كرنا
Qatara/Karana (?) | |
المكان | محافظة نينوى، العراق |
---|---|
المنطقة | بلاد الرافدين |
الإحداثيات | 36°15′25.51″N 42°26′57.61″E / 36.2570861°N 42.4493361°E |
النوع | تل |
ملاحظات حول الموقع | |
تواريخ الحفريات | 1964–1971 |
الأثريون | ديڤد أوتس |
كارانا (كـَرَنا) Karanã مدينة آشورية موقعها في تل الرماح الحالي على بعد 65 كم تقريباً إلى الغرب من مدينة الموصل. والموقع عبارة عن تل دائري الشكل تقريباً تبرز في وسطه بقايا الزقورة التي يصل ارتفاعها إلى 40م تقريباً فوق مستوى السهل المحيط بالموقع.
لقد وصف تل الرماح في ملاحظات هنري لايارد H.Layard في عام 1850م. وبدءاً من الثلاثينات حتى السبعينات من القرن العشرين نقبت بعثات إنكليزية، أدارها تباعاً سـِتون لويد S.Lloyd وديڤد اوتس D.Oates.
كان اسم كارانا معروفاً في نصوص ماري (تل الحريري)، وازدهرت المدينة منذ أواخر الألف الثالث وعلى امتداد الألف الثاني قبل الميلاد. وكانت لها علاقات متميزة مع مدينة ماري في أثناء العصر البابلي القديم. هجرت المدينة بعد العصر الآشوري الوسيط، لكن العصر الآشوري الحديث شهد عودة جزئية للسكنى في مدينة كارانا التي تغير اسمها ليصبح «زماخ» Zamãkhu، ويبدو أنها كانت تابعة ـ آنذاك ـ إلى حاكم مقاطعة رصاپا Rasappa (الرصافة في سورية) أو Resafa مثلما وردت في كتابات علماء الآثار.
يعود تأريخ أهم البقايا البنائية المكتشفة في تل الرماح إلى العصر الآشوري القديم، وتشمل بقايا المعبد والقصر. ويشغل المعبد الجزء الأوسط والأعلى من المدينة، وكان مشيداً فوق مصطبة من طبقتين، ويرقى إليه عبر الفناء المحيط بالبناء بوساطة سلّم فخم. زينت واجهة المعبد بأنصاف أعمدة بشكل جذوع النخيل من الآجر غير المشوي، يعود تشييده إلى عهد الملك الآشوري شمشي عضد الأول (1813-1781 ق.م.)، أما الزقورة فقد شُيدت خلف المعبد بعد إنجاز بنائه، وهي ملاصقة لجداره الشمالي ـ الغربي، وجدرانها الخارجية مزينة بأشكال بارزة ومتراجعة بما يشابه الجدران الخارجية للمعبد نفسه، وأبعادها 30×21.5 م. كشفت التنقيبات عن الطبقتين السفليتين المتبقيتين من طبقاتها، ويلاحظ وجود ثقب ينزل عمودياً في وسط بناء الزقورة عثر في داخله على أنقاض، بينها دمى وعظام مختلفة. ويرجح أن الصعود إلى الزقورة كان عن طريق سطح المعبد، إذ لم يعثر على بقايا سلالم عند جدرانها السفلية. وعلى الرغم من أن التنقيبات الأثرية لم تظهر سوى جزء صغير من القصر؛ يمكن القول: إنه كان بناءً فخماً بدليل الوصف الذي تتضمنه إحدى رسائل ماري عنها.
تشتمل بقايا العصر الآشوري الوسيط في كارانا على المعابد والبنايات الإدارية، والدور السكنية، وفضلاً عن ذلك اكتشفت نصوص مسمارية تدور موضوعاتها حول التجارة بالقصدير والحبوب. ويرجّح أن إعادة تشييد المدينة جزئياً في العصر الآشوري الحديث- بعد هجرها في أواخر العصر الآشوري الوسيط ـ كان بغرض توطين سكان مهجرين من مناطق أخرى. وكما سبقت الإشارة أطلق اسم «زَماخُ» على المدينة في هذا العصر، وشيد فيها معبد جديد خصص لعبادة الإله عضد. وقد اكتشفت في داخل هذا المعبد مسلة حجرية للملك الآشوري عضد نِراري الثالث (810-783 ق.م.) نقشت عليها أخبار حملته الحربية في سورية، وضمنها ذكرت ما فـُسـِّر على أنه اسم ملك مبكر في شمال إسرائيل، يـُدعى يهواش السامري יהואש،[1][2] وضمت أول ذِكري مسماري للسامرة (بهذا الاسم).[3]
كشفت النصوص المسمارية في تل الرماح عن صلة مدينة كرنا بمدينة ماري من خلال المراسلات التي تبودلت بين المدينتين. وقد عثر في بقايا القصر على نصوص معاصرة لعهد ملك ماري زمري-لم (1775-1761 ق.م.) فضلاً عن مجموعة رسائل للملكة إلتاني Iltani زوجة حاكم كرنا اقبَ-خَمّو الذي كان ـ على ما يرجح ـ تابعاً للملك البابلي حمورابي، وشقيقه أشكر-عضد حاكم كارانا أيضاً.
من المكتشفات المهمة في معبد تل الرماح، الرقم المسمارية من العصر الآشوري الوسيط المؤرخة بعهدي الملكين الآشورين شلمنصر الأول (1274-1245 ق.م.) وتوكلتي-نِنورتا الأول (1244-1208 ق.م.)، وعددها 165، وتدور موضوعاتها حول قروض وفوائد وعقود بيع وشراء ومسائل قضائية ورسائل وغير ذلك.
جاءت أهمية مدينة كرنا في الألف الثاني قبل الميلاد من موقعها على طريق التجارة بالبضائع، و(أهمها القصدير)؛ التي كانت تنقل عبرها من الشرق إلى الغرب، ولكن تحوّل مسار هذه الطريق في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد وتحولها إلى المناطق الشمالية أدّى إلى اضمحلال موارد المدينة وتناقص أهميتها، ولم تسترد هذه المدينة مكانتها القديمة إلا بعد أن أعيد استيطانها في العصر الآشوري الحديث.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
معرض
عمود رخامي من تل الرماح، العراق، الفترة الآشورية الحديثة، متحف العراق.
نقش على حجر جيري لرجل من كرنا (تل الرماح)، العراق. الفترة الكاشية، متحف العراق.
المصادر
- نائل حنون. "كارانا (تل الرماح)". الموسوعة العربية.
- ^ William H. Shea, Adad-Nirari III and Jehoash of Israel, Journal of Cuneiform Studies, vol. 30, no. 2, pp. 101-113, 1978
- ^ Tell al-Rimah Stela (797 BCE): inscription by Assyrian king Adad-Nirari III, in which he describes his successes in the west. Livius.org. Quote: "...[4] I received 2,000 talents of silver, 1,000 talents of copper, 2,000 talents of iron, 3,000 linen garments with multicolored trim - the tribute of Mari' - of the land of Damascus. I received the tribute of Jehoash the Samarian, of the Tyrian ruler and of the Sidonian ruler."
- ^ Page, Stephanie (1968). "A Stela of Adad-nirari III and Nergal-ereš from Tell al Rimah". Iraq (in الإنجليزية). 30 (2): 139–153. doi:10.2307/4199848. JSTOR 4199848.