التقويم القبطي
|
التقويم القبطي أو التقويم السكندري هو تقويم تستعمله الكنيسة الأرثوذكسية في مصر، وظهر نتيجة تغيير البطالمة في التقويم المصري؛ حيث تعرّض التقويم المصري للتغيير في العام 238 قبل الميلاد، من قبل بطليموس الثالث الذي أحدث فيه عدة تغييرات؛ عن طريق زيادة عدد أيام السنة المصرية، وهي تغييرات لم ترق للكهنة المصريين، فأجهض المشروع. ولكن تم إعادة تطبيقه مرة أخرى في العام 25 قبل الميلاد على يد الإمبراطور أغسطس الذي غيّر تمامًا من التقويم المصري ليتزامن مع التقويم اليولياني الجديد (وهو أساس التقويم الجريجوري الذي يسير عليه الغرب إلى اليوم). وهكذا ظهر إلى الوجود "التقويم القبطي" الذي تعمل به الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية حتى اليوم، والذي يختلف عن التقويم المصري الفرعوني.
ومع ذلك ظلّ التقويم المصري معمولاً به من قبل بعض الفلكيين حتى العصور الوسطى، لذلك تأثّر التقويم الأثيوبي بالتقويم المصري من حيث عدد شهور السنة، مع إختلاف أسماء الشهور.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
نشأ التقويم القبطي في سنة 4241 ق.م.، أي في القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد، عندما رصد المصريون القدماء نجم الشعرى اليمانية، ووضعوا هذا التقويم برصد ثلاثة ظواهر طبيعية معًا، وهي: "الشروق الاحتراقي للنجم" مع "شروق الشمس" مع قدوم فيضان النيل"، ثم حسبوا المدة بين كل ظهورين حتى وصلوا إلى عدد أيام السنة. وقسموا السنة إلى ثلاثة فصول كبيرة، هي: الفيضان والبذار والحصاد. ثم إلى اثني عشر شهر، كل شهر منها ثلاثون يومًا، وأضافوا المدة الباقية وهي خمسة أيام وربع وجعلوها شهرًا أسموه الشهر الصغير، وصارت السنة القبطية 365 يومًا في السنة البسيطة و366 يومًا في السنة الكبيسة، وقد احترم الفلاح المصري هذا التقويم نظرًا لمطابقته للمواسم الزراعية ولا يزال يتبعه إلى اليوم.
وأول شهور السنة القبطية هو شهر توت، نسبة إلى العلامة الفلكي الذي وضع التقويم المصري القديم واخترع الأحرف. وقد ولد توت في قرية منتوت التي لا تزال موجودة وتتبع مركز أبو قرقاص محافظة المنيا بصعيد مصر بنفس اسمها القديم.
وقد كتب عالم المصريات "بريستد" أن هذا التقويم العظيم... حمله "يوليوس قيصر" إلى روما واستعمل فيها على أنه أفضل تقويم. ويذكر د. إسحق عبيد، في كتابه "حكمة المصريين": أن هذا التقويم هو أول تقويم علمي "تقويم شمسي" الذي تتبعه كافة شعوب العالم المتحضر. وأن التقويم الميلادي العالمي مأخوذ من التقويم الجريجورى المأخوذ من التقويم الروماني المأخوذ من التقويم المصري.
ومعنى أن التقويم القبطي تقويم شمسي، أنه يرجع إلى ارتباطه بالزراعة -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- حيث يتعذر تنظيم بدء البذر وجمع المحصول وفقًا للتقويم القمري العبري - بمراعاة أن العبرانيين والعرب يعتمدون على الرعي وليس الزراعة. وهي حقيقة تتجاهلها الثقافة السائدة الآن في مصر، والتي تصر على أننا نحن المصريين عرب.
السنة القبطية
السنة القبطية هي امتداد للسنة المدنية المصرية القديمية، والتي احتفظت بتقسيمها إلى ثلاث مواسم، يتكون كل موسم من أربع فصول. في الطقوس القبطية يحتفى بالمواسم الثلاثة بصلوات خاصة. لا يزال هذا التقويم مستخدماً في عموم مصر بين المزارعين لتجديد المواسم الزراعية المختلفة. يتكون التقويم القبطي من 13 شهر، منها 12 من 30 يوم وشهر intercalary عند نهاية السنة الذي يزيد بخمسة أيام، عدا في السنوات الكبيسة حيث يزيد بستة أيام. تبدأ السنة في 29 أغسطس بالتقويم اليولياني أو الثلاثين في السنة التي تسبق السنوات الكبيسة (اليوليانية). تتبع السنة الكبيسة القبطية نفس القواعد التي في التقويم اليولياني لذا فدائماً ما يأتي الشهر الذي يحتوي على ستة أيام إضافية في السنة قبل السنة الكبيسة اليوليانية.
