جمعية أنصار السنة المحمدية
جمعية أنصار السنة المحمدية هي جماعة إسلامية سلفية قامت في مصر عام 1345 هـ/1926 م ثم انتشرت في غيرها للدعوة إلى الإسلام على أساس من التوحيد الخالص والسنة الصحيحة لتطهير الاعتقاد ونبذ البدع والخرافات كشرط لعودة الخلافة ونهضة الأمة الإسلامية. تأسست جماعة أنصار السنة المحمدية عام 1345 هـ/1926 م بمدينة القاهرة، على يد الشيخ محمد حامد الفقي وبمشاركة مجموعة من إخوانه: الشيخ محمد عبد الوهاب البنا، ومحمد صالح الشريف، وعثمان صباح الخير، وحجازي فضل عبد الحميد في الوقت الذي كانت تعج فيه مصر ومعظم بلدان العالم الإسلامي بالبدع والخرافات. أسس الشيخ حامد الفقي مجلة الهدي النبوي لتكون لسان حال الجماعة والمعبرة عن دعوتها والناطقة بمبادئها، وتولى هو رئاسة تحريرها. ومع تطور أعمال جماعة أنصار السنة المحمدية الدعوية أنشأ الشيخ الفقي مطبعة السنة المحمدية لنشر كتب السلف وبوجه خاص كتب ابن تيمية وابن القيم. انتشرت دعوة أنصار السنة في العديد من البلدان الأفريقية مثل السودان وإريتريا وإثيوبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى.
وتواكب على رئاسة الجماعة بعد وفاة مؤسسها مجموعة من العلماء البارزين أمثال: الشيخ / عبد الرزاق عفيفي : 3231 ـ 5141هـ (4091 ـ 4991م)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الشيخ / عبد الرزاق عفيفي
الذي حصل على شهادة التخصص في الفقه وأصوله (الماجستير) ثم العالمية (الدكتوراه) من جامعة الأزهر وعمل مدرسًا في المعاهد العلمية الأزهرية. كما عاصر تأسيس الجماعة ويعد الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ من كتاب العدد الأول في مجلتها الهدي النبوي وأحد علماء أول هيئة لكبار العلماء بالجماعة، مع جمع من العلماء الكبار أمثال: الشيخ أحمد شاكر والشيخ عبد الحليم الرمالي، والشيخ حامد الفقي والشيخ محمد محمد مخيمر وغيرهم. ـ اختير نائبًا أول لرئيس الجماعة في صفر 5631هـ الموافق فبراير 6491م، في الوقت الذي كان فيه رئيس الجماعة لفرع محرم بك بالإسكندرية. ـ وبطلب خاص من مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم، سافر الشيخ ومعه الشيخ محمد خليل هراس إلى السعودية للتدريس بدار التوحيد بالطائف. وفي عام 0731هـ نقل للتدريس بالمعاهد العلمية وكلية الشريعة بالرياض. ـ في 42 صفر 9731هـ 92 أغسطس 9591م أختير الشيخ عبد الرزاق عفيفي بالإجماع رئيسًا عامًا للجماعة خلفًا للشيخ حامد الفقي ـ بعد وفاته، واختير الشيخ عبد الرحمن الوكيل رئيسًا لتحرير مجلة الهدي النبوي. (التوحيد حاليًا). ـ في عام 0831هـ انتدب مرة أخرى للتدريس في المملكة العربية السعودية، وتدرج في سلك التدريس إلى أن أصبح مديرًا للمعهد العالي للقضاء عام 5831هـ، كما شارك في اللجان المتخصصة لوضع مناهج التعليم بالمملكة. وفي عام 1931هـ نقل إلى الإدارة العامة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد وعين نائبًا لرئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، مع جعله عضوًا في مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، والذي ظل يشغله حتى يوم وفاته (52 ربيع الأول 5141 الموافق 1 أغسطس 4991م) ـ رحمه الله تعالى. وقد تخرج على يديه جيل من علماء المملكة والعـــالم الإسـلامي المعروفين مثل : الشـــيخ عبد الله بن جبرين، الشيخ صالح اللحيدان، الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ صالح السدلان، الدكتور صالح الفوزان، الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، والشيخ مناع القطان... وغيرهم وطيلة هذه الفترة لم تنقطع صلته بالجماعة.
