تل الحير
تل الحير الحير بشكل ربوه مرتفعة في منطقة كثبان رملية خاصة بالملاحات من الاتجاه الشمالى ناحية البحر المتوسط وتغطى مساحة المنطقة الآثرية حوالى 250 فدان , التل المرتفع عبارة عن شكل دائرى بقطر 500م بارتفاع حوالى 9.5م ويحيط بالتل الآثرى البقايا الآثرية لمبانى وجدران ومقابر مبنية بالطول اللبن ومبانى بالطوب الاحمر .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الموقع الجغرافى
يقع تل الحير في الشمال عن طريق القنطرة العريش شرق قناة السويس على مسافة 20ك . م. من مدينة القنطرة شرق والى الشمال الشرقى من قرية جلبانة الحالية . وقد ورد ذكر تل الحير كأحد النقاط الحربية على طريق حورس الحربى القديم واعتقد عالم الآثار الن جاردنر انه قلعة مجدول المعروفة بالقلعة الثالثة من قلاع طريق حورس . الا ان هذه المعلومات لا يمكن تأكيدها بعد اجراء الحفائر بالموقع حتى الان حيث لم يعثر على اى آثار تخص عصر الدولة الحديثة .
ويرجع اكتشاف موقع تل الحير الى الآثرى الفرنسى جان كليدا الذى كان يعمل عام 1905 مديرا للحفائر الممولة من شركة قناة السويس العالمية وقت حفر قناة السويس وقد قام بتسجيل بعض الملاحظات الهامة التى وردت في الارشيف العلمى عن حفائر سيناء والمحفوظ في متحف اللوفر حيث سجل في مذكراته انه ربما يحوى الموقع معسكر او حصن قديم كما قام باعداد كروكى جيد لبعض المبانى التى كانت واضحة المعالم في ذلك الوقت ومعظمها من الطوب الاحمر
البعثات التى عملت في الموقع
تعتبر المعلومات التى سجلها جان كليدا اثناء زيارته للموقع عام 1905 هى الاساس لاعمال الحفائر التى تمت بعد ذلك في الموقع لبعثات الآثار التى قامت بالحفائر سواء الاسرائيليلة او المصرية الفرنسية . حيث قامت جامعة بن جوريون من خلال البعثة التى رأسها دز اليعازر اورين اثناء احتلال سيناء بعد عام 1967 حيث قامت بالحفائر ما بين اعوام 1972-1975 حيث تم اجراء الحفائر في الجانب الجنوبى من التل الآثرى وحول التل الآثرى في منطقة الجبانة وتم الكشف عن مجموعة المقابر المستطيلة المبنية بالطوب اللبن . والجدير بالذكر ان تل الحير من لامواقع الاثرية التى تم تدمير جزء كبير منها اثناء احتلال سيناء بعد عام 1967 حيث استخدم الجيش الاسرائيلى الموقع كقاعدة عسكرية بما سبب تدمير مبانى عديدة من التل الآثرى مما صعب من مهمة بعثة الحفائر التابعة لهيئة الآثار المصرية عام 1984 . اسفرت تلك الحفائر عن الكشف عن بقايا قلعة من العصر الرومانى في المستوى الاول اعلى النل الآثرى والى الجنوب الغربى تم الكشف عن حمام من العصر البطلمى مبنى من الطوب الاحمر في عام 1983 حيث كشفت بعثة هيئة الآثار المصرية بجنوب تل الحير عن حمام عام من العصر البطلمى من النوع المعروف بالحمامات الطبية او حمامات الاقدام وهذا الحمام يغطى مساحته 19مX16 متر ومقسم الى قسمين , قسم للاستحمام البارد والاخر للاستحمام بالبخار والحمام له مدخلين مدخل يؤدى للقسم البارد والآخر يؤدى للقسم الساخن وله فرن للتسخين وغرف لخلع الملابس وله قنوات للصرف وبئر لتغذية الحمام بالمياه وهذا النموذج هو الاول الذى يكشف عنه في شمال سيناء ولكن كشف مثله في بنها , وتل اتريب و كفر الشيخ والشرقية , والحمامات الرومانية فىشمال سيناء سمة هامة ومنتشرة بعد كبير من المواقع الآثرية حيث تم الكشف عنها في الشيخ زويد وبلوزيوم . كما سجلت الاكتشافات مبانى من الطوب اللبن عرفت بالقوالب ذات الشكل الاسطوانى بعده مقاسات وهذه القوالب تظهر للمرة الاولى في مصر في تل الحير في طبقة تم تأريخها بالعصر الفارسى واعيد استخدام جانب منها ىف هذه المبانى في العصر البطلمى . وبداية من عام 1986 وحتى عام 2001 حاليا سبق الاتفاق على تشكيل بعثة مشتركة مصرية فرنسية بين هيئة الآثار المصرية وجامعة ليل 3 (شارل ديجول) الفرنسية للعمل بالموقع برئاسة الاستاذة D. VALBELLE وقد سجلت مواسم الحفائر المنظمة والمتتالية بالموقع عدة اكتشافات هامة اهمها تاريخ اقدم طبقة بالموقع بالعصر الصاوى والكشف عن بقايا ثلاثة قلاع بنيت الواحدة على انقاض الاخرى وهو