عيد النيروز يرمز لأول أيام السنة القبطية. لجعل غالبية العرب باللغة المصرية، فإنهم يخلطون أحياناً بين احتفالات السنة المصرية الجديدة، والتي يطلق عليها المصريون الني-يارويو (عيد النهرين)، وعيد النوروز الفارسي[1]. بقيت التسمية الخاطئة حتى اليوم، وتعُرف احتفالات السنة الجديدة المصرية في أول أيام شهر توت باسم النيروز. تصادف الاحتفالات أول أيام شهر توت، أول شهور السنة المصرية، والذي يوافق عادة، من عام 1901 حتى 2098، 11 سبتمبر، عدا السنة التي تسبق السنة الكبيسة الگريگورية، حيث يصادف يوم 12 سبتمبر. عداد أيام السنة القبطية 284 يوم، السنة التي أصبح فيها ديوكلتيانوس امبراطوراً رومانياً، والذي تميز حكمه بالتعذيب والاعدامات الجماعية للمسيحيين، خاصة في مصر. وبالتالي، فقد فالسنة القبطية مميزة باختصار A.M. (وتعني سنة الشهداء). لاحظ أن اختصار A.M. يستخدم أيضاً في فترات تقويم غير ذات علاقة (مثل التقويم البيزنطي واليهودي) والتي تبدأ عند خلق العالم؛ ويعني الاختصار هنا Anno Mundi.
كل أربع سنوات قطبية توجد سنة كبيسة بدون استثناءات، كما في التقويم اليولياني، لذا فتواريخ السنة الجديدة المذكورة أعلاه تنطبق فقط بين عامي 1900 و2099 شامل في التقويم الگريگوري. في التقويم اليولياني، تبدأ السنة الجديدة عادة في 29 أغسطس، عدا السنة التي تسبق السنة الكبيسة حيث تبدأ في 30 أغسطس. في التقويم اليولياني يُحسب تاريخ عيد الفصح بطريقة التقويم القديمة.
للحصول على رقم السنة القبطية، يُطرح من رقم السنة اليوليانية إما 283 (قبل السنة اليوليانية الجديدة) أو 284 (بعدها).
تاريخ عيد الميلاد
اختيار 25 ديسمبر للاحتفال بميلاد المسيح اقترحه لأول مرة هيپوليتوس من روما (170–236)،[بحاجة لمصدر] لكن من المرجح أنه لم يكن متفقاً عليه حتى 336 أو 364. ديونيسيوس من الإسكندرية أشار بشكل قاطع للتبريرات البانية لهذا التاريخ. 25 مارس كان يعتبر ذكرى الخلق نفسه. كان أول يوم في السنة حسب التقويم اليولياني القروطسي والاعتدال الربيعي الاسمي (كان هو تاريخ الاعتدال الربيعي الفعلي عند تصميم التقويم اليولياني). بالنظر إلى أن المسيح كان ينظر في تحويل 25 مارس إلى عيد البشارة والذي تم اتباعه، بعد تسعة أشهر، بالاحتفال بميلاد المسيح، عيد الميلاد، في 25 ديسمبر.
قد تكون هناك اعتبارات أكثر عملية لاختيار 25 ديسمبر. هذا الاختيار من شأنه أن يساعد على استبدال العيد المسيحي الرئيسي للاحتفالات الوثنية الشعبية في فترة الانقلاب الشتوي (ساتورناليا أو بروماليا الروماني). وكانت المنافسة الدينية شرسة. في 274، أعلن الامبراطور أورليان عيداً مدنياً في 25 ديسمبر ("الاحتفال بميلاد الشمس التي لا تقهر") للاحتفال بميلاد [[ميثرا]، إله الشمس الفارسي الذي كان يعبد في زرادشتية ثم أصبح شائعاً للغاية بين أفراد الجيش روما القديمة. وأخيراً، ظهرت الحاجة للاحتفالات المبهجة في ذلك الوقت من السنة، للتغلب على الكآبة الطبيعية للوسم (في نصف الكرة الشمالي).
