دحية الكلبي
دِحْيَة ٱبْن خَلِيفَة ٱلْكَلْبِيّ | |
---|---|
وُلِدَ | 592م |
توفي | 670م[1] |
أسماء أخرى | المزة، دمشق |
الزوج | درة بنت أبي لهب |
الوالد(ان) |
|
الأقارب | شراف بنت خليفة (أخاه) |
دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة الكلبي (ح. 30 ق هـ - 592م / 50 هـ - 670م[2]) صحابي مشهور، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام.[3] شهد غزوة أحد وما تلاها من غزوات الرسول محمد. وكان تاجرًا غنيًا، ويضرب به المثل في حسن الصورة.[4]
بعثه الرسول محمد برسالته إلى القيصر هرقل إمبراطور الإمبراطورية الرومانية يدعوه إلى الإسلام.[5] وحضر كثيرًا من الوقائع في فتوح الشام، وشهد معركة اليرموك فكان على كردوس. وشارك في فتح دمشق، وبعثه يزيد بن أبي سفيان إلى تدمر، فصالح أهلها على صلح دمشق. وتولى إمرة تدمر، ثم نزل دمشق، ووفد سنة 40 هـ الكوفة على الخليفة علي بن أبي طالب، وسكن المزة وتوفي ودُفن بها في خلافة معاوية بن أبي سفيان.[6]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النسب
- هو: دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج، وهو زيد مناة بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن بن ثور بن كلب.[7][8]
- أخته: شراف بنت خليفة بن فروة: قيل أن النبي محمد تزوجها ولم يدخل بها.[9][10]
- زوجته: درة بنت أبي لهب.[11]
إسلامه
- مقالات مفصلة: غزوة أحد
- غزوة بدر الآخرة
- غزوة الخندق
كان دحية من السابقين الأولين إلى الإسلام قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة،[4] والظاهر أنه سمع وهو بمنطقته في دومة الجندل بأمر ودعوة النبي محمد بمكة، فسار إليه، وأسلم، ثم عاد إلى منطقته ببلاد كلب يدعو إلى دين التوحيد، وفي ذلك قال ابن سعد: «وأسلم دحية بن خليفة قديمًا، ولم يشهد بدرًا».[12] وجاء في الموسوعة العربية: «دحية بن خليفة بن فروة الكلبي، صحابي مشهور من السابقين الأولين إلى الإسلام».[13]
ثم هاجر إلى المدينة المنورة وأخذ مكانه في الصفوف الأولى بين أصحاب رسول الله منذ أوائل السنة الثالثة للهجرة، وفي ذلك قال القرطبي: «دحْية بن خليفة: كان من كبار الصّحابة».[14] ومما يدل على زمن هجرته في سنة 3 هـ أنه لم يشهد غزوة بدر - سنة 2 هـ - ولكنه كان من الصحابة الذين شهدوا غزوة أحد - في شوال 3 هـ - وما بعدها من المشاهد، قال ابن كثير: «دحية بن خليفة الكلبي: صحابي جليل، كان جميل الصورة...أسلم قديما ولكن لم يشهد بدرا، وشهد ما بعدها».[15] لقد هاجر دحية الكلبي من دومة الجندل إلى رسول الله بالمدينة المنورة في السنة الثالثة للهجرة، وكان ممتطيا صهوة بغلته البيضاء، وكان إذا دخل المدينة لم تبق فتاة إلا خرجت تنظر إليه لأنه كان أحسن الناس صورة وجمالا وجلالا، وفي ذلك قال ابن قتيبة: «كان دحية إذا قدم المدينة، لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه»،[16] وعلق الذهبي قائلًا: «ولا ريب أن دحية كان أجمل الصحابة الموجودين بالمدينة».[17]
