تل الكدوة
تل الكدوة هو موقع أثري في شمال سيناء.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الموقع الجغرافى
يقع تل الكدوة على مسافة 23كم من شرق قناة السويس وعلى بعد 1.5 كم شمال تل الحير وإلى الشمال الشرقي من تل الغابة بمسافة 5كم . واسم الكدوة يعنى المكان المرتفع قليلا وهو اسم اطلقه بدو المنطقة على ذلك المكان وان كان هناك العديد من الاماكن في شمال سيناء تعرف باسم الكدوة.
البعثات التى عملت في الموقع
جامعة بن گوريون 1968-1973
الموقع تم اكتشافه بمعرفة بعثة جامعة بن گوريون أثناء احتلال سيناء بعد عام 1967 وسمى باسم T.21 طبقا لمسميات المواقع وطبقا لخريطة المسح الآثرى بشمال سيناء. وكذلك تم تحديد الموقع طبقا لصور الاقمار الصناعية والتصوير الجوى لتحديد المجارى المائية ومسار الفرع البيلوزى للنيل الذى كان يمر حتى منطقة بلوزيوم (تل الفرما) .
والى جانب قيام بعثة جامعة بن گوريون بالتنقيب للمرة الاولى بالموقع خلال ثلاث مواسم 1974-1976 وبمناسبة مشروع ترعة السلام بشمال سيناء في المرحلة الاولى بمنطقة سهل الطينة حيث تم تغيير مسار المصارف والترعة الفرعية للحفاظ على الموقع . قامت البعثة المصرية التابعة للمجلس الاعلى للآثار بالاشتراك مع البعثة الكندية بالعمل في الموقع ما بين 1995-1996 لمدة موسمين وفى ظروف خطيرة جدا حتى يقيد ذلك الموقع وكان الخطر هو وجود حقل ألغام إسرائيلية تسبب معه تدمير كبير للموقع . وموقع الكدوه وعلى خريطة الاكتشافات هو من التلال الرئيسية في منطقة شمال سيناء مساحته حوالى 125 فدان وحاليا بارتفاع حوالى متر فوق سطح البحر , مغطى بطبقة املاح غير سميكة على رمال كومتها الرياح وبقايا محار بحرى وزجاج بحرى خفيف جدا وقطران نتيجة ارتفاع البحر وطغيانه على هاذ المسطح الممتد . والسطح ينتشر عليه بقايا الطوب , واحجار ومطاحن وكميات كبيرة من أوانى الفخار المكسورة وكميات كبيرة من العملات المحاسية وخبث متخلف من عمليات صهر المعادن .
مركز التل عبارة عن مبنى محصن كبير غير عادى يمثل قلعة من لعصر الصاوى الى بنيت لتكون احد المحطات الرئيسية على الطريق التجارى والحربى القديم. والحصن المكتشف مبنى من الطوب اللبن بمساحة 200X 200م ذو اسوار ضخمة بسمك 15م الى 20م في بعض الجوانب وفى جسم الاسوار فراغات مملؤة بالرمال لضخامة المبانى الخاصة بالحصن وكذلك الابراج المستطيلة التى تحيط بالاسوار . والنموذج المعمارى لحصن الكدوة – يهعنبر هو النموذج الوحيد من ذلك العصر الذى تم الكشف عنه في شمال سيناء بهذه الضخامة ويعطى فكرة جيدة عن التحصينات في منطقة المدخل الشرقى وخاصة في الجزء المعروف بالمثل الهام والذى تمثل قاعدة القنطرة شرق – بلوزيوم – بورفؤاد – شرق بورسعيد حيث تعرف هذه المنطقة حاليا بسهل الطينة وهى ما يمكن ان يعرف بالبوابة بالنسبة للمدخل الشرقى حيث يمكن ان نوضح ان كل عصر من العصور القديمة كانت هناك قلعة رئيسية في تلك المنطقة وعلى سبيل المثال قلعة ثارو الفرعونية في تل حبوه – قلعة سيلة الرومانية , الكدوه من العصر الصاوى – قلاع تل الحير الى جانب قلعة بلوزيوم الرومانية . وهذا ما يوضح اهمية تأمين بوابة المدخل عبر كل العصور في هذه المنطقة لحماية مدخل الدلتا الشرقى.[1]
البعثات المصرية 2019
القاهرة 13 مايو 2019 / أعلنت وزارة الآثار المصرية اليوم (الاثنين)، عن اكتشاف بقايا أبراج قلعة عسكرية من عصر الملك "بسماتيك الأول" بشمال سيناء، شمال شرق القاهرة.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار في مصر مصطفي وزيري، في بيان، إن البعثة الأثرية المصرية العاملة في "تل الكدوة" بمنطقة آثار شمال سيناء اكتشفت بقايا الأبراج الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية لقلعة عسكرية من الطوب اللبن ترجع إلى الأسرة الـ 26.
وأضاف وزيري، أن أعمال الحفائر هي جزء من مشروع تنمية سيناء والذي يشمل قيام عدد من البعثات الأثرية المصرية بأعمال الحفائر والاكتشافات الأثرية بمنطقة آثار شمال سيناء.
من جانبه، أوضح رئيس قطاع الآثار المصرية أيمن عشماوي، أن البعثة استطاعت خلال هذا الموسم اكتشاف بقايا قلعة أثرية تضم برج الركن الشمالي الشرقي وبقايا برج الركن الجنوبي الشرقي، بالإضافة إلى إمتداد السور الجنوبي للقلعة جهة الشرق لمسافة 85 مترا حتى الآن، مشيرا الى أنه يجري استكمال أعمال الحفر لاكتشاف بقايا المنشآت المعمارية داخل القلعة.
