صدفة
الأصْداف Shell أغطية خارجية صلبة توجد لدى العديد من الحيوانات والنباتات مثل الكَرْكَنْد (جراد البحر) وبلح البحر والمحار والروبيان والقواقع والسلاحف المائية، كما تكسو بذور وجوزات جوز الهند والخوخ والجوز وغيرها من النباتات.
وتنمو معظم الأصداف في الجزء الخارجي من الحيوان أو النبات، وتمثل كسوة من الدروع تحمي الجسم الذي تغطيه. وتسمى في حالة الحيوانات البرية والحشرات هيكل خارجي، أما في حالة الرخويات البحرية فتسمى أصداف بحرية. وينمو بعضها داخل الجسم كما في حالة الصبيد وأنواع عديدة من الحبّار. وتسمى تلك الأصداف في حالة الصبيد عظم الصبيد وفي حالة الحبار الأقلام، وهي عمومًا دعامات لأجسام تلك الحيوانات.
وبعض الأصداف ذات أشكال جميلة وألوان براقة، وبعضها عادي وغير ملون. تُعَدُّ أصداف قواقع البحر الزجاجية التي توجد في أماكن عديدة من العالم من أصغر الأصداف حجمًا، حيث لا يزيد حجم أصداف بعضها عن حجم حبة الرمل. أما أكبر الأصداف حجمًا فهي صدفة حيوان السمان الصدفي الضخم أو البطلينوس العملاق الذي يعيش في مناطق جنوبي المحيطين الهادئ والهندي، حيث يصل طولها إلى أكثر من متر وتزن 230 كجم.
تبدأ بعض الحيوانات حياتها داخل قشرة البيضة التي قد تكون رقيقة وهشة، كما في بيض الطيور، أو سميكة وجلدية، كما في بيض التماسيح والأفاعي وكثير من الزواحف، أو مطاطية قوية كما في بيض حيواني خلد الماء (البلاتيبوس) و قنفـذ النمل الثديّين البدائيين البيّاضَيْن.
يمضي كثير من الحيوانات الأخرى كل حياته داخل أصداف هي عبارة عن أجزاء مهمة من أجسام تلك الحيوانات، فأصداف السمك الصدفي والمحار هي في واقع الأمر هياكل تلك الحيوانات، أما أصداف السلاحف المائية والبرية فتشتمل على أجزاء من عمودها الفقري وأضلاعها.
يمارس كثير من الناس هواية جمع الأصداف، وتنتمي غالبية الأصداف التي يجمعها الناس إلى رتبة الرخويات، وهي مجموعة من الحيوانات اللافقارية التي تحتوي على السمك الصدفي ومحارات الأذن والقبقب والمحار والقواقع.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تكوين الأصداف
تحتوي الرخويات على حوالي 100,000 نوع معروف، لكل نوع منها صدفة ذات تصميم وشكل خاص، ولكن كل تلك الأصداف تتكون بطريقة واحدة سواء في الرخويات التي تعيش في المحيطات أو التي تعيش في المياه العذبة أو البرية.
تتكون معظم الأصداف من ثلاث طبقات: الطبقة الموشورية (الطبقة الخارجية) والطبقة الصُفَاحية (الطبقة الوسطى) وطبقة عرق اللؤلؤ (الطبقة الداخلية). تحتوي كل طبقة من هذه الطبقات على نوعية معينة من كربونات الكالسيوم، وهي نوع من الكلس أو الجير يوجد أيضًا في الرخام وأنواع أخرى من الصخور.وفي معظم الأصداف تعطي المعادن الموجودة في هذه الطبقات الصدفة قوتها ومتانتها. تتكون المعادن الموجودة في الطبقة الخارجية من جسيمات صغيرة تعرف بالموشورات، أما في الطبقة الداخلية فهي مادة لامعة تعرف باللؤلؤية أو أم اللآلئ. ليست كل لؤلؤيات الأصداف لامعة، بل هنالك ما هو باهت اللون تمامًا مثل أصداف الكَوْكل وأصداف الأسِقَلَوب أو المحار المروحي.
