بهاء أبو العطا
بهاء أبو العطا | |
---|---|
وُلِدَ | نوفمبر 25, 1977 |
توفي | |
سبب الوفاة | تدمير محل إقاماته بغارة جوية |
الجنسية | فلسطيني |
المهنة | قائد عسكريّ ومُقاوِم |
سنوات النشاط | 1990 - 2019 |
العنوان | أبو سليم |
الحزب | سرايا القدس |
بهاء أبو العطا ويُعرف أيضًا باسمِ أبو سليم (و. 25 نوفمبر 1977 - ت. 12 نوفمبر 2019)، هو قيادي عسكري وميداني في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.[1] اغتِيلَ وزوجته جرّاء قصف صاروخي لمنزلهِ في حي الشجاعية شنه الطيران الإسرائيلي على قطاع غزة صبيحة 12 نوفمبر 2019 على يدِ.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرته
وُلدَ بهاء أبو العطا في 25 نوفمبر 1977 في حيّ الشجاعية بمدينة غزة وترعرعَ هناك حيثُ أكمل دراسته الابتدائية والثانويّة في المدارس والمؤسسّات المحلية للمدينة قبل أن يُكمل مسيرته الجامعية بعدما تخصَّص في علم الاجتماع.[3] تزوَّج بهاء في وقتٍ لاحقٍ وأنجبَ خمسة أبناء ثمّ التحقَ منذ بداية عام 1990 بصفوفِ حركة الجهاد الاسلامي حيثُ تدرَّج في العمل التنظيمي إلى أن أصبحَ قائد المنطقة الشمالية بسرايا القدس.[4]
مسيرته العسكرية
لا يُعرف الكثير عن بهاء أبو العطا نظرًا لكونهِ عضوًا في حركة مقاومة مسلّحة تعتمدُ على الكتمان في كامل عمليّاتها تقريبًا كما تُحاول إبقاء أعضائها وقيادييها بعيدين عن أعينِ المخابرات الإسرائيلية تفاديًا لاعتقالهم أو اغتيالهم أو حتى استهدافهم لأي هدفٍ كان. بالرغمِ من ذلك؛ فأبو العطا معروفٌ في المصادر الإسرائيلية نفسها حيثُ كانت صحيفة جيروزاليم پوست قد نشرت تقريرًا مطولًا تحت عنوان «أخطر الشخصيات على إسرائيل: نصر الله وسليماني وأبو العطا» وفيهِ أشارت إلى قائد الجناح العسكري للجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا الذي صنَّفتهُ ضمن قائمة «أخطر ثلاث شخصيات على الأمن الإسرائيلي».[5]
تقولُ المصادر الإسرائيلية إنَّ بهاء هو أحد كبار المسؤولين العسكريين في قطاع غزة؛ وتتهمهُ بتلقي «الدعم الإيراني اللا محدود» بل تعتبرهُ من «كبار مؤيدي إيران في القطاع». حسبَ بعض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين؛ فإن أبو العطا شارك في التخطيط لهجماتٍ ضد إسرائيل كما أشرفَ على صنع الأسلحة، وتحسين قدرات إطلاق الصواريخ بعيدة المدى لذا يُنظر له في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كـ «عنصر تصعيد».[6]
اغتياله
- مقالة مفصلة: الهجوم على غزة، نوفمبر 2019
في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 12 نوفمبر 2019؛ شنَّت قوات الاحتلال عددًا من الغارات على قطاع غزة استهدفت أهدافًا متفرقة بما في ذلك مبنى تواجد في داخله أبرز قادة الجهاد الاسلامي؛ وردًا على ذلك أَطلقت المقاومة الفلسطينيّة رشقات صاروخية اتُجاه إسرائيل حيثُ سمع ذوي انفجارات كبير عقبَ محاولة القبة الحديدية اعتراض تلكَ الصواريخ والتصدّي لها.[7]
