الحرب الأهلية الإنگليزية

(تم التحويل من حرب أهلية إنجليزية)
الحرب الأهلية الإنگليزية
جزء من حروب الممالك الثلاثة
Battle of Naseby.jpg
انتصار الجيش النموذجي (البرلماني) الجديد، تحت قيادة السير توماس فيرفاكس وأوليڤر كروموِل، على الجيش الملكي، بقيادة الأمير روپرت، في معركة ناسبي (14 يونيو، 1645) وكانت نقطة تحول في الحرب الأهلية الإنگليزية.
التاريخ22 أغسطس 1642 – 3 سبتمبر 1651
الموقع
النتيجة

انتصار البرلمانيين

المتحاربون
الملكيون البرلمانيون
القادة والزعماء
الضحايا والخسائر
50,000[1] 34,000[1]
127,000 noncombat deaths (including some 40,000 civilians)[أ]
تاريخ إنگلترة
علم إنگلترة
بريطانيا قبل التاريخTrilith Stonehenge.jpg (قبل 43م)
بريطانيا الرومانيةVexilloid of the Roman Empire.svg (43–410)
إنگلترة الأنگلو-ساكسونيةGolden Dragon of Mercia.png (410–1066)
إنگلترة النورمانيةBlason duche fr Normandie.svg (1066–1154)
بيت پلانتاجنتEngland COA.svg (1154–1485)
أسرة لانكاسترLancashire rose.svg (1399–1471)
أسرة يوركYorkshire rose.svg (1461–1485)
أسرة تيودورTudor rose.svg (1485–1603)
بيت ستوارتEngland Arms 1603.svg (1603–1642)
المحمية
وكومنولث إنگلترة
Coa-commonwealth.svg (1642–1660)
استعادة ستوارت
والثورة المجيدة
England Arms 1603.svg (1660–1707)
مملكة بريطانيا العظمىUK Arms 1714.svg (1707–1800)
المملكة المتحدة
لبريطانيا العظمى وأيرلندة
UK Arms 1837.svg (1801–1921)
المملكة المتحدة
لبريطانيا العظمى وأيرلندا ش.
UK Royal Coat of Arms.svg (1927–الآن)

الحرب الأهلية الإنگليزية English Civil War، (1642–1651)، هي الحرب الأهلية في بريطانيا العظمى، وكانت سلسلة نزاعات مسلحة ومكائد سياسية بين البرلمانيين والملكيين. نشبت الحرب الأهلية الإنگليزية على مرحلتين؛ الأولى (1642–46) والثانية (1648–49) حرض أنصار الملك تشارلز الأول ضد أنصار البرلمان الطويل، بينما كانت الحرب الثالثة (1649–51) بين أنصار تشارلز الثاني وأنصار البرلمان الأبتر. انتهت الحرب الأهلية بانتصار البرلمانيين في معركة ووستر في 3 سبتمبر 1651.[2]

أدت الحرب الأهلية إلى محاكمة واعدام تشارلز الأول ونفي ابنه، تشارلز الثاني، واستبدال الملكية، أولاً، بالكومنولث (1649–53)، ثم المحمية (1653–59)، تحت حكم اوليڤر كرومول. انتهت السلطة المطلقة لكنيسة إنگلترة على دور العبادة المسيحية في إنگلترة بتعزيز المنتصرون لتصاعد الپروتستانتية في ايرلندة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

قبل الحرب الأهلية كان الملك يدير الحكومة القومية بمساعدة الوزراء بينما كان دور البرلمان في شؤون الدولة أقل مما هو عليه الآن. حكم جيمس الأول (أول ملك من عائلة ستيوارت) في الفترة مابين عام 1603 إلى 1625. وقصد أن يكون حاكمًا مطلقًا، لكن البرلمان لم يشاركه الرأي. وجاء ابنه تشارلز الأول بثلاثة برلمانات بين عامي 1625 و 1628، وكان له مع كل منها مشكلة. ثم حلّ البرلمان الثالث عام 1629، وحكم دون وجود برلمان حتى عام 1640.