ولأن رعاة البلد نفسه كانواي قيمون في الحقول، لمراقبة رعاياهم ليلاً (لوقا: 2:8)، مستبعدين أن يكون 25 ديسمبر هو يوم عيد الميلاد - فإن السجلات المعاصرة تشير إلى أن هذا التاريخ كان الأكثر ترجيحاً من أي وقت آخر في السنة[بحاجة لمصدر]. أولئك الذين رصدوا ما كان يحدث ثم أكدوا أنماط الطقس في ذلك الوقت، وما كان يفعله الرعاة أثناء في تلك الأثناء.[بحاجة لمصدر]
حتى القرن 16، كان 25 ديسمبر يوافق 29 كيهك في التقويم القبطي. ومع ذلك، فعند استخدام التقويم الگريگوري عام 1582، أصبح 25 ديسمبر يأتي مبكراً عشرة أيام مقارنة بالتقويم اليولياني والقبطي. علاوة على ذلك، فالتقويم الگريگوري يتقدم 3 أيام كل 400 سنة ليقترب من طول السنة الشمسية. نتيجة لذلك، فاحتفلات عيد الميلاد القبطية تزيد يوماً كل مرة يزيد فيها التقويم الگريگوري بمقادر يوماً واحداً (سنوات 1700، 1800، 1900). لهذا السبب يحتفل بعيد الميلاد حالياً حسب التقويم القديم (باستخدام التقويمين اليولياني والقبطي) في 7 يناير، 13 يوم بعد التقويمات الجديدة (باستخدام التقويم الگريگوري)، الذي يحتفل بأعياد الميلاد في 25 ديسمبر. بحلول 2100، سيوافق عيد الميلاد في التقويم القبطي تاريخ 8 يناير في التقويم الگريگوري.
تاريخ عيد القيامة
حسب التقليد المسيحي، توفى يسوع في الساعة التاسعة (والتي توافق الساعة الكنسية nona—3:00 م.) من أول الأيام الكاملة للپساخ (فصح)، عندما يوافق هذا اليوم الجمعة؛ ويقوم من بين الأموت في أول عند حلول أول ساعة (كنسية) في الأحد التالي. يوم الپساخ (پساخا أو عيد الفصح، 14 نيسان)، يكون عادة عند اكتمال القمر في أعقاب الاعتدال الربيعي. في أول مجلس مسكوني، والذي انعقد عام 325 في نيقية، تقرر الاحتفال بعيد الفصح يوم الأحد التالي المسمى Paschal Full Moon، بالنسبة للكنيسة المسيحية لتميز نفسها عن نظرائها اليهود.
في مجلس نيقية، أصبح من واجبات بطريرك الإسكندرية تحديد تواريخ عيد الفصح وإعلانها لبقية الكنائس المسيحية. كُلف بطريرك الإسكندرية بهذه المهمة لسعة اطلاعه. قواعد تحديد هذه التواريخ معقدة، لكن عيد الفصح يكون في أول أحد بعد اكتمال القمر الذي يحدث في أعقاب الاعتدال الربيعي، والذي يقع في أو بعد 21 مارس، الذي كان يوافق تاريخه الاسمي في مجلس نيقية الأول. بعد فترة وجيزة من إصلاح يوليوس قيصر للتقويم، أصبح الاعتدال الربيعي يحدث في تاريخه الاسمي الموافق 25 مارس. تم التخلي عن هذا بعد فترة قصيرة من مجلس نيقية، لكن السبب في هذا التباين تم ملاحظته وتجاهله (السنة المدارية الفعلية لا تساوي السنة اليوليانية التي تتكون من 365¼ يوم، لذا فتاريخ الاعتدال الربيعي يبقى متراجعاً في التقويم اليولياني).
