عبد الله القصيمي
عبد الله القصيمي | |
---|---|
الميلاد | 1907 السعودية |
الوفاة | 9 يناير 1996 القاهرة، مصر |
المهنة | مفكر |
الجنسية | السعودية |
عبد الله القصيمي (و. 1907 - ت. 9 يناير 1996) هو مفكر سعودي، ويُعتبر من أكثر المفكرين العرب إثارة للجدل بسبب انقلابه من موقع النصير والمدافع عن السلفية إلى الإلحاد.[1][2] وبسبب مؤلفاته المثير للجدل ومن أشهرها العرب ظاهرة صوتية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
السنوات المبكرة
ولد القصيمي عام 1907 في خب الحلوة الواقع إلى الغرب من مدينة بريدة النجدية، السعودية.
والد عبد الله القصيمي هو الشيخ علي الصعيدي، الذي قدم من حائل واستوطن خب الحلوة والذي عرف عنه تشدده الديني الصارم، والذي لم يكفه ما تلقاه من تعاليم دينية في مدينة بريدة لينتقل إلى الشارقة للاستزادة من العلوم الشرعية وللتجارة، أما والدة الشيخ عبد الله القصيمي فهي وفقاً لرواية الدكتور فيصل بن عبد الله القصيمي، السيدة موضي الرميح، التي أنفصل عنها زوجها بعد ميلاد ابنه عبد الله بأربع سنوات تقريباً، ليدعها وطفلها مهاجراً إلى الشارقة، ولكنها سرعان ما ارتبطت برجل آخر من عائلة " الحصيني " المقيمة في قرية "الشقة " المجاورة لخب الحلوة، ويذكر الدكتور فيصل القصيمي أن لديه ثلاثة أعمام من أسرة الحصيني، قدموا إلى مدينة الرياض، واستوطنوها، ولا يوجد منهم أحد اليوم، ولهم أولاد وأحفاد، ويرتبط الشيخ عبد الله القصيمي بروابط أسرية مع عدد من الأسر النجدية كأسرة المزيني والمسلم والحصيني والجميعة، وقد ذكر المؤرخ السعودي عبد الرحمن الرويشد لـ" إيلاف" أن الشيخ ابن جميعة الذي يعمل لدى الملك عبد العزيز هو عم الشيخ عبد الله القصيمي
نشأ القصيمي فيما بين خب الحلوة والشقة في ظروف سيئة للغاية، فإضافةً إلى فقده لحنان والديه، فقد كانت الأحوال المعيشية سيئة جداً، الأمر الذي دعاه أن يغادر قريته إلى الأبد!! وهو في سن العاشرة من عمره، وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن قرار المغادرة قد أتخذه الفتى بنفسه هروباً من تلك الأوضاع الصعبة يرى الدكتور فيصل القصيمي أن أخوال الشيخ عبد الله هم الذين دفعوه إلى الهجرة بحثاً عن الرزق، وأصروا على مغادرته أمام إصرار والدته، وكانت حجتهم أن يبحث عن أبيه ليطعمه ويكسوه بعد أن ضاقت بهم السبل في تلك الظروف المعيشية السيئة! ركب الفتى عبد الله القصيمي المخاطر مع أول قافلة اتجهت إلى الرياض بعد اتخاذه للقرار الخطير، الذي قاده إلى رحلة طويلة تنقل فيها بين العديد من الأقطار العربية، فما بين مولده في " خب الحلوة" إلى مدفنه في مقابر باب الوزير بالقاهرة رحلة من البحث الطويل المعيشي بدايةً ثم الفكري، الذي أصبح واحداً من أبرز فاعليه على مستوى الوطن العربي.
في الرياض حيثُ درس القصيمي على الشيخ سعد بن عتيق، تعرف إلى وفد من الشارقة جاء لزيارة الرياض، وكانت المصادفة أن رئيس الوفد صديق لوالده ويعرفه تمام المعرفة، فلاحت في أفقه بوادر أمل في لقاء أبيه، وهذا ماتم على ساحل خليج عمان، إلا أن الدهشة أصابت الفتى الذي كان يتطلع ليس إلى مقابلة والده فحسب، بل إلى ذلك الحنان الذي حُرم منه عشر سنوات، كانت المفاجأة أن والده الذي كان يعمل تاجراً في اللؤلؤ ومتشدداً في تفسيره لكثير من تعاليم الدين الإسلامي قد قابله بشيء من الجفوة والقسوة وفرض عليه أسلوباً في التربية غاية في القسوة.