الأسباب الاقتصادية

دفع التضخم المالي بالأسعار إلى الارتفاع في كل أنحاء أوروبا في الفترة ما بين عامي 1530م و 1640م. وتقلصت بشكل كبير مخصصات الملك المالية. وكان جيمس الأول ينفق المال ببذخ، مما دفع البرلمان إلى رفض منحه مالاً إضافيًا، وردّ الملك بفرض ضرائب جديدة على الواردات.

في عام 1625م رفض البرلمان منح الملك تشارلز الأول رسوم البرميل والجنيه.

(كانت عادة تمثل جزءًا كبيرًا من دخل الملك) وفرضت على كل برميل من النبيذ وكل جنيه من سعر أي سلعة مستوردة كما أجبر أصحاب الأملاك على إقراضه المال وسجن من رفض منهم ذلك.

في عام 1628م أجاز البرلمان قانون حق الالتماس، وبذلك حرم الملك من فرض أي ضرائب دون موافقة البرلمان. وقبل تشارلز القانون، لكنه أصر على أنه لا ينطبق على الرسوم الضريبية. وفي الثلاثينيات من القرن السابع عشر الميلادي تحاشى الملك هذا القانون وبدأ في جمع ضريبة السفن.

الأسباب الدينية

كانت هناك جماعة متطرفة داخل البروتستانت الإنجليز، عرفت بالبيوريتان (التطهيريون) ظلت لسنوات عديدة تعمل للتخلص من الأساقفة وتطالب بمراجعة كتاب الصلاة. وقد قاومهم جيمس الأول بينما شن الملك تشارلز الحرب عليهم متضامنًا مع مجموعة من رجال الكنيسة بقيادة وليم لود. وفي عام 1633م عين الملك تشارلز لود رئيسًا لأساقفة كانتربري. واتهم البيوريتان تشارلز ولود معًا بميلهما إلى الكاثوليكية الرومانية. وكانت هنريتا ماريا زوجة تشارلز شخصية غير مرغوبة لأنها كانت كاثوليكية، ولأنها كانت أخت لويس الثالث عشر ملك فرنسا. وكان لود غير محبوب أيضًا لأنه شجع تشارلز على التمسك بإيمانه بالحق المقدس للملوك (فكرة تزعم أن ولاية الملوك من عند الله سبحانه وأنهم إنما يحكمون باسمه).


الحرب مع الأسكتلنديين

تشارلز الأول، رسم ڤان دايك.

في عام 1638 تمرد الأسكتلنديون ضد تشارلز عندما حاول أن يفرض كتاب صلاة الكنيسة الإنجليزية على الكنيسة المشيخية (البرسبيتيرية). وسيّر تشارلز حملة ضد الأسكتلنديين عام 1639، كلفته الكثير وفشلت. ونصحه أقدر وزرائه إيرل ستراتفورد بدعوة البرلمان لجمع المال لحملة أخرى في اسكتلندا. واجتمع البرلمان في أبريل عام 1640، لكنه رفض الموافقة على أي ضرائب إضافية حتى يقوم الملك بالنظر في شكاواه، وأشار ستراتفورد على تشارلز بحل البرلمان بعد ثلاثة أسابيع فقط، قام الأسكتلنديون بعدها بغزو شمالي إنجلترا وأجبروا تشارلز على القبول بهدنة. وكان عليه أن يدعو البرلمان للانعقاد لإقرارها، وامتدت الدورة الأولى للبرلمان الطويل من نوفمبر عام 1640 حتى سبتمبر 1641. وتحت قيادة جون بيم أجاز البرلمان قوانين جعلت من ضريبة السفن أمرًا غير قانوني كما حل البرلمان أيضًا محكمة قاعة النجوم والمحكمة العليا، ووجه تهمة التقصير إلى ستراتفورد، فأُعدم عام 1641م. كما أُجبر تشارلز على الموافقة على دعوة البرلمان كل ثلاث سنوات مع شرط إضافي يمنع تشارلز من حل البرلمان إلا بموافقة البرلمان نفسه.