يحتوي الطعام الذي تلتهمه الرخويات على المعادن التي تُكون الأصداف وتُكسبها ألوانها المميزة، حيث يحمل الدم تلك المعادن إلى بطانة الصدفة شبه الجلدية التي تعرف باسم الرداء حيث توجد هنالك غُدد خاصة تفرز المواد السائلة التي تُكَوِّن الصدفة، وهنالك أيضًا غدد أخرى تفرز مواد مُصَلِّبة تجعل تلك المواد السائلة تتصلب بسرعة لتصير الصدفة بصورتها الشديدة الصلابة، بالإضافة إلى غدد أخرى أيضًا تضفي على الصدفة لونها المميز الذي يعتمد على عاملين أساسيين هما: 1- إضافة اللون بصورة متوالية 2- عدد مصادر إضافة الألوان في بطانة الصدفة شبه الجلدية. فإذا تمت إضافة اللون بصورة متوالية من مصدر واحد فقط، صار للصدفة شريط لوني واحد. أما إذا أُضيف اللون بصورة متوالية أيضًا لكل من أربعة مواقع مثلاً، صار للصدفة أربعة أشرطة لونية، أما إذا أضيف اللون بصورة متقطعة، نجم عن ذلك تَكَوُّن بقع أو أعمدة لونية على الصدفة.
معظم أنواع الرخويات يضيف مواد جديدة لأصدافه طيلة عمره، وكلما ازداد الحيوان نموًا كبرت صدفته. تتكون أصداف كل من المحار الملزمي والقواقع وهي لا تزال داخل البيض، وبعد فقسها تنمو أجسامها بسرعة كبيرة. يبلغ طول القواقع البحرية عند فقسها من البيض ثلاثة مليمترات فقط، ولكن قد يبلغ طولها 13 - 15 سم في ستة أشهر، كما يستمر نمو معظم أنواع القواقع البحرية والسمك الصدفي حوالي ستة أعوام.
أنواع أصداف الرخويات
يمكن تقسيم أصداف الرخويات إلى خمس مجموعات رئيسية، لكل منها اسم عام واسم علمي كالآتي: 1- أحادية المصراع أو بطنية الأرجل 2- ثنائية المصراع أو بُليْطية الأرجل 3- الأصداف السنية أو زورقية الأرجل 4- الأخطبوطات والحبارات أو راسية الأرجل 5- الخياتين أو عديدات الصفائح. توجد أيضًا مجموعة سادسة تسمى وحيدة الصفيحة وهي نادرة الوجود، وقد جمع العلماء المختصون أصدافها كأحافير من أعماق المحيطين الهندي والهادئ.
الرخويات أحادية المصراع
تحتوي هذه الطائفة على القواقع وغيرها. يوجد لدى غالبية القواقع أصداف أنبوبية الشكل تلتف حول جسم الحيوان على شكل حلزوني، يزداد ارتفاعًا مع نمو جسم الحيوان. يوجد الجزء الرخو من جسم الحيوان قرب فتحة الصدفة. ويلتف حلزون غالبية أصداف القواقع في اتجاه علوي مع مسار يميني باتجاه حركة عقارب الساعة، ولذلك تسمى تلك الأصداف أصدافًَا يمينية. ويوجد قليل من أنواع القواقع ذات أصداف يسارية.
تحتوي أصداف الرخويات أحادية المصراع على فتحة واحدة على أحد طرفيها. كما يوجد غطاء صلب لكل فتحة ويمكن للحيوان إغلاق الفتحة بذلك الغطاء هروبًا من أعدائه من الأسماك والسرطانات. توجد الرخويات أحادية المصراع في كل أنحاء العالم تقريبًا ما عدا أعالي قمم الجبال. ويعيش بعضها في المحيطات وبعضها في المياه العذبة، ويعيش جزء آخر على اليابسة. ويملك كثير من الرخويات أحادية المصراع التي تعيش في المحيطات أصدافًا ناعمة الملمس لامعة، ويملك بعضها الآخر أصدافًا ذات أخاديد عميقة وسطوح خشنة، وأشواك طويلة حادة. ويضيف القوقع إلى صدفته الرخوة النامية قطعًا من الأصداف الأخرى والحجارة وأشياء أخرى، وتعمل مادة الصدفة النامية في هذه الحالة كمادة إسمنتية تثبت تلك الأشياء بقوة على الصدفة. ولدى غالبية الرخويات أحادية المصراع التي تعيش في المياه العذبة أو في اليابسة أصداف رقيقة ناعمة الملمس، كما يضم الكثير من قواقع الأشجار أصدافًا ذات ألوان زاهية.
