النزاع في جمهورية أفريقيا الوسطى في عهد جوتوديا

النزاع في جمهورية أفريقيا الوسطى في عهد جوتوديا
التاريخ13 أبريل 2013 (2013-04-13) – متواصل
(11 years, 7 months, 1 weeks and 1 days)
الموقع
المتحاربون

 جمهورية أفريقيا الوسطى:

المتمردون

الأمم المتحدة ميسكا[2][3]
 فرنسا[4][5]
فوماك
 المملكة المتحدة (للدعم)
أفريكوم (للإمداد)[6]
القادة والزعماء
جمهورية أفريقيا الوسطى ميشل جوتوديا جمهورية أفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزيه فرنسا فرانسوا أولاند
فرنسا جان-إيڤ لو دريان
الضحايا والخسائر
2 قتلى من الجنود[7]
الإجمالي: على الأقل 500 مدني قُتِلوا (7–8 ديسمبر والأسبوع التالي)(ICRC)
الآلاف قُتِلوا[8]
(حسبما تزعم منظمات حقوق الإنسان)

النزاع في جمهورية أفريقيا الوسطى في عهد جوتوديا بدأ أساساً في 13 أبريل 2013، حين وقع انقلاب. ونشب النزاع بين الانقلابيين الجدد في طرف وتحالف سيليكا Séléka السابق لكل من جماعات المتمردين ومعارضين آخرين، والذي كان يحكم جمهورية أفريقيا الوسطى في الطرف الآخر. وقد اتخذ النزاع شكلاً دينياً لأن تحالف سيليكا محسوب على الأقلية المسلمة من الشمال. وقد نشب النزاع في عهد رئاسة ميشل جوتوديا. وقد حذرت المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة، من احتمال وقوع ابادة عرقية. وقد خوّل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2122 ميسكا MISCA بالانتشار في البلد، وقادت فرنسا العمليات بقوات اضافية أُرسلت لتعزيز قوات لها كان توجد سابقا وكان عديدها بضع مئات في البلد.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

المتمردون في شمال جمهورية أفريقيا الوسطى في يونيو 2007.


الوضع

بعد تلقيهم صدمة من جراء تصعيد أعمال القتل والاغتصاب وغيرها من الانتهاكات التي ارتكبها المسلمون والمسيحيون ضد بعضهم البعض في جمهورية أفريقيا الوسطى، سافر رجال الدين من كلا الجانبين معاً في الأونة الأخيرة للتبشير بالسلام والاستماع إلى قصص الرعب.[9]


فقد ارتفعت مستويات العنف وانعدام القانون والإفلات من العقاب السائد في جمهورية أفريقيا الوسطى – حيث “تتكشف كارثة إنسانية ذات أبعاد ملحمية”، وفقاً لمنظمة العفو الدولية – إلى الحد الذي اضطر المطران ديودون نزابالينگا وعمر كوبين لاياما كبير الأئمة في البلاد، للسفر تحت حراسة مسلحة.

وقد بدأ الفصل الأخير في تاريخ العنف في جمهورية أفريقيا الوسطى في ديسمبر 2012، عندما تقدم تحالف من قوات المتمردين غالبيته من المسلمين – يُعرف باسم سيليكا (Seleka) ويعززه المرتزقة من دولتي تشاد والسودان المجاورتين والسجناء الذين تم تهريبهم من السجون – جنوباً ونجح في نهاية المطاف في إسقاط الرئيس فرانسوا بوزيزيه في شهر مارس الماضي.

ورداً على التمرد وموجة الانفلات الأمني التي أعقبت التفكيك الرسمي لقوات السيليكا في شهر سبتمبر، وفي غياب الشرطة وغيرها من قوات الأمن التابعة للدولة، شكل سكان غالبيتهم من المسيحيين وحدات الدفاع عن النفس المسماة مكافحة بالاكا (أي المضادة للمنجل بلغة سانگو) في القرى الواقعة شمال البلاد.

”نحن الآن بحاجة إلى أن نسأل أنفسنا، هل نريد دفع هذا البلد نحو حرب طائفية، أم ينبغي أن يعمل الناس معاً لبناء هذا البلد؟ هذا ما يحتاج القادة إلى أخذه بعين الاعتبار،” كما أكد نزابالينگا في بوسانگوا، التي تقع على بعد 300 كيلومتر شمال العاصمة بانگي، حيث لجأ حوالي 36,000 شخص إلى مقر الإرسالية الكاثوليكية، والمدرسة التابعة لها.

وقد بلغ إجمالي عدد النازحين في جمهورية أفريقيا الوسطى حوالي 400,000 شخص، يعيش معظمهم في الأدغال، حيث تندر فرص الحصول على المياه النظيفة أو الإغاثة الإنسانية.

وقال نزابالينغا أن البلاد “وصلت إلى أسوأ الأسوأ” بكل ما في العبارة من معنى، مضيفاً “أننا لم نر الناس يفرون إلى الإرسالية الكاثوليكية طلباً للسلامة من قبل، أو جميع الأطفال يهجرون مدارسهم، أو المستشفيات بدون أدوية، أو السكان المسيحيين والمسلمين يقاتلون بعضهم البعض”.

مخاوف من إبادة جماعية

وتحدث أسقف البلدة، نيستور أزياغبا والإمام لاياما عن مخاوفهما من الإبادة الجماعية، وهو احتمال أثاره أيضاً وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وكبار مسؤولي الأمم المتحدة وكذلك نشطاء حقوق الإنسان في الأونة الأخيرة.