وكان دحية الكلبي من الصحابة المدافعين عن الدعوة النبوية، فقد شهد موقعة أحد، وغزوة بدر الآخرة، وغيرهما من المشاهد مع رسول الله، ومع زید بن حارثة، وفي ذلك قال الواقدي: «وشهد دحية مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المشاهد كلها بعد بدرٍ».[18] ولما حشدت قريش أحلافها من الحجاز ونجد لغزو المدينة المنورة في شوال سنة 5 هـ في غزوة الخندق، كان دحية بن خليفة من الصحابة المهاجرين الذين تصدّوا لقريش في المعركة، إذ إنه في غزوة الخندق: كان لواء المهاجرين بيد زيد بن حارثة ولواء الأنصار بيد سعد بن عبادة، فكان ممن شهد الخندق من الصحابة المهاجرين بقيادة زيد بن حارثة: دحية بن خليفة، وحمل بن سعدانة، وأسامة بن زيد بن حارثة وغيرهم، وقد انسحبت قریش وأحزابها من المدينة، ورجع رسول الله إلى منزله يوم الخندق. قالت عائشة بنت أبي بكر: «رجع النبي يوم الخندق، فبينا هو عندي إذ دق الباب، فارتاع لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج، فخرجت في إثره، فإذا رجل على دابة والنبي متكئ على مَعْرفَة الدابة يكلمه، فرجع فلما دخل قلت: من ذلك الرجل الذي كنت تکلمه؟ قال: ورأيته؟ قلت: نعم. قال: بمن تشبهينه؟ قلت: بدحية بن خليفة الكلبي. قال: ذاك جبريل، أمرني أن أمضي إلى بني قريظة».[19]
وتروى مصادر السيرة النبوية أن بنو قريظة قد تآمروا وحاولوا الغدر بالنبي والمسلمین بالمدينة، واتفقوا على ذلك مع قريش في أيام الخندق، فلم يتمكنوا من ذلك، فلما انسحبت قریش والأحزاب، أتى جبريل في صورة دحية الكلبي وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالمسير لقتال بني قريظة، فأمر رسول الله المسلمین بالمسير إلى بني قريظة، فسار رسول الله إلى بني قريظة وذلك لسبع بقين من ذي القعدة سنة خمس للهجرة. وجاء في السيرة النبوية لابن هشام: «ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفر من أصحابه بالصورين قبل أن يصل إلى بني قريظة، فقال: هل مر بكم أحد؟ قالوا: يا رسول الله، قد مر بنا دحية بن خليفة الكلبي، على بغلة بيضاء عليها رحالة، عليها قطيفة ديباج. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك جبريل، بعث إلى بني قريظة يزلزل بهم حصونهم، ويقذف الرعب في قلوبهم»،[20] وقال أبو العباس المبرد: «ثم مر دحيه بعد ذلك».[21]
بعثه إلى دومة الجندل
- مقالة مفصلة: سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل
كان لدحية بن خليفة الكلبي دور أساسي في إسلام الذين بدومة الجندل من قبيلة كلب القضاعية في السنة السادسة للهجرة،[22] وذلك أن القبيلة كانت تسكن منطقة دومة الجندل وما يليها من تبوك بأعالي الحجاز إلى أداني الشام، قال أبو الفداء: «وكانت بنو كلب في الجاهلية ينزلون دومة الجندل وتبوك وأطراف الشام.»[23]
وقد بعث رسول الله دحية الكلبي إلى قبيلة كلب بدومة الجندل - في الفترة ما بين جمادی الثاني وشعبان 6 هـ - وجاء في الطبقات الكبرى: «بعث رسول الله، دحية الكلبي سرية وحده».[18] وبما أنه كان وحده فلا يمكن أن يكون سرية حربية، وإنما كان مبعوثًا من رسول الله لدعوة قبيلة كلب بدومة الجندل إلى الإسلام، وهم بنو علیم بن جناب، وبنو زهیر بن جناب، وبنو عدي بن جناب، فاستجاب لدحية بنو عليم وبنو زهیر بن جناب، وكان رئيسهم: حارثة بن قطن بن زابد بن حصن بن کعب بن علیم بن جناب الكلبي، وابنه قطن بن حارثة الكلبي، فأسلما مع قومهما، ووفد حارثة بن قطن الكلبي وكذلك ابنه قطن بن حارثة إلى رسول الله بالمدينة المنورة، وهما من الصحابة، وكتب رسول الله كتاب عهد لحارثة بن قطن وطوائف کلب بدومة الجندل.[24] وقد شهد على الكتاب دحية بن خليفة الكلبي.[25]