وأصداف البطلينوس أيضًا أحادية المصراع، وتنمو بشكل منبسط مكونة نقطة مركزية، بينما لدى أصداف البطلينوس ثقب المفتاح ثقب في القمة يجعلها تشبه البراكين الصغيرة.
يوجد أكثر من 60,000 نوع من الرخويات أحادية المصراع أكبرها حجمًا محارة الفرس في البحر الكاريبي والمحار المرزِّمْ الأسترالي، ويصل كلاهما إلى أكثر من 60سم في الطول. ويملك أحد القواقع الإفريقية العظمى أكبر صدفة بين أصداف القواقع الأرضية، حيث يبلغ طوله حوالي 20سم. ولكن أصداف كثير من الرخويات أحادية المصراع من الصغر بمكان بحيث لا تُرى بالعين المجردة، حيث يبلغ صف مكون من 30 صدفة من أصداف القواقع جنس بارليا أقل من 2,5سم في الطول.
الرخويات ثنائية المصراع
تملك أفراد هذه المجموعة صدفتين متجانستين تتحركان بمفصَّلات شبيهة بالأسنان. ومن أنواع هذه المجموعة المحار الملزمي والكَوكَلْ وبلح البحر و المحار والمحار حاد الصدفة والمحار المروحي. وتُبقي الرخويات ثنائية المصراع صدفتيها مفتوحتين أثناء الراحة، وحينما تكون غير منزعجة، وتَبقى الصدفتان كذلك بوساطة طوق عريض من الأنسجة المطاطة، يعمل كدعامة تسند الصدفتين. وهنالك عضلة أو عضلتان مُقرِّبتان قويتان ملتصقتان بكلتا الصدفتين لإغلاقهما جيدًا، وذلك عند اقتراب أي عدو من أعداء تلك الحيوانات. وعندما يصيب الإعياء العضلات المُقَرّبة تسترخي الصدفتان وتفتحان، ولكن العدو يكون عندئذ قد ذهب في سبيله. توجد الرخويات ثنائية المصراع في كل مكان تقريبًا ما عدا اليابسة. وهنالك حوالي 11,000 نوع من تلك الحيوانات يعيش معظمها في مياه المحيطات الضحلة قرب الشواطئ وكذلك في البحيرات، ولكن أنواعًا قليلة فقط تعيش في قاع الأنهار الكبيرة. وتعتبر الرخويات ثنائية المصراع الشائعة مثل السمك الصدفي والكَوكَل وبلح البحر والمحار من أكثر ما يُجمع للغذاء.
يُعَدُّ المحار الملزمي الضخم الذي يعيش في مناطق جنوبي المحيط الهادئ أكبر الرخويات ثنائية المصراع، حيث يصل طول صدفته إلى المتر، أما أصغر تلك الرخويات فهو محار الترتون الذي يعيش في شمالي المحيط الأطلسي، والذي ينمو لحجم مثل حجم نصف حبة الأرز.
الأصداف السنية
تشبه هذه الأصداف الإبر الطويلة وتبدو كأسنان فيل مُصغّرة ولذلك تُدعى أحيانًا أصداف سن الفيل. وتلك الأصداف أنابيب مفرغة تنحني قليلاً وتستدقّ عند أحد الأطراف، وهي مفتوحة من الجانبين. توجد هذه الأصداف في الرمل أو الطين في قاع المحيطات في أماكن عديدة من العالم. بينما توجد بعض الأنواع قريبًا من الشاطئ، وتحفر أنواع أخرى عميقًا في قاع المحيط، وتُظهِر أطرافها الدقيقة في الماء.
