عائلة الصلح
آل الصُّـلْح في لبنان : أسرة سياسية وجيهة ، تركية الأصول ، و كنيتهم "الصلح" محرفة عن "السلحدار" ، كان مقام الأسرة الأول في صيدا التي كان لقلعتها حامية يرأسها منذ العام 1660م آغا من هذه الأسرة ، ومنذ القرن الثامن عشر وحتى مطلع القرن العشرين كان فرع من آل الصلح الصيداويين يسكن بيوتاً في حرم القلعة وقد انتقل بعض منها إلى بيروت بانتقال أحمد باشا الصلح إليها وسكن مع أولاده فيها (انظر منتخبات التواريخ 840)
وقد برز من هذه الأسرة أفراد كان لهم اثر في السياسة الإنمائية التي انتهجوها في ممارسة مسوؤلياتهم حيث حلوا ، إذ عملوا مع من عمل على تطوير العلم والإدارة ، وكان لهم إسهام مع المسهمين في تهيئة جيل جديد منفتح على علوم العصر ومهمات بناء الأوطان . نذكر منهم:
محمد أفندي الصلح الذي كان يشغل منصب قاضي القضاة في صيدا ، وهو منصب كان صاحبه ينتخب انتخاباً ولا يعيّن تعييناً في ذلك الوقت، وفي هذا ما يدل على وجاهة العائلة وتوجه الناس إليها، وأحمد باشا الصلح (ت 1893م) الذي حاز على رتبة مير ميران (أمير الأمراء) وتولى عدة متصرفيات، وكان من منظمي حركة الاستقلال عن الدولة العثمانية في المشرق العربي عام 1877م، وأنجاله الأماثل: كامل الصلح (ت 1981م) الذي تولى رئاسة الاستئناف في طرابلس الغرب ودمشق، وكان رئيس جمعية " الإصلاح البيروتية" التي طالبت باللامركزية ،
وأخوه مُنَح الصلح (ت 1921م) وكان الملازم لأبيه أحمد باشا يعاونه في سياساته و علاقاته الواسعة ، وقد اعتبره بعض المؤرخين العقل المدبر لكثير من شوؤن الإنماء والتحرك السياسي والنزعات العربية الاستقلالية التي برزت عند والده . ومن مآثره أنه كان المؤسس لجمعية المقاصد الإسلامية في صيدا وبفضله بنيت مدرسة الفنون الإنجيلية فيها ، ورخص ببناء دير المخلص على أرض قدمها آل جنبلاط قرب بلدة جون ، ورضا بك الصلح (1860_1935) الذي تولى عاون الملك فيصل في حكم سورية ، وتميز برغبته في التربية وبنزعته العربية، فأنشأ في النبطية عدة مدارس، وحسّن من وضع الإدارة ، و أجرى إصلاحات إدارية في صور وأعد مشاريع إنمائية في الجنوب فنقله العثمانيون إلى قائمقامية جبلة.. وقد برز عدد من شخصيات هذه الأسرة في الحياة السياسية و الاجتماعية ، وفي تأسيس لبنان الحديث ومنهم : رياض الصلح رئيس وزراء لبناني سابق، والأديب السياسي منح الصلح الذي كتب عن نفسه قائلاً :