تل أبو هريرة
تل أبو هريرة | |
المكان | Raqqa Governorate, Syria. |
---|---|
المنطقة | Lake Assad |
الإحداثيات | 35°51′58″N 38°24′00″E / 35.866°N 38.400°E |
النوع | settlement |
التاريخ | |
تأسس | c. 9,500 BCE |
هـُـجـِر | c. 5,000 BCE |
الفترات | Epipaleolithic—Neolithic |
الثقافات | Natufian culture |
ملاحظات حول الموقع | |
تواريخ الحفريات | 1972–1973 |
الأثريون | Andrew Moore, Gordon Hillman, Anthony Legge |
الحالة | flooded by Lake Assad |
تل أبو هريرة Tell Abu Hureyra منطقة في الجزيرة الفراتية في سوريا وجدت فيها أقدم آثار للقمح المزروع في العالم، ولهذا يعتقد أن استئناس القمح حدث في هذه المنطقة. غمرت مياه بحيرة الأسد هذه المنطقة بعد إنشاء سد الفرات. ..
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الموقع
يقع تل أبو هريرة على الضفة اليمنى لنهر الفرات "الضفة الشامية"، ويبعد عن مدينة الرقة حوالي /80/ كم غرباً، وقد غمرته مياه بحيرة الأسد بعد بناء سد الفرات. وسُكن الموقع في عصرين مختلفين، زمن العصر الأول هو العصر الحجري الوسيط /11500/ ق.م، والثاني العصر الحجري الحديث بعد فترة الجفاف التي اجتاحت العالم في نهاية العصر الحجري الوسيط، والتي انتهت في عام /9500/ ق.م..
تاريخ البحوث
قبل تشكل بحيرة سد الفرات أصدرت حكومة الجمهورية العربية السورية نداءً دولياً لإنقاذ آثار حوض الفرات، وقد استجابت لهذا النداء مجموعة كبيرة من المؤسسات العلمية من جامعات ومعاهد ومنظمات دولية، لذلك نظمت المديرية العامة للآثار والمتاحف برنامجاً دولياً، للقيام بمسح وتنقيب أكبر عدد ممكن من المواقع التي ستغمرها مياه البحيرة، في سبيل الوصول إلى معرفة أوسع وأشمل عن تاريخ وادي الفرات.
التسمية
اسم أبو هريرة، اسم حديث حمله التل الشهير، وأعتقد أنه يرتبط باسم الصحابي الشهير "أبو هريرة" راوي الحديث النبوي الشريف،
الموقع والوصف
نتيجة وقوع التل في مكان موقعة صفين التي جرت بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ووالي الشام معاوية بن أبي سفيان، وهو من المواقع التي تم مسحها والتنقيب فيها، ويعود تاريخ الاستيطان فيه إلى فترتي العصر الحجري الوسيط، والعصر الحجري الحديث، وهذا التل واسع الأرجاء وسطحه مليء بالأدوات الصوانية من تلك الفترة الموغلة في القِدم. ولقد كان الطريق القديم الواصل بين مدينتي "حلب" و"الرقة" يخترق القرية القابعة فوق قمة تل "أبي هريرة"، وقد بدأت بعثة التنقيب الأثري الأمريكية عملها على الجهة اليمنى من هذه الطريق، أيْ على الطرف الشمالي للقرية الحديثة الذي يطل على سهل الغمر للفرات، ويكاد مخطط التل أنْ يكون شبه منحرف، وهو شديد الانحدار غرباً باتجاه سرير الوادي، لذلك نجد أنَّ البعثة قد ركزت أعمالها في هذا القطاع لمعرفة التسلسل الزمني للاستيطان المبكر في هذا الموقع، وذلك عن طريق حفر سبر يبدأ من أعلى قمة التل، حتى حدود الأرض المنخفضة، وموقع أبو هريرة سُكن في الفترة الحاسمة التي دجنت فيها الزراعة، وأصبحت نمطاً من أنماط الحياة الاقتصادية ولأول مرة في هذه المنطقة. وبدأ الاستيطان المبكر في "أبي هريرة" في أواخر العصر الحجري الوسيط نحو العام /11500/ ق.م، كقرية لا تتجاوز مساحتها الهكتار الواحد مكونة من مساكن بسيطة حفرت كلها في الأرض، وتم سقفها بالأغصان ونبات البوص، مدعومة بأعمدة خشبية "سيباط"، والقرية تقع في موقع استراتيجي هام يطل من جهة الجنوب على سهل زراعي واسع ذي تربة خصبة. ويوجد أسفل القرية سهل فيضان الفرات الوافر المياه، بينما يوجد في أعلى ظهر الوادي أرض مخضرة فيها أعشاب "استبس" تمتد بعيداً من المستوطنة، وليس بعيداً عن المستوطنة وعلى مسافة قريبة يمكن قطعها مشياً على الأقدام كانت توجد غابات مفتوحة من البلوط والفستق وغير ذلك من الأشجار الحاملة للجوز». كما أنه يضم مئذنة جامع قديم، وسُميت المئذنة لاحقاً ببرج أبو هريرة
تاريخ الاحتلال
الاستيطان الأول
أنَّ تل أبي هريرة قد سكن لأول مرة في العصر الحجري الوسيط، وهذه المرحلة المبكرة من الاستيطان تغطي القسم الشمالي من جسم التل، وفوقها عثر على أدوات من العصر الحجري الحديث. لقد عثر المنقبون على الكثير من اللقى الأثرية مثل المدقات والرحيات والقواشط وغيرها، كما أنَّه تم العثور في التل على مخلفات استيطانية وآثار مواقد بالقرب منها، كما أنَّ المنطقة مغطاة بطبقة من الرماد الأسود سمكها /100/سم، مما يدل على طول المدة الزمنية لهذا الاستيطان. لقد دلت الحفريات الأثرية في التل، إلى أنَّ فترة العصر الحجري الوسيط، كانت غنية بالأدوات الصوانية الدقيقة والمطارق والمقاشط المتنوعة، كما عثرَ المنقبون على صناعات أخرى مهمة هي العظمية، ومنها المثاقب والإبر، وكذلك عثروا على خرز للزينة، وأدوات للغزل، وبعض الألياف التي تكون قد استخدمها السكان لصناعة البسط والسلال.