بعد ذلك أعلنت وزارة الصحّة الفلسطينية مقتلَ رجلٍ وامرأة في أحد المنازل جراء قصفٍ جوي قبل أن تُصدر سرايا القدس بيانًا رسميًا أكَّدت فيهِ أن الذي قُتل هو القيادي بهاء رفقةَ زوجته. في السياق ذاته؛ أعلنَ المتحدث باسمِ جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبرَ حسابه الرسميّ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر مقتلَ بهاء في ما سمَّاها «عملية مشتركة لجيش الدفاع وجهاز الأمن العام» متهمًا بهاء أبو العطا بالوقوفِ وراء معظم أنشطة حركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة وهو العقل المدبّر للعديدِ من العمليات والمحاولات التي استهدفت جنود جيش الدفاع فضلًا عن وقوفه وراء إطلاق قذائف صاروخية وعمليات قنص وإطلاق طائرات مسيرة وغيرها.[8]
توعّدت سرايا القُدس عقبَ مقتل بهاء برد مزلزل على إسرائيل دون تقديمِ مزيدٍ من التوضيحات؛ فيمَا اعتبرت حركة حماس على لسانِ المتحدث باسمها فوزي برهوم اغتيال أبو العطا «عملًا جبانًا» مُحمّلةً الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع. وكانت عددٌ من مساجد غزة قد نعت عبر مكبرات الصوت «القائد الكبير بهاء أبو العطا».
محاولة الاغتيال الموازية
في اليوم نفسه، الذي خطت إسرائيل لاغتيال أبو العطا، جرت محاولة لاغتيال رئيس الدائرة العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي أكرم العجوري في دمشق. استخدم الجيش الإسرائيلي في عمليتي غزة ودمشق أسلوباً واحداً، وهو إطلاق الصواريخ على بيوت آمنة، بهدف القضاء على عائلات بكاملها لضمان تحقيق الإستهداف المحدد في العمليتين، أي بهاء أبو العطا في غزة وأكرم العجوري في دمشق.[9]
ومن المؤكد أن توقيت عمليتي الاغتيال لا يرتبط بفعل ميداني محدد بقدر ما يرتبط بوضع سياسي محدد يعيشه الكيان الإسرائيلي في ظل جمود الاتصالات لتشكيل إئتلاف حكومي جديد في إسرائيل. فالاغتيال جاء في ظل هدوء قائم على حدود قطاع غزة ومحاولات إيجاد حلول لبعض من مشاكلها الإنسانية والاقتصادية.
وواضح أن استهداف البيوت الآمنة يعني أن الكيان الإسرائيلي لا يخشى المواجهة الواسعة ولا الانتقادات التي يمكن أن توجه إليه. كما أن التزامن في استهداف قياديين في حركة الجهاد الإسلامي في دمشق وغزة، يبيّن رغبة صهيونية في التصعيد المدروس لتحقيق أهداف محددة.
ولا يمكن فهم ما جرى في الساعات الأخيرة، من دون العودة إلى ما سبق ونشره السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة، مايكل أورن في مجلة ذا أتلانتك عن سيناريو التصعيد مع إيران وحلفائها. وقد كتب أورن أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر بحث عدة سيناريوهات لمثل هذا التصعيد، مشيرا إلى أنه قد يبدأ إما مع حزب الله (في لبنان) أو حركة حماس (في فلسطين).
ومن الجائز أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المعروف بتردده في الأوضاع الحاسمة قرر البدء بعملية ضد حركة الجهاد الإسلامي بهدف مزدوج: تسهيل احتواء النتائج إذا ساءت الأمور ميدانياً، أو التصعيد من أجل جر جهات أخرى ليست فقط في فلسطين.