الشيخ عبد الرحمن الوكيل
الشيخ عبد الرحمن الوكيل: (2331 ـ 0931هـ) (3191 ـ 1791م):
تلقى تعليمه في الأزهر وحصل على الإجازة العالية من كلية أصول الدين ولم يكمل دراسته العليا لمرضٍ ألم به، رغم ما يتمتع به من سعة الاطلاع وقوة اللغة ووضوح المعنى وجمال البلاغة. ـ في عام 6391م التحق بجماعة أنصار السنة المحمدية بتزكية خاصة من السيدة نعمة صدقي صاحبة كتاب التبرج، حيث شارك بعدها في أعمال الجماعة المختلفة، إلى أن أصبح وكيلا أولا للجماعة، وزادت مكانته الخاصة عند الشيخ محمد حامد الفقي، وقد عرفه قراء مجلة الهدي النبوي بقدرته الفائقة على الإقناع، وإفحام خصومه من أصحاب الطرق وأهل الأهواء والفرق؛ من قاديانية وبهائية وغيرهم، من خلال سلسلة الأبحاث التي كان يحررها تحت عنوان "طواغيت" ولذلك لقبه قراء المجلة "بهادم الطواغيت"، مما عرضه ذلك للتحقيق أمام النيابة العامة بسبب شكاوى مشايخ الطرق الصوفية ضده، التي رد عليها في كتابه "رسالة إلى شيخ مشايخ الطرق الصوفية" التي صدرت فيما بعد بعنوان "هذه هي الصوفية" وترجمت إلى اللغة الإندونسية، كما توالت الردود أيضًا من أنصار السنة في السودان وجماعة الدعوة المحمدية للصراط المستقيم في حلب بسوريا برئاسة الشيخ محمد نسيب الرفاعي. ـ انتدب للعمل بالمعهد العلمي بالرياض بصحبة الشيخ محمد عبد الوهاب البنا ـ أحد المؤسسين الأوائل للجماعة عام 1731هـ 2591م. ـ بعد انتخاب الشيخ عبد الرزاق عفيفي رئيسًا عامًّا للجماعة عين الشيخ الوكيل نائبًا له في 22 صفر 9731هـ 72 أغسطس 9591م، وبعد سفر الشيخ عبد الرزاق عفيفي إلى السعودية انتخب رئيسًا عامًا للجماعة في 51 محرم 0831هـ 9يوليو 0691م وانتخب الدكتور محمد خليل هراس نائبًا له. ـ في عام 9691م أدمجت الحكومة المصرية جماعة أنصار السنة المحمدية في الجمعية الشرعية لتجمد نشاطها، وبذلك توقفت مجلة الهدي النبوي التي كان يشغل الشيخ الوكيل رئاسة تحريرها. وفي تلك الأثناء انتدب الشيخ الوكيل للتدريس في كلية الشريعة بمكة المكرمة، وظل يشغل وظيفة أستاذ للعقيدة بقسم الدراسات العليا إلى أن توفي رحمه الله في 22 جمادى الأول 0931هـ الموافق 1791م بمكة ودفن في الحجون مخلفًا تراثًا علميًّا ما بين التأليف والتحقيق يدل على مكانته العلمية العالية.