الأزمة الأخيرة

بدأت أزمة أخرى مع نشوب تمرد الرومان الكاثوليك في أيرلندا في نوفمبر عام 1641م. وأراد تشارلز أن يسيّر جيشًا جديدًا لإخضاع أيرلندا، لكن البرلمان لم يثق بقيادته له. وبدلاً من ذلك أجاز البرلمان ما عرف بالاحتجاج الأعظم مهاجمًا سياسات الملك خلال السنوات العشر التي خلت، وداعيًا إلى الإصلاح الجذري للأمور الدينية، ومطالبًا بحق السيطرة على تعيين الوزراء. وفي يناير عام 1642م أمر تشارلز بمحاكمة خمسة أعضاء برلمانيين، من ضمنهم جون بيم وجون هامدن. وعندما رفض البرلمان أن يسلّم الأعضاء الخمسة للمحاكمة غزا تشارلز قاعة مجلس العموم بنفسه ـ وهـو خرق للحصانة البرلمانية ـ ولكن الأعضاء الخمسة كانوا قد غادروا المكان قبل ذلك واحتموا في مدينة لندن.

غادر تشارلز العاصمة باحثًا عن الدعم في الأقاليم، وفي مارس، رفض أن يتنازل عن سيطرته على الجيش، وفي يونيو بدأ البرلمان في تكوين جيش خاص به. فأرسلوا إلى تشارلز العروض التسعة عشر، وهي وثيقة توشك بأن تكون شروطًا لاستسلامه.

ورفع تشارلز علمه في نوتنجهام في أغسطس، وكان الالتحام الأول قد حدث قبل ذلك في مانشستر في يوليو. وبحلول سبتمبر كان القتال قد اندلع بين الملكيين (المؤيدين للملك) ومؤيدي البرلمان في كل أنحاء البلاد.

الفرسان وأصحاب الرؤوس المستديرة

الضباط من كلا الجانبين كانوا يرتدون الدروع لحماية أنفسهم (إلى اليمين). ارتدى الجنود المشاة، خصوصًا من جيوش البرلمان، أزياء بسيطة إلى حد بعيد.

كانت كلمة الفرسان تشير إلى الملكيّين الذين كانوا في بداية الأمر متفوقين في خيَّالتهم. وكانت عبارة الرأس المستديرة في أصلها ترمز إلى جندي المشاة الموالي للبرلمان، بشعره المحلوق القصير ليناسب خوذته الفولاذية. وعند نهاية الحرب الأهلية كانت جيوش البرلمان متفوقة من ناحية الفرسان والمشاة.

لم يكن الانتساب لأي من النوعين (الخيالة أو المشاة) قائمًا على أساس اختلاف في الطبقة الاجتماعية، إذ كان باستطاعة البرلمان أن يستدعي أي عدد من النبلاء والأشراف مثلما كان باستطاعة الملك فعل ذلك. وضمت الكثير من الأسر مؤيدين لكلا الجانبين.

أعطت السيطرة على لندن ومعظم المدن المهمة الأخرى للبرلمان أفضلية متميزة. وقام البرلمان بتدبير الأموال للحرب عن طريق الضرائب. بينما كان على الملك أن يعتمد على المساهمات الطوعية، لكن البرلمان كسب الحرب، لأنه كان قادرًا على تمويل جيش محترف قادر على القتال، في أي مكان وفي أي زمان.