ما سبب الارتفاع الحالى للموقع الآثرى المعروف بتل الحير . وقد اشارت الدلائل من حفائر تل الحير للبعثة المصرية الى ان الفترة التاريخية التى ترجع للعصر اليونانى الرومانى تظهر بوضوح في منطقة المقابر في الجانب الشرقى من المنطقة الآثرية كما ان الفترة الاقدم في الاستعمال بالموقع الآثرى ترجع للعصر الفارسى والاحدث للعصر الهلنستى . كما ان المبانى المكتشفة تدل على وجود تتابع نستمر في الاستخدام بدون طبقات هجر للموقع من منتصف القرن الخامس قبل الميلاد وحتى الفترة البطلمية . وبدراسة طبوغرافية المكان والبيئة في موقع تل الحير حيث يعتبر الاقليم الذى يقع فيه المنطقة اقليم متميز في الجزء الشمالى لخليج السويس وعلى ساحل البحر المتوسط تقريبا وبين كلا من بحيرة المنزلة والاخرى بحيرة البردويل . وتشير الدلالات الجيولوجية الى ربوة رملية تميز خط الشاطئ المعاصر وبحيرتين واسعتين كانت تمتلئان بالماء في اغلب فترات السنة للجنوب والشرق من هذا المكان بينما المناطق الخلفية الصحراوية تشير الى تعاقب تلين كما واضح من اتجاههم . وقد اقيمت قلعة تل الحير الاولى على مرتفع رملى ضارب للحمرة بينما بنى المعسكر الرومانمى على آثار عدة قلاع تكونت اثناء سبعة قرون على ارتفاع 5.50 متر من مركز التل . والاسباب التى ادت الى تشييد المعسكر الرومانى في تل الحير في حوالى نهاية القرن الثالث الميلادى هى نفس الاسباب التى دعت الى اقامة تحصينات في البداية في هذه المنطقة . حيث كانت المنطقة محور الطريق الى مصر كما كانت الخط الدفاعى للمنطقة الشرقية . ان اقدم المنشات في تل الحير عبارة عن قلعة مربعة طول ضلعها 125م ترجع الى نهاية القرن السادس او اوائل القرن الخامس ق . م . بنيت على مرتفع رملى ارتفاعه 4م حيث كشف في الزاوية الجنوبية الشرقية عن مجمع سكنى تجرى دراسته بينما كشف في الزاوية الشمالية عن معبد عبارة عن قدس اقداس عبارة عن نييش في الوسط وملحقاتها . وقد حول المبنى في اوائل القرن الرابع الى منشاة حربية اوسع قليلا حيث يبلغ طول ضلعها 140م . وبينما امتدت المدينة بين البحيرة والتل كشف عن الجبانة وللشرق من التل . وفى العصر البطلمى استمر ازدهار الاقليم من خلال ظهور مدينيتن كبيرتين سيلا (تل ابو صيفى) والتى تحتوى هى الاخرى على قلعة , ثارو القديمة في الاسرة 18 وكذلك قلعة بلوزيوم ايضا . الوصف المعمارى للمعسكر الرومانى بتل الحير : لو اننا نظرنا الى الخريطة العامة للمعسكر لوجدنا انه يأخذ شكل مربع غير متوازن يبلغ طول ضلعه 90 متر اما بالنسبة للخط الذى يمثل سور المعسكر , فان عدم انتظار يظهر فيه بشكل اوضح . ويبدو ان هذا السور يتبع الحصن البطلمى الذى كان موجودا قبله ويتماشى مع ما يحويه من بانى . وبالرغم من ان هذا المعسكر قد تعرض للشرقة والنهب منذ العصور العتيقة , الا انه بالامكان اعادة تركيبه بفضل الخندق الذى استعمل في تأسيسه وبفضل بعض كتل البناء المتبقية هنا وهناك . كما يلفت نظرنا كذلك وجود مبنى ضخم قديم يخترق الجزء الغربى من سور المعسكر ويتحدد بناء عليه موقع جميع الاجزاء الداخلية بالمعسكر وخاصة في الجزء الجنوبى الغربى منه . ونظرا لانه مزود بابراج في الزايا – برج واحد منها مازال قائما في الشمال الغربى – وبابراج داخلية في الوسط مربعة الشكل وكذلك بابنية دائرية مخصصة لسكن الجنود , فان هذا المعسكر موافق ل "نموذج 3" لديو كليتيان الذى وصف بواسطة A. Piodebard . اما الطريقتين المؤديين الى هذا المعسكر فهما باب محورى للشرق وباب سرى في الشمال الشرقى , وكما نرى هناك طريق شرقى – غربى يبدو وكأنه يقسم المساحة الداخلية للمعسكر الى قسمين غير متساويين : والآثار المتبقية في المعسكر تكشف لنا عن اختلافات واضحة بين المبانى الكائنة في النصف الشمالى , وتلك الموجودة في النصف الجنوبى , فالمنطقة الشمالية كانت منطقة مخصصة للتجمعات السكنية , اما المنطقة الجنوبية فان ما تبقى بها من حطام الجدران والمبنى القديم المتخم للمعسكر يكسفان لنا عن انها كانت منظمة بطريقة مختلفة كل الاختلاف عن المنطقة الشمالية واستخدمت لأغراض أخرى .
