حائط الصواريخ
حائط الصواريخ، هو مجموعة قوات منفصل للدفاع الجوي المصري كانت تضم المدفعية مضادة للطائرات، وحدات صواريخ، أجهزة الرادار والإنذار، مراكز قيادة مشتركة، أنشأتها مصر عام 1970 بهدف صد الهجمات الصاروخية الإسرائيلية.[1] [2]
استغرق بناء حائط الصواريخ 40 يوما ً، وكان السبب في تحييد القوات الجوية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973 مما سهل عملية العبور وإجتياز خط بارليف وإتاحة رؤس الكباري على الضفة الشرقية لقناة السويس لم تكن مجرد تجميع جديد مبتكر للصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، بل كان نقطة تحول للقوات المصرية.[3]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
موقف الدفاع الجوي بعد حرب 67
أثناء حرب 1967 وما قبلها كانت وحدات الدفاع الجوي المصري دون قيادة مركزية تخطط للأعمال القتالية وخطط التطوير اللازمة والتي تتناسب مع الدعم والتطوير الذي تتلقاه إسرائيل لقواتها الجوية. ولم تكن عناصر الدفاع الجوي تحت قيادة واحدة قادرة علي تنسيق أعمال قتالها ووضع خطط التطوير والتدريب اللازمة لها وإدارة عملياتها القتالية.
ونتيجة الدراسات المختلفة التي تمت بعد حرب 67 والدروس المستفادة من هذه الحرب توصل مخططو الدفاع الجوي الي أنه لابد أن تكون هناك منظومة متكاملة للدفاع الجوي تمكنه من تنفيذ مهامه القتالية بنجاح تام وتتلخص في التالي: 1 ـ ضم جميع عناصر الدفاع الجوي تحت قيادة واحدة.
2 ـ اعادة تنظيم مراكز قيادة الدفاع الجوي علي أن تكون مراكز قيادة مشتركة مع القوات الجوية لتأكيد التعاون الوثيق أثناء تنفيذ المهام القتالية.
3 ـ وجود شبكة متكاملة من وسائل الإنذار المختلفة تمكن من اكتشاف العدو الجوي علي جميع الارتفاعات ومن جميع الاتجاهات.
4 ـ دراسة تمركز المقاتلات الاعتراضية الصديقة مع قيادة القوات الجوية وسبل التعاون الوثيق معها.
5 ـ إنشاء شبكة من المواصلات المختلفة والتبادلية لضمان استمرار القيادة والسيطرة بالإضافة إلي تواجد شبكة مواصلات خاصة بالإنذار بأنواعه المختلفة وكذا مواصلات للتعاون.
6 ـ وجود عناصر الدفاع الجوي المختلفة(صواريخ ـ رادار ـ مدفعية) تحت قيادة واحدة, ولذلك صدر قرار جمهوري في فبراير1968 م بتشكيل قوات الدفاع الجوي لتكون القوة الرابعة من القوات المسلحة وضم جميع عناصرها تحت قيادة واحدة قادرة علي التخطيط المركزي في التدريب والعمليات...... الخ وحتي تكون في النهاية منظومة للدفاع الجوي.
التخطيط
إن الأسلوب الذي تم به التخطيط لحائط الصواريخ بعقول قادة وضباط الدفاع الجوي المصري وأساليب الإعداد والتنفيذ لإقامة بناء هذا الحائط لم يسبق في حرب ما قبل عام 73 علي مستوي العالم. إن سر نجاح هذا الحائط يتلخص في النقاط التالية:
1 ـ قام بالتخطيط لإقامة هذا الحائط قادة وضباط الدفاع الجوي الذين اكتسبوا الخبرات الكبيرة في فترات حرب الاستنزاف.
2 ـ الدراسة الواعية لأساليب وتكتيكات الطائرات الإسرائيلية أثناء حرب الاستنزاف.
3 ـ الدراسة الكاملة لأسلحة الهجوم المسلحة بها الطائرات الاسرائيلية وأساليب استخدامها لهذه الأسلحة.
4 ـ الدراسة الكاملة لما توفره التجهيزات الهندسية للمواقع المحصنة في توفير الحماية لمعدات كتائب الصواريخ.
5 ـ وجود عناصر الاستطلاع المختلفة القادرة علي اكتشاف الطائرات المعادية علي الارتفاعات المختلفة. 6 ـ التخطيط لإقامة مراكز قيادة رئيسية وتبادلية.
7 ـ اقامة وسائل مواصلات مختلفة لتحقيق القيادة والسيطرة والإنذار والتعاون بين الوحدات المختلفة. 8 ـ اقامة المواقع التبادلية والهيكلية لسهولة المناورة للكتائب.
9 ـ مراعاة الحماية التبادلية من كتائب الصواريخ، بمعني أنه في حالة مهاجمة طائرة لإحدي الكتائب فإنها تكون في مناطق تدمير من2 ـ3 كتيبة مجاورة.
10 ـ السرية الكاملة والمطلقة أثناء احتلال المواقع.