وأكد عشماوي أن هذه هي "القلعة الأقدم تاريخيا" والتي كشفت البعثة عن جدارها الشرقي عام 2008، وقد بنيت على أنقاض هذه القلعة قلعة أخرى أحدث تم الكشف عنها سابقاً بالموقع.
ولفت مدير عام آثار شمال سيناء هشام حسين، إلى أن أعمال الحفائر في الجزء الشمالي الشرقي من بقايا سور القلعة المكتشفة، أسفرت عن اكتشاف مدخل القلعة والذي يمثل بوابة جانبية تقع فى الجزء الشمالي الشرقي من جسم السور، حيث كان يتم الخروج من البوابة إلى طريق منحدر.
وعلى يمين المدخل، تم اكتشاف بقايا أساسات غرفة يعتقد أنها غرفة حراسة للجنود المصريين لحماية البوابة وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى القلعة المصرية.
وأضاف حسين أن أعمال الحفائر كشفت أيضا عن بقايا منازل شيدت فى الجانب الغربي داخل القلعة حيث عثر بداخل إحدى هذه الغرف على جزء من تميمة من "الفاينس" تحمل اسم الملك بسماتيك الأول.
وأشار إلى أن القلعة المكتشفة كانت قد تعرضت لهجوم شديد دمرت على أثره وهدمت جدرانها، موضحا أن القلعة العسكرية في تل الكدوة تمثل بوابة مصر الشرقية والحصن الوحيد المتحكم فى عملية الدخول والخروج من وإلى مصر خلال "العصر الصاوي" والنقطة الحصينة المدافعة عن البوابة الشرقية لمصر.
وذكر أن النتائج الأولية لدراسة الفخار واللقي الأثرية المكتشفة وتتابع الطبقات الأثرية توضح أن تاريخ القلعة الأقدم يرجع للنصف الأول من عصر الأسرة 26 وتحديدا عصر الملك بسماتيك الأول.
وامتد حكم الأسرة الـ 26 خلال الفترة من 672 قبل الميلاد إلى عام 525 ق.م، فيما تولى بسماتيك الأول حكم مصر خلال الفترة من عام 664 ق.م إلى عام 610 ق.م.
وتشكل الأسرة الـ 26 وحتى الأسرة الـ 31 التي تناوبت على حكم مصر، العصر المتأخر في مصر القديمة.[2]
أهم المنقولات التى كشف عنها بالكدوه
يمكن ان يتعبر هذا الموقع مخزن كبير من نماذج الفخار والأوانى الحجرية وكثير من الاحجار والمعادن والفايانس حيث كان الفخار في هذا الموقع يندرج تحت 3 مستويات متميزة :
- -فخار محلي من العصر الصاوى (الأسرة 26)، ومن العصر الفارسي .
- -أوانى من عصر الحديد المتأخر فلسطينى فينيقى .
- -فخار ونماذج مقلده محلية وفخار من شرق اليونان من العصر العتيق من صناعة خيان – ساموس – ليبسوس – كورنثيا وأثينا.
فى موقع تل الكدوه داخل المساحة المسورة وحوائط القلعة وجدت ايضا قطع نقود نحاسية وخبث النحاس , وكذلك وجود بقايا الفخار من البوتقات والاباريق وكميات من الطمى فهى تدل تماما على وجود ورشة عمل او تصنيع لخامة النحاس لعمل آلات نحاسية وبرونزية وأسلحة. اضافت الاكتشافات عد كبير من رؤوس اقواس برونزية واثقال واوزان واحجبة (تمائم) ووجد أنها تماثل ما وجد في (دفنه) ونكراتيس. وهذا يجب ملاحظة ان وفرة الفخار من شرق البحر المتوسط واكثره فينيقى يعكس الطرق الحرة التجارية من والى اقليم الدلتا بضمان التجار الفينيقيين من ساحل البحر المتوسط الشرقى , كذلك الصلة الجغرافية في عصر الحديد الثالث (القرن السابع والسادس ق.م.) والنصف الثانى من القرن السادس، والميل إلى أنه في الربع الاخير من القرن. كذلك يمكن ملاحظة المؤثر لامفورات النبيذ والزيت من شرق اليونان من صناعة (خيان وساموس) ثم بدرجة اقل ليبسوس وكورنثيا , تعطينا فكرة عن تاريخ محدد لفترة استعمال القلعة , بالاضافة الى ان الخامات اليونانية من موقع (الكدوه) تعطى فكرة عن ان القلعة على الاقل سكنت جزئيا بمرتزقة يونانيون , وهناك دلالة على دور من الاهمية العسكرية والاقتصادية واضح ليونانيين قد كان موجودا في اقليم الدلتا . يتضح ايضا من خامات الفخار التى من موقع (تل الكدوه) خاصة التى تخص تاريخ فخار شرق اليونان وبمقارنة هذا المكتشف بمواقع اخرى مثل (دفنه) و نقراتيس يمكن تاريخها بالقرن السابع ق.م. كتاريخ لاستعمال القلعة والذى تلاه تهدم للمبنى تم بعد حريق في أواخر القرن السادس ق.م. ويبدو أنه نتيجة مباشرة للغزو الفارسى لمصر في 525 ق . م . والدلائل من (دفنه) و (نقراتيس) توضح نفس تاريخ الاستعمال والتدمير . ثم اختفاء هذه المواقع على انه قد يكون موقع الكدوه كان ما يزال في حالة نشاط في بداية الفترة الفارسية .
المصادر
- المدخل الشرقي لمصر، يسرية عبد العزيز حسني القاهرة 2003