- السور أو الفناء , الابراج , والابواب :
ان السور هو اول العناصر المرتفعة الموجودة في التل . ولقد تم اكتشاف مجموعة من الآثار لمنشآت خشبية – واباريق واوانى شبه مدفونة تم اكتشافها في داخل المعسكر وبالقرب من السور في عدة مواقع . ولقد اوضحت الدراسات الخاصة بطبقات الارض ان هذه الاكتشافات معاصرة لتشييد الجدار ولكنها سبقت انشاء مساكن الجنود .وقد اخترقت المبنى شبكة من القنوات وجدتا بعض الآثار المتبقية منها في اثناء عمليات (التنقيب والحفر) . ففى الزاوية الشمالية الغربية نجد قناة مبنية من الطوب المحروق ومونة عبارة عن خليط من الجبس الابيض ومطلية من الداخل , وكانت وظيفة هذه القناة هو تصريف المياه من الداخل الى خارج المعسكر . وجميع الابراج القائمة او تلك التى يمكن ان نعيد تخيل الوضع الذى كانت عليه جميعها , كانت اما مربعة الشكل بطول 5م للضلع او مستطيلة الشكل مقاس اضلاعها 5X 7م , كما كان هناك بروز في الابراج يتراوح ما بين 160سم , 190سم . كما وجدت ثلاثة قواعد من الطوب الاحمر ملتصقة بالمونة ومصطفة فوق بعضها . ومما لا يحمل مجالا للشك ان هذا البناء يمثل الآثار المتبقية من سلم كان يؤدى الى داخل البرج .
- التنظيم الداخلى للمعسكر :
فى عام 1985 تم الكشف عن كل ما تبقى في المكعسكر من مبانى و سواء كانت مرتفعة او غير مرتفعة عن طريق جامعة ليل III الفرنسية والمجلس الاعلى للآثار , ولم يتبقى سوى جزء واحد من الثكنات الجنوبية من الطوب اللبن لا يزال مغطى بالحطام , لكن هذا الجزء لا يمثل سوى ثلث مساحة المعسكر , وفى منطقة وسط المعسكر نجد ان عمليات الكشف والتنقيب التى اجراها جان كليدا , واثار التدمير الحديثة التى تعرض لها المعسكر , قد اضرت بالمبانى القديمة التى كانت قائمة في زمن سابق , وتسببت في اختفاء بعض الآثار المتبقية من العصر المتأخر بشكل يتعذر اصلاحه , ومن الجدير بالذكر ان افضل المناطق الواضحة امامنا هى الثكنات المحيطة بالمعسكر حيث ان اساسات البناء الخاصة بها محفوظة الى عمق كبير , فلدينما جزء مهم جداً من الطريق المحورى الشرقى – الغربى . ومما لاشك فيه ان هناك جزء من هذه الابنية جاء تأسيسه في وقت لاحق لبناء السور بفترة وجيزة وجزء آخر تم تشييده بعد ذلك بفترة اطول . وعلينا ان نشير ان بعض هذه الابنية ترتكز على الأقل على قاعدة من الطوب الاحمر الصلب , وبعضها مبنى كلية من الطوب اللبن . وترجع هذه الاختلافات الى طبيعة كل مبنى والغرض الذى انشئ من اجله ولكنها أيضاً تعكس لنا مما لاشك فيه فقر ادوات التى نلاحظها بشكل واضح في المنشآت التى تم تأسيسها بعد اقامة المعسكر . *الطريق الذى يتوسط المعسكر : فى امتداد الباب الشرقى , تم الكشف عن الطريق الوسطى "غرب-شرق" من خلال الاساسات من الطوب الاحمر والمونة , تلك الابنية التى تمثل الدعامات التى تحف بالطريق من الجانبين , والمساحة التى تفصل هذه الدعامات تبلغ 1.60متراً , وتتصل هذه الدعامات فيما بينها بواسطة جدران صغيرة من الطوب الاحمر والجبس الابيض وهى مازالت موجودة . ويرجع عدم انتظام الشكل العام للطريق الوسطى الى بعض الترميمات التى اجريت في وقت لاحق . مجموعة المبانى المتصلة بالمعسكر الرومانى : تم الكشف عن مجموعة من المبانى متصلة بالمعسكر ذات وظائف مختلفة باختلااف تخطيطها المعمارى .
1-المبنى B : فى المرحلة الأخيرة لاستخدام المبنى B نجده كان مشيداً من الطوب اللبن فوق قاعدة مسطحة يبلغ عرضها 20 مترأً وطولها 25 متراً وبارتفاع 1.5م , ويمتد هذا البناء خارج سور المعسكر الرومانى بمقدار تسعة امتار , كما انه يبرز عن الزواجهة الداخلية لهذا السور باحد عشر متراً , وقد اختفى معظم الجزء المرتفع لهذا المبنى في اثناء عميلات الكشف , ولم يتبقى من هذا الآثر الضخم سوى قبة صغيرة يبلغ ارتفاعها متر واحد . 2-المبنى C : عبارة عن مبنى من الطوب الاحمر في الجهة الجنوبية من المعسكر , ويبعد عن الطريق الذى يتوسط المعسكر بمسافة 1.75م الى 2.00عرضاً واثنى عشر متر طولاً في اتجاه الجنوب , وهو يتكون من ثلاث حجرات مربعة الشكل طول ضلع كل واحدة 4م , ونظراً لتميز المبنى C وتفرده في ابعاده بالنسبة للمبانى الأخرى , وكذلك في موقعة ما يدفع للاعتقاد بأنه كان المبنى السكنى الخاص بقائد المعسكر .