الشيخ محمد عبد المجيد الشافعي
وهكذا انتهت المرحلة الأولى من تاريخ الجماعة لتبدأ مرحلة جديدة: و يعد الشيخ محمد عبد المجيد الشافعي المعروف بـ "رشاد الشافعي" (8331 ـ 1141هـ) (9191م ـ 0991م) المؤسس الثاني للجماعة الذي كان يشغل منصب الأمين العام للجماعة، والمشرف على الفروع قبل تجميد نشاطها، بجانب عمله مديرًا عامًّا لمديرية التموين بمحافظة الجيزة، إذ بذل قصارى جهده في السعي لإعادة إشهار الجماعة مرة أخرى، وقد تمّ له ذلك في عهد رئيس مصر السابق أنور السادات في عام 0931هـ 2791م. ـ وبعد ثلاث سنوات 3931هـ من إعادة الإشهار أصدر العدد الأول من مجلة التوحيد لتكون بديلا عن مجلة الهدي النبوي، وتولى هو رئاسة تحريرها، ثم الشيخ عنتر حشاد، ومن بعده تولى الشيخ أحمد فهمي رئاسة تحريرها. ومن ثم عاد نشاط الجماعة إلى سابق عهده، وزاد عدد أتباعها وكثرت عدد الفروع المنتسبة إليها. ـ في عام 5791م وفي حياة المؤسس الثاني للجماعة الأستاذ محمد رشاد الشافعي تم انتخاب الشيخ محمد علي عبد الرحيم رئيسًا للجماعة خلفًا له:-
ومن ثم ترأس الشيخ رشاد الشافعي فرع الجماعة بمحافظة الجيزة حتى وفاته عام 1141هـ/0991م. ـ ولد الشيخ محمد علي عبد الرحيم بمحافظة الإسكندرية، وحفظ القرآن الكريم في صغره ثم التحق بمدرسة المعلمين بالإسكندرية حيث تخرج منها عام 3291م، وظل يعمل في حقل التعليم، وقد رقي في الوظائف التعليمية المختلفة حتى صار موجهًا. ـ في عام 3491م أسس جماعة إخوان الحج بالإسكندرية ومن خلالها تعرف على الشيخ محمد حامد الفقي عام 8491م أثناء إحدى رحلات الحج. ـ جمع حبه للسنة والتوحيد بينه وبين الشيخ محمد عبد السلام الشقيري صاحب كتاب السنن والمبتدعات والشــــيخ أبو الوفـــــــا درويـش علامة الصــعيد، والشـــيخ عـبد العزيز بن راشد النجدي وعلى أيديهم انتشرت دعوة التوحيد في الإسكندرية وما حولها. ـ يعد الشيخ أحد العلماء المبرزين في الاهتمام بالسنة، مع براعته ونبوغه في علم الجغرافيا. وكان له دور بارز في تأسيس المعاهد العلمية، ووضع مناهجها بالمملكة العربية السعودية، ويذكر أنه ظل لسنوات طويلة يدرّس بالحرم المكي. ـ تولى رئاسة الجماعة في حياة رئيسها السابق نتيجة لانتخابه من أعضاء الجمعية العمومية. وفي عهده توسعت الجماعة في بناء المراكز الإسلامية التي تقدم خدمات متكاملة لعموم المسلمين، وبناء المستشفيات والمستوصفات الإسلامية بالإضافة إلى تقديم المساعدات والكفالات للأيتام والمحتاجين، وتضاعفت أعداد مجلة التوحيد في عهده من 5 آلاف إلى 63 ألف نسخة. ـ كانت لدروس الشيخ وعلماء الجماعة أثرها البالغ على الشباب، خاصة بجامعتي الإسكندرية والقاهرة حيث عمقت مفاهيم الدعوة والمنهج السلفي الذي قاد تيار الصحوة الإسلامية الذي يدعو إلى التوحيد ويبين السنة ويحارب الشرك ويدحض البدعة. وأصبح الكتاب الإسلامي السليم واسع الانتشار، بعد أن كان سوق الكتاب حكرًا على كتب الصوفية وأهل الأهواء والتغريب، وعاد الحجاب وانتشرت الفضيلة، وانحسر تيار التصوف في بيئات محدودة. ـ وفي فترة رئاسة الشيخ محمد علي عبد الرحيم عادت مؤتمرات الجماعة لسابق عهدها، فعقد المؤتمر الأول للدعاة، وتصدت مجلة التوحيد تحت رئاسة رئيس تحريرها الشيخ أحمد فهمي لتيار التغريب والعلمنة والإلحاد وكشفت رموز التيار الرافضي والباطني المتنامي في وقتها. بالإضافة إلى بيان الحكم الشرعي في كثير من الأحداث والمشكلات المستجدة على الساحة المصرية والإسلامية بوجه عام. ـ نال رجال الجماعة والكثير من أعضائها ما نال غيرهم من التضييق والاضطهاد والاعتقال في أكثر من مناسبة.