تَعَرَّف العلماء على حوالي 500 نوع من الأصداف السنية يتفاوت طولها بين 1-15 سم، معظمها أبيض اللون ولكن يعلو بعضها خُضرة أو حُمرة أو صُفرة، وأجملها على الإطلاق نوع يوجد في الفلبين ذو لون أخضر داكن وأضلاع تميل إلى الزرقة.
الأخطبوطات والحبارات
يملك الحبار والصبيد من هذه الحيوانات البحرية أصدافًا داخل الجسم، حيث لدى الصبيد الذي يُعرف أيضًا بصبيد الحبر صدفة داخلية جيرية داخل الجسم. وهذه الصدفة خفيفة وإسفنجية، وعلى الرغم من ذلك فهي دعامة قوية لجسم الحيوان. ولدى الحبار ذي الصدفة الحلزونية صدفة طولها 2,5 سم تحت جلده مباشرة في مؤخرة جسمه تشبه قرون الخروف الحلزونية، تجرفها الأمواج إلى الشاطئ حيث توجد في الشواطئ في البلاد المدارية. وليس للأخطبوط أصداف.
ولعل أكثر أصداف هذه المجموعة المعروفة هي صدفة النوتي ذات الغرف، والتي تسمى أيضًا النوتي اللؤلؤي، وتتكون من العديد من الغرف كل غرفة أكبر من سابقتها. وكل غرفة من تلك الغرف مغلقة بإحكام من جميع الجوانب بوساطة جدران رقيقة ما عدا الغرفة الخارجية، حيث جسم حيوان النوتي الرخو. ولدى هذه الصدفة الحلزونية لون أصفر شاحب مخطط باللون البني بينما غرفها مبطنة بأم اللآلئ البراقة. تنمو أصداف النوتي حتى 25 سم في القطر. ويوجد حيوان النوتي بكثرة في مناطق غربي المحيط الهادئ.
يملك حيوان النوتي الورقي أو المغامر صدفة واحدة ورقية رقيقة تشبه صدفة النوتي ذات الغرف، ولكن ليس بها غرف ولا يعيش الحيوان داخلها إطلاقًا، وإنما هي كيس للبيض فقط تبنيها الأنثى لتضع بيضها فيها وتحملها حتى يفقس البيض، ثم تدعها لتطفو في الماء. تعيش حيوانات النوتي الورقي على سطح المياه الدافئة في البحار المدارية.
الخياتين
تتكون صدفة الخيتون من ثماني قطع متحركة، تعرف بالصفائح وتُربط معًا بحزام جلدي محيط يعمل كمفصلات بين الصفائح، تُمكِّن الحيوان من الانحناء والحركة بسهولة. تُدعى أصداف الخيتون أيضًا أصداف دروع الزرد وذلك لأنها تبدو وكأنها دروع صغيرة. تلتصق الخياتين بالصخور في البحار، ويبلغ طول بعض أنواعها أقل من 5,2 سم، أما أكبرها حجمًا فهو الخيتون النجمي الذي يعيش في شواطئ المحيط الهادئ بأمريكا الشمالية، والذي قد ينمو حتى يصل طوله إلى 30سم.
جمع الأصداف وحفظها
كان جمع الأصداف من الهوايات المفضلة منذ منتصف القرن التاسع عشر، ولقد ازدادت هذه الهواية بصورة كبيرة جدًا في السنوات القليلة الماضية. وتباع الأصداف الآن في جميع أنحاء العالم في محلات بيع الهدايا والتذكارات، وفي الأسواق المركزية، وفي الأكشاك المقامة على الشواطئ، ولكن قد تتسبب هذه الهواية في قتل الكثير من الرخويات لأصدافها مما يؤدي إلى تناقص أعدادها بشكل رهيب، مما يقود إلى تهديدها بالانقراض.
كان لهواة جمع الأصداف الأوائل تأثير قليل على الرخويات جميعها، ولكن بدأت تظهر المشاكل مع استغلال تلك الهواية تجاريًا، والآن تُجمع أعداد كبيرة من الأصداف الملونة كبيرة الحجم بوصفها تحفًا بحرية. هذا وتُثمَّنُ الأصداف على حسب محافظتها على بريق ألوانها الأصلية، ومن حيث عدم تكسرها أو تشققها، ومن ثم تُجمع غالبية الأصداف لهذه الأغراض من الحيوانات الحية، وذلك لأنه بمجرد موت الرخويات تتعرض أصدافها للتكسير بوساطة الأمواج والتيارات.