وأما عشيرة بني عدي بن جناب فكانوا يدينون بالنصرانية وكان رئيسهم مسيحيًّا وهو الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصين بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبي، فبعث إليهم رسول الله سرية حربية بقيادة عبد الرحمن بن عوف فغزاهم - في شعبان 6 هـ -[26] ثم استجاب الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة إلى الإسلام - الذي كان دحية قد سبق أن دعاه إليه - وبقي الكثير من قومه بني عدي على المسيحية وأقاموا على إعطاء الجِزية،[27] وتزوج عبد الرحمن بن عوف بابنة الأصبغ وهي تماضر بنت الأصبغ أم أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.[28]
وقد كان إسلام قبيلة كلب الذين بدومة الجندل في السنة السادسة للهجرة قوة للإسلام والمسلمين، فقد أخذ العشرات من فرسان ورجال قبيلة كلب أماكنهم في الصفوف المؤمنة مع أصحاب رسول الله له وكانوا في جيش رسول الله لما سار رسول الله في غزوة الحديبية، والتي تم فيها الصلح والمهادنة بين رسول الله وقريش في ذي القعدة 6 هـ. وكان لدحية الكلبي دور في إسلام بني الضبيب من قبيلة جذام فيما يلي دومة الجندل وتبوك بأعالي الحجاز إلى آيلة (العقبة)،[29] وكان أولهم إسلاما رفاعة بن زيد الضبيبي الجذامي وحسان بن ملة الضبيبي بعد صلح الحديبية في أواخر السنة السادسة، وجاء في نبأ مرور دحية بأرض جذام عند عودته من مسيرة إلى هرقل بالشام - في جمادی الثاني 7 هـ - أنه: «وقد كان حسان بن ملة الضبيبي قد صحب دحية ابن خليفة الكلبي قبل ذلك، فعلمه أم الكتاب».[30][31] ويدل ذلك على أن دحية كان له دور في إسلام بني الضبيب الجذاميين ما بين صلح الحديبية وغزوة خيبر في مطلع سنة 7 للهجرة.
بعث دحية إلى هرقل
- مقالة مفصلة: رسائل النبي محمد
ولقد كان من أجل وأخلد المواقف في سيرة دحية بن خليفة الكلبي حين بعثه الرسول محمد إلى القيصر هرقل إمبراطور الإمبراطورية الرومانية، ولذلك وصفته تراجم الصحابة وكتب التاريخ بأنه «رسول رسول الله إلى هرقل ملك الروم»، وجاء ذكره في كتاب الوثائق السياسية بلفظ:«دحية الكلبي سفیر النبي عليه السلام إلى هرقل».[32] وقد أجمعت كتب السيرة النبوية والمصادر التاريخية على أن بعث دحية إلى هرقل كان بعد صلح الحديبية، وقد كان صلح الحديبية في ذي القعدة 6 هـ، ورجع النبي والمسلمون من الحديبية إلى المدينة المنورة واستقروا بها - في ذي الحجة 6 هـ - وبالتالي يكون زمن بعث دحية الكلبي في أوائل سنة 7 هـ، وبالذات بعد العودة من غزوة خيبر - في صفر 7 هـ - فيكون بعث دحية في شهر ربيع سنة 7 هـ،[33][34] وقد بعثه الرسول محمد مرة ثانية إلى هرقل، حيث جاء في مسند أحمد أنّه قال: «قدم رسول الله في تبوك، فبعث دحية الكلبي إلى هرقل».[35][36]
وكانت تبوك في رجب 9 هـ، وليس هنالك تعارض بين التاريخين، إذ إننا أمام بعثين لدحية إلى هرقل، أولهما - في ربيع 7 هـ - وثانيهما - في رجب 9 هـ - ويؤكد ذلك وجود صيغتين لرسالة النبي إلى هرقل، وبتعبير أصح وجود رسالتين، لأن النبي كتب إليه مرتين، وكان دحية هو رسول النبي وفي المرتين مما يتيح وصفه بالسفير وقد اختاره رسول الله لتلك المهمة الكبيرة لأنه كان ذا شخصية فذة فقد كان أوسم وأحسن الناس صورة وله مهابة وبهاء، وهو من السابقين إلى الإسلام ومن كبار الصحابة فهو عارف بتعاليم الإسلام وبالقرآن والسنة معرفة تتيح له تبيين ما قد يستلزم التبيين من أمور، ومناقشة ما قد يطرأ من نقاش بعد تسليم الرسالة، وربما كان يعرف أيضا اللغة السريانية فقد كانت السريانية الآرامية لغة الديانة المسيحية التي كانت منتشرة في القبائل العربية الشمالية ومنها قبيلة كلب التي كان فيها من يدين بالمسيحية سواء في دومة الجندل أو تبوك كما كانت السريانية منتشرة بالشام.