3-المبنى D : يقع هذا المبنى مباشرة عند مدخل المعسكر شمال الطريق الواقع في وسط المعسكر ويتماشى موقع هذا البناء في انسيابية وسيمترية مع موقع المبنى C . ويتكون المبنى من 5 غرف ذوات مساحات منتظمة نوعاً ما . حيث تبلغ اطوال اضلاعها 3.5م الى 4م الى 4.5م وتقع ثلاث غرف في الشمال وغرفتين في الجنوب , ويفصل بينهم سلم . وموقع المبنى D الذى يشبه موقع المبنى C واسلوب البناء والتجهيزات بداخله يدل على انه كان مبنى مخصص لسكن الضباط الخاضعين لرئاسة قائد المعسكر . *الثكنات المحيطة بالمعسكر الرومانى : ان واحدة من اهم خصائص المعسكرات هى وجود ثكنات محيطة بها . وفى تل الحير نجد هذه الثكنات موجودة بطول السور . ويفضل هذه الثكنات عن باقى المبانى الداخلية للمعسكر مرم يبلغ عرضه 3 امتار في الشمال وفى الغرب 3060 متراً وفى الشرق 2.10 متراً . ولقد كانت اساسات هذه الثكنات والقواعد الشفلى التى ترتكز عليها الجدران مصنوعة من الطوب الاحمر الملتصق بالمونة إلا في الجنوب فلقد كانت مصنوعة من الطوب اللبن وكانت خارجة عن البناء . وفى الواقع نلاحظ ان مبانى الثكنات في الثلثين الشماليين من المعسكر ترتكز مباشرة على الواجهة الداخلية لحائط السور المحيط بالمعسكر , وعلى قواعده السفلى التى تأخذ شكل مجموهة من المدرجات , بينما ترتفع مبانى الثكنات بشكل اكبر ظاهريا في الثلث الجنوبى دون ان ترتكز الى اساسات بل انها تستند الى الجزء المرتفع من سور المعسكر او الى بعض المنشآت المتصلة كما لاحظنا بالجزء المرتفع من البرج الشرقى . ولقد اختفت هذه الثكنات تماما في الزاوية الشمالية الشرقية التى اجرى بها كليدا اعمال التنقيب وكذا في الزاوية الجنوبية الشرقية التى تحولت الى منطقة مدافن في العصر البيزنطى . ومن الجدير بالذكر ان هذه المنطقة هى الاخرى قد اخضعها كليدا لدراساته ولاعمال الكشف والتنقيب . اما الثكنات الموجودة في الجنوب الشرقى فانه لم يتم حفرها بعد , وفى الثلثين الشماليين من المعسكر تم تشييد الجدران والقواعد الاساسية التى تقوم عليها المبانى من الطوب الاحمر المتصل بالمونة . وكانت مقاسات قالب الطوب المستعمل في هذه المبانى اقل حجما من ذلك المستعمل في بناء سور المعسكر 24سمX11/12سمX5/6سم . وفى اثناء البناء كان من السهل ملاحظة آث3ار عملية اعادة البناء التى شملت الجزء العلوى فقط من مبانى الثكنات الشمالية التى كان ارتفاعها يفوق ارتفاع الثكنات الاخرى . السلالم : مجموعة البقايا الآثرية المكتشفة سمحت باعادة تنظيم او تركيب ما يقرب من عشرة سلالم موزعة في كل معسكر , بعضهم من الطوب الاحمر (المحروق) وبعضهم من الطوب النئ (اللبن) وباشكال مختلفة . اثنين منهم بنفس اسلوب حيث رتبوا داخليا لكل واحدة من الابراج التى تحيط بالباب الرئيسى للمعسكر , الذى يوصل الى مجموعة التى تحيط بالباب الرئيسى للمعسكر , الذى يوصل الى مجموعة الاسوار او الحصون حيث يمكن مراقبة الطريق الذى غالبا ما يؤدى الى فلسطين و مصر . نظام تزويد المعسكر بالماء : الدلالات الباقية من النظم المائية التى كانت مستخدمة في مجموعة المعسكر هى قليلة العدد , وهى عبارة عن ابار تبدو انها بنيت كمصدر رئيسى لامداد الماء , في سور المعسكر . القطر الداخلى 1.20متر . اكتشف منه عمق 4.00متر عام 1985 بواسطة مجموعة مصرية . لقد نزلوا حتى طبقة المياه الجوفية حيث المستوى قياسى والذى يقع اليوم على بعد 9.50متر تقريبا تحت مجموعة الاحجار التى تكون فوهه البئر مثلما أكدت الحفائر في مركز التل عام 1995 . ويعتبر الفرع البيلوزى القديم للنيل مصدرا اساسيا لتمويل المنطقة بالمياه بالاضافة للمياه الجوفية . ضواحى المعسكر : انحدار التل خضع لتقلبات الطقس منذ هجرته حوالى نهاية القرن السادس الميلادى وتغطيته بالردم والانقاض حتى اعادة استعماله في العمليات الحربية الحديثة , محتفظا ببعض قليل من آثار الامبراطورية المتأخرة (البيزنطية) . بعض التبليطات من الطوب المحروق (الاحمر) مازال يمكن ملاحظتها في خارج السور في مختلف الاماكن , في اعلى التل . هناك تنظيمات تقع لخارج محيط التل , قريبا من البرج الاوسط الشمالى – غربى , يبدو استعماله في التجهيز او التركيب السابق . يمكن بلاشك ان نضعه في علاقة مع شبكة القنوات الواضحة في حائط واجهة الثكنة 7 . نهاية استخدام المعسكر الرومانى :ان العملات التى تم جمعها من المعسكر اثناء الحفائر تؤكد ان فترة بنائه بين 289الى 296 ميلادية او حتى 360م عرف خلاله المبنى العسكرى نشاط وازدهار كبير بما يؤكد اهمية ذلك الحصن . ويؤرخ الفخار المكتشف بالموقع الى ان الموقع ظل مستخدما حتى نهاية القرن الرابع الميلادى وعلى الاكثر بداغية القرن الخامس الميلادى في حين تشير العملات المكتشفة الى احتمال ان المعسكر ظل مستخدما حتى القرن السادس الميلادى . موقع المعسكر الرومانى في تل الحير من الناحية العسكرية في الدولة البيزنطية مقارنة بين معسكر (ماجدولم) وما يجاورها من حصون معاصرة : توحى لنا المقارنة الآثرية بين الحصون الثلاثة القائمة على الجزء السفلى من المجرى المائى في منطقة بيلوز بالكثير من الافكار حتى ولو بدت تلك الحصون لا مقارنة بينها ان الحصن الواقع في بيلوز والذى يحتل مساحة تقدر ب7.2هكتار تقريبا يحتوى بلا جدال على اهم المناطق بالاقليم وهى منطقة مزودة بميناء حيوى , ويفترض بناء السو رالخارجى من الطوب الاحمر في نهاية القرن السادس وان لم يتأكد ذلك بصورة قاطعة حتى الان . وعلاوة على ذلك فان وجود بعض المبانى القديمة التى تعترض الجء الجنوبى من سور المعسكر تدل على ان هذا الموقع المحصن كان موقعا مأهولا لفترة طويلة من الزمان . ووجود ابراج مربعة او مستطيلة محيطة بالابواب وقائمة في الزاوية الجنوبية الشرقية للحصن , بالاضافة الى وجود ابراج دائرية في الثلاث زوايا المتبقية و 32 برجا نصف دائرى في الوسط يعتبر امرا عاديا شاهدناه في العديد من المعسكرات المعاصرة وخاصة في قصر قارون والاقصر ونجع الحجر ومونس كلوديانس (Mons claudianns) , ولقد قامت بعثة شمال سيناء بعمل مسح شامل للمنطقة الخارجية من هذه الحصون وعمل بعض الترميمات مما اوضح الطابع المعمارى الاثرى لهذه الحصون خاصة بعد اكتشاف بعض صفوف من الاحجار التى دخلت في مبانى الابراج نصف الدائرية المقامة من الطوب الاحمر . ولايزال هذا الاثر قائماً في الجهة الشمالية في مواجهة البحر . اما المعسكر الذى يقع في سيلا فإنه يقع على مساحة 1.6هكتار , وهو معسكر بالغ الاهمية , ولكن اختلافاً مع معسكر بيلوز ومعسكر تل الحير , فإن سور هذا المعسكر الذى يبلغ عرضه 4.50 متراً مبنى من الطوب اللبن (النئ) , هو بذلك يعتبر مثال فريد اذ اننا اعتدنا ان مثل هذا البناء لابد ان يقام من الطوب الاحمر (المحروق) او الحجارة , وليس من الطوب اللبن ومثل معسكر بيلوز , يقع هذا المعسكر على مجرى مائى وتمثل المنشآت الملاحية به على شكل مرسى ممتد من الحجر . هذا المعسكر يعتبر جزءاً من نسيج معمارى قديم . فهو يقع في الزاوية . اما معسكر تل الحير فإنه يقع على مساحة اقل من هكتار , وهو بذلك اصغر بكثير من المعسكريين الآخرين , ويبدو من مقاييسه انه انشئ ليلعب دوراً مكملاً لدور المعسكريين الآخريين لا ليكون وحدة مستقلة بذاتها . ومع ذلك فإن هناك نقاط تشابه بين هذا المعسكر والمعسكرات الأخرى , وتتصل هذه المعسكرات الثلاثة بطريق برى هام وبميناء حيوى , اما الباب الرئيسى فانه يقع في الشرق , كما هو الحال ىف معسكر بيلوز وسيلا ويمثل هذا الباب محوراً هاماً في داخل المعسكر . كما اننا نجد في الشمال الشرقى وفى الجنوب الغربى منافذ ثانوية أخرى تقع تقريباً في نفس مواقع الابواب الثانوية في بيلوز , ومن جهة أخرى لو نظرنا الى هذا المعسكر لوجدنا ان هناك مبنى قديم يعترض السور . ونحن نجهل التنظيم الداخلى المعاصر لمعسكرات سيلا وبيلوز , ولكن هناك فكرة ثابتة استنتجناها من وضع المعسكرات الثلاثة . هذه الفكرة هى ان من اقاموا هذه المعسكرات كانوا يرغبون في الحفاظ على الآثار التى تجسد الماضى من جهة وتشييد معسكرات حضرية جديدة مربعة او مستطيلة الشكل ومنتظمة بقدر الامكان من جهة أخرى . وتختلف هذه المعسكرات من حيث مقاييسها لا مواد