تأتي أغلب الأصداف ذات القيمة لجامعي الأصداف من البحار المدارية، خاصة من الشُّعب المرجانية. وتجذب تلك الأصداف عامة الناس وجامعي الأصداف بألوانها الجذابة وأشكالها المغرية. وتُصدِّرُ الفلبين وحدها سنويًا أكثر من 2,000 طن متري من أصداف الزينة، وأهم الدول المصدرة الأخرى أقطار المكسيك والهند وكثير من أقطار البحر الكاريبي والمحيط الهندي والمحيط الهادئ. يسهل الحصول على أصداف المناطق المعتدلة في المياه الصخرية، وفي مناطق المد والجزر في السواحل، ولكن تلك الأصداف قليلاً ما تباع كتحف بحرية.
وقد سجلت مناطق مثل أستراليا والفلبين وكينيا وجزر سيشيل وفلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية تجميعًا غير عادي لأنواع الأصداف الأكثر شهرة، حتى لقد شارف المحار الملزمي الضخم على الانقراض في جزر فيجي، وفي أجزاء من جزر الفلبين. كما يُجمع السمك الصدفي الضخم ليستخدم غذاء، وذلك للحمه الذي يُعَدُّ من أفخر الأطعمة في جنوب شرقي آسيا. أصبح حيوان التيرتون الضخم الجميل نادرًا جداً، وذلك لأن سكان جزر المحيط الهادئ يصطادونه بكثرة لاستعمال صدفته بوقًا تقليديًا.
وأصداف بعض القواقع البرية ذات شهرة كبيرة بين جامعي الأصداف، حيث إن كثيرًا من القواقع البرية المدارية مثل قوقع الشجرة الخضراء المانوسي وقوقع الشجرة الخضراء الهاوايي ذات أصداف رائعة التلوين والزخارف، إلا أنها توجد في مناطق محدودة جدًا. فقوقع الشجرة الخضراء المانوسي يوجد فقط في جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة. بينما ينحصر قوقع الشجرة الخضراء الهاوايي في بعض الجزر فقط ويوجد جزء منه في بعض الأودية فقط. ولذا فإن جمع هذه الأنواع بصورة مبالغ فيها يقلل من أعدادها بصورة كبيرة. ولقد جُمِعت مئات الألوف من قواقع أشجار جزر هاواي في أواخر القرن التاسع عشر، مما أدى إلى انقراض 22 نوعًا من أنواع قواقع الأشجار المحلية في إحدى الجزر، كما أن هناك 19 نوعًا آخر مهدد بالانقراض، وذلك على الرغم من الحظر المفروض على الجمع من تلك المناطق الآن. كان حظ الرخويات البحرية أفضل من مثيلاتها البرية، إذ إنها ليست مهددة بالانقراض حتى الآن. ويدرس الآن كثير من الأ قطار إمكانية حظر جمع تلك الأصداف بصورة تجارية. وفي بعض الأقطار مثل أستراليا وموريشيوس وسيشيل لايتم جمع الأصداف إلا بترخيص خاص، أما جمع الأنواع النادرة فممنوع قطعيًا. من الصعوبة بمكان حظر جمع الأصداف تمامًا في بعض أقطار المحيط الهادي، وذلك لأن اقتصاد تلك البلاد يعتمد بصورة كبيرة على تصدير اللؤلؤ. ولذلك فقد أصدرت تلك البلاد قوانين تمنع جمع أصداف ذات حجم معين.
وبالعناية والتدبير المناسبين، يمكن أن تظل الأصداف من أهم الثروات للإنسان. فإن صناعتي الأصداف واللؤلؤ تدرّان على الفقراء في بعض الأقطار المدارية دخلاً ماليًا، هم في أشد الحاجة إليه. ولقد ازداد استيراد الولايات المتحدة ـ المستهلك الأساسي ـ من صناعة الأصداف في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين. وعليه، فإذا اختفت الأصداف تمامًا، تهددت مصادر العيش بالنسبة لهؤلاء الذين يعيشون على جمعها. ولذلك فلقد شُجِّعَتْ تلك الأقطار على وضع برامج تنظم تلك الصناعات بالمتابعة الدقيقة لأعداد الأصداف المجموعة، وتأثير الجمع على أعداد الرخويات.