البرلمان في الإطار الدستوري الإنگليزي

الاهتمام البرلماني والحق في الالتماس


الحكم الشخصي

التمرد في ايرلندا

المطالبة بعودة البرلمان الإنگليزي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

البرلمان الطويل

جلسة من البرلمان الطويل


المظالم المحلية

الحرب الأهلية الإنگليزية الأولى

خرائط المناطق التي سيطر عليها الملكيون (أحمر)، والبرلمانيون (أخضر)، 1642—1645


تجمّع الجيش البرلماني عند نورثامبتون في سبتمبر عام 1642م، تحت قيادة إيرل إسكس. وبعد أن غادر تشارلز مدينة نوتنجهام، اخترق تشستر وشروزبري في جيش يعادل جنده جيش إسكس تقريبًا. والتحم الجيشان عند إدْجهيل في وركشاير في 23 أكتوبر. قاد الأمير روبرت، ابن أخ الملك، جنود الفرسان بطريقة تدعو إلى الإعجاب، فانتصر الملك. لكن هجومه على لندن في نوفمبر فشل عندما وصل إلى تيرنهام جرين، وتقهقر تشارلز إلى أكسفورد.

في عام 1643م قضى الجيش البرلماني تحت إمرة إسكس معظم فصل الصيف في محاولة للتقدم نحو أكسفورد. وفي الشمال كان جيش ملكي آخر بقيادة إيرل نيوكاسل قد دمر جيشًا برلمانيًا بقيادة فيردناندو وتوماس فيرفاكس، عند أدوالتون مور بالقرب من ليدز في30 يونيو. وبعد ذلك، في الغرب، هزم الجيش الملكي بقيادة السير رالف هوبتون جيش السير وليم وولر عند راوندوي داون، في منطقة سومرست (13 يوليو).

خشي القادة البرلمانيون انضمام قوات هوبتون ونيوكاسل إلى القوات الملكية لمهاجمة لندن. فقرروا اللجوء إلى الأسكتلنديين، فأبرموا معهم ما عُرف بالاتحاد والعهد القاطع في سبتمبر. وكانت الوثيقة تحالفًا (اتفاقية) ضد الملك وعهدًا (وعدًا) بإصلاح الأمور الدينية، وعبر الأسكتلنديون الحدود في يناير 1644م.

ولم يقدَّر للجيوش الملكية أن توحد صفوفها أبدًا. فقد اعترضت طريق جيش إيرل نيوكاسل الملكي في إنجليا الشرقية بوساطة القوات البرلمانية المعروفة باسم الرابطة الشرقية تحت قيادة إيرل مانشستر. واستولى جيش هوبتون على بريستول، لكنه لم يستطع فعل أكثر من ذلك. وحاصر تشارلز جلوستر لبعض الوقت، وبعد ذلك خسر معركة نيوبري الأولى في 20 سبتمبر 1643م.

وفي عام 1644م هَزَمت القوات الملكية وولر عند كروبريدي بريدج بالقرب من بامبري في أكسفورد شاير (29 يونيو). بيد أن الأسكتلنديين كانوا قد حصروا الملكيين بقيادة إيرل نيوكاسل في يورك. وانضمت قوات الأخوين فيرفاكس وقوات الرابطة الشرقية، تحت إمرة أوليفر كرومول إلى قوات الحصار. وطلب تشارلز من الأمير روبرت نجدة يورك. وفي الثاني من يوليو قاتل الملكيون البرلمانيين والأسكتلنديين، على الرغم من أن الأخيرين كانوا يفوقونهم عددًا بنسبة 3 إلى 2، في مارستون مور. وخسروا واحدة من أكثر معارك الحرب دموية.

قاد إيرل إسكس جيشًا برلمانيًا إلى كورنوول، لكنه وقع في مصيدة عند لوستويثيل، فهرب في قارب، تاركًا معظم قواته لتستسلم. وسار إيرل مانشستر جنوبًا؛ لكن جيشًا ملكيًا أصغر من جيشه بكثير تفوق عليه بمهارة. وانتصر تشارلز في معركة نيوبري الثانية (27 أكتــوبر).