البناء المستخدمة فيها . *مقارنة مع معسكرات أخرى : بغض النظر عن بعض المنشآت التى تقع على مقربة من تل الحير فإن هناك عددا من المعسكرات الرومانية التى تلتقى في بعض النقاط مع معسكر تل الحير . ان مقاييس أى معسكر تحدد جزءاً كبيراً من خصائصه الرئيسية ومعسكر مجدو تبلغ مساحته اقل هكتار ويبلغ طول جوانبه 90متراً , وهو يقع بين مجوعة من الحصون التى تتراوح طول جوانبها ما بين 45 الى 50مترا وعدداً من المعسكرات الكبيرة التى تقع على مساحات تتراوح ما بين 2 الى 5 هكتار . اما معسكر داجانيا Daganya : الذى يقع في منطقة العربية ومعسكر قصر قارون / ديونيسيساس Dionysias في مصر فان لهم تقريبا نفس المقاييس . وفى الصحراء الشرية نجد معسكر Mons cludianes وهو اصغر حجما من المعسكرات السابقة اذ يبلغ طول جوانبه 70 مترا تقريبا بعد خصم الملحق الخاص به وبعض الابراج . ويأخذ هذا الملحق الخاص به شكل مربع . ويبلغ معسكر ابو شعار Abou Chaar الواقع على البحر الاحمر نفس مقاييس معسكر Mons cludianes ويرجع للقرن الخامس الميلادى وذلك عن طريق الفخار المكتشف . اما معسكر نجح الحجار (Nag el Hagar) فانه يقع في صعيد مصر ويبلغ طوله ضلعه 170 مترا وهو بذلك يحتل مساحة 2.89 هكتار ويعتبر من اكبر المعسكرات الموجودة . ولقد كان الشكل المربع الذى تظهر عليه هذه المعسكرات الخمسة هو الشكل السائد . وفى تل الحير كانت الحصون التى سبق تشييدها تشيد المعسكرات الرومانى هى الاخرى مربعة الشكل . اما عرض المعسكر فانه مرتبط ارتباطا وثيقا بالمواد المستخدمة في البناء , وعرض المعسكر هو الذى يبرز صفته الدفاعية . وبذلك يتضح لنا ان هذه المعسكرات لم تكن مخصصة لصد اى هجوم عنيف ولكنها كانت مقامة فقط لحفظ الامن في طرق السير الكبيرة وفى مناطق الحدود . ويبلغ عرض الجزء المرتفع من السور في معسر تل الحير 3 امتار وهذا السور مبنى من الطوب الاحمر ومونة عبارة عن خليط من الطمى والمغطى بطلاء من الجير . واذا كان هذا الاسلوب في البناء من مميزات هذه المنطقة فاننا لم نجد امثلة له في المعسكرات الاخرى . حيث نجده مبنى من الطوب الاحمر والجير في (Palmyre) اما بالنسبة للسور في الميرا لا يبلغ سمكه سوى 2.20 مترا بينما السور في المعسكر سيلا وديونيسس مبنى من الطوب اللبن ويبغ عرضه 3.20 مترا . وفى الاقصر فان السور مبنى من الطوب اللبن ومدعم بقواعد من الطوب الاحمر ويبلغ عرضه 4 امتار . ولقد كان شكل الابراج هو المعيار الاكثر وضوحا الذى استند اليه الباحثون في دراستهم التصنيفية للمعسكرات . واحد اهم الخصائص التى تميز معسكر تل الحير عن باقى الحصون المجاورة هو نظامه الدفاعى الذى يعتمد على الابراج المربعة الواقعة ىف الزاويا والابراج التى تقع في الوسط . بل ان الباب الرئيسى نفسه في معسكر تل الحير مزود مربعين . ومن الجدير بالذكر ان الحصون الاخرى المماثلة تعتمد في نظامها الدفاعى على ابراج دائرية او نصف دائرية . ولقد كانت هذه الخصائص المعمارية مجالا للجدل والناقش بهدف اما اعطاءها تحديد زمنى معين او انها تأثيرات النبطين Nabateens وبخلاف معسكر تل الحير فان هذه الابراج مربعة الشكل موجودة في مصر في معسكر ابو شعار Abou Chaar وفى مواضع متعددة من معسكر بيلوز في زوايا معسكر الاقصر وقصر قارون وديونيسيس ونجح الحجار Nag el Hagar وفى Mons cludianes . كما نجدها ايضا في مجموعة من المعسكرات المعاصرة في الاردن . مع ذلك في تل الحير هذا الجزء يمكن كمرجع اسوار الحصون السالفة من القرن الرابع والخامس ق . م . ويتحدد موقع الباواب في المعسكرات وفقا لتخطيط والتنظيم الداخلى للمعسكر ووفقا لما يحتويه من مبانى آثرية هامة . وخير ما يجسد ذلك هو معسكر الاقصر . فان كنا لا نعرف تقريبا شيئا عن التنظيم الداخلى للمعسكر باستثناء اعادة استخدام الآثار المتبقية في المعبد , فان العلاقة بين هذه الآثار وبين ابواب المعسكر اوضحتا لنا الصورة : فالباب رقم 3 يؤدى الى المدخل الآثرى لمعبد الملك رمسيس والابواب 1-2-4 يؤدوا وسط الفناء الاول للمعسكر بينما يتم الصعود من خلال الابواب 