ويمكن تربية الرخويات في مزارع خاصة، مما يقلل الضغط على التجمعات الفطرية.وعلى سبيل المثال، فقد تم بنجاح تربية المحار الملزمي الضخم من المحيط الهادئ ومحارات الأذن الملكية من البحر الكاريبي في خزانات أرضية حتى تصل أصدافها لحجم معقول، تُنْقل بعد ذلك إلى أماكن محمية في البحر حيث تُترَك حتى تنمو لحجمها الطبيعي المتكامل.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فوائد الأصداف
لقد جعل اللون والبريق الأصداف من أهم أدوات الزينة والحُليِّ، ويُقطِّع الصنَّاع المهرة أصداف بلح البحر الموجودة في المياه العذبة، وأصداف أم اللآلئ الأخرى ليصنعوا منها أزرارًا لؤلؤية، كما يستخدم العمال المهرة أم اللآلئ من أصداف أذن البحر وأصداف المحار لتزيين العلب الفاخرة التي تُحفظ فيها الحلي والآلات الموسيقية. وينحت الفنانون نقوشًا بارزة تسمى الكامو في كثير من الأصداف ليصنعوا منها حُليًا. وتُستعمل محارات الأذن وبعض الأصداف الكبيرة بعد جليها قواعد للشمعدانات ومثبتات للأوراق. وقد يجمع الفنانون كثيرًا من الأصداف الصغيرة مع بعضها بعضًا ويهيئونها كأشكال الحيوانات والدُمَى أو على أشكال جذابة أخرى.
يستخدم العلماء أحيانًا الأصداف حيث تساعدهم في بعض أبحاثهم، فقد يُعَرِّضُ علماء الذرة الأصداف للإشعاعات الذرية لاختبار آثار تلك الإشعاعات. كما يبحث المُنَقِبون عن النفط عن بعض الأصداف في الصحاري والبراري لتنبئهم أن تلك الأماكن كانت أعماق محيطات في غابر الأزمان. والمعروف أن حقول النفط الواسعة غالبًا ما تنشأ في مثل تلك المناطق.
وقد استُخدِمت في عصور ما قبل التاريخ، أصداف الودع والأصداف المسنّنة نقودًا. استخرج الفينيقيون والرومان صبغة قرمزية من قواقع الخرَّيْق البحرية وكانوا يعتقدون أن القماش الذي يُصْبَغ بتلك الصبغة أغلى من الذهب. واستخدم الهنود الحمر في الأمريكتين الأصداف كنقود، حيث نحت هنود أمريكا الشمالية عقد الوَبْتَمْ الذي كانوا يستعملونه للزينة، ونقودًا من أصداف المحار الملزمي الكبير، ومن أصداف الوِلْك، القوقع البحري ذي الأصداف ذات العُقَدْ، والذي يعيش في شواطئ المحيط الأطلسي في أمريكا الشمالية.
تستخدم أصداف المحار من جنس بلاكونا الرقيقة الشفافة جدًا في الفلبين زجاجًا للنوافذ حيث تُقطّع تلك الأصداف قطعًا مربعة صغيرة بمقاييس الأفاريز الخشبية الصغيرة وتُثّبت فيها تلك المربعات من الأصـداف، ثم تجُمَّع معًا لعمل نوافذ كبيرة.وتتعدد الآن استخدامات تلك الأصداف، حيث تدخل في تصنيع الكثير من الأشياء مثل مظلات الشمعدانات والصناديق والصواني والأطباق.
المصادر
هذه صفحة توضيح تحوي قائمة بصفحات أخرى ذات عناوين متقاربة. في حال وصولك إلى هذه الصفحة عن طريق رابط من مقال ما، من فضلك ارجع وقم بإصلاح الرابط ليشير إلى المقال المقصود مباشرة. |