مونتروز

أدى الشعور غير الطيب والمزمن بين الأسكتلنديين والإنجليز إلى خلافات لاحد لها، ولم يتقدم الأسكتلنديون جنوبًا أبعد من نوارك. وبعد ذلك تعين عليهم إرسال جزء كبير من جيشهم إلى الشمال مرة أخرى للتعامل مع الماركيز مونتروز، الذي أقنع مجموعات قبائل الهايلاند باسم الملك بالثورة ضد الحكومة الأسكتلندية في سبتمبر عام 1644م، وبعدها قاد حرب عصابات استطاع من خلالها احتلال جلاسجو في أغسطس 1645م. لكنه انهزم عند فلفوج في 13 سبتمبر 1645م، وتشتت جيشه وهرب هو إلى خارج البلاد.


الجيش النمودجي الجديد

من شتاء عام 1644م إلى 1645م قاد كرومول حملة ضارية لتطهير القيادة العليا في الجيش. وقام البرلمان بإجازة قانون نكران الذات، القاضي بعدم تولي أعضاء مجلسي البرلمان أي مناصب عسكرية أو مدنية. وبدا القانون كأنه يهدف إلى النأي بالسياسة عن القيادة العسكرية. لكن أصدقاء كرومول في البرلمان استطاعوا إعادة تعيينه. كذلك أقنعوا البرلمان بإنشاء جيش متفرغ محترف تحت قيادة السير توماس فيرفاكس مع تعيين كرومول قائدًا للفرسان.

كان الجيش النموذجي الجديد جيشًا لايقاوم. ففي معركة نيزبي في نورثامبتونشاير (14يونيو 1645م) دمَّر الجيش الملكي المحارب الرئيسي. وبعدها دمر الجيش الغربي الذي كان تحت قيادة جورنج عند لانجبورت في سومرست (10يوليو). واستسلم روبرت بريستول، وانهارت المقاومة الملكيـة المنظـمة. وفي أبريل عـام 1646م غادر تشارلز أكسفورد متخفيًا واستسلم للجيش الأسكتلندي عند نوارك (5مايو). وانسحب به الأسكتلنديون إلى نيوكاسل.


الحرب الأهلية الإنگليزية الثانية

"متى رأيت والدك آخر مرة؟" رسم وليام فردريك ييمز.
تصور تاريخي لمعركة ميدستون.

لم توقَّع معاهدة سلام لأن البرلمان والأسكتلنديين كانا يدّعيان أنهما كانا يحاربان من أجل تخليص الملك من مستشاريه الأشرار لا حربًا على الملك نفسه. واقترحوا إجراءات دستورية لتقييد حرية اختيار الملك للوزراء وسيطرته على الجيش.

انسحب الأسكتلنديون من شمالي إنجلترا وسلموا تشارلز إلى البرلمانيين في يناير عام 1647م مقابل مبلغ كبير من المال. وكان البرلمان وقتذاك قد بدأ في مواجهة مشكلة السيطرة على الجيش النموذجي، الذي اعترض على تسريحه دون أجر كامل وعفو. وكان الجيش قد بدأت تتسلل إليه مجموعة من المتشددين، بقيادة جون ليلبورن، عرفت بدعاة المساواة (الليفلرز)، أرادوا إلغاء الملكية ومجلس اللوردات، وإعلان الجمهورية مع الإصلاح الاجتماعي الجذري.

وفي أغسطس احتل الجيش لندن وأقصى مناوئيه الرئيسيين من البرلمان. وحاول كرومول إقناع تشارلز بالقبول بمشروع تسوية سميت المقترحات قدمت تنازلات لكلا الطرفين. لكن تشارلز فرّ في نوفمبر وتحصن في قلعة كاريسبروك في جزيرة وايت، حيث طلب من النبلاء الأسكتلنديين المنشقين مساعدته. ونشبت الحرب مرة أخرى في صيف 1648م لكنها انتهت سريعًا. فقد تمكن كرومول من إلحاق هزيمة نكراء بالأسكتلنديين الغازين عند بريستون (17 أغسطس)، وأخمد الجيش ثورات الملكيين في الأماكن الأخرى.