وأكد أزياغبا أن “المتمردين يحاربون السكان المحليين غير المسلمين، ومن ثم تقوم ميليشيات [مكافحة بالاكا] بمحاربة المتمردين والمجتمع المسلم بأسره. إننا بصدد انقسام حاد بين الطائفتين المسيحية والمسلمة”.

وأضاف قائلاً: “ما أريد أن أمنعه هو الحرب ضد الإخوة والأخوات الذين كانوا يعيشون جنباً إلى جنب لسنوات عديدة”، واعترف باستحالة تحقيق ذلك من دون مزيد من الالتزام من قبل الحكومة الجديدة بقيادة ميشيل دجوتوديا، أول رئيس مسلم للبلاد. ومن جانبه، أقر دجوتوديا بضعف أو انعدام قدرته على السيطرة على المتمردين السابقين.

“ولكن للأسف، هذه الحكومة لا تتحمل مسؤولياتها،” كما شكا أزياغبا.

كما بدت الصدمة على لوياما بسبب مستوى الدمار الذي شاهده على الطريق إلى بوسانغوا. وقال أن “ما شهدناه تجاوز فهمنا، لأن ما رأيناه على طول الطريق يشير إلى أنه لم تعد هناك أي بلدات على الإطلاق”.

وأضاف قائلاً: “نحن، الزعماء الدينيون، نحاول القيام بواجبنا، لكننا نطلب من الحكومة القيام بدورها أيضاً. ليس كل المسيحيين من وحدات مكافحة بالاكا، مثل ما نسمعه هنا، وليس كل المسلمين من السيليكا، كما هو متصور”.

الإيذاء المتعمد

ومن بين أولئك الذين يسعون للحصول على ملاذ في الإرسالية الكاثوليكية، لوسي بلانش فيغانزانولي، التي قالت أن قوات السيليكا دمرت قريتها المسماة بوديلي بالكامل في شهر سبتمبر الماضي، وقتلت زوجها ومزقت أفراد الأسرة الآخرين بالمناجل وقتلت خمسة من جيرانها.

إننا لم نر الناس يفرون إلى الإرسالية الكاثوليكية طلباً للسلامة من قبل، أو جميع الأطفال يهجرون مدارسهم، أو المستشفيات بدون أدوية، أو السكان المسيحيون والمسلمون يقاتلون بعضهم البعض

وأضافت قائلة: “رأيت السيليكا يأخذون زوجي ويضربونه. وبعد ذلك هاجموا والدته وقتلوها”.

وروى أحد عمال الإغاثة، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه خوفاً من الانتقام، سلسلة من الروايات المذهلة عن الانتهاكات وأعمال القتل التي تم جمعها من المدنيين خلال الأشهر الأخيرة.

“جاءت امرأة لتلد في 10 أكتوبر، وفي 11 أكتوبر، جاء السيليكا إلى القرية وقتلوها رمياً بالرصاص. كما وضعوا “زوج امرأة أخرى “في كيس به حجر، وقيدوه وألقوا به في النهر في نفس اليوم الذي أنجبت فيه طفلها”.

وقالت حليمة بوبا، من قرية زيري، وهي واحدة من 2,000 مسلم يعيشون الآن في بوسانغوا أن وحدات الدفاع عن النفس – التي يُقال أنها مدعومة من قبل بقايا جيش بوزيزيه – لا تقل شراسة عن المتمردين السابقين.

وروت أن “قوات مكافحة بلاكا جاءت وهاجمت منزلنا في الخامسة صباحاً. لحقوا بزوجي في الشرفة فأمسكوه وضربوه بالمناجل على رأسه وجنبه وظهره”.

وقد نجت بوبا مع ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات وطفل آخر من زوجة أخرى، ولكنها تخشى أن يكون الآخرون وقعوا في أيدي الميليشيات ولم ينج منهم أحد.

وقالت أيضاً أنهم “ضربوا طفلاً في الثالثة عشرة من عمره حتى الموت،” مضيفة أنها شاهدت حوالي 27 شخصاً قُتلوا وأصيب ثمانية آخرون قبل أن تتمكن من الهرب والاختباء في الأدغال.

وقالت حليمة أدامو، التي كان شقيقها التوأم البالغ من العمر 20 عاماً واحداً من سبعة رجال مسلمين جرتهم قوات مكافحة بالاكا من إحدى الحافلات وقتلتهم، أنها لا تعرف ما إذا كانت ستتمكن من العودة إلى قريتها والثقة في جيرانها مرة أخرى، على الرغم من أن “المسيحيين جميعاً غادروا منازلهم”.

وذكر عامل إغاثة أن امرأة مسلمة أخرى “ذهبت لرعي أبقارها، وعلى الطريق صادفت قوات مكافحة بالاكا، الذين قتلوا 20 شخصاً، وكانت هي الناجية الوحيدة، لكنها أصيبت بجرح أحدثه منجل”.

وفي تقرير تم تقديمه مؤخراً إلى مجلس الأمن، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن “هذه الحلقة المفرغة، إذا لم تعالج الآن، ستهدد بالتحول إلى انقسام ديني وعرقي في جميع أنحاء البلاد، مع احتمال أن تصبح وضعاً لا يمكن السيطرة عليه، بما في ذلك الجرائم الوحشية، التي تترتب عليها آثار وطنية وإقليمية خطيرة”.

من جانبها، قالت ايمي مارتن، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في جمهورية أفريقيا الوسطى، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن “أكبر مخاوفي هو أن يصل هذا إلى بانغي”.

وقال الجنرال