وحتى نهاية النصف الأول من القرن العشرين الميلادي كان وادي الفرات أكثر خضرة من اليوم، كما كان في عصور ما قبل التاريخ، والمناخ لم يطرأ علية تغيير حسب المعطيات الحيوانية والنباتية، لكن يبدو أنَّ الطبقة العليا من سطح التل قد تأثرت في هذه الفترة بالطقس كثيراً، وهذا بحد ذاته، قد يكون مؤشراً إلى أنَّ الموقع يمكن أن يكون قد هجر لفترة طويلة.. لقد سُكِنَتْ منطقة أبي هريرة في الفترة الفخارية، وذلك في حوالي الألف السابعة قبل الميلاد، وأنَّ هذا الاستيطان استمر حتى الألف السادسة قبل الميلاد عندما هُجر الموقع نهائياً.
الاستيطان الثاني
وتنقسم فترة الاستيطان في العصر الحجري الحديث إلى ثلاث مراحل استناداً إلى أصناف اللقى الصوانية، فالمرحلتان الأولى والثانية تعودان إلى العصر الحجري الحديث (قبل الفخار)، أما الفترة الثالثة فإنها تعود إلى الفترة الفخارية من العصر الحجري الحديث الألف السادس قبل الميلاد. لقد أشارت التنقيبات الأثرية في الموقع، إلى أنَّ أولى المنشآت السكنية من هذه الفترة أقيمت في الجزء الجنوبي من مستوطنة العصر الحجري الوسيط، وخلال المراحل اللاحقة توسع السكن في القرية حتى شمل التل بكامله. كانت أبعاد المستوطنة تمتد بين /400/م طولاً و/300/م عرضاً، أي بواقع /12/ هكتاراً، وبذلك تكون قرية "أبو هريرة" من أكبر القرى في سورية خلال فترة العصر الحجري الوسيط. لقد كانت أبنية هذه الفترة كبيرة الحجم وذات غرف واسعة نسبياً ومستقيمة الأبعاد، جُلها بنيت من الطين المجفف المضغوط، وللمنزل الواحد عدة غرف وذات جدران قليلة السماكة، وهي ذات طابق واحد، ولم يُعْثَرْ على دلائل أثرية تشير إلى عكس ذلك، وكان لبعض البيوت بهو مستطيل يفصل بين غرفتين، وبعضها الآخر له مستودعات أرضية، وفتحات في الجدران كانت تستخدم للتخزين، كما أنَّ الأرضيات والأجزاء السفلية من الجدران كانت مدهونة بطبقة من مادة الجص الأبيض، وأحياناً كانت تدهن باللون الأسود أو الأحمر، وغالباً ما تكون هذه الأصباغ ملمعة، وهذا بالتأكيد مؤشر لوجود اعتقادات دينية بدائية، وكان في بعض الغرف مصطبة متوضعة في أحد الزوايا مطلية بطبقة من مادة الجص، وفي بعض الغرف موقد نار كان يستخدم للتدفئة. وكانت البيوت السكنية مفصولة عن بعضها بواسطة دروب ضيقة مما يؤكد أن القرية كانت مكتظة بالسكان. كان سكان قرية أبي هريرة في العصر الحجري الحديث مثل سكان تل المريبط، وأيضاً مثل سكان تل الجرف الأحمر يدفنون موتاهم تحت أرضية الغرف، وفي ساحات البيوت في قبور سطحية، وكانت الجثث تدفن إما بشكل إفرادي أو بشكل جماعي، وغالباً ما يكون الرأس مفصولاً عن الجسد ويدفن لوحده، وكانت بعض أجساد الموتى تدفن ملفوفةً بعد دهنها بصبغ "المغرة" الحمراء، وإلى فترة العصر الحجري الحديث تعود مجموعة من اللقى الأثرية، تم العثور عليها أثناء فترة التنقيب الأثري في الموقع، مثل الإكسسوارات التي كانت تستعمل للزينة، وقطع حجرية مصنوعة من مادة الصوان العادي، وبعض الأدوات المصنوعة من الصوان البركاني، وهناك مجموعة كبيرة من المقاشط والسهام والمثاقب صنعت بدقة متناهية بواسطة الحك والتقشير. أما الوسائل التي تساعد في الأعمال اليومية وفي الدفاع عن النفس، فقد صنعت من الصخور مثل المحكات والفؤوس والأزاميل وغيرها، كما أنَّ العظام استخدمت لصنع المثاقب والإبر والخرز، ووجدت مصنوعات كثيرة منها ما هو مصنوع من الحجر الأخضر وحجر الكوارتز، وفي طبقات العصر