الشيخ محمد صفوت نور الدين
وانتخب الشيخ محمد صفوت نور الدين
رئيسا عاما للجماعة، خلفًا للشيخ محمد علي عبد الرحيم بعد وفاته 1991م. والشيخ صفوت أحد العلماء المهتمين بالسنة النبوية وعلومها، وقد تميزت فترة رئاسته بالاهتمام بإنشاء المعاهد العلمية لتخريج الدعاة، وتقديم الكفالات لطلاب العلم، كما توسعت الجماعة في إنشاء المساجد، وتسيير القوافل الدعوية، وإنشاء مراكز تحفيظ القرآن وإقامة الأسابيع الثقافية بشكل دوري في جميع فروع الجماعة على مستوى القطر المصري، في الوقت الذي لم تهمل فيه الاهتمام بتقديم المساعدات الاجتماعية المختلفة للمحتاجين وكفالة اليتيم، بالإضافة إلى التصدي لمكافحة كافة أشكال التغريب والعلمنة للمجتمع المصري، مع الاهتمام بإبراز قضايا المسلمين والأقليات الإسلامية والتعريف بها من خلال مجلة التوحيد، التي ترأس تحريرها الشيخ صفوت الشوادفي. ـ كما شهدت فترة رئاسته تنسيقًا وتقاربًا مع الهيئات الإسلامية الرسمية مثل الأزهر ووزارة الأوقاف، وقد شاركت الجماعة كعضو مراقب في اجتماعات المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة بالقاهرة. برز خلال مسيرة الجماعة عدد من العلماء المشهورين أمثال: الشيخ عبد الظاهر أبو السمح إمام الحرم المكي ومؤسس ومدير دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة، والشيخ عبد الرزاق حمزة عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية سابقًا، والشيخ أبو الوفا درويش رئيس فرع الجماعة بسوهاج، والدكتور محمد خليل هراس أستاذ العقيدة بجـــامعتي الأزهـــر وأم القــــرى ، والشـــــيخ محمد عبد الوهاب البنا المدرس بالحرم المكي، ومحمد صادق عرنوس والشيخ عبد العزيز بن راشد النجدي والشيخ بخاري عبده والدكتور محمد جميل غازي نائب الرئيس العام للجماعة سابقًا، وغيرهم. ولا يزال عطاء الجماعة مستمرًا بفضل الله تعالى.
الشيخ الدكتورجمال المراكبي
ويرأس الجماعة الآن الدكتور جمال المراكبي والذى ندعوا له بالتوفيق والسداد.
العقيدة
إن أهداف وأفكار هذه الجماعة لخصها محمد حسين هاشم وهو أحد قادتها في رسالة المؤتمر العام لجماعة أنصار السنة المحمدية قائلاً: عقيدة أنصار السنة المحمدية واضحة في مبادئها العشرة:
- -1أن الأصل في الدين هو الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح أما الأئمة المجتهدون والعلماء والمحدثون فهم أئمة خدموا الإسلام أجل خدمة، وهم بمنزلة المعلمين والمبلغين، نحبهم ونجلهم ونعظمهم وندافع عنهم ونتبعهم اتباع المستنير المتأمل، لوجوه، الاستدلال لمن يكون من أهل التأمل والاستدلال، ثم نتعاون فيما نتفق عليه، ونتسامح فيما مختلف فيه.
