طسم وجديس
طسم وجديس قبيلتان من العرب البائدة المنسوبة إلى لاوذ بن إرم بن سام بن نوح[1]، سكنت شبه الجزيرة العربية وكان لهم فيها حضارة عظيمة كالعماليق وعاد وثمود،عاشت تقريبًا في الألف الأول قبل الميلاد[2]. ونزلوا في إقليم اليمامة [3][4]الواقع في وسط شبة الجزيرة العربية، بحيث كانت طسم صاحبة السيادة هناك. أما جديس فتتلخص الروايات بأنها ذلت على يد طسم خلال حكم أحد ملوكها عمليق، إذ جعل أن لا تزف بكر من جديس حتى تساق إليه فيفترعها قبل زوجها، فما كان من جديس إلا أن انتقمت منه غدرًا بعد أن أصاب العار أخت سيدهم الأسود بن عفار، المسماة شموس، بحيث أعدوا طعامًا ودعوه إليه وقاموا بدفن سيوفهم في الرمال فلما حضر في خواصه من طسم عمدت جديس إلى سيوفها وقتلته مع بعض جماعته فأصبح الأسود بن عفار الجديسي حاكمًا على القبيلتين، وفر رياح بن مره أحد رجال عمليق إلى حسان بن تبع الحميري ملك اليمن ليستغيث به ويطلب منه أن يعينه على جديس، فأجاب له طلبه وسار معه إلى اليمامة، وقبل وصولهم بثلاث أيام رأتهم زرقاء اليمامة وأخذت تنبه قومها، فلم يصدقوها، فدخل عليهم غسان بجيوشه وقتل من جديس الكثير ودك منازلهم وقلعهم لعيني زرقاء اليمامة ليكتشفوا سر قوة بصرها. وهذه من روايات تناقلها الاخباريين يحتمل المبالغة في الأساطير وكما يعرف أن حمير ورثت مملكة قتبان بعد سقوطها على يد سبأ في 110 ق.م وحمير من اتباع عم إله قتبان وهذا يدل على العداء بين حمير وسبأ حتى انتهى العداء بهزيمه سبأ على يد حمير المدعومة من مملكة حضرموت وكندة ومذحج.[5] [6]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نسبهم
قبيلة طسم وجديس وثمود والعمالقة أو العماليق من العرب العاربة البائدة، وجميعهم أبناء عم يرجعون إلى سام بن نوح، فطسم وعمليق أبناء لاوذ بن سام بن نوح، وجديس بن إرم بن سام بن نوح، وثمود بن جاثم بن إرم بن سام بن نوح، وثمود أشهرهم جميعًا؛ لورود ذكر قومه في القرآن، وهناك من يقول بأن طسم وجديس جميعًا يرجعون إلى لاوذ بن إرم بن سام بن نوح.[7]
آثارهم
لطسم وجديس مجموعة من الآثار التي أُشير لبعضها في أحد المصادر البلدانية والجغرافية، فقد ذكر ياقوت الحموي في مصنفه معجم البلدان أن لطسم حصن يقال له المشقر بنوه بين البحرين ونجران وهو على تل عالي ويقابله حصن بني سدوس، ولجديس قصرين معنق في حجر اليمامة بنوه وسكنوه ولما فنوا أقام فيه من بعدهم ملك بني حنيفة الملك عبيد بن ثعلبة الحنفي، والشموس الذي ذُكر أنه من أجود قصور اليمامة، وقد قيل في كلا القصرين:
أبت شرفات في شموس ومعنق... لدى القصر منّا أن تضام أوتضهدا
ساق الأخباريون نسب "طَسْم" على هذه الصورة: "طسم بن لاوذ بن إرم" أو "طسمم بن لاوذ بن سام"، أو "طسم بن كاثر"، أو ما شابه ذلك من نسب. ونحن لا نعرف الآن من أمرهم غير ما ورد من القصص المدون في الكتب، ولم يرد لهم ذكر في القرآن الكريم. وقد جعلهم بعض أهل الأخبار من أهل الزمان الأول، أو من عاده.[8]
وقد شكَّ حتى الأخباريون في الأخبار المنسوبة إلى "طسم"، إذ اعتبروها أخباراً موضوعة، فقال بعضهم: "وأحاديث طسم: يقال لما لا أصل له. تقول لمن يخبرك بما لا أصل له: أحاديث طسم وأحلامها، وطسم إحدى قبائل العرب للبائدة".
أما مواطن طسم، فكانت الإمة، وعند بعضهم الأحقاف والبحرين. وقد زعم الأخباريون أن طسماً وجديساً سكنتا اليمامة معاً، وهي إذ ذاك من أخصب البلاد وأعمرها، ثم انتهى الملك إلى رجل ظالم غشوم من "طسم" يقال له "عمليق" أو "عملوق" إستذّل جديساً، وأهانها، فثارت جديس وقتلت عمليقاً ومن كان معه من حاشيته، واستعانت طسم ب "حسّان بن تبع" من تبابعة اليمن، فوقعت حرب أهلكت طسماً وجديساً، و بقيت اليمامة خالية، فحل بها "بنو حنيفة" الذين كانوا بها عند ظهور الإسلام.
وذهب نفر من المستشرقين إلى أن طسماً من الشعوب الخرافية التي ابتدعها الأخباريون، غير أنه لا يستبعد أن يأتي يوم قد يعثر فيه على أخبار هؤلاء القوم وعلى اسمهم في الكتابات. وقد وردت في نص يوناني عثر عليه في "صلخد" ويعود تأريخه إلى سنة "322 م" جملة "أنعم طسم"، فلا يستبعد أن يأتي اليوم الذي نقرأ فيه نصوصاً تعود إلى طسم.