وقد شهد دحية بن خليفة غزوة خيبر في صفر 7 هـ،[5][37] ثم مضى من المدينة المنورة في ربيع 7 هـ - وفي رواية الواقدي في محرم 7 هـ -[38] إلى بصرى ثم إلى مدينة حمص التي فيها كان يقيم القيصر هرقل إمبراطور الروم حينما يكون في الشام،[39] قال الواقدي: «فأخذ دحية كتاب رسول اللّه وتوجه إلى بصرى؛ لأن النبيّ أمره أن يدفع الكتاب إلى عظيم بصرى وهو الحارث ملك غسان ليدفعه إلى قيصر. ولما انتهى دحية إلى بصرى كان حينئذ عظيم بصرى في حمص، فبعث رجلًا مع دحية ليبلغه إلى قيصر وقيصر ذاهب إلى إيليا؛ وهو بيت المقدس، لأنه لما كشف اللّه عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيليا - شكرا للّه عز وجل - فيما أولاه من ذلك».[40] وصل أخيرًا دحية من حمص إلى إيليا حيث كان هرقل فيها آنذاك،[41] وقد وقف دحية بين يدي هرقل في بلاط قصره بحمص يقرأ - بثبات - الرسالة النبوية التي جاء حاملا إياها، وفيما يلي نصها الذي ورد في صحيح البخاري: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم. سلام على من اتبع الهدی. أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام. أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون. فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط وأمر بنا فأخرجنا».[42]
وتضيف بعض الروايات أن هرقل أمر لدحية بمال وكسوة - وهو ما يفعله الملوك غالبًا -[43] ثم إن دحية رجع من الشام في جمادى الأول 7 هـ ومر بمنطقة جذام في أعالي الحجاز - صحراء حسمى - قاصدًا المدينة المنورة،[44] وكان معه ما أجازه له هرقل من مال وكسوة، فأغار عليه الهنيد بن غوص وعشيرته الضلعيون،[45] وفي ذلك جاء في الطبقات الكبرى أنه: «أقبل دحية بْن خليفة الكلبي مِن عند قيصر وقد أجازه وكساه. فلقيه الهنيد بن عارض وابنه عارض بن الهنيد في ناس من جذام بحسمى. فقطعوا عليه الطريق فلم يتركوا عليه إلا سمل ثوب. فسمع بذلك نفر مِن بني الضبيب فنفروا إليهم فاستنقذوا لدحية متاعه».[46] فمضی دحية الكلبي حتى قدم على رسول الله بالمدينة المنورة. فأخبره بنتائج لقائه مع هرقل عندما سلمه کتاب رسول الله، كما أخبره بحادثة قطع الطريق التي تعرض لها في أرض حسمى، فبعث رسول الله زید بن حارثة في خمسمائة رجل من الصحابة ومعه دحية الكلبي إلى أرض حسمى - بأعالي الحجاز - وذلك في جمادی الثاني سنة سبع للهجرة، فتم القضاء على الهنيد وعصابته. وتثبيت سلطة الإسلام في تلك المنطقة من أرض جذام.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سرية حسمى
- مقالة مفصلة: سرية زيد بن حارثة (حسمى)
بعث الرسول محمد دحية بن خليفة وزيد بن حارثة على سرية إلى حسمى في جمادى الآخرة من السنة السابعة الهجرية.[47] وسبب بعث هذه السرية، قال صاحب `عيون الآثار: «أقبل دحية بن خليفة الكلبي من عند قيصر وقد أجازه وكساه فلقيه الهنيد بن عارض وابنه عارض بن الهنيد في ناس من جذام بحسمى، فقطعوا عليه الطريق فلم يتركوا عليه إلا سمل ثوب. فسمع بذلك نفر من بني الضبيب، فنفروا إليهم فاستنقذوا لدحية متاعه، وقدم دحية على النبي فأخبره بذلك فبعث زيد بن حارثة في خمسمائة رجل ورد معه دحية».[43]