وكان معلقون إسرائيليون قد حذروا من أن نتنياهو على استعداد لفعل أي شيء من أجل أن يبقى في الحكم. ولا يهمه في هذا الحال أن يغامر بمواجهة في الشمال (مع لبنان أو سوريا) أو الجنوب (غزة) على حد سواء، ولكنه قد يعمد إلى التدرج في الاندفاع نحو المواجهة. ويمكن لانسداد أفق تشكيله حكومة يمينية برئاسة زعيم حزب الليكود ورفض الآخرين قيادته لحكومة وحدة وطنية على هواه أن يكون قد دفعه إلى اختيار اللحظة الأنسب لتشكيل حكومة طوارئ. فقد تحدثت الأنباء عن احتمال اقتراب خصمه، رئيس حزب “أزرق أبيض” رئيس الأركان السابق بني گانتس، من تشكيل حكومة أقلية بالاتفاق مع زعيم حزب إسرائيل بيتنا أڤيگدور ليبرمان وبتفاهمات تضمن عدم اعتراض القائمة العربية عليها.
وقد أراد بنيامين نتنياهو عبر هذا التوقيت لعمليتي غزة ودمشق إجهاض محاولات تشكيل حكومة أقلية برئاسة بني گانتس.
ومن المعروف أن نتنياهو لا يملك هنا فقط الإرادة وإنما يملك أيضا المعلومات والنفوذ بوصفه وزير الدفاع حتى لحظة اتخاذ القرار بتنفيذ الاغتيالات. ومعروف أيضاً أن نتنياهو من أجل ضمان التفاف اليمين حوله، تبرع بإسناد حقيبة الدفاع (الجيش) لزعيم حزب اليمين الجديد نفتالي بنت. وسبق لنتنياهو أن تخلى عن وزارة الخارجية لمصلحة إسرائيل كاتس، ما يقلص إلى حد كبير من قوته داخل حزبه وداخل معسكره. وحسب كل التقديرات، فإنه يدفع نحو تشكيل حكومة طوارئ برئاسته تسمح بتأجيل إجراء الانتخابات في انتظار تطورات أخرى.
ويبدو أن نتنياهو قريب من تحقيق هدفه خصوصاً وأن قادة الكيان الإسرائيلي يتجنبون، في العادة، انتقاد الحكومة في ظل واقع الصراعات العسكرية. وهناك قاعدة يلتزم بها أغلب السياسيين الصهاينة، وهي الابتعاد عن انتقاد الحكومة في كل وقت تدوي فيه أصوات المدافع. بل أن رئيس الحكومة المكلف، بني غانتس، سارع لتقديم الدعم لحكومة نتنياهو بإعلانه أن “كل إرهابي يستحق الموت”، من ناحية، وتأكيده بأنه تم إبلاغه عن العملية مسبقا ووافق على تنفيذها، من ناحية ثانية. ومن البديهي أن مثل هكذا موقف يقرب غانتس من التوافق مع نتنياهو خصوصا إذا تطورت المواجهة في الميدان.
ومن الجلي أن استهداف حركة الجهاد الإسلامي أنتج حتى الآن محدودية معينة في رد الفعل على عمليات الاغتيال الصهيونية. وتتجه الأنظار بقوة لمعرفة ما يمكن لحركة حماس، قبل غيرها، أن تتخذه من مواقف. وقد أعلن عدد من قادة حماس أنهم لن يسمحوا لإسرائيل بالاستفراد لا بحركة الجهاد ولا بأي فصيل فلسطيني مقاوم وأنهم سيتحركون من خلال غرفة العمليات المشتركة. ولكن من الواضح أن الفارق كبير بين اكتفاء حماس بعدم منع فصائل المقاومة في غزة وفي مقدمتها حركة الجهاد بالرد وبين المشاركة في هذا الرد. فقوة حماس الصاروخية تدخل بعدا نوعيا للمواجهة تفتقده كل الفصائل الأخرى عند غيابها، بما في ذلك الجهاد.