ويروي أهل الأخبار ان "الأسود بن رباح"، وهو قاتل عمليق، هرب بعد ذلك من اليمامة إلى جبلي طيء، فأقام بهما إلى أن جاءت طيء، وأمر سيدهم "سامة بن لؤي" ابنه الغوث أن يقتل الأسود، بعد أن رأوا ضخامة جسمه بالنسبة إلى أجسامهم، وخافوا منه، فجاء إليه الغوث، ثم أخذ يكلمه، ثم باغته بأن رماه بسهم قتله، واستقرت طيء بالجبلين.
وذهب "جرجي زيدان" إلى أن "طسماً" هي "لطوشيم"، وهي قبيلة من العرب ورد اسمها في للتوراة على أنها من نسل "ددان بن يقشان" وورد معها اسم قبيلة أخرى من قبائل "ددان" دعيت ب "Leummim" "لاميم"، يرى زيدان أنها "أميم".
ونسب الأخباريون إلى طسم صنماً سموه "كثرى"، لعله الصنم "كثرى" الذي أدرك الإسلام، فحُطم مع الأصنام الأخرى التي أمر الرسول بتحطيمها تخلصاً من عبادة الأصنام، فحطمت أينما وجدت، وقد حطم الصنم "كثرى" "نهشل بن الربيس بن عرعرة"، ولحق بالنبي.
وقد ضرب أهل الأخبار المثل ب "كلب طسم". وذكروا قصته على هذا النحو: كان لرجل من طسم كلب، وكان يسقيه اللبن ويطعمه اللحم ويسمنه، يرجو أن يصيب به خيراً ويحرسه، فجاع يوماً فهجم على صاحبه وأكله، فضرب به المثل فقبل: سمّن كلبك يأكلك.[9]
وقد جاء ذكر طسم في شعر للحارث بن حلزة، هو: أم علينا جرى إياد كمـا قيل لطسم أخوكم الأبّاء. وقد قال الأصمعي في شرحه: "كان طسم وجديس أخوين، فكسرت جديس على الملك خراجه، فأخذت طسم بذنب جديس"4 فضرب لذلك بها المثل، لمن يؤخذ بجريرة غيره.[10][11]
مسكنهم
هم قبائل عربية سكنت منطقة اليمامة و المناطق المحيطة بها، و يذكر في القِدم أن قبيلة جديس هي تلك القبيلة التي أذلتها قبيلة طسم بحكم أحد الرجال الذي يطلق عليه عمليق، كما أن قبيلة جديس هم قوم من ضمن العرب البائدة (القدامى) ولا يتم ذكرهم إلا مع قبيلة طسم حيث أنهم انقرضوا، وتعتبر القبيلتان من سكان جزيرة العرب القدامى والذين عرفوا بقوم عاد وثمود العمالقة، وهم المشهورين بأعظم الحضارات في وسط شبة الجزيرة العربية.
ملك طسم
كان هناك ملك واحد لقبائل طسم وجديس معروف بإسم "العملوق"، وهو ملك لا يشغله أي شيء عن هواه، فقد كان لديه هَوي في الإصرار على قهر قبيلة جديس وإتلاف طموحاتها، وكان الملك من قبيلة طسم، ومن الأشعار التي قيلت في الملك “عملوق”:
إبدِي بعملوق وَقُومِي فاركبي وَبَادرِي الصبح بأمر معجب فَمَا لِبِكْرٍ بَعدكُمْ مِنْ مذهب
انظر أيضاً
مصادر
- ^ أبو علي أحمد بن محمد مسكويه (2000)، تجارب الأُمم وتعاقُب الهمم، تحقيق: أبو القاسم إمامي (ط. 2)، طهران: دار سروش، ج. 1، ص. 118، OCLC:914343054، QID:Q114785529 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ طسم وجديس أمة حضارية عرفت القراءة والكتابة منذ 3000 سنة نسخة محفوظة 6 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ جرجى،، زيدان، (1908). كتاب العرب قبل الاسلام: يبحث في اصل العرب وتاريخهم... مطبعة الهلال،. ص. 66–67. مؤرشف من الأصل في 2023-08-17.
- ^ ابن سعيد المغربي (1982م). نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب. تحقيق: نصرت عبد الرحمن (ط. 1). عمّان: مكتبة الأقصى. ص. 51. مؤرشف من الأصل في 2022-11-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-08-17.
- ^ ياقوت الحموي (1995م). معجم البلدان. بيروت: دار صادر. ج. 5. ص. 446.
- ^ عبد الرحمن بن خلدون (1981م). العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر. بيروت: دار الفكر. ج. 4. ص. 287.
- ^ العيسى، محمد الفهد (19 سبتمبر 2019). الدرعية قاعدة الدولة السعودية الأولى. OBEIKAN Education. ISBN:978-9960-20-119-1. مؤرشف من الأصل في 2023-08-25.
- ^ العيسى، محمد الفهد (19 سبتمبر 2019). الدرعية قاعدة الدولة السعودية الأولى. OBEIKAN Education. ISBN:978-9960-20-119-1. مؤرشف من الأصل في 2023-08-25.
- ^ ياقوت الحموي (1977)، معجم البلدان (ط. 1)، بيروت: دار صادر للنشر، ج. 3، ص. 365، OCLC:1014032934، QID:Q114913343 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ ياقوت الحموي (1977)، معجم البلدان (ط. 1)، بيروت: دار صادر للنشر، ج. 5، ص. 159، OCLC:1014032934، QID:Q114913343 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ ياقوت الحموي (1977)، معجم البلدان (ط. 1)، بيروت: دار صادر للنشر، ج. 5، ص. 159، OCLC:1014032934، QID:Q114913343 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ https://b7oth.net/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%B7%D8%B3%D9%85-%D9%88%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%B3/