب مدرسته. وقد أوصى أن يكتب على تربته يصف حاله: «هذه تربة الغريب الوحيد علي بن أبي بكر الهروي، عاش غريباً، ومات وحيداً، لا صديق يدنيه، ولا خليل ينعيه، ولا أهل يزورونه، ولا إخوان يقصدونه، ولا ولد يطلبه، ولا زوجة تنادمه، آنس الله وحدته، ورحم غربته».
كتبه
وله مصنفات منها:
- كتاب "الإشارات في معرفة الزيارات"،
- كتاب "الخطب الهروية"،
- كتاب "منازل الأرض ذات الطول والعرض".
وفاته
توفى في مدرسته المذكورة سنة إحدى عشرة وستمائة (611هـ).
المصادر
- ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس (دار الثقافة، بيروت، د.ت).
- ابن واصل، مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، تحقيق جمال الدين الشيال (القاهرة، د.ت).
- محمد راغب الطباخ، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، صححه محمد كمال (دار القلم العربي، حلب 1989م).
- الذهبي، سير أعلام النبلاء (مؤسسة الرسالة، بيروت، د.ت).