7 سنوات في أرض المصريين
المؤلف | موشيه ساسون |
---|---|
الناشر | دار الكتاب العربي |
تاريخ النشر | 1994 |
الصفحات | 296 |
7 سنوات في أرض المصريين، هي مذكرات كتبها موشيه ساسون، عن الفترة التي قضاها كسفيراً لإسرائيل لدى مصر من عام 1981 حتى 1988، ونُشر عام 1994.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عن الكتاب
يمتاز نص الكتاب (المذكرات) بالمزج بين الحديث عن المهمة السياسية والدبلوماسية للكاتب موشيه ساسون بحكم موقعه الحساس، والذي دام فيه سبع سنوات متتالية (1981-1988) سفيراً لإسرائيل في القاهرة خلفاً للسفير الأول إلياهو بن أليسار، والانطباعات الشخصية والملاحظات والاستنتاجات الخاصة، والحديث عن تفصيلات حياته الشخصية، مثل مرض زوجته طوفا [ألزهايمر|بألزهايمر]] وموتها وموت ابنهما، وهو ما قرر بسببه – كما يقول- ترك منصبه لكي يعيش إلى جانب ابنته وزوجها وأحفاده.[1]
وفي تمهيده للمذكرات ينوّه إلى ما يلحظه القارئ فيها؛ حيث لا توجد هناك صور لأية وثيقة أو مراسلة، ولا صورة فوتوغرافية واحدة، مع أنه أشار إلى وجود مصوّرين محترفين في بعض المناسبات التي شارك فيها. بالتأكيد لا يمكن اعتبار الرجل مجرد سفير، وقد شغل منصب سفير سابق في روما قبل القاهرة، وعمل في وزارة الخارجية؛ فهو أساسًا خدم في شبابه في استخبارات الهاغاناه، أي أن ساسون عسكري ورجل مخابرات صهيوني في الأساس، كما أن كل السفارات الإسرائيلية، هي بالضرورة أفرع عمل للموساد إلى جانب مهمتها الدبلوماسية المعلنة.
ومما لا شك فيه أن موشيه ساسون كان معنياً – كما يتضح من المذكرات – أن يتغلغل في المجتمع المصري، بالتزامن مع توطيد العلاقات مع المسؤولين المصريين؛ والذين أكثر الإشادة بهم، وخاصة الرئيس السابق أنور السادات، ووزير الخارجية كمال حسن علي، ووزير الزراعة ونائب رئيس الوزراء يوسف والي، وغيرهم.
مقتطفات
نجيب محفوظ وأنيس منصور
في المقدمة التي خطّها المترجم انتقاد لنجيب محفوظ، الذي تجاوز دور الأديب ودخل ما لا يعنيه، وهو نقد مهذب من المترجم مردّه ربما إلى مكانة نجيب محفوظ، الذي نقل الأدب المصري – بل العربي- الحديث إلى العالمية. وقد طال الأديبَ الشهير نجيب محفوظ، والكاتب الصحفي أنيس منصور، مدحٌ وإشادة واضحان من موشيه ساسون، لأنهما أظهرا تأييداً للسلام والتطبيع مع إسرائيل، وتحدث ساسون عن لقائه بهما، وتطرق إلى مواقفهما التي كانت معلنة وصريحة. وهنا وجب السؤال المشروع: هل ساهم موقف نجيب محفوظ المتماهي مع السادات في العلاقة مع إسرائيل في تسهيل -أو لنقل إزالة – العقبات المفترضة، وحصوله على جائزة نوبل في الآداب سنة 1988؟
مما يتبين لنا في السياق ذاته أن الحاكم ونظامه لا يستغنيان عن رجال وشخصيات من الوسط الثقافي يروّجون لخطواته السياسية. وفي حالة السادات فإن الأمر أكثر تعقيدًا، فهو استخدم أدیبًا بارزًا مخضرمًا، وصحفيًا معروفًا، لتسويق فكرة السلام والتطبيع مع إسرائيل، التي كان بينها وبين مصر حروب منذ أيام الملكية، وخلال فترة الجمهورية المصرية الأولى وجزء من فترة الجمهورية الثانية التي كان السادات على رأسها. أي أنك أمام تاريخ حافل من الحروب، التي يردف النشاط العسكري فيها تعبئة، يشارك فيها الوسط الثقافي والفني والإعلامي، ولا يغيب هذا عن السادات، ولكنه باستخدام نجيب وأنيس أراد (خرق الجدار)، وإحداث صدمة وتهيئة نفسية لتوجهاته نحو إسرائيل.
