تقلص عضلي
التقلص العضلي أو الشد العضلي Muscle contraction، هو حالة من الانقباض المفاجئ في إحدى العضلات أو مجموعة منها. والنتيجة قد تكون شعوراً بألم شديد وحاد في تلك العضلة، أو العضلات. ويكثر حصول حالة التقلص العضلي لدى ممارسي الرياضة، من هواة ومحترفين، وذلك نتيجة إجهاد الاستخدام لعضلة ما أو لمجموعة من العضلات في إحدى مناطق الجسم، خاصة بوجود جفاف في الجسم. وتنتشر حالات التقلص العضلي أيضاً عند القيام بمجهود على عضلة أو مجموعة عضلات معينة لفترة طويلة متواصلة، مثل ما يحدث في أصابع الإبهام والسبابة والوسطى عند الكتابة بالقلم لفترة طويلة أو الضغط عليه، ويعرف بتقلص يد الكاتب. وكذلك عند القيام باستخدام بعض الأدوات مثل المقص أو فرشاة الرسم لأوقات طويلة. والسبب أن آلية هذه الأمور واحدة، وهي الاستخدام الطويل، والمُجهد، لمجموعة واحدة من العضلات، دونما إعطاء وقت كاف من الراحة. إلا أن اللافت، أيضاً، أن البعض قد يُصاب بتقلص العضلة أثناء وقت الراحة وعدم إجهاد عضلات جسمه بحركات متكررة. وأشهر الحالات، تلك التقلصات التي تطال عضلات خلفية الساق، أثناء النوم. ومن الأمثلة الأخرى لتقلص العضلات، تلك الآلام الناجمة عن تقلص نوع العضلات الناعمة في الرحم خلال ما قبل وأثناء الدورة الشهرية أو خلال عملية الولادة. وآلام تقلص عضلات المرارة عند انقباضها حال احتواء المرارة على حصوات، أو أثناء خروج حصوات الكلى عبر الحالبين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التقلص حسب نوع العضلة
بصفة عامة يوجد ثلاث أنواع من الأنسجة العضلية التي قد تصاب بالتقلص:
- العضلة الهيكلية المسئولة عن الحركة
- عضلة القلب المسئولة عن ضخ الدم من القلب
- العضلة الناعمة المسئولة عن التقلص المستمر للأوعية الدموية، القناة الهضمية ومناطق أخرى في الجسم.
الأسباب
ومن الواضح، كما تقدم، تأثير عوامل الإجهاد وتكرار استخدام العضلة في ارتفاع احتمالات الإصابة بتقلص العضلة. وكذا عوامل الجفاف وقلة تزويد العضلة بالسوائل ونقص ترويتها بالدم المحمل بالماء والأوكسجين والأملاح والطاقة. وهناك أسباب أخرى، مثل حينما يكون ثمة ضغط على أحد الأعصاب، في منطقة الظهر مثلا نتيجة لوجود ضيق في فقرات الظهر، فإن من المحتمل تكرار المعاناة من ألم في عضلات الساق. وهذه النوعية من الألم تسوء عند المشي لفترات طويلة، ولكنها تقل عند المشي مع إنحاء الظهر شيئا قليلا، مثل أثناء دفع عربة التسوق في السوبر ماركت. وقد تحصل حالات التقلص العضلي عند نقص أحد أنواع الأملاح والمعادن في الجسم، مثل نقص البوتاسيوم، أو نقص الكالسيوم، أو نقص المغنيسيوم. وهنا تلعب دوراً مهماً عوامل مثل نقص تنويع أو كمية للتغذية، أو تناول أحد أنواع الأدوية المُدرّة للبول في حالات ضعف القلب أو ارتفاع ضغط الدم. أو وجود أمراض معينة في الكلى أو في بعض الغدد الصماء أو غيرها من التي تُؤثر على معدلات تلك الأملاح بالدم. وهناك حالات مرضية، تجتمع فيها عدة عوامل بالتسبب في حالات تقلص العضلات، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو مرض السكري أو أمراض الجهاز العصبي أو فقر الدم أو نقص نسبة سكر الدم.