وقدم دحية على النبي، فأخبره بذلك، فبعثه النبي مع زيد بن حارثة في خمسمائة رجل، ورد معه دحية. وكان زيد يسير الليل ويكمن النهار، ومعه دلیل من بني عذرة،[48] فأقبل بهم حتى هجم بهم مع الصبح على القوم، فأغاروا عليهم وقتلوا فيهم فأوجعوا، وقتلوا الهنيد وابنه، وأغاروا على ماشيتهم ونعمهم، فأخذوا من النعم ألف بعير، ومن الشاء خمسة آلاف شاة. ورحل زید بن رفاعة الجذامي في نفر من قومه إلى رسول الله، فدفع إلى رسول الله كتابه الذي كان كتب له ولقومه ليالي قدم عليه فأسلم، وقال: يا رسول الله! لا تحرم علينا حلالا ولا تحل لنا حرام، فقال: كيف أصنع بالقتلى؟، قال أبو يزيد بن عمرو: اطلق لنا یا رسول الله من كان حيا، ومن قتل فهو تحت قدمي هاتين، فقال رسول الله : صدق أبو يزيد.[49]
وبعث النبي علي بن أبي طالب إلى زيد بن حارثة، يأمره أن يخلي بينهم وبين محرمهم وأموالهم، فتوجه علي، فلقي رافع بن مَكيث الجُهَنيّ - بشیر زید بن حارثة - على ناقة من إبل القوم، فردها علي على القوم، ولقي زيد بالفحلتين، وهي بين المدينة المنورة وذي المروة، فأبلغه أمر رسول الله، فرد إلى الناس كل ما كان أخذ لهم.[46] وكان لغزوة زيد بن حارثة إلى حسمى وما جاورها من أرض جذام نتائج وآثار إيجابية، في القضاء على قطاع الطرق، وفي تثبيت وتأكيد انضواء أرض وقبيلة جذام في إطار الدولة والسلطة، كما كان اطلاق الأساری والأموال نهجا حكيمًا في تأكيد سماحة الإسلام، فأمر زید بن حارثة الجيش برد الأسرى والأموال والإبل لرفاعة بن زيد الجذامي وأصحابه، فتم ردهم جميعا، ولما اطمأن دحية وزيد إلى استتباب الأمر في أرض جذام عاد مع جيشه إلى المدينة المنورة.[50]
البعث الثاني إلى هرقل ملك الروم
- مقالة مفصلة: غزوة تبوك
وكان دحية بن خليفة الكلبي من كبار الصحابة الذين شهدوا غزوة تبوك مع رسول الله، وكانت تبوك في رجب 9 هـ، وقد جاء في السيرة النبوية أنه: «قدم رسول الله تبوك، فبعث دحية الكلبي إلى هرقل».[51] وكان ذلك هو البعث الثاني لدحية الكلبي إلى هرقل ملك الروم،[52] وقد بعث معه رسول الله رسالة إلى هرقل تتميز عن الرسالة الأولى التي قال له رسول الله لي فيها: «أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين».[53] أما الرسالة النبوية التي حملها دحية الكلبي رسول النبي إلى هرقل في رجب 9 هـ، وقرأها دحية على هرقل في قصره بمدينة حمص، فكان نصها كما يلي: «من محمد رسول الله إلى صاحب الروم: إني أدعوك إلى الإسلام، فإن أسلمت فلك ما للمسلمين وعليك ما عليهم، فإن لم تدخل في الإسلام فأعط الجزية، فإن الله تبارك وتعالى يقول: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون". وإلا فلا تحل بين الفلاحين وبين الإسلام أن يدخلوا فيه أو يعطوا الجزية».[54] وقد نسب أهل السيرة لدحية بن خليفة إنّه قال حيث أتى قيصر الآبيات الآتية:[55]
ألا هَلْ أتاها على نَأْيِها | بأنيِّ قَدِمْتُ على قَيْصَرِ | |
فقرَّرتُه بصلاةِ المسيح | وكانت من الجوهَرِ الأحمرِ | |
وقلتُ تُقِرُّ بِبُشْرى المسيح | فقال سأنظُرُ قلتُ انظُرِ | |
فكادَ يقرُّ بأمرِ الرسولِ | فَمالَ إلى البَدَلِ الأعْورِ | |
فشَطَّ وجاشَتْ له نفسُه | وحاسَتْ نفوسُ بني الأصْفرِ | |
على وضْعِه بيديهِ الكتابَ | على الرأسِ والعينِ والمِنْخرِ | |
فأصبحَ قيصرُ من أمْرِه | بمنزلةِ الفَرَسِ الأَشْقرِ |
وتشير بعض الروايات إلى أن دحية أرسله إلى ضغاطر وهو من أساقفة الروم عظيم الشأن، وقد جاء في الطبقات الكبرى: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ضغاطر الأسقف: «سلام على من آمن أما على أثر ذلك فإن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم الزكية وإني أؤمن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون والسلام على من اتبع الهدى».[56] وفي رواية أخرى أن هرقل هو من أرسل دحية إلى ضغاطر وليس النبي، وقد شُكّك بها لأن بها شيئا من المبالغة.[57][58]