تمجید السادات
كان موشيه ساسون، الذي وُلد في دمشق، وقضى فيها معظم سنوات شبابه، يتقن اللغة العربية واللهجة المصرية، وهذا ساعده في مهمته، ولعل هذا من أسباب اختيارهم له لتولي منصب السفير. يتحدث موشيه ساسون عن أنور السادات، وعن زوجته جيهان التي التقاها وتبادل الحديث معها مراراً، بل لم تفوّت جيهان فرصة دعوته إلى زيارة منزلها في خواتيم أيام مهمته كسفير في مصر، وقد لبّى الدعوة. وواضح تمامًا أن السادات كان يريد سلاماً دافئاً مع إسرائيل، وهو من الذين تأثروا أو اقتنعوا بالفكرة المتداعية، التي تقول إن الازدهار والرخاء سيعمّان مصر والمنطقة، إذا (توحّدت) الكفاءات العلمية والتقنية الإسرائيلية مع الموارد المصرية والعربية، سواء البشرية أو الطبيعية، في المخزون والإرث التاريخي والحضاري لمصر والعرب.
ومع أن أكثر فترة هامة في حياة موشيه ساسون بمصر كانت بعد اغتيال السادات، فهو سافر إلى القاهرة من مطار بن گوريون في 18 مايو 1981 (كما أوضح في ص19)، أي أن معاصرته كسفير للسادات لم تتجاوز بضعة أشهر فقط، وبقية المدة كانت في زمن الرئيس حسني مبارك، فإنه أكثر من الإشادة وكيل المديح والتمجيد للسادات وزوجته، وأكد أن موقفه من السادات هو موقف دولته، وخاصة رئيس الوزراء آنذاك، مناحم بيگن، أو كما كان يخاطبه السادات "مينا".
اغتيال السادات
تحدث ساسون في كتابه بإسهاب مفصّل عن اغتيال السادات، حيث كان ساسون من ضمن الحضور، وكان يجلس على مقربة من مقعد السادات، في 6 أكتوبر 1981. وذكر كيف تمكن من الخروج مع بقية الإسرائيليين بطريقة أشبه بالمغامرة المثيرة من مكان الحادث الذي امتلأ بالفوضى، وكيف حرصت الأجهزة الأمنية المصرية على تأمينهم، بعد لجوئهم إلى بيت طبيب مصري. ويتحدث عن تفصيلات حضور مناحم بيگن مراسم الدفن، مع أنه كان يعاني من مشكلة صحية تؤثر على قدرته على المشي، وفي نظر بيگن وساسون فإن رحيل السادات خسارة كبيرة.[2]
المثير هنا أن موشيه ساسون لا يتورع (ص202- ص203) عن نفي قطعي لكون عملية اغتيال السادات كان من أبرز أسبابها توقيعه اتفاق سلام مع إسرائيل؛ مع أن المنفذين أكدوا بكل وضوح هذه الحقيقة. بل ذهب ساسون إلى تعميمٍ مفاده أن الثقافة العربية والإسلامية مشبعة بجواز القتل أو الاغتيال السياسي، وربط بفجاجة لا تتسق مع أي منطق علمي تاريخي، بين مجموعة الحشاشين (قبل ألف عام)، ومحاولات أو عمليات اغتيال استهدفت جمال عبد الناصر وحافظ الأسد والأسرة الملكية في العراق، وصولًا إلى اغتيال السادات، دون أن يكون لخطوة الأخير باتجاه إسرائيل علاقة أو سبب باستهدافه!