- -2 نعتقد أن صفات الله عز وجل هي كما وصف نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلّم حقيقة من غير تشبيه، وتمثيل ولا تأويل وتحريف ولا تعطيل ثم نكف عن الجدل في ذلك ونسكت عما سكت عنه الصحابة والسلف ، ونتكلم فيما تكلموا، لنا فيهم أسوة حسنة، ونشتغل بالحكمة الإلهية في الخلق والتشريع لقوله صلى الله عليه وسلّم: «تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في ذات الله فإنكم لا تقدرون قدرة».
- -3 نعتقد إفراد الله وحده بجميع أنواع العبادة من نذر وحلف واستغاثة واستعانة، ثم مقاومة كل من يوجه شيئاً من ذلك، صريحاً أوتأويلاً بتغيير اسمه، إلى غير الله.
- -4 نعتقد أن الإيمان هو التصديق الإذعاني الذي ينتج العمل ويظهر على الجوارح، وكل نقص في العمل مع التمكن منه والقدرة عليه هو نقص في الإجابة بقدره، وليس الإيمان مجرد الحكم بثبوت الشيء أو ادعائه أو التلفظ به، وإنما هو قول واعتقاد وأخلاق وآداب وسلوك وعمل.
- -5 نعتقد أن البدعة الشرعية هي كل جديد في العبادات على غير مثال سابق من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم سواء كان في أصله أو طريقة أدائه.
- -6 نتفانى في حب رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأن نتمسك جهد المستطاع بكل ما أمر ونتجنب كل ما نهى والإكثار من الصلاة والسلام عليه وعلى آل بيته الأطهار.
- -7 نعتقد أنه إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ,(الحديث)وأن الله سبحانه وتعالى يشفع من يشاء في عباده لمن ارتضى، وأنه صلى الله عليه وسلّم، صاحب الشفاعة الكبرى ، وأنه صاحب المقام المحمود والجاه العظيم يوم القيامة.
- -8 نقرأ القرآن للذكر والتدبر لقوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} (القمر: 17). ونعترف أن استنباط الأحكام منه يكون من اختصاص أهل العلم
- -9 نعتقد أن الدين الإسلامي جماع الخير في الدين والدنيا يريد من أهله أن يكونوا أقوياء محسنين في أعمالهم حتى يكونوا ورثاء الأرض: «المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف».
- -10 نعتقد أن الإسلام دين ودولة ، و عبادة وحكم وأنه صالح لكل زمان ومكان.
وجاء في لائحة الجماعة فيما يتعلق بالأهداف العامة واستراتيجية العمل:
- توثيق روابط الإخاء والتضامن بين الجماعة والجمعيات الإسلامية الأخرى.
- التعاون مع مختلف الهيئات العلمية والثقافية على إحياء التراث الإسلامي.
- تنشئة الشباب تنشئة دينية وثقافية واجتماعية.
المنهاج
- - الدعوة إلى التوحيد الخالص المطهر من جميع الشوائب وإلى حب الله تعالى حباً صحيحاً صادقاً يتمثل في طاعته وتقواه، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم , حباً صحيحاً صادقاً يتمثل في الاقتداء به واتخاذه أسوة حسنة.
- - الدعوة إلى أخذ الدين من نبعيه الصافيين، القرآن و السنة الصحيحة ومجانبة البدع والإنحرافات ومحدثات الأمور.
- - الدعوة إلى ربط الدنيا بالدين بأوثق رباط، عقيدة وعملاً وخلقاً.