التنفيذ
بدأ التنفيذ لبناء حائط الصواريخ (شبكة الصواريخ بالجبهة) وتم حشد كميات هائلة من المواد الهندسية وصلت الي30 مليون متر مكعب من أعمال الحفر والردم، و3 ملايين من الخرسانة ومئات الكيلو مترات من الطرق والمدقات، واشترك في البناء معظم شركات المقاولات المصرية مع زملائهم من ضباط وجنود القوات المسلحة، واستمرت اسرائيل في مهاجمة قواعد الصواريخ الجاري إنشاؤها، واستشهد العديد من رجال وشباب القوات المسلحة والمهندسين والعمال المدنيين من شركات المقاولات، وسالت الدماء علي أرض مصر في سبيل تحرير الأرض واستكمال تنفيذ بناء القواعد.[4]
وفي صباح 30 يونيو تم استكمال مواقع الصواريخ وتمركز الكتائب.... وكانت المفاجأة الكبري لإسرائيل فقامت في نفس اليوم بهجوم جوي بعدد24 طائرة مقاتلة وكانت النتيجة تدمير أربع طائرات وأسر ثلاثة طيارين, واستمرت محاولات إسرائيل لتدمير شبكة الصواريخ لمدة 38 يوما وحتي 7 أغسطس 1970 وكانت خسائر الجانب الإسرائيلي كما تم نشره في مجلة Aviationweek هو تدمير17 طائرة وإصابة34 طائرة وقد أطلقت المعاهد الاستراتيجية العالمية علي هذا التجميع (حائط الصواريخ) أسبوع تساقط الطائرات الفانتوم.
التغلب علي أساليب الإعاقة والشوشرة الإلكترونية والأسلحة المضادة التي استخدمتها الطائرات الإسرائيلية:
1 ـ معرفة ودراسة العدو هو أول الطريق للنصر وهو ما أخذت به قوات الدفاع الجوي بالمتابعة المستمرة والتحليل الدقيق لأعمال العدو القتالية والوصول الي التحليل الدقيق لأعمال قتال العدو القتالية وأساليب مواجهتهما.
2 ـ إمكانية تحقيق سيطرة جوية دفاعية بواسطة الوسائل الأرضية للدفاع الجوي بشرط ان تكون بالحشد الكافي وتحقيق التكامل فيما بينها(أنواع مختلفة من اسلحة الدفاع الجوي ذات ترددات مختلفة).
3 ـ ضرورة تدمير وسائل الإعاقة الرادارية المعادية وخاصة الأرضية منها(مركز الإعاقة الإليكترونية في أم خشيب).
4 ـ بناء نظام استطلاع وانذار يعتمد في تكوينه علي كتائب رادار متعددة النطاقات الترددية في أنشاص. 5 ـ إنشاء نظام مراقبة جوية بالنظر لضمان اكتشاف الأهداف الجوية المنخفضة ومقاومة الإعاقة مع توفير المواصلات بأنواعها المختلفة بين النظام وكتائب الصواريخ.
6 ـ إنشاء حقل راداري مستمر في الاتجاهات التي يحتمل فيها تقلص الحقل الراداري.
7 ـ توفير جميع مقاومات الصمود لنظام الدفاع الجوي بالجبهة مع السيطرة الكاملة علي الإشعاع لمنع العدو من استخدام أسلحة الخمد المتيسرة له.
8 ـ تحقيق تعاون وثيق مع القوات الجوية لضمان سرعة ودقة توجيه المقاتلات.
9 ـ المحافظة علي سرية ترددات الأسلحة الجوية ومنع إشعاعها إلا مع بداية العمليات القتالية.
10 ـ مراعاة التغطية التبادلية بين كتائب الصواريخ بمعني تقليل المسافات بين الكتائب لتوفير الحماية المتبادلة بين الكتائب.
11 ـ توفير مصادر إشعاع في المواقع الهيكلية التبادلية لخداع أسلحة العدو.
12 ـ التخطيط لوجود أسلحة الدفاع الجوي المباشر( مدفعيات ـ صواريخ حرارية).
13 ـ التوسع في أعمال الخداع القادرة علي امتصاص هجمات العدو الجوية.
حائط الصواريخ وبداية المعركة
1 ـ عندما تم إنشاء حائط الصواريخ أصبحت مناطق تدمير الصواريخ تمتد من بورسعيد شمالا وحتي السويس جنوبا(110 كم) في منطقة مسرح العمليات(الجبهة) ومن شرق قناة السويس حتي70 كم غرب القناة.
2 ـ إن حسم نتائج المعركة الرئيسية للدفاع الجوي في منطقة القناة في الساعات والأيام الأولي كان يعتبر أمرا مصيريا ليس لقوات الدفاع الجوي, وإنما للقوات المسلحة يتوقف عليه الي حد كبير نجاح العملية البرية.
3 ـ حاول العدو الجوي تدمير وسائل( د. جو) بالجبهة باستخدام كافة الوسائل الاليكترونية والتكتيكية والنيرانية وأسلحة الخمد في معركة حياة أو موت وكان يلزم ان تخرج منها قوات الدفاع الجوي قوية قادرة علي الاستمرار في تنفيذ مهامها القتالية, ولذلك فقد وضع في التخطيط للدفاع الجوي الإجراءات التالية:
- مواجهة الهجمات الجوية بتجمعات قوية ومتماسكة ومتكاملة من مختلف وسائل الدفاع الجوي( حائط الصواريخ).
- تطبيق مبدأ الحشد في اتجاه المجهود الرئيسي.
- المحافظة علي سرية ترددات الأسلحة الجوية ومنع إشعاعها إلا مع بداية العمليات.
- التركيز الشديد علي حماية المعابر بحيث تتوافر قدرات صد لا تقل عن12 هدفا لكل معبر في وقت واحد طوال العمليات.
- انتقال وحدات الصواريخ في الرحلة الأولي الي مواقع متقدمة غرب القناة بحيث تحقق وقاية حتي عمق15 كيلو علي الارتفاعات المنحفضة.
- الاحتفاظ باحتياطي قوي من وحدات الصواريخ.
- توفير جميع مقومات الصمود مع السيطرة الكاملة علي الإشعاع لمنع العدو من استخدام أسلحة الخمد.
- تحقيق تنظيم تعاون وثيق مع القوات الجوية.