التعاون الزراعي الإسرائيلي المصري
يخصص موشيه ساسون الفصل السابع من مذكراته (ص237 وما بعدها) للحديث عن التعاون الزراعي بين مصر وإسرائيل؛ وعن جولة شارون الميدانية – بصفته وزيراً للزراعة – في مصر لتفعيل مشروعات زراعية مشتركة، ويتحدث ساسون عن مزرعة الجميزة ودوره فيها، وهي خاصة بالرئيس السادات في ميت أبو الكوم، مسقط رأسه في محافظة المنوفية.
وغني عن القول، أن إسرائيل حرصت على ضرب الزراعة في مصر، ونعلم حالياً دور إسرائيل في بناء سد النهضة لتعطيش مصر، وهنا لن أتحدث عما قاله المترجم بشأن ما ذكره ساسون، وعما قيل عن حبوب زراعية تسبب الضرر أدخلتها إسرائيل إلى مصر، ولكن الواضح من سياق حديث ساسون، ومن نظرة سريعة إلى سياسة إسرائيل، أنها كانت تريد أن تبتعد مصر في كل شؤون الحياة والعمل، ومنها الزراعة التي تعرفها أرض مصر وأهلها منذ آلاف السنين، عن محيطَيها: العربي والأفريقي، وأن تكون علاقة مصر وطيدة في كل المجالات مع إسرائيل، على حساب علاقاتها الطبيعية والتاريخية بالعرب والأفارقة.
حسني مبارك والتطبيع
مقدمة المترجم تقع في ذات الفخ، وتنطلي عليه كما انطلت علينا خدعة موقف حسني مبارك من السلام والتطبيع لفترة من الزمن؛ فيرى المترجم أن حسني مبارك تعامل مع ساسون كسفير ابتلي به، وكأنه إرث ثقيل من السادات، وهذا وهْم أو مجاملة اضطرارية بحكم صدور الكتاب زمن رئاسة مبارك.
أما موشيه ساسون فلا ينكر أن بروداً واضحاً ظهر من حسني مبارك تجاهه وتجاه العلاقات مع إسرائيل. فبعكس السادات، لم يجلس مبارك مع ساسون جلسات ودية خاصة، ولم يتحدث عن لقاءات مع زوجته سوزان، كما حاله مع جيهان؛ بينما كان السادات يستقبله في قصره بكل أريحية بعيداً عن الرسميات، أو في منزله الخاص، أو مزرعته في مسقط رأسه ميت أبو الكوم. مع التذكير أن السنوات السبع التي قضاها ساسون سفيراً في القاهرة، منها بضعة شهور فقط في عهد السادات.[3]
وكانت هناك مبالغات إعلامية، وتحليلات حالمة، وتضخيم لأهمية عدم قيام حسني مبارك بزيارة إسرائيل (زارها فقط لتشييع رابين) خلال مدة رئاسته؛ وفي واقع الأمر فإن زياراته الخارجية بشكل عام كانت قليلة، خاصة بعد محاولة اغتياله في أديس أبابا، ولكن كثيراً من الملوك والرؤساء والزعماء كانوا يزورون مصر ويلتقيهم مبارك، ويشمل ذلك مسؤولين إسرائيليين.
المصادر
- ^ "مع مذكرات أخطر سفير إسرائيلي في مصر (1)". الجزيرة نت. 2024-08-20. Retrieved 2024-09-19.
- ^ "مع مذكرات أخطر سفير إسرائيلي في مصر (2)". الجزيرة نت. 2024-08-27. Retrieved 2024-09-19.
- ^ "مع مذكرات أخطر سفير إسرائيلي في مصر (3)". الجزيرة نت. 2024-09-10. Retrieved 2024-09-19.