الحجري الحديث عثر المنقبون على كسر فخارية تؤكد أنَّ الفخار كان مستعملاً في تلك الفترة، وهذه الكسر تعود لإناء من الفخار مطلي بألوان بنية وسوداء، وبعض الكسر الفخارية الأخرى التي هي أجزاء من جرار كان عليها زخارف منفذة بألوان حمراء، وهناك دلائل وشواهد أثرية تشير إلى أنَّ السكان في "أبي هريرة" مارسوا بعض الصناعات اليدوية مثل، صنع السلال من القصب النهري، وصناعة السجاد والغزل، خاصة وأن المنقبين قد عثروا على مجموعة من مبارم الغزل الحجرية، التي استمر استعمالها بكثرة خلال العصور اللاحقة». [5]
الانتقال من البحث عن الطعام إلى الزراعة
كان السكان في أبي هريرة أثناء فصلي الربيع والصيف، يحصلون بسهولة على حبوب القمح والحبوب البرية "الجاودار"، التي كانت تنمو بين غابات البلوط، وكانت تستعمل كمواد غذاء أساسية. اليوم وفي ظروف عادية، فإن مثل هذه الأعشاب لا تنمو إلا في مناطق تبعد عن الموقع مسافة مئة كيلومتر تقريباً أو أكثر من ذلك. ظلَّ الناس في أبي هريرة مدة خمسة قرون لا يعتمدون فقط على ما هو متوفر لهم من ثروة كبيرة من الأغذية النباتية السهلة الاستغلال، وإنما أيضاً على إمداد يعتمدون عليه من اللحوم الوافرة، إذ إنَّ نسبة /80%/ من اللحوم التي كانوا يحصلون عليها تأتي من غزلان البادية القريبة منهم، التي كانت مرتعاً خصباً لعانات الغزلان. إنَّ هذه الموارد الكبيرة من الطعام التي كانت متوفرة لسكان قرية أبي هريرة، قد وفرت للناس غذاءً يمكن وبكل سهولة تخزينه، مما يتيح لهم أن يسكنوا ذات الموقع لأجيال متعددة. كانت الهطولات المطرية التي تهطل كل سنة في أبي هريرة تختلف من عام إلى آخر، لكن الأحوال المناخية كانت بشكل عام مواتية بدرجة كبيرة، وفي السنوات الخصبة كانت مخازن السكان تمتلئ بالحبوب والأطعمة، مما يكفي لتدبير أمرهم خلال فترات الجفاف والقحط».
وكان سكان مستوطنة أبو هريرة مثلهم مثل المستوطنات الأخرى من تلك الفترة يعتمدون على الزراعة في قُوتِهمْ، إذ أنَّهم كانوا يزرعون كافة أنواع الحبوب والبقوليات، مثل الفول والعدس والبازلاء وغيرها، ويجمعون بعض الثمار البرية مثل العنب والكمون، وكان سكان مستوطنة أبو هريرة يربون أنواعاً كثيرة من الحيوانات التي تؤكل، مثل الماعز والأغنام.. إنَّ التنقيبات الأثرية في موقع "أبي هريرة" كانت فرصة طيبة للتعرف على حضارة وادي الفرات في فترتي العصر الحجري الوسيط والعصر الحجري الحديث».
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المصادر
وصلات خارجية
- الهياكل العظمية لمجتمع أبو هريرة من مجلة العلوم الأمريكية - النسخة العربية
- "World's first farming found in Near East". Retrieved 9 مايو 2008.
- "First farmers discovered". BBC News. 28 أكتوبر 1999. Retrieved 9 مايو 2008.
{{cite news}}
: Cite has empty unknown parameter:|coauthors=
(help)
- Pages using gadget WikiMiniAtlas
- Short description is different from Wikidata
- Articles with hatnote templates targeting a nonexistent page
- Missing redirects
- Use dmy dates from December 2019
- Coordinates on Wikidata
- مواقع العصر الحجري في سوريا
- مواقع نطوفية
- عصور ما قبل تاريخ سوريا
- أماكن مأهولة سابقاً في سوريا
- مواقع أثرية في محافظة الرقة
- جغرافيا سوريا
- محافظة الرقة
- مواقع أثرية في سوريا
- الألفية 12 ق.م.
- الألفية 11 ق.م.
- الألفية العاشرة ق.م.