- - الدعوة إلى إقامة المجتمع المسلم، والحكم بما أنزل الله، فكل شرع غيره في أي شأن من شؤون الحياة معتد عليه سبحانه منازع إياه في حقوقه.
وفي مجال الفكر السياسي للجماعة رؤيتها التي يعبر عنها الدكتور جمال المراكبي في كتاب الخلافة الإسلامية بين نظم الحكم المعاصرة إصدار إدارة والإعلام ـ لجنة البحث العلمي بالجماعة فيـ النظام السياسي الإسلامي ليس نظاماً شمولياً. مصر. فيقول: «فالنظام السياسي الإسلامي ليس نظاماً ديمقراطياً بحال، وهو يختلف مع الديمقراطية في الأسس والمبادىء خلافاً غير يسير. وليس نظاماً اشتراكياً ولا يقترب من الأنظمة الديكتاتورية سواء منها الديكتاتوريات المذهبية والديكتاتوريات القيصرية.
- - إن للنظام الإسلامي ذاتيته الخاصة، فلا يجوز أن ندرجه بحال تحت قسم من هذه الأقسام، ولا ندرجه داخل نظام من تلك النظم، إن النظام السياسي الإسلامي نظام إسلامي بحت لا علاقة له بالثيوقراطية ولا بالأتوقراطية، ولا بالديمقراطية ولا بالإشتراكية».
التاريخ
جماعة إسلامية سلفية قامت في مصر أولاً ثم انتشرت في غيرها للدعوة إلى الإسلام على أساس من التوحيد الخالص والسنة الصحيحة لتطهير الاعتقاد ونبذ البدع والخرافات كشرط لعودة الخلافة ونهضة الأمة الإسلامية. تأسست جماعة أنصار السنة المحمدية عام 1345 هـ/1926 م بمدينة القاهرة، على يد الشيخ محمد حامد الفقي وبمشاركة مجموعة من إخوانه: الشيخ محمد عبد الوهاب البنا، ومحمد صالح الشريف، وعثمان صباح الخير، وحجازي فضل عبد الحميد في الوقت الذي كانت تعج فيه مصر ومعظم بلدان العالم الإسلامي بالبدع والخرافات. أسس الشيخ حامد الفقي مجلة الهدي النبوي لتكون لسان حال الجماعة والمعبرة عن دعوتها والناطقة بمبادئها، وتولى هو رئاسة تحريرها. ومع تطور أعمال جماعة أنصار السنة المحمدية الدعوية أنشأ الشيخ الفقي مطبعة السنة المحمدية لنشر كتب السلف وبوجه خاص كتب ابن تيمية وابن القيم. انتشرت دعوة أنصار السنة في العديد من البلدان الأفريقية مثل السودان وإريتريا وإثيوبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الإنتشار
- - بدأت الجماعة كمجموعة صغيرة تدعو إلى التوحيد في سنة 1935م علي يد الشيخ أحمد حسون الذي تلقى الدعوة من الشيخ عبد الرحمن بن حجر المغربي الجنسية، حيث انتظم في حلقاته التعليمية 1917م بمدينة النهود بجنوب غرب السودان.
- - التقى الشيخ أحمد حسون بالشيخ محمد الفاضل التقلاوي الذي تلقى الدعوة على يد الشيخ عوض الكريم الأزهري الحاصل على العالمية من الأزهر وتلميذ حلقات الشيخ محمد عبده والسيد محمد رشيد رضا. واتفقا على قيام جماعة تدعو إلى التوحيد والسنة تحت مسمى أنصار السنة المحمدية تأسياً بجماعة أنصار السنة في مصر التي كانت تصلهم مجلتها الهدي النبوي، وتولى رئاسة الجماعة الشيخ محمد الفاضل التقلاوي للفترة من (1919ـ 1948م) ومن ثم توطدت علاقة الجماعة بالمركز العام في مصر، وأصبح لعلماء الجماعة في مصر زيارات ومحاضرات لفرع الجماعة بالخرطوم. في عام1948م انتدب الشيخ التقلاوي للعمل كمدرس في المدارس العربية في إريتريا، فانتخب الشيخ عبد الباقي يوسف نعمة، مدير جمعية المحافظة على القرآن الكريم في أم درمان والحاصل على الشهادة العالمية من الأزهر، رئيساً للجماعة خلفاً للشيخ التقلاوي.