زواج رسول الله بأخت دحية الكلبي
- مقالة مفصلة: أمهات المؤمنين
وقد تزوج رسول الله بالسيدة شراف بنت خليفة الكلبي أخت دحية الكلبي ولكن لم يدخل بها. قال ابن سعد: «لمّا هلكت خَوْلة بنت الهُذَيل، تزوّج رسول الله شَراف بنت خليفة أخت دِحْيَة ... فبعث عائشة تنظر إليها، فذهبت ثمّ رجعت، فقال لها رسول الله: "ما رأيت؟" فقالت: ما رأيت طائلًا. فقال لها رسول الله: "لقد رأيت طائلًا لقد رأيت خَالًا بِخَدِّها اقشعرّت كلّ شَعْرَة منكِ". فقالت: يا رسول الله ما دونك سِرٌّ».[59]
وقال الطبراني في المعجم الكبير: «شراف بنت خليفة بن فروة الكلبية أخت دحية بن خليفة، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بها».[60] بينما قال أبو جعفر الطبري: «لم تمت عند رسول الله في حياته من أزواجه غيرها - زينب بنت خزيمة - وغير خديجة وشراف بنت خليفة أخت دحية بن خليفة الكلبي».[61] فكانت شراف من نساء النبي وأمهات المؤمنين.
دحية في فتوح تحرير الشام
- مقالة مفصلة: فتوح الشام
لقد كان دحية الكلبي من كبار الصحابة الذين شهدوا فتوح الشام وخاضوا غمار معاركها ضد الرومان منذ انطلاق الجيوش العربية الإسلامية إلى الشام في صفر 13 هـ، وقد شهد دحية الكلبي معركة اليرموك على رأس ألف مقاتل غالبيتهم من فرسان قبيلة كلب،[62] وقد جاء في ترجمته بكتاب الإصابة في تمييز الصحابة أنه: «وقد شهد دحية اليرموك، وكان على كردوس»،[63] وقال ابن عساكر: «وشهد اليرموك وكان أميرا على كردوس، ثم سكن دمشق»،[8] وجاء في سير أعلام النبلاء: «وقد شهد اليرموك، وكان على كردوس وسكن المزة».[64] وقد كان جيش المسلمين في موقعة اليرموك (36,000) فقُسّموا إلى 36 کردوسًا يضم كل كردوس ألف مقاتل،[65] وعلى كل کردوس أمير قائد من الصحابة، فكان دحية الكلبي واحدًا منهم، قال الطبري: «وخرج خالد في تعبية لم تعبها العرب قبل ذلك فخرج في ستة وثلاثين كردوسا إلى الأربعين وقال إن عدوكم قد كثر وطغى وليس من التعبية تعبية أكثر من رأى العين من الكراديس فجعل القلب كراديس وأقام فيه أبا عبيدة وجعل الميمنة كراديس وعليها عمرو بن العاص وفيها شرحبيل بن حسنة وجعل الميسرة كراديس وعليها يزيد بن أبي سفيان ...وعلى فالة خالد ابن سعيد دحية بن خليفة على كردوس».[66]
ثم كان لدحية الكلبي إسهامات في فتح دمشق بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، واستخلف أبو عبيدة على دمشق يزيد بن أبي سفيان حينما سار إلى حمص، قال الطبري: «بقي بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان من قواد أهل اليمن عدد منهم عمرو بن شمر ابن غزية، وسهم بن المسافر بن هزمه، ومشافع بن عبد الله بن شافع، وبعث يزيد دحية بن خليفة الكلبي في خيل بعد فتح دمشق إلى تدمر، وأبا الزهراء القشيري إلى البنية وحوران، فصالحوهما على صلح دمشق، ووليا القيام على فتح ما بعثا عليه».[67] وبذلك كان دحية الكلبي هو فاتح تدمر والمناطق التابعة لها وأول أمير لتدمر في الإسلام،[68] وكانت تدمر من أعمال دمشق في إطار ولاية الشام التي شهد دحية وفرسان كلب سائر فتوحاتها ومنها فتح حمص وفتح فلسطين سنة 16 هـ.[69]