هذا اللقاء الجاف لا بد وان يكون له تأثيره اللاحق على حياة القصيمي، يقول القصيمي واصفاً ذلك اللقاء في إحدى رسائله التي بعث بها إلى الأستاذ أحمد السباعي(كانت صدمة قاسية لأكثر وأبعد من حساب، لقد وجدت والدي متديناً متعصباً بلا حدود، لقد حوله الدين والتدين إلى فظاظة أو حول هو الدين والتدين إلى فظاظة.. لقد جاء فظاً بالتفاسير والأسباب التي جاء بها الدين وحاول أن يبدو كذلك ولا يراه رجل دين وداعية صادقاً إلا بقدر ما يجد فيه من العبوس والفظاظة..). التحق القصيمي في مدرسة الشيخ علي المحمود، ثم توفي والده عام 1922م فتحرر من تلك القيود التي كبل بها وانطلق يواصل تعليمه، فأعجب به التاجر عبد العزيز الراشد الذي أخذه معه إلى العراق والهند وسوريا، تعلم القصيمي بدايةً في مدرسة الشيخ أمين الشنقيطي في الزبير، ويذكر الأستاذ يعقوب الرشيد أنه التحق بالمدرسة الرحمانية بالزبير، ثم انتقل إلى الهند ومكث بها عامين تعلم في إحدى المدارس هناك اللغة العربية والأحاديث النبوية وأسس الشريعة الإسلامية، ثم عاد إلى العراق والتحق بالمدرسة الكاظمية ثم انصرف عنها إلى دمشق ثم إلى القاهرة التي شهدت الميلاد الحقيقي للقصيمي.
الكلام عن شخصيته شيء غير مهم لأن تاريخ حياته ونشئته صدقت أو كذبت لن تزيد في مؤلفاته حرفا واحدا، لذا فمن يريد الحكم عليه يجب أن يكون من خلال كتبه وليس شخصيته، ورغم أن من كتبوا عنه هنا قد يخطئون أو يكتبون بعاطفة أو هوى، لهذا فكل ماذكر عن سيرته يعتبر محل شك لأن التوثيق لسيرة شخص عاش متنقلا بين البلدان وفي ظروف صعبة أمر تقريبي ولايمكن اعتماده كمرجع.
حياته العلمية والفكرية
التحق بجامعة الأزهر في القاهرة عام 1927 ولكنه سرعان ما فصل منها بسبب تأليفه لكتاب "البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية" رداً على مقالة عالم الأزهر يوسف الدجوي "التوسل وجهالة الوهابيين" المنشورة في مجلة"نور الإسلام" عام 1931. بعدها قام عبد الله القصيمي بتأليف عدة كتب يهاجم فيها علماء الأزهر ويدافع عن السلفية مثل " شيوخ الأزهر والزيادة في الإسلام"، "الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم" و"الثورة الوهابية".
بعد هذه المرحلة؛ تغير فكر القصيمي حتى وصل مرحلة وصفه فيها معارضوه بالملحد، ومن أهم الكتب التي ألفها بعد انقلابه على الفكر السلفي كتاب "هذه هي الأغلال" وكتاب "يكذبون كي يروا الله جميلا"، وكتابه الظاهرة "العرب ظاهرة صوتية".
في هذه المرحلة، وكنتيجة لكتاباته تعرض القصيمي لمحاولتي اغتيال في مصر ولبنان. وسجن في مصر بضغط من الحكومة اليمنية بسبب تأثر طلاب البعثة اليمنية في مصر بفكر القصيمي لكثرة لقاءاته بهم.
ردد البعض أن القصيمي قد عاد إلى الإسلام آخر حياته، وعكف على تلاوة القرآن، ولكن المرافق للقصيمي إلى آخر لحظة في حياته : صديقه (إبراهيم عبد الرحمن) قد نفى هذا، مؤكدا أنه مات على فكرة الذي عُرف عنه، وقد نقل هذا الاعتراف الكاتب عبد الله القفاري في مقالاته المعنونة بـ "خمسون عامًا مع القصيمي"، في جريدة الرياض، الاثنين 12 جمادى الآخر 1429هـ -16 يونيو2008م - العدد 14602، قال: (سألته أخيراً: هناك من روج لفكرة تحول القصيمي في آخر أيام حياته وهو على فراش الموت، وأنت القريب منه حتى تلك الساعات الأخيرة في مستشفى فلسطين حيث ودع الحياة ؟! قال لي : هذه كذبة جميلة، روج لها البعض ليمرر اسم القصيمي على صفحات الصحف، في وقت كانت الكتابة عن القصيمي مشكلة بحد ذاتها، لقد حسم عبد الله القصيمي منذ وقت مبكر خياراته، لقد كانت كذبة جميلة تستهوي من يبحث عن فكرة التائب العائد، لكنها ليست هي الحقيقة على الإطلاق !!)
أيضا يجب الإشارة لشهادة ولد المفكر القصيمي الدكتور محمد بن عبد الله القصيمي التي أفادات أن والده قضى أيامه الأخيرة في مستشفى فلسطين يقرأ القرآن الكريم أغلب الوقت وأيضا من نفس المصدر وهو مجلة إيلاف.