5-6 الى الطابق العلوى من الفناء الثانى للمعسكر . وفى قصر قارون وديونيسيس وابو شعار وبلاشك في نجح الحجار وفى Mons cludianes كما في تل الحير نجد ان الباب الرئيسى موجود في مدخل Via Praeetoria . وفى معسكر (ابو شعار) Abou Chaar نجد في الطرف الشمالى من Via Praetoria بابا ثانية اما في ديونيسياس Dionysias فلا يوجد سوى باب صغير في الشمال الغربى . وفى Mons cludianes لا يوجد اى منافذ اخرى سوى الباب الرئيسى . وفى معسكر نجح الحجار كشفت عمليات التنقيب التى شملت ثلث المكان فقط عن موجود بابين ثانويين في الشمال والجنوب ومن المحتمل ان يكون قد تم اقامتهما عند اطراف ال Via Praetoria . وفى حالات اخرى معاصرة في الشرق الاوسط , نجد مثلا معسكر دير الكهف يحتوى على باب واحد في مواجهة المصلى وفى معسكر Daganya نجد باباً اثريا وباب اخر اصغر حجما على طرف ال Via Preaetoria وكذلك بابا صغيرا في الجنوب .اما الثكنات المحيطة فلقد كانت منتشرة في الحصون الصغيرة الحجم في مصر وفى الشرق الاوسط , الحصون تبعا لنماذج 2 , 5 , 6 , ل Fellmainne فترتبط هذه الثكنات بشكل عام بمعسكرات مشيدة على شكل مربع مزود . بابراج مربعة الزوايا كما هو الحال في معسكر تل الحير – وقصر قارون وابوشعار Abou Chaar دير الاطرش في مصر و Daganya وقصر بشير و قصر الازرق و دير الكهف في الاردن . ولقد تم العثور في كل هذه المعسكرات على مبانى مرتكزة على الجدار الداخلى للسور وممتدة بطول 3 جوانب او حتى الجوانب الاربعة من كل معسكر وكانت هذه المبانى تتواصل في خط مستقيم دون انقطاع . واحتوت هذه المبانى على آثار دلت على ان الاستخدام البشرى لها باستثناء معسكر قصر بشير حي ثتم العثور فيه على احواض كانت توضع بها الاعلاف مما يدل على ان هذه المبانى كانت اسطبلات للخيول في هذا المعسكر . وفى بعض الاحيان كانت هناك منشأت خاصة تظهر وسط هذه المبانى لتقطع تواصلها في خط مستقيم : ففى قصر قارون نجد مثلاً وسط هذه المبانى مبنى Prinicpia المعبد (أ) A والمبنى الادارى وفى معسكر تل الحير نجد المبنى (ب) B وقد اعترض هذه المبانى . وبالرغم من ان الآثار المتبقية من الثكنات التى كانت مبنية من الطوب اللبن لم يتبقى منها سوى اجزاء بسيطة جدا في النصف الجنوبى من المعسكر الا ان تلك المبنية من الطوب الاحمر مازالت اجزاء كبيرة منها قائمة بطول ارتفاع الجدار الداخلى لسور المعسكر . ولو اردنا التحدث عن المبانى التى كانت تشغل المساحات الداخلية لهذه النوعية من المعسكرات التى نتحدث عنها لوجودنا بعض الصعوبات ويرجع ذلك الى ندرة عمليات البحث والتنقيب التى اجريت على هذه المعسكرات والى ان ما تبقى من آثار ليس في حالة جيدة بالشكل الذى يسمح باجراء المقارنات . وبالنسبة للحصون الصغيرة التى ذكرناها منذ قليل لتشابهها من حيث نظامها الدفاعى من معسكر تل الحير فيجب ان نستبعدها بسبب صغر مساحتها . ولكن الشكل العام والتخطيط الداخلى للمعسكرات الكبيرة مربعة الشكل في اوربا وافريقيا والشرق الاوسط لا ينضح منه سوى اجزاء معينة فقط . ففى تل الحير يبدو ان المساحة التى تركت خالية من الثكنات في شمال الطريق الذى يقطع وسط المعسكر قد خصصت بالكامل تقريبا لاقامة مجموعة من المبانى باستثناء منطقة البئر . ولقد تم تفسير المبنى (د) D من الطوب الاحمر على انه كان سكنا لمجموعة من الضباط اما المبانى G. F. E. وربما كان مضافا اليهم مبنى رابع مقام من الطوب اللبن في جهة الشرق فلقد كانوا بمثابة مخازن لى الطراز المصرى وفى جنوب الطريق الوسطى فانى المبانى الوحيدة المعروفة التى بقيت هى المبنى القديم (ب) B وهو مبنى مقدس يقع في الغرب والمبنى السكنى المخصص لاقامة قائد المعسكر المبنى (ج) C في الشرق . وبملاحظة الشكل العام لمعسكرات Lejjun التى لم يتم الكشف والتنقيب فيها بالكامل او الشكل العام لمعسكر قصر قارون , يتضح لنا وجود مساحات خالية على غرار Principal لامكان وضع وارساء المعدات والوسائل الدفاعية . اما المعسكر ابو شعار فانه مبنى بالكامل باستثناء ال Principia فالجزء العلوى منالمعسكر