- - في عام 1956م تولى رئاسة الجماعة الشيخ محمد هاشم الهدية ـ الرئيس الحالي للجماعة ـ الذي بدأ حياته متصوفًا في الطريقة الختمية ثم العزائمية ومن خلال حضوره لدروس الشيخ عبد الباقي يوسف نعمة آمن بدعوة أنصار السنة وانخلع من التصوف وأصبح عضوًا فعالاً في الجماعة إلى أن تولى رئاستها فخطى بها خطوات واسعة نحو المشاركة في الحياة العامة، وتنامت في عهده علاقات الجماعة الداخلية والخارجية، فقد شارك ممثلاً لأنصار السنة في السودان في تكوين رابطة العالم الإسلامي 1962م كما شارك في مؤتمر كراتشي 1963م تحت رئاسة المفتي أمين الحسيني ، وكان أحد المؤسسين للمركز الإسلامي الإفريقي "جامعة أفريقيا العالمية" بالخرطوم 1965م. وقد سافر آنذاك إلى بعض الدول الأفريقية (كينيا، تنزانيا) وأحضر عدداً من الطلاب لتعليمهم في المركز وتأهيلهم للدعوة في بلادهم.
- -ومن أبرز جهود الجماعة في عهده:
- 1- قامت الجماعة بدور بارز في فضح أفكار وعقائد غلاة الصوفية التي مازالت صاحبة النفوذ القوي في المجتمع السوداني مما عرض الجماعة للعديد من المضايقات، والاضطهاد، وذلك بالإضافة إلى تحذير المسلمين من عقائد الرافضة(*) والمعتزلة والخوارج(*) والاتجاهات الباطنية(*) والعقلانية والعلمانية بصورها المختلفة.
- 2- كان للجماعة حضور وتفاعل في الحياة العامة السودانية: فقد شاركت في الجبهة الإسلامية للمطالبة بدستور إسلامي في السودان 1957م، وكذلك شاركت في جبهة الميثاق الإسلامي 1964م، وفي الانتخابات النيابية 1986م قامت بدعم المرشحين الإسلاميين وأقامت الندوات والمحاضرات لتبصير الناس بالإسلام عقيدةً وشريعةً ونظاماً للحكم، وللتحذير من أهل العلمنة والتغريب والفجور ومن مناهجهم الباطلة، كما عقدت مؤتمراً كبيراً 1989م حول عدد من القضايا من ضمنها: المفهوم السلفي للعمل السياسي.
- 3- تعتبر الجماعة من أوائل من نادى بالجهاد (*) في الجنوب ضد جون قرنق وعصابته.
- 4- وفي مجال الدعوة إلى الله تعالى اشتهرت الجماعة بإقامة حلقات للدعوة في الأسواق والساحات العامة وأماكن التجمع في المدن والقرى على حد سواء، بجانب تسيير القوافل الدعوية والإغاثية للمناطق النائية، بالإضافة إلى إقامة الأسابيع الثقافية في مختلف فروع الجماعة التي تتضمن بالإضافة إلى المحاضرات، والندوات ملصقات توجيهية ومعارض وكتب، وتوزيع للحجاب الشرعي. وقامت بحفر الآبار وإقامة المشروعات الاجتماعية. كما قامت بنشر وتوزيع كميات كبيرة من الكتب والرسائل الإسلامية وبخاصة المتعلقة بتصحيح العقيدة والعبادات، والدعوة إلى السنة، والتحذير من البدعة(*). وفي الوقت ذاته لا تهمل الجماعة المرأة حيث خصصت لها برامج خاصة، إيماناً منها بأهمية دورها الاجتماعي والتربوي في المجتمع.