ولأدوية ستاتين لخفض الكولسترول تأثير في تقلص العضلات. ومن المعلوم أن أهم الآثار الجانبية لأدوية «ستاتين» الخافضة للكولسترول، مثل ليبيتور وزوكور وكرستور وغيرها، هي التسبب بحالات التهابات الكبد والتهاب العضلات. كما أنها قد تكون سبب في تقلص العضلات وآلامها.
وما يرفع احتمالات حصول تأثيرات لهذه الأدوية على العضلات، ممارسة الإجهاد العضلي العنيف والمتكرر، ووجود اضطرابات في الغدد الصماء، وخاصة الغدة الدرقية. وتُشير بعض الإحصائيات غير الدقيقة جداً، أن حوالي 75% من الرياضيين المستخدمين لهذه الأدوية، يُعانون من آن لأخر من تقلصات عضلية، وخاصة النساء منهم. هذا في حين أن النسبة لا تتجاوز 20% لدى بقية الناس العاديين.[1]
الأعراض
العلامات الرئيسية لتقلص العضلات:
- الشعور المفاجئ بحالة من الألم والشد العضلي، وخاصة في الساق.
- الإحساس بتكون كتلة عضلية تحت الجلد، أو رؤية وجودها بوضوح بالعين المُجردة.
- يشكو البعض من تقلصات العضلات العارضة، ومن آن لآخر، ولأسباب واضحة تتعلق بالإجهاد. وهذه الحالات، التي تزول بالراحة وتناول السوائل وتدليك العضلة، لا تتطلب أكثر من تلك العناية. ويتطلب الوضع مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات لمعرفة أسباب الأمر حين المعاناة من:
- حالات متكررة بشكل شبه يومي، من تقلص العضلات.
- حالات مفاجئة وشديدة بدرجة مؤلمة منها. - حالات مزعجة قد تحصل أثناء أداء أعمال تتطلب الحفاظ على المهارة، كقيادة السيارة أو أداء غير ذلك من الأعمال.
آلية التقلص العضلي
يتم التقلص العضلي وفق المراحل التالية:[2]
1ـ يتفعّل العصب الحركي المعصب لعضلة ما تحت تأثير الإرادة عادةً، وينتشر هذا التفعيل على طول العصب حتى نهايته المعصبة للألياف العضلية.
2ـ تفرز نهايات هذا العصب مادة كيمياوية هي الأستيل كولينٍ التي تعد الناقلة العصبية.
3ـ ترتبط جزيئات الأستيل كولين على مواضع محددة من غشاء الليف العضلي تدعى المستقبلات receptors، فيحدث نتيجة لذلك تبدلٌ في نفوذية هذا الغشاء للأيونات ions ينشأ عنه تبدلات في قطبية غشاء الليف العضلي التي تدعى بجهد الفعل action potential، ينتشر جهد الفعل على طول غشاء الليف العضلي، وإلى عمق الليف أيضاً ليسبب تحرر أيونات الكالسيوم من الشبكة الهيولية العضلية، فيتضاعف بذلك تركيز هذه الأيونات في الهيولى العضلية.
4 ـ ترتبط أيونات الكالسيوم على مواضع محددة في خيوط الأكتين، فتتفعل عملية جذب خيوط الأكتين ما بين خيوط الميوزين فتتقاصر بذلك اللييفات، فالليف، ثمّ العضلة كلّها، ويتطلب هذا التقاصر (التقلص) طاقة ترد من حلمهة ثلاثي فسفات الأدينوزين A.T.P.
5ـ تعود أيونات الكلسيوم إلى الشبكة الهيولية العضلية بعد توقف تفعيل العضلة، ويتطلب ذلك صرف كمية من الطاقة ترد أيضاً من حلمهة ثلاثي فسفات الأدينوزين، كما تعود قطبية غشاء الليف العضلي إلى حالة ما قبل التفعيل، فيعود طول الليف العضلي إلى وضعه الطبيعي أي إلى حالة الاسترخاء.
