محمد بن أحمد النسوي
محمد بن أحمد بن علي بن محمد، شهاب الدين، المنشئ، النسوي (ت. 647هـ/1249 م) مؤرخ من الكُتَّاب.
ولد في قلعة خُرَنْدَز من أعمال نَسَا في خراسان، وكان أبوه مالكاً للقلعة إرثاً من أسلافه، وتلقى في طفولته ويفاعته علوم العربية والفارسية، واطلع على أدبهما، وحين مات والده آل حكم القلعة إليه.
ولمّا شنَّ التتار سنة 617هـ/1220م هجومهم الكاسح على مشرق العالم الإسلامي كانت نسا أول مدينة هاجموها، فاعتصم النسوي في قلعته التي غدت ملجأً للهاربين، ولم يتمكن التتار من احتلالها لمناعتها.
وقد أهَّله ذلك لتولي نيابة قلعة نسا بعد رحيل التتار عنها حيث شارك في المعارك ضدهم، وبقي في منصبه هذا حتى سنة621هـ/1224م فرَّ حينها إلى شمالي العراق إثر فتنة وقعت بين أمراء الدولة الخوارزمية في نسا، مستغلين هروب السلطان جلال الدين إلى الهند عقب هزيمته من التتار.
وحين عاد السلطان جلال الدين سنة 622هـ/1225م راح يستعيد سلطانه على بلاده ممن اغتصبها منه حتى وصل إلى مشارف شمالي العراق، وهناك التقى النسوي، فعينه كاتباً للإنشاء لديه ومنذ ذلك الوقت صار النسوي في مركز الحياة السياسية في الدولة الخوارزمية، ورافق جلال الدين في حروبه، وكان يضع له أهم المراسيم التي يصدرها، ويُسْفِرُ له في المهمات السياسية، وقد قدّر له جلال الدين جهوده في خدمته، فعينه وزيراً لنسا، مشترطاً عليه البقاء معه على أن يولي عليها نائباً عنه، وبقي النسوي ملازماً له حتى حاصره التتار قرب حاني، ففارقه إلى ميافارقين، حيث بلغه وهو هناك مقتل جلال الدين على يد أحد الأكراد في منتصف شوال سنة 628هـ/1231م، فانضم إلى خدمة غازي بن العادل الأيوبي ملك ميافارقين، ثم فارقه وقد ساءت العلاقة بينهما، والتحق بخدمة مقدم الخوارزمية الأمير بركة خان حيث صار عنده بمنزلة الوزير إلى أن قتل بركة سنة 644هـ/1246م، فانتقل إلى خدمة سلطان حلب الناصر يوسف بن العزيز الأيوبي، الذي اتخذه سفيراً له إلى التتار عدة مرات، عاد في آخرها إلى حلب، ثم ما لبث أن توفي فيها سنة 647هـ/1249م.
كان النسوي قد اطّلع على كتاب «الكامل» لابن الأثير، ووجده قد ألـمَّ ببعض أخبار التتار والدولة الخوارزمية، فتشوَّق إلى التوسع فيها، وخاصة أنه عاين كثيراً من حوادثها، فأكبّ نحو سنة 639هـ/1241م ـ وكان قد مر على وفاة جلال الدين نحو عشر سنين، يؤلف كتاباً في سيرته سماه «سيرة السلطان جلال الدين مَنكبُرْتي» غير أنه لم يقتصر فيه على سرد حياته فحسب، بل استهل كتابه بسرد تاريخ التتار في موطنهم، ثم تتبعهم إلى أن حطّوا رحالهم على حدود بلاد المشرق الإسلامي، ثم تكلم عن الدولة الخوارزمية في عهد السلطان علاء الدين محمد والد جلال الدين وعن صراعه مع التتار الذي انتهى بموته وسقوط دولته، ثم راح يفصل الحديث عن الدولة الخوارزمية في عهد آخر سلاطينها جلال الدين منكبرتي، ويعد كتابه بحق من أهم المصادر عن تاريخ تلك الفترة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المصادر
- ابراهيم الزيبق. "النَّسَــوي (محمد بن أحمد ـ)". الموسوعة العربية.
للاستزادة
- محمد بن أحمد النسوي، سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي، تحقيق حافظ أحمد حمدي (دار الفكر العربي، القاهرة 1953م ).
- عباس العزاوي، التعريف بالمؤرخين في عهد المغول والتركمان (بغداد 1957م).
- شاكر مصطفى، التاريخ العربي والمؤرخون (دار العلم للملايين، بيروت 1987م).