وإذا صح ما نشره المعلق العسكري لموقع يانت، رون بن يشاي عن رسالة إسرائيلية لحماس عن عدم الرغبة في استهدافها إذا لم تشارك في الرد الصاروخي، فإن هناك هامشاً يمكن للاحتلال احتماله. ومع ذلك فإن الكثير يعتمد على المدة الزمنية التي قد يستغرقها رد حركة الجهاد الإسلامي الصاروخي من جهة والخسائر البشرية والمادية والمعنوية التي تنتج عن هذا الرد من جهة ثانية. وإذا ما شمل رد حركة الجهاد الإسلامي وباقي الفصائل الحياة العامة في وسط وجنوب فلسطين لفترة طويلة فإن التصعيد يغدو أكثر احتمالا بقصد إجبار حماس على إعادة ضبط الأمور في القطاع.
ويمكن القول أن رد حركة الجهاد على استهداف قياداتها بدأ يقترب تقريباً من حدود النهاية. فقد أطلقت الصواريخ ليس فقط على مستوطنات غلاف غزة ولا حتى نحو إسدود وبئر السبع وإنما تخطت ذلك إلى شمال وشرق تل أبيب. وقاد رد الجهاد حتى الآن إلى إيقاف الدراسة حتى في وسط فلسطين فضلا عن منع العمل في المناطق التي تخلو من الغرف الآمنة. ويعيش في المنطقة التي تتعرض للصواريخ من غزة ما لا يقل عن نصف عدد اليهود في فلسطين المحتلة. ما يجعل من المستحيل على أي حكومة صهيونية تقبل فكرة استمرار ذلك فترة طويلة. ففي هذه المنطقة يقع أيضا مطار اللد، وهو المنفذ الجوي الرئيس كما يقع ميناء اسدود والذي يستقبل جزء كبيرا من واردات الكيان الصهيوني التجارية والصناعية والنفطية.
ولا بد من الإشارة إلى أنه بخلاف مواجهات سابقة، فإن الوسيط المصري تدخل من اللحظة الأولى وجرى الإعلان عن قرب وصول وفد من المخابرات المصرية إلى فلسطين لتهدئة الأمور. وتطلق حكومة نتنياهو إشارات بأنها غير معنية بتوسيع نطاق العمليات، ولكنها تشدد على استعدادها للرد الواسع. وبذلك، تسهل على الوسطاء مسعى التوصل إلى وقف إطلاق نار. غير أن الوساطة المصرية قد تواجه هذه المرة مصاعب في ظل خشية المقاومة من السكوت على كسر الاحتلال لقواعد اللعبة والعودة لاستهداف قيادات.
المصادر
- ^ "اغتيال قائد الجناح العسكري في حركة الجهاد الإسلامي "بهاء أبو العطا"". مصراوي.كوم. Retrieved on 12 November 2019.
- ^ الإخبارية, سما. "اغتيال القيادي في سرايا القدس "بهاء ابو العطا" وزوجته في غزة والاحتلال يعترف". سما الإخبارية. Retrieved on 12 November 2019.
- ^ "استشهاد قيادي بارز في سرايا القدس بغارة إسرائيلية على غزة". الجزيرة مباشر. Retrieved on 12 November 2019.
- ^ عرب 48, (12 November 2019). "استشهاد القيادي في "سرايا القدس" بهاء أبو العطا وزوجته في غارة إسرائيلية". موقع عرب 48. Retrieved on 12 November 2019.
- ^ "من هو الشهيد "بهاء أبو العطا" قائد سرايا القدس؟". دنيا الوطن. Retrieved on 12 November 2019.
- ^ "من هو أبو العطا الذي اغتالته إسرائيل فجر اليوم؟". RT Arabic. Retrieved on 12 November 2019.
- ^ "إسرائيل تستهدف قياديين للجهاد في غزة ودمشق". www.aljazeera.net. Retrieved on 12 November 2019.
- ^ "إسرائيل تغتال القائد العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة". 12 November 2019. Retrieved on 12 November 2019 – via www.bbc.com.
- ^ "نتنياهو يغامر في غزة ودمشق: حكومة طوارىء برئاستي". 180 پوست. 2019-11-12. Retrieved 2019-11-12.