سراپيوم الإسكندرية
تضم منطقة تل عمود السواري مجموعة من الآثار الهامة منها معبد السرابيوم الذي حظي بأهمية سياحية كمكان للاستشفاء يتوافد عليه المرضي أو طالبي الشفاء عن طريق الأحلام أو يسمي باحتضان المرض حيث كان هناك حجرات حول معبد لسكن هؤلاء المرضي من المتعبدين للإلهه سرابيس كما يخبرنا بذلك المؤرخون القدامي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تشييد المعبد
اكتشف هذا المعبد الن رو عام 1943/44. وقد تضاربت آراء المؤرخون القدامي حول فترة تشييد هذا المعبد فبعض الآراء تنسبه إلي الإسكندر الأكبر ولكنه أمر مستبعد بالطبع حيث ان الاسكندر الأكبر لم يمكث في الأسكندرية المدة الكافية لاقامة مثل هذا المعبد الضخم، بينما في موضع اخر ينسب تاكسيوس (مؤرخ قديم) تشييد هذا المعبد الي بطليموس الأول. ولكن ودائع الأساس التي كشف عنها الن رو في الموقع تحدد فترة بناء المعبد بعصر بطليموس الثالث (ايورجتيس الأول).
ويبدو أن بطليموس الثالث بدأ تشييد معبد الاله سرابيس وفي فترة لاحقة شيد معبد ايزيس واضاف بطليموس الرابع معبد لحرابوقراط ليستكمل بذلك منشات عبادة الثالوث السكندري كما هو ثابت في النقوش المسجلة علي ودائع الأساس المصنعة من مواد مختلفة كالذهب ,الفضة ,البرونز ,الطين ,الزجاج والقيشاني وعليها سجلت باللغة الهيلوغريفية مع ترجمة باليونانية تاريخ بناء كل معبد والملك الذي قام بتشييده وهي محفوظة الآن بالمتحف اليوناني الروماني بالأسكندرية والجدير بالملاحظة ان ودائع الأساس سمة فرعونية غير متعارف عليها عند اليونانيين. شيد المعبد لعبادة ثالوث الإسكندرية(سرابيس وزوجته ايزيس وابنها حربوقراطيس )
تقسيم المعبد
كان الجزء الأوسط من المعبد مخصص للمعبود سرابيس والغربي للمعبودة ايزيس بينما الشمالي فخصص للمعبود حربوقراط. أتخذ المعبد شكل مستطيل. ونظرا لان المعبد شيد في الحي الوطني فكان لابد من تصميمة علي النمط الفرعوني مع إضافة عناصر يونانية كنوع من اتوافق بين اليونانيين والمصريين وهي السياسة التي اتبعها الاسكندر الأكبر وسار عليها البطالمة من بعده.
ونظرا لارتباط الهة ثالوث الإسكندرية في العبادة بالهة اخري كان لابد من بناء معابد أو هياكل لها علي هذه الساحة المقدسة فشيد معبد للمعبود انوبيس وأخر لهيرمانوبيس. كذلك وجد اثار لعبادة تحوت وايون وغيرهم من الالهة.
المعبد فيما بعد العصر البطلمي
في العصر الروماني هدم ههذا المعبد البطلمي وبني بدلا منه معبد اخر روماني مستطيل الشكل أيضا، ولكن ثورة السكندريين في عهد الامبراطور تراجان أدت الي هدم المعبد وبني بدلا منه معبد اخر في عصر الامبراطور هادريان.
وصف المعبد
علي الرغم من أن المعبد لم يبق منه سوي اطلال الا اننا نعرف وصفة جيدا من خلال كتابات المؤرخين القدامي والتي من اقولهم " أن السرابيوم يرتفع وسط الهواء بين مجموعة من الابنية ويمتد في كل الاتجاهات متبعا شكل مربع ضخم " ولقد حدد الن رو الجزء العلوي بالتل الذي يوجد علية عمود دقلديانوس (عمود السواري). أما الجزء السفلي فيقع اسفل التل حيث الممرات الطويلة والدهاليز التي يوصل إليها بطريقيين احداهما مخصص للعربات والأخر للمشاه
ويقع المعبد في وسط التل وله مدخل من اربعه أعمدة وسلم كبير من المرمر شيد علي النمط الروماني كما وصفة افتونيوس، ثم صالة مسقوفة يرتفع سقف جزءها الأوسط عن باقي سثف الصالة الذي يتخذ شكل قبه محمولة علي صف مزدوج من الأعمدة الرخامية، ثم ساحة مربعة يتوسطها فناء تحيط به أعمده وتزين جدرانه كما وصفة افتونيوس مناظر من الميثولوجيا اليونانية. ويحيط بالمعبد أروقة مزدوجة قائمة علي اعمدة تيجانها مصنوعة من البرونز المذهب وسقفها مزخرف بزخارف ذهبية. ووسط هذه الاروقة وجد هيكل سرابيس الذي يتوسطة تمثال الاله في وضع يسمح لأشعة الشمس التي تنفذ عبر نافذه في الجهة الشرقية ان تسلط مباشرة علي وجهة الاله.