يعتقد الكثير من الناس أن الملك شخصيًا يتحمل مسؤولية نشوب الحرب الأهلية الثانية هذه، وطالب الجيش المنتصر بمعاقبته. وفي ديسمبر، قام الجيش باحتلال لندن مرة أخرى، وقام الكولونيل توماس برايد باستبعاد كل الأعضاء البرلمانيين الذين كانوا يفضلون المفاوضات (تطهير برايد، 6 ديسمبر).

وتمت محاكمة تشارلز أمام محكمة خاصة في يناير عام 1649م. وأدين بالخيانة العظمى ضد شعب إنجلترا والدستور وأُعدم في 30 يناير عام 1649.

الكومنولث

أصبحت إنجلترا جمهورية سميت بالكومنولث وأُلغيت الملكية ومجلس اللوردات. لكن أحدًا لم يتقدم ليحل محل بقية مجلس العموم القديم، الذي تم تقليص عدده من 500 إلى أقل من 150 عضوًا. واعترض الداعون إلى المساواة (الليفلرز) على الحكومة الجديدة، لكنهم قمعوا بحزم. وقاد كرومول الجيش ضد أيرلندا عام 1649م وقضى في النهاية على التمرد الذي كان قد بدأ عام 1641م. وعامل رجاله الأيرلنديين بوحشية شديدة.

أدان الأسكتلنديون بشدة إعدام الملك مشيرين إلى أنه كان ملكًا على أسكتلندا أيضًا. واعترفوا بابنه تشارلز الثاني ودعوه إلى أدنبرة. وغزا كرومول أسكتلندا في يوليو عام 1650م وهزم الأسكتلنديين عند دنبار، بالقرب من أدنبرة (3 سبتمبر). وعاد مونتروز ليساند تشارلز الصغير، لكنه هُزم وأعدم. وفي الصيف التالي قاد تشارلز الثاني بنفسه آخر غزو أسكتلندي لإنجلترا، فهزمه كرومول عند ووستر (3 سبتمبر عام 1651م). وبعد أسابيع من التخفي هرب الملك إلى فرنسا، وخضعت أسكتلندا لحكم عسكري، وانتهت بذلك الحرب الأهلية الإنجليزية.


حكومة الوصاية (الحماية) على الرغم من الانتصارات العسكرية، فإن الكومنولث عجز عن كسب ولاء الشعب الإنجليزي واحترامه. وفي عام 1653م قام كرومول بانقلاب عسكري، وحل بقية البرلمان وحكم البلاد وصيًا. وخلفه ابنه ريتشارد عام 1658م، لكنه أزيل في انقلاب آخر. واختلف قادة هذا الانقلاب فيما بينهم.

في يناير عام 1660م استعاد جورج مونك النظام في نهاية الأمر. واستدعى بقية البرلمانيين الذين كانوا قد استبعدوا في 1648م. وحل البرلمان نفسه في الحال، داعيًا إلى انتخابات عامة في أبريل. وقام البرلمان الجديد في الحال باستدعاء تشارلز الثاني من المنفى.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

محاكمة تشارلز الأول بتهمة الخيانة

الحرب الأهلية الإنگليزية الثالثة

إيرلندة

تصوير في القرن 19 لمذبحة دروگدا، 1649


إسكتلندة

"درومول في دونبار"، رسم أندرو كاريك گاو.

إنگلترة

التحكم السياسي

حكومة الأساقفة أثناء الحرب الأهلية الإنگليزية

وليام لاود، أسقف تشارلز الأول في كانتبري.

الخسائر

اكتساب الشعبية

ما بعدها

تصور تاريخي للحرب الأهلية الإنگليزية

بدت إعادة الملكية وكأنها إرجاع لعقارب الساعة إلى 1641م. فقد استعاد البرلمان السيادة للكنيسة الإنجليزية وفرض توحيدًا مذهبيًا دينيًا كاملاً عن طريق التشريع. وصار تشارلز الثاني المسيطر على الجيش يعين الوزراء دون أي استشارة للبرلمان. وتم تعزيز الحق المقدس للملوك.