- 5- وفي مجال مقاومة التنصير فإن للجماعة دور بارز في بث الدعوة في أوساط الجنوبيين من وثنيين(*) ونصارى مما أدى إلى إسلام الكثير منهم ـ بفضل الله تعالى ـ وقيامهم بنشر الإسلام وبناء المساجد في مناطقهم. هذا بالإضافة إلى المناظرات مع النصارى، ومن أشهرها المناظرة التي نظمتها الجماعة عام1979م مع ثمانية عشر قسيساً، لعدة أيام وانتهت بإعلان إسلامهم جميعاً على يد مجموعة من علماء المسلمين، وعلى رأسهم الدكتور محمد جميل غازي نائب الرئيس العام للجماعة في مصر ,واللواء أحمد عبد الوهاب.
- وللجماعة هيكل إداري مستقل يماثل الهيكل الإداري للمركز العام للجماعة في مصر مع الاختلاف في بعض المسميات.
- انتشرت دعوة أنصار السنة في العديد في البلدان الأفريقية مثل إريتريا وإثيوبيا وتشاد و أفريقيا الوسطى بواسطة الطلاب الأفارقة الذين يدرسون في الجامعات السودانية أو أثناء الإقامة بالأراضي السودانية أو المرور بها إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، أو بسبب نزوح اللاجئين من تلك الدول أثناء الحروب والمجاعات حيث تعرفوا على الدعوة ونقلوها إلى بلادهم.
- في عام 1405هـ تم إصدار مجلة الاستجابة لتكون لسان حال الجماعة.
- ومن أبرز علماء الجماعة في السودان ودعاتها:
- ـ الشيخ أبو زيد محمد حمزة الذي تلقى الدعوة على يد الشيخ حامد الفقي مؤسس الجماعة في مصر ، وعلى أيدي علماء الجماعة. وقد ظل بمصر حتى وفاة الشيخ الفقي 1959م فعاد إلى السودان وأخذ ينشر الدعوة في مدينته "وادي حلفا" والمناطق المجاورة لها، وكان للمرأة من دروسه نصيباً حيث خصص لها أماكن خاصة في دروسه، فالتف الناس حوله وزاد أتباعه مما أثار أتباع الطريقة الختمية ضده. وفي سنة 1977م بث التلفزيون السوداني مناظرة بينه وبين الشيخ علي زين العابدين أحد أقطاب الطريقة الختمية التي بين فيها زيف مبادئهم وبطلان معتقداتهم مما كان لها أثر كبير في انتشار دعوة الجماعة أكثر في المجتمع السوداني.
- ـ الشيخ محمد الحسن عبد القادر: خريج دار الحديث بمكة المكرمة و تلميذ الشيخ عبد الظاهر أبو السمح ، تلقى الدعوة على يد الشيخ محمد الطيب عام1946م وتأثر به حيث كان للشيخ الطيب نشاط ملموس في الدعوة في مدينة أغوردات بإريتريا ومن ثم نشط الشيخ محمد الحسن في الدعوة كذلك. مما عرضه للكثير من الصعوبات والمشاق من أصحاب الطرق الصوفية فانتقل بدعوته إلى مدينة كرن ثم أسمرا حيث عمل مدرساً بمدرسة الجالية العربية فيها، ومن خلال التدريس بها استطاع نشر دعوته في المنطقة. ومن أبرز جهوده في تلك الفترة توحيده لأنصار السنة في إريتريا، كما نظم جهودهم ومناشطهم فظهرت دعوتهم في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية بالمنطقة، بالإضافة إلى دورهم البارز في الجهاد(*) الإريتري ضد الاحتلال الإثيوبي وأعوانه.