وقد تولى دحية الكلبي إمرة تدمر وأسس عصرها العربي الإسلامي.[70] ثم سكن مدينة دمشق، وهو من الصحابة الذين نزلوا دمشق، وفي ذلك قال ابن كثير: «ثم شهد اليرموك، وأقام بالمزة غربي دمشق».[71] وذلك منذ خلافة عمر بن الخطاب، وولاية يزيد بن أبي سفيان على دمشق ثم على الشام، فلما توفي يزيد - سنة 18 هـ. استعمل عمر على الشام معاوية بن أبي سفيان، فكان دحية من كبار الصحابة بدمشق وأميرًا لتدمر في خلافة عمر وولاية معاوية للشام،[72] وقد تزوج معاوية السيدة ميسون بنت بحدل، من قبيلة كلب، فأنجبت له يزيد بن معاوية سنة 26 هـ.[73]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وفاته
وآخر الأخبار الموثوقة والمتوفرة هي أن دحية بن خليفة وفد سنة 40 هـ الكوفة على الخليفة علي بن أبي طالب،[74] وكان دحية مُحبًا ومقدرا من قبل علي، وقد عاتبه الإمام علي بأبيات محب،[75] وقد جاء في العقد الفريد: «وفد دحية الكلبي على عليّ ، فما زال يذكر معاوية ويطريه في مجلسه؛ فقال عليّ عليه السلام»:[76]
صَديقُ عَدُوّي داخِلٌ في عَداوَتي | وَإِنّي لِمَن وَدَّ الصَديقَ وَدودُ | |
فَلا تَقرَبا مِني وَأَنتَ صَديقَهُ | فَإِنَّ الَّذي بَينَ القُلوبِ بَعيدُ |
ولم يزل دحية بن خليفة الكلبي ساكنا بدمشق إلى أن بلغ من الكبر عتيا، وأما وفاته فكانت سنة 50 هـ / 661م؛ كما في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم والبداية والنهاية.[77][78] وفي ذلك قال أبو الفداء: «سنة خمسين، توفي دحية الكلبي».[79] وقد توفي ودفن في المزة، وقبره معروف فيها إلى اليوم.[80]
المصادر
- ^ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار - ابن فضل الله العمري - ج 14 - الصفحة 212.
- ^ الترجمانة الكبرى – أبو القاسم الزياني – الصفحة 180.
- ^ معجم الشعراء - الموسوعة الشعرية - الصفحة 1255 .
- ^ أ ب موسوعة الأعلام - عزيزة فوال بابتي - ج 2 - الصفحة 191.
- ^ أ ب البداية والنهاية - ابن كثير - ج 8 - الصفحة 50.
- ^ سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج 2 - الصفحة 551.
- ^ نسب معد واليمن الكبير - ابن الكلبي - ج 2 - الصفحة 614 .
- ^ أ ب تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ١٧ - الصفحة ٢٠١.
- ^ أنساب الأشراف - البلاذري - الصفحة 460.
- ^ الإصابة - ابن حجر - ج ٨ - الصفحة ٢٠٠.
- ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٨ - الصفحة ٥٠.
- ^ الطبقات الكبرى - ابن سعد - ج 4 - الصفحة 234.
- ^ دحية الكلبي - مها المبارك، الموسوعة العربية - ج 9 - الصفحة 214.
- ^ الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٤٦١.
- ^ البداية والنهاية - ابن كثير - ج 11 - الصفحة 217 .
- ^ المعارف - ابن قتيبة - الصفحة ٣٢٩.
- ^ أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٥٥٤.
- ^ أ ب الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٤ - الصفحة ٢٥١.
- ^ عيون الأثر - ابن سيد الناس - ج ٢ - الصفحة ٤٩.
- ^ السيرة النبوية - ابن هشام - ج 2 - الصفحة 235.
- ^ الكامل في اللغة - المبرد - ج 4 - الصفحة 87 .
- ^ مكاتيب الرسول - الأحمدي الميانجي - ج ٣ - الصفحة ٣٣١.
- ^ المختصر في أخبار البشر - أبو الفداء - الصفحة 156.
- ^ مكاتيب الرسول - الأحمدي الميانجي - ج ٣ - الصفحة ٣١٨.
- ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ١ - الصفحة ٢٨٦.
- ^ البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٤ - الصفحة ٢٠٤.
- ^ الطبقات الكبرى - ابن سعد - ج 8 - الصفحة 298.
- ^ إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ١ - الصفحة ٢٦٩.
- ^ تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج 2 - الصفحة 274.
- ^ السيرة النبوية - ابن هشام - ج 2 - الصفحة 613.