الأشهر القبطية
في بادئ الأمر لم يطلق المصريون على شهورهم أسماء، بل اكتفوا بالقول الشهر الأول ثم الثاني وهكذا، ولكن في عهد الفرس أيام الأسرة السادسة والعشرين وفي القرن السادس قبل الميلاد، أطلقوا على كل شهر اسم معبود من معبوداتهم وربطوا كل شهر بمثل شعبي يميزه، على النحو التالي:[2]
الاسم | التسمية |
---|---|
توت | مشتق من اسم الإله تحوت، إله المعارف ومخترع الكتابة. وفي هذا الشهر كان يعم ماء النيل أراضى مصر وتطلق التقاوي من الغلال لزراعة الأراضي، وفيه توجد أنواع متعددة من المحاصيل مثل: الرمان والزيتون والقطن والسفرجل، ويقولون في الأمثال "أزرع ولا أفوت". |
بابة | وهو مشتق من اسم الإله بيتبدت، إله الزرع وفيه يخضر وجه الأرض بالمزروعات. ومن محاصيل هذا الشهر، التمر والزبيب والقلقاس. ويقولون في الأمثال "إن صح زرع بابة غلب القوم النهابة". |
هاتور | وهو مشتق من اسم الإله آثور، إله الحب والجمال. وفي هذا الشهر يتجمل وجه الأرض بجمال الزراعة، لذلك يقولون "هاتور أبو الذهب المنثور". |
كيهك | وهو مخصص للمعبود كاهاكا، أي عجل أبيس المقدس. وفي هذا الشهر يزرع الخيار بعد إغراق أرضه، وفيه يتكامل بذر القمح والشعير والبرسيم. ويقولون في الأمثال "كيهك صباحك مساك، تقوم من فطورك تحضر عشاك"، وذلك نسبة إلى قِصَر اليوم في هذا الشهر. |
طوبة | هو مخصص للمعبود إمسو، ويسمى أيضًا خم، وهو شكل من أشكال آمون رع إله طيبة بمصر العليا أو إله نمو الطبيعة. وفي هذا الشهر تسقى أراضى القلقاس والقصب، ويظهر الفول الأخضر والنبق. ويقولون في الأمثال "طوبة تخلى الصبية كركوبة من البرد والرطوبة". |
أمشير | وهو مأخوذ من إله الزوابع منتو. ويقولون في الأمثال "أمشير أبو الطبل الكبير والزعابيب والعواصف الكثير". |
برمهات | وينسب إلى الإله بامونت إله الحرارة. وفي هذا الشهر تزهر الأشجار ويكون اللبن الرائب أطيب شهور السنة. ويقال في الأمثال "برمهات روح الغيط وهات". |
برمودة | وهو مخصص للإله رينو أو إله الرياح القارصة أو إله الموت ويصور بصورة أفعى. وفي هذا الشهر يكثر الورد ويزرع الخيار والملوخية ويقطف أوائل عسل النحل. ويقولون في الأمثال "في برمودة دق بالعمودة". |
بشنس | وهو مخصص للإله خنسو إله القمر. وفي هذا الشهر يبدأ ظهور البطيخ والمشمس والخوخ ويجنى الورد الأبيض. ويقولون في الأمثال "بشنس يكنس الغيط كنس". |
بؤونة | وهو ينسب للإله خنتى إله المعادن. وفي هذا الشهر يكثر ظهور الخوخ والمشمش ويطيب التوت الأسود. ويقولون "بؤونة تكثر فيه الحرارة الملعونة". |
أبيب | وهو ينسب إلى هوبا إله الفرح أو هابى إله النيل. وفي هذا الشهر يكثر العنب ويطيب التين وتكثر الكمثرى ويقطف بقايا عسل النحل. ويقولون "أبيب طباخ العنب والزبيب". |
مسرى | معناها إبن الشمس لأنه مخصص لولادة الشمس. وفي هذا الشهر يدرك الموز allwki والليمون التفاح والرمان. ويقولون في الأمثال "مسرى تجرى فيها كل ترعة عسرة". |
مأثورات
مافيش زي مايّة طوبة، ولبن أمشير، وخروب برمهات، وورد برمودة، ونبق بشنس، وتين بؤونة، وعسل أبيب، وعنب مسرى، ورطب توت، ورمان بابة، وموز هاتور، وسمك كيهك.
انظر أيضاً
المصادر
وصلات خارجية
- An introduction to the Coptic calendar (Gregorian equivalents are valid only between 1900 and 2099)
- The Orthodox Ecclesiastical Calendar
- Ancient Egyptian Calendar and Coptic Calendar
- The Coptic Calendar by Bishoy K. R. Dawood (952KB pdf file – historical development and technical discussion, updated May 14, 2007)