تتضارب الروايتين حول عودته عن إلحاده فبين رواية صديقه المحامي ورواية السيدة آمال عثمان المسؤولة الإدارية عن قسم كبار السن في مستشفى فلسطين في مصر الجديدة التي أكدت أنه كان يقرأ القرآن، لا يمكن التأكد والجزم حول النهاية العقائدية للمفكر عبد الله القصيمي.
مؤلفاته
- البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية
- شيوخ الأزهر والزيادة في الإسلام
- الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم
- مشكلات الأحاديث النبوية وبيانها
- نقد كتاب حياة محمد لهيكل، القاهرة، 1935م، عدد الصفحات: 70 صفحة.
- الثورة الوهابية
- الصراع بين الإسلام والوثنية
- كيف ضل المسلمون
- هذي هي الأغلال
- يكذبون كي يروا الله جميلا
- العالم ليس عقلاً
- كبرياء التاريخ في مأزق
- هذا الكون ما ضميره
- أيها العار إن المجد لك
- فرعون يكتب سفر الخروج
- الإنسان يعصي.. لهذا يصنع الحضارة
- عاشق لعار التاريخ
- العرب ظاهرة صوتية
- الكون يحاكم الإله
- يا كل العالم لماذا أتيت؟
- الرسائل المتفجرة
- أيها العقل من رآك
- لئلا يعود هارون الرشيد
أقواله
في الايمان والالحاد
لو كان نبي مصاب بالبرص، بعث إلى قوم من البرص.. لكانت الإصابة بهذا الداء شرط من شروط الإيمان بالله |
آلهة الإنسان موجودة في ذات الإنسان، لا في ذات الله |
الإنسان يعصي لهذا يصنع الحضارات |
إن الإنسان المثل الذي يجب أن يكون هو زنديق العقل قديس النفس والأخلاق، هو العاصي المتمرد المحارب بتفك ... |
احتلال الإله لعقولنا أفدح أنواع الاحتلال[3] |
تحضر الإنسان خارج المحراب ولم يتحضر خارجه |
في الثورة والثوار
من كتبه
- من كتابه - هذه هي الأغلال:
- من كتابه - العالم ليس عقلا:
اني انقد لاني ابكي واتعذب, لا لإني اكره واعادي. انقد الانسان لاني اريده أفضل, وانقد الكون لانه لايحترم منطق الانسان, وانقد الحياة لاني اعيشها بمعاناة - بتفاهة, بلاشروط, بلا اقتناع، بلا نظرية. |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قيل عنه
قال في حقه الشيخ حسن القاياني" مجلة المقتطف - العدد 10 فبراير 1947" :
وقال أيضاً في مدح القصيمي الشيخ عبد الظاهر أبو السمح أمام المسجد الحرام وخطيبه ومدير دار الحديث بمكة قبل أن يتحول عن تدينه وبعد تأليفه كتاب الصراع :
ألا في الله ماخط اليراع | لنصر الدين واحتدم الصراع |
صراع لا يماثله صراع | تميد به الأباطح والتلاع |
صراع بين إسلام وكفر | يقوم به القصيمي الشجاع |
خبير بالبطولة عبقري | له في العلم والبرهان باع |
يقول الحق لا يخشى ملاماً | وذلك عنده نعم المتاع |
يريك صراعه أسداً هصوراً | له في خصمه أمر مطاع |
كأن بيانه سيل أتيّ | تفيض به المسالك والبقاع |
لقد أحسنت في رد عليهم | وجئتهم بمالا يستطاع |
وقال في حقه - متأسفاً على إلحاده - الشيخ ابن عقيل الظاهري :
أرجو له في شخصه أن يهديه الله للإيمان قبل الغرغرة، فتكون خاتمته حسنة إن شاء الله، فإن هذا الرجل الذي ألف " الصراع بين الإسلام والوثنية " ممن يؤسف له على الكفر. |
ونظرا لما أثاره فكر القصيمي من معارك ثقافية تناولته دراسات أكاديمية منها رسالة دكتوراه لأحمد السباعي بعنوان "فكر عبد الله القصيمي"، ودراسة للألماني "يورغن فازلا" بعنوان "من أصولي إلى ملحد".
وفاته
توفي بعد صراع مع المرض في 9 يناير 1996 في أحد مستشفيات حي عين شمس بالقاهرة، ودفن كما أوصى بجوار زوجته في مقابر باب الوزير في مصر.
المصادر
- ^ جورج طرابيشي،المرض بالغرب، التحليل النفسي لعصاب جماعي عربي، دار بترا ورابطة العقلانيين العرب، ص69 ، 2005
- ^ عبد الله القصيمي، من الوهابية إلى الإلحاد الألوان، تاريخ الولوج 21 فبراير 2012
- ^ اقتباسات وأقوال، اقتباس
المراجع
- عبد الله القصيمي وجهة نظر أخرى، للباحث سليمان الخراشي، إصدار مؤسسة روافد 2008.