مخصص لمجموعة من المبانى المتشابهة والجزء السفلى منه تم تفسيره على انه السكن الخاص بقائد المعسكر او مبنى ادارى وبعض المحلات . اما معسكر داجانيا Daganiya فان تخطيطه العمرانى يتضمن بعض مناطق الظل . وفى معسكر مجدولم Magdolum , في الجزء الجنوبى الغربى على وجه التحديد , يبدو من المؤكد وجود مكان مخصص لكى يؤدى الى المبنى (ب) B وطرق سير تربط بينه وبين ال Principia. بالنسبة للنصف الجنوبى من هذا المعسكر فلقد كان من الصعب تحديد فكرة واضحة بشأن الشكل العام له من مجرد اجراء بحث على المنشآن العسكرية المعاصرة به فقط . واحترام الماضى والارتباط به مظهر من اهم المظاهر التى يميز بها معسكر مجدولم . فلقد تم تصميم سور المعسكر بشكل يتماشى مع الحصون القديمة التى كانت موجودة في المنطقة من قبل كما تم ادخال المعبد البطلمى الى داخل المعسكر وتم تكييف وسائل الدفاع والساحة الداخلية باكملها وفقا لوضع هذه المبانى التى تمثل الحضارة القديمة . وهذه الحالة ليست حالة نادرة ففى مصر نجد مثالا رائعا يجسد لنا هذه الاتجاه الا وهو معسكر الاقصر الذى احتوى المعبد الفرعونى المشتمل على ال Principia احد المبانى التى كانت رمزا من رموز السلطة الملكية القديمة . ويمكننا ايضا بالرغم من عدم توافر كل المعلومات ان نذكر في هذا المعسكر Mons cludianes الذى تم تكبير السور الخاص به وتزويده بعدة ابراج وكذلك بسبب المقصورتين (الكنيستين) اللتين تم دمجهما في داخل الشكل العمرانى للمعسكر الرومانى . ولقد اثبتت الدراسات واعمال الكشف مما لا يدع مجالا للشك ان المعسكرات المتعددة التى ذكرناها لم تترك لنا آثار قديمة فحسب بل انها اعطتنا صورة واضحة تشهد على ادخال نظام معمارى (عسكرى ودينى) على الاشكال المعمارة الحديثة . ومما لا شك فيه ان معسكر تل الحير , منذ ان تم تشييده ولقرابة قرن كامل من الزمان , كان دورة الرئيسى هو "المراقبة" فان موقعه المرتفع بشكل واضح عن معسكر سيلا وبيلوز وطلالته على احد اكبر طرق السير ووقوعه بالقرب من مجرى مائى حيوى تكثر به التنقلات . كل ذلك جعل منه موقعا مثاليا للمراقبة في الاطار العسكرى لبداية العصر المتأخر . ولكن تطور المنطقة تحت تأثير التيار المسيحى المتنامى قد أدت الى تهميش دور هذا المعسكر مما ادى الى اختفاءه تدريجيا ونسيانه وعدم وجود اية شواهد مسيحية او اسلامية فيه يشير الى ان مراكز القوة النشطة والحيوية كانت موجودة في اماكن اخرى خاصة بيلوز التى بعد ان كانت مقرا لاحد الاديرة اصبحت مدينة جديدة في العصر الاسلامى واطلق عليها اسم الفرما . منقولات تل الحير : كشفت القطاعات العديدة التى تم حفرها عن كميات كبيرة من الفخار حيث كشف عن كميات من الفخار التى قسمت الى مجموعتين :
1-فخار مصر
2-فخار مستورد
بالنسبة للفخار المصرى فقد صنع من مادتين الاولى هى طمى النيل والذى تتراوح الوانه بين برتقالى محمر او بنى محمر والثانية عجينة جبرية وقد وجدت بصورة قليلة . بالنسبة للفخار المستورد . فهو فخار عالم البحر المتوسط ويشمل امفورات يونانية من كيوس وساموس وربما ايضا ثاسوس وامفورات فينيقية وكنعانية وبعض الفخار القبرصى . وبمقارنة فخار تل الحير مع مواقع سقارة وتانيس , ومنديس وتل الفراعين فقد امكن تاريخه بالقرنين الخامس والرابع قبل الميلاد وبتعديل اكثر النصف الاول من القرن الخامس اما الفخار المستورد فلا يؤرخ بابعد من القرن الخامس . كما كشفت الدراسة عن ان الفخار المستورد يمثل 50% من الفخار المكتشف في النصف الاول من العصر الفارسى والبطلمى . الفخار ليس هو الخامة الوحيدة المكتشفة في تل الحير اذ نجد ايضا عدد كبير من نصال الاسهم , مشابك او دبابيس مزخرفة استعملها الرومان على اكتافهم بالاضافة الى تماثيل صغيرة من الطين المحروق "تراكونا" وبعض اغطية الوجه (ماسك) وقد تم اكتشاف بعض هذه الآثار بواسطة بعثة التنقيب الاسرائيلية اثناء احتلال سيناء والتى تم استردادها عام 1996 .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المصادر
- المدخل الشرقي لمصر، يسرية عبد العزيز حسني، القاهرة 2003