وعلى الرغم من إعادة الملكية، فإن البرلمان ـ وليس الملك ـ كان هو المسيطر على الكنيسة؛ وقد أجاز شرعية الخروج على الكنيسة عام 1689م. واحتفظ البرلمان أيضًا بحقه في السيطرة على الضرائب، الذي كان قد حصل عليه من قبل في عام 1641م. وقد اضمحلت سلطة التاج وهيبته إلى درجة أن البرلمان في عام 1688م استطاع أن ينحي ملكًا، وهو جيمس الثاني، وأن يستبدل به ملكًا آخر، هو جيمس الثالث. وتم الحد من سلطة التاج إلى حد أبعد بصدور قانون التسوية في عام 1701م القاضي بحرمان أي كاثوليكي من رقي العرش، وبذا مهد للسلالة الهانوفرية سبيل المجيء لتحكم بريطانيا. كما أنه ساعد في نشأة الدستور الحالي.


تأريخ وتحليل الحرب الأهلية الإنگليزية

اعادة تمثيل الحرب الحرب

إعادة تمثيل الحرب الأهلية


انظر أيضاً

هوامش

  1. ^ أ ب "ENGLISH CIVIL WARS". History.com. Retrieved 4 October 2014. {{cite web}}: Italic or bold markup not allowed in: |publisher= (help)
  2. ^ "الحرب الأهلية الإنجليزية". الموسوعة العربية الشاملة. Retrieved 2009-05-24.

