بابكر بدري
بابكر بدري (1856- 4 يوليو 1954) هو رائد تعليم المرأة بالسودان. أنشأ أول مدارس لتعليم البنات وسماها (مدارس الأحفاد) ، هاجر بابكر بدري بعد معركة كرري 1898 التي شارك فيها الأنصار، هاجر إلي مدينة رفاعة واستقر هناك وأنشأ مدرسة للاولاد غير المدارس التقليدية التي كان متعارف عليها وقتها. والشيخ بابكر بدري كان رجل دين معروف بالتزامه ولكن مع ذلك كانت له نظرة مختلفة لتعليم البنات عما كانت سائدة وقتها، فكان يري أن من حقهن، بل ومن الواجب أن ينلن نصيبهن في التعليم وافتتح أول مدرسة لهن عام 1907 في رفاعة، وتطورت الأحفاد لتصبح مؤسسة تعليمية كاملة تشمل مدارس للاولاد والبنات في مختلف المراحل. وتوج ذلك بكلية الأحفاد الجامعية للبنات والتي تحولت الي جامعة الأحفاد للبنات. واستمرت أسرة بابكر بدري وأحفاده في سلك التعليم وأصبح لهم دورهم البارز في ذلك في السودان فاشتهر منهم العميد يوسف بدري(1912 - 1995)، و العميد قاسم بدري (1964 - ).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نشأته و تعليمه
وُلدَ بابكر بدري في دنقلا بالسودان وينتمي لقبيلة الرباطاب، ونزح مع أسرته صغيرًا إلى مدينة رفاعة في وسط السودان. حفظ القرآن في الخلوة برفاعة ثم أرسل إلى مدني ليستزيد من العلم الشرعي.
تأثر بشدة بشيخه في الخلوة أحمد حامد الكراس خصوصاً من ناحية المبالغة في عزة النفس والبعد عن "الدناءة"[بحاجة لمصدر] فيقول بابكر عن شيخه "رغم أن حيران الخلوة كانوا يفيضون علي الأربعمائة طالب لم يكن له منهم مساعد ولا من غيرهم. كان، لا يبالي بأهل المال ولا أهل الجاه ولا يقبل هدية من أحد ولا يسمح لتلاميذه أن يعملوا في مزرعة أحد ولا يستغلهم للعمل في منزله". ويضيف "كان – – يمنعنا من عادات الخلوات المؤدية للدناءة كالشحتة بالشرافة في السوق أو في المنازل أو السعي لمآتم الاموات لنأكل لحم الصدقات"[بحاجة لمصدر].
المهدية
آمن بالمهدي[بحاجة لمصدر] وهاجر مع والدته إليه حيث شارك في حصار الخرطوم وحضر فتحها ومقتل غردون. ثم رافق ود النجومي في غزوه لمصر حيث أسر وأقام بها زمانا. في القاهرة تلقف العلم وحصل على قدر كبير من المعرفة[بحاجة لمصدر]. وطاف بالمنصورة، واستقر تاجرًا بالإسكندرية، ثم تركها وسافر إلى أسوان. وفي كتابه تاريخ حياتي الذي نشر بعد وفاته تفاصيل رحلاته في تلك الفترة.
عاد إلى السودان عام 1898م ولبى نداء الخليفة عبد الله فحمل السلاح وحضر موقعة كرري الشهيرة في شمال أم درمان، وهي الموقعة التي كتب عنها تشرتشل كتابه حرب النهر.
نشاطه في التعليم
استطاع بابكر بدري بمساعدة الكولونيل كورينج بناء مدرسة كان لها الفضل في تخريج علماء أجلاء أدوا دورًا كبيرًا في الحياة السودانية.
لم يكتف بابكر بدري بذلك بل افتتح أول مدرسة خاصة لتعليم البنات في السودان عام 1903م وأدخل فيها بناته. وجد بابكر بدري معارضة شديدة حين بدأ في تعليم البنات، فقد كان السودانيون آنذاك يتوجسون خيفة من تعليم المرأة. فأخذ يعمل بأناة وحكمة في هذا المجال، وبدأبه وحُسن فهمه للناس وطبائعهم تمكن آخر الأمر من كَسبَ ثقتهم، وبصّرهم بما للعلم الحديث من فوائد غابت على الناس بسبب شكوكهم في نوايا الاستعمار. وكانت فتيات رفاعة هن رائدات التعليم النسائي في السودان.
دخل بابكر بدري بهذا العمل الجليل التاريخ السوداني وسمي «رائد تعليم المرأة في السودان». بعد ذلك عمل بابكر بدري مفتشًا في مصلحة المعارف فاهتم بإدخال الحساب والقراءة والكتابة في كتاتيب القرآن الكريم، كما ألف كتابًا في المطالعة لتلاميذ المرحلة الابتدائية. وتقاعد عام 1927م عن العمل الحكومي، ولكنه بدأ في إنجاز عمل جليل آخر هو افتتاحه لمدارس الأحفاد التي أدّت وما زالت تؤدي دورًا تربويًا كبيرًا في الحياة السودانية.
أصبحت الأحفاد اليوم عدة مدارس للبنين والبنات، كما أنها أفضت إلى إنشاء كلية جامعية تخصصت في نوع من المعرفة تحتاج له الفتاة السودانية، صارت بعد ذلك جامعة متكاملة.
يعد بابكر بدري أول من ألف الشعر للطفل السوداني، وَضَمَّنَهُ كتاب المطالعة. وقد قام المستر سكوت والأستاذ يوسف بدري بترجمة بعض فصول كتاب حياتي إلى اللغة الإنجليزية.
ذكراه
انقسمت مدينة رفاعة حول إقامة تمثال للشيخ المرحوم بابكر بدري في أول مدرسة أسسها في رفاعة، عارض جزء من أهل المدينة إقامة التمثال على أساس أنه صنم وأن الدين الإسلامي ينهى عن إقامة الأصنام وتقديسها. بينما رأى القسم الآخر غير هذا الرأي واقدموا على إقامة التمثال، فما كان من المعارضين إلا أن داهموا المدرسة في محاولة لتحطيم التمثال، وقد تمكنوا من إلحاق بعض الضرر به إلا أن سلطات المدرسة استنجدت بالبوليس الذي قام بحماية التمثال ووضع حراسة عليه.
وفي 17 فبراير 1966، وصل إلى الخرطوم وفد كبير في ثلاث عربات لوري يمثل الجانب المعارض لإقامة التمثال في المدينة لمقابلة المسؤولين وفي مقدمتهم السادة رئيس وأعضاء مجلس السيادة والسيد رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم.
السودان الجديد17/2/1966م