نهاية المعبد
بعد إصدار الإمبراطور ثيودوسيوس المراسيم التى تمنع ممارسة كل العبادات الوثنية والدخول إلى المعابد لم تعد المعابد تستخدم كدور للعبادة وانتهى بها الأمر إلى التدمير أو استخدامها في مهام أخرى وأحيانا كانت تستخدم ككنائس مما أدى إلى خلق بعض حالات الفوضى والعصيان. هذه الأحداث لحقت أيضاً بسيرابيوم الأسكندرية الذي تم تدميره سنة 391. فيما يتعلق بالوصف الدقيق لهذا التدمير فإن المصادر المطروحة ليست متطابقة بشكل تام.
يسرد المؤرخ المسيحي سوزومين في مؤلفه "التاريخ الكنسي" أنه بعد قرار الإمبراطور بتحويل المعبد الوثني إلى أماكن يمارس فيها العبادة المسيحية إندلعت فوضى مسلحة من قبل الوثنيين الذين أتوا لإحتلال السرابيوم وتعذيب وذبح المسيحيين. بعد انتهاء هذا الأحتلال أمر الإمبراطور بتدمير السيرابيوم ولكن هذا التدمير لحق فقط بالرموز الوثنية لكي يتمكن من تحويل المعبد فيما بعد إلى كنيسة.
يعرض الراهب والمؤرخ المسيحي روفينوس دي أكويليا في كتابه "التاريخ الكنسي" نسخة مماثلة إلى حد كبير لتلك التي أوردها سوزومين في مؤلفه ما عدا ما قيل أن السرابيوم قد دُمٌر بالكامل واستوطن على أنقاضه مجموعة من الرهبان القادمين من الصحراء.
تُظهر نسخة ثالثة تتعلق بالأحداث التي أدت إلى تدمير سرابيوم الأسكندرية كيف وجد ثيوفيلس نفسه محاصراً داخل المعبد ميثرا. وأثناء عمليات التنقيب ظهرت على السطح بعض الجماجم البشرية التي اتخذت كدليل على الجرائم الدموية التي إرتكبها الوثنيين. بعد شعور غير المسيحيين بالإهانة بسبب هذا التصرف وضعوا ثيوفيلس تحت الحصار عقب ما حدث في الرواية التي جاءت في النسخة السابقة.[1]
أضاف بعض الكتاب غير المسيحيين مثل أونابيو وهو مؤرخ الفترة الأفلاطونية الحديثة نسخ بديلة إلى النسخ السابقة ويقول فيها :"دُمر السرابيوم بدون سبب معقول وبدون أدنى مؤشر لحرب أهلية وسرقت التماثيل وبقيت فقط أرضية المعبد على حالها لثقل وزن أحجارها. بعد ذلك التدمير تفاخر الهادمون أنهم قد حطموا الآلهه ودخل إلى هذه الأماكن ما يسمى بالرهبان وهم بشر في هيئتهم و لكن مثل الخنازير في ملبسهم ومأكلهم".[2]
نسبت إلى مجموعة من المسيحيين في هذه النصوص بعض الأساليب التي تهدف إلى تدمير السرابيوم وسرقة ما لم يتم تدميره ووضعت هياكل عظمية بشرية للمجرمين والعبيد المسيحيين الذين قُتلوا على يد الوثنيين في الكنائس وتم إعتبارهم شهداء.
على أي حال، فإن تدمير سرابيوم الأسكندرية يفسَر على أنه نهاية إستخدام هذا المكان لعبادة سرابيس حيث شوهد من قبل الكتّاب القدامى والمعاصرين كذروة الحركة التي تهدف إلى قمع كل الطوائف غير المسيحية في مصر خلال القرن الخامس.
معرض الصور
المصادر
المراجع
- Isis et Osiris[1] ( - De Iside et Osiride)
- Giuseppe Botti, L'Acropole d'Alexandrie et le Sérapeum d'après Aphtonius et les fouilles, Mémoire présenté à la Société archéologique d'Alexandrie à la séance du 17 avril 1895, Alexandrie, L. Carrière, 1895.
- Alan Rowe, The Discovery of the Famous Temple and Enclosure of Sarapis of Alexandria, Le Caire, 1966.
- ^ Texte en ligne sur le site Lacus Curtius : Isis and Osiris