- ^ تاريخ الرسل والملوك - الطبري - ج 3 - الصفحة 613.
- ^ مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة - محمد حميد الله - الصفحة 733.
- ^ الثقات - ابن حبان - ج 2 - الصفحة 1.
- ^ مختصر أخبار البشر - أبو الفداء - الصفحة 94.
- ^ مسند أحمد - أحمد بن حنبل - ج 3 - الصفحة 442 - رقم الحديث 15228.
- ^ والنهاية - ابن كثير - ج ٥ - الصفحة ١٩.
- ^ أسد الغابة - ابن الأثير - ج 7 - الصفحة 168.
- ^ الطبقات الكبرى - البغدادي - ج 4 - الصفحة 251.
- ^ الاكتفاء - الكلاعي - ج 2 - الصفحة 5.
- ^ تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس - البكري - ج 2 - الصفحة 387.
- ^ بحث في نص الكتاب معلومات عن الكتاب مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد - الهيثمي - ج 8 - الصفحة 237 - الحديث رقم 13895 .
- ^ صحيح البخاري - البخاري - ج 4 - الصفحة 1658 - الحديث رقم 4278.
- ^ أ ب عيون الأثر - ابن سيد الناس - ج ٢ - الصفحة ١٠١.
- ^ الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٢ - الصفحة ٢٠٧.
- ^ تاريخ الإسلام - الذهبي - الصفحة 191.
- ^ أ ب الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٢ - الصفحة ٨٨.
- ^ شرح العلامة الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية - الزرقاني - ج 3 - الصفحة 130.
- ^ موسوعة التاريخ الاسلامي - اليوسفي - ج 3 - الصفحة 90 .
- ^ المغازي - الواقدي - ج 2 - الصفحة 559.
- ^ فرسان النهار من الصحابة الأخيار - سيد حسين العفاني- ج 3 - الصفحة 19.
- ^ السيرة النبوية - ابن كثير - ج 4 - الصفحة 27.
- ^ مكاتيب الرسول - الأحمدي الميانجي - ج ٢ - الصفحة ٤١٠.
- ^ صحيح مسلم - مسلم بن الحجاج - ج 3 - الصفحة 1394 - رقم الحديث 3322.
- ^ كتاب الأموال - أبي عبيد - الصفحة 27.
- ^ الاكتفاء - الكلاعي - ج2 - الصفحة 9.
- ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ١ - الصفحة ٢٧٦.
- ^ فتح الباري - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٤٠.
- ^ تاريه الطبري - الطبري - ج 2 - الصفحة 130.
- ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٨ - الصفحة ١٦١.
- ^ المعجم الكبير - الطبراني - ج 24 - الصفحة 318.
- ^ تاريخ الطبري - الطبري - ج ٢ - الصفحة ٤١٧.
- ^ الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٤ - الصفحة ٥.
- ^ الإصابة - ابن حجر - ج ٢ - الصفحة ٣٢٣.
- ^ سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٥٥١.
- ^ المنتظم في تاريخ الملوك والأمم - ابن الجوزي - ج 4 - الصفحة 119.
- ^ تاريخ الطبري - الطبري - ج ٢ - الصفحة ٥٩٣.
- ^ تاريخ الطبري - الطبري - ج ٢ - الصفحة ٦٢٨.
- ^ عمر بن الخطاب الفاروق - محمد رضا - الصفحة 195.
- ^ الاكتفاء - الكلاعي - ج 2 - الصفحة 222.
- ^ البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٧ - الصفحة ٢٩.
- ^ البداية والنهاية - ابن كثير - ج 11- الصفحة 217 .
- ^ معاوية بن ابي سفيان - الغضبان - الصفحة 63.
- ^ الموجز في تاريخ فلسطين السياسي منذ فجر التاريخ حتى 1949م - إلياس شوفاني - الصفحة 173.
- ^ نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٧ - الصفحة ٤١٤
- ^ ديوان أمير المؤمنين - ماجدة حمود - الصفحة 88
- ^ العقد الفريد - ابن عبد ربه - ج 2-الصفحة 227.
- ^ المنتظم في تاريخ الملوك والأمم - ابن الجوزي - الصفحة 233.
- ^ البداية والنهاية - ابن كثير - ج 11- الصفحة 213.
- ^ تاريخ أبي الفداء - أبو الفداء - الصفحة 260.
- ^ معجم البلدان - الحموي - ج ٥ - الصفحة ١٢٢.