المصادر

  • Aylmer, G. E. (1980), "The Historical Background", in Patrides, C.A.; Waddington, Raymond B., The Age of Milton: Backgrounds to Seventeenth-Century Literature, Manchester: Manchester University Press, pp. 1–33 
  • Brett, A. C. A. (2008), Charles II and His Court, Read Books, ISBN 1-140-20445-9 
  • Burgess, Glenn (1990), "Historiographical reviews on revisionism: an analysis of early Stuart historiography in the 1970s and 1980s", The Historical Journal 33 (3): 609–627, http://journals.cambridge.org/production/action/cjoGetFulltext?fulltextid=933920 
  • Carlton, Charles (1987), Archbishop William Laud, London: Routledge and Keagan Paul 
  • Carlton, Charles (1992), The Experience of the British Civil Wars, London: Routledge, ISBN 0-415-10391-6 
  • Carlton, Charles (1995), Going to the wars: The experience of the British civil wars, 1638-1651, London: Routledge, ISBN 0-415-10391-6 
  • Carpenter, Stanley D. M. (2005), Military leadership in the British civil wars, 1642–1651: The Genius Of This Age, Abingdon: Frank Cass 
  • Croft, Pauline (2003), King James, Basingstoke and New York: Palgrave Macmillan, ISBN 0-333-61395-3 
  • Coward, Barry (2003), The Stuart age: England, 1603–1714, Harlow: Pearson Education 
  • Dand, Charles Hendry (1972), The Mighty Affair: how Scotland lost her parliament, Oliver and Boyd 
  • Fairfax, Thomas (1767-1830), "House of Lords Journal Volume 10: 19 May 1648: Letter from L. Fairfax, about the Disposal of the Forces, to suppress the Insurrections in Suffolk, Lancashire, and S. Wales; and for Belvoir Castle to be secured", Journal of the House of Lords: volume 10: 1648-1649, Institute of Historical Research, http://www.british-history.ac.uk/report.asp?compid=32812#s24 
  • Gardiner, Samuel R. (2006), History of the Commonwealth and Protectorate 1649–1660, Elibron Classics 
  • Gaunt, Peter (2000), The English Civil War: the essential readings, Blackwell essential readings in history (illustrated ed.), Wiley-Blackwell, p. 60, ISBN 978-0-631-20809-9 
  • Gregg, Pauline (1984), King Charles I, Berkeley: University of California Press 
  • Hibbert, Christopher (1993), Cavaliers & Roundheads: the English Civil War, 1642–1649‎, Scribner 
  • Hill, Christopher (1972), The World Turned Upside Down: Radical ideas during the English Revolution, London: Viking 
  • Hughes, Ann (1991), The Causes of the English Civil War, London: Macmillan 
  • James, Lawarance (2003) [2001], Warrior Race: A History of the British at War, New York: St. Martin's Press, p. 187, ISBN 0-312-30737-3 
  • John, Terry (2008), The Civil War in Pembrokeshire, Logaston Press 
  • Kaye, Harvey J. (1995), The British Marxist historians: an introductory analysis, Palgrave Macmillan, ISBN 0-312-12733-2 
  • Keeble, N. H. (2002), The Restoration: England in the 1660s, Oxford: Blackwell 
  • Kelsey, Sean (2003), English Historical Review 118 (477): 583–616, http://ehr.oxfordjournals.org/cgi/content/abstract/118/477/583 The Trial of Charles I 
  • Kennedy, D. E. (2000), The English Revolution, 1642–1649, London: Macmillan 
  • Kirby, Michael (22 January 1999), The trial of King Charles I – defining moment for our constitutional liberties, speech to the Anglo-Australasian Lawyers association, http://www.hcourt.gov.au/assets/publications/speeches/former-justices/kirbyj/kirbyj_charle88.pdf 
  • Leniham, Pádraig (2008), Consolidating Conquest: Ireland 1603–1727, Harlow: Pearson Education 
  • Lindley, Keith (1997), Popular politics and religion in Civil War London, Scolar Press 
  • Lodge, Richard (2007), The History of England – From the Restoration to the Death of William III (1660–1702), Read Books 
  • McClelland, J. S. (1996), A History of Western Political Thought, London: Routledge, ISBN 1996 
  • Newman, P. R. (2006), Atlas of the English Civil War, London: Routledge 
  • Pipes, Richard (1999), Property and Freedom, Alfred A. Knopf 
  • Purkiss, Diane (2007), The English Civil War: A People's History, London: Harper Perennial 
  • Reid, Stuart; Turner, Graham (2004), Dunbar 1650: Cromwell's most famous victory, Botley: Osprey 
  • Rosner, Lisa; Theibault, John (2000), A Short History of Europe, 1600–1815: Search For A Reasonable World, New York: M. E. Sharpe 
  • Royle, Trevor (2006) [2004], Civil War: The Wars of the Three Kingdoms 1638–1660, London:Abacus, ISBN 978-0-349-11564-1 
  • Seel, Graham E. (1999), The English Wars and Republic, 1637–1660, London: Routledge 
  • Sharp, David (2000), England in crisis 1640–60, Oxford: Heinneman 
  • Sherwood, Roy Edward (1992), The Civil War in the Midlands, 1642–1651, Alan Sutton 
  • Sherwood, Roy Edward (1997), Oliver Cromwell: King In All But Name, 1653–1658, New York: St Martin's Press 
  • Trevelyan, George Macaulay (2002), England Under the Stuarts, London: Routledge 
  • Walter, John (1999), Understanding Popular Violence in the English Revolution: The Colchester Plunderers, Cambridge: Cambridge University Press 
  • Wanklyn, Malcolm; Jones, Frank (2005), A Military History of the English Civil War, 1642–1646: Strategy and Tactics, Harlow: Pearson Education 
  • Wedgwood, C. V. (1970), The King's War: 1641–1647, London: Fontana 
  • Weiser, Brian (2003), Charles II and the Politics of Access, Woodbridge: Boydell. 
  • Young, Peter; Holmes, Richard (1974), The English Civil War: a military history of the three civil wars 1642–1651, Eyre Methuen 

قراءات إضافية

  • Ashley, Maurice. The English Civil War. Sutton. (1990)

وصلات خارجية

قالب:Wars of the Three Kingdoms


خطأ استشهاد: وسوم <ref> موجودة لمجموعة اسمها "lower-alpha"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="lower-alpha"/>