العلاقات بين طول قوى العضلة وسرعتها
العلاج والفحصوات
عند الإصابة المنزلية لتقلص عضلات الساقين، يكون العلاج باللجوء إلى الشد اللطيف والخفيف للعضلات المتقلصة، دون الشد العنيف الذي قد يُؤدي إلى تمزقها. ومع هذا التدليك المتوسط الشدة، بالإمكان وضع كمادات باردة، وليست مُثلجة، لإعطاء العضلة المنقبضة شيئاً من الارتخاء. ويُمكن استخدام كمادات دافئة، وليست حارة جداً، أو الجلوس في مغطس الحمام المملوء بالماء الدافئ، عند وجود ألم في العضلات أو أماكن مؤلمة فيها عند لمسها. وثمة معالجات دوائية تُساعد عضلات الساقين على عدم التقلص وإعطائها مزيداً من الاسترخاء خلال الليل. هذا مع ملاحظة تأثيراتها الجانبية على توسيع شرايين الجسم وانخفاض ضغط الدم.
وفي حالات التقلصات الليلية للساق Nocturnal leg cramps، تحصل انقباضات لا إرادية في الساق أو القدم، أو أماكن أخرى من الجسم، خلال الليل في الغالب، أو أحياناً في أوقات الراحة. وقد يُعاني البعض من تلك النوبات المؤلمة بضع ثوان أو بضع دقائق. وقد تحصل ثم تزول، أو تتكرر في الليلة الواحدة. وعادة ما يستمر الألم بضع دقائق أو أقل بعد زوال التقلص والانقباض عن العضلة. وبالرغم من أن كبار السن أكثر عُرضة، إلا أن الإصابات بها قد تحصل حتى لدى المراهقين.
ويزداد الأمر سوءاً عند ممارسة الرياضة الليلية أو وجود جفاف في الجسم. وبالرغم من عدم معرفة الأطباء لأسباب نشوء هذه الحالة، إلا أن عوامل مثل انخفاض نسبة المغنيسيوم أو البوتاسيوم أو الكالسيوم أو الصوديوم في الجسم، قد تكون من الأسباب. وكذلك طول الجلوس أو الاستلقاء. وبعض الحوامل يُعانين من نفس التقلصات العضلية خلال المراحل الأخيرة من الحمل.
ومن المثير ما يذكره بعض المرضى من أن قيامهم ومشيهم حال بدء الشعور بالتقلصات تلك، يُسهم في تخفيف المشكلة، أو أن تناولهم لماء مُقو، أو ما يُسمى «تونك واتر» tonic water، بمقدار كأس أو كأسين، يُخفف من تلك المشكلة. ومعلوم أن ماء تونك يحتوي على مركبات كوينين العاملة على تسهيل زوال انقباض العضلات، إضافة إلى توفيرها تزويد الجسم بالسوائل. كما أن بعض المرضى يذكر أنهم يستفيدون من تناول أطعمة تحتوي نشويات، خلال وجبات العشاء، كالأرز مثلا.
انظر أيضاً
- Exercise physiology
- تشنج
- Dystonia
- Fasciculation
- Hypnic jerk
- In vitro muscle testing
- Myoclonus
- Supination
- Uterine contraction
- نموذج هيل للعضلات
معرض الصور
المصادر
- ^ د. عبير مبارك، استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض (2012--6-27). "الشد العضلي.. ومخاطره". جريدة الشرق الأوسط. Retrieved 15-8-2012.
{{cite web}}
: Check date values in:|accessdate=
and|date=
(help) - ^ عبد الرزاق شيخ عيسى. "التعب". الموسوعة العربية. Retrieved 15-8-2012.
{{cite web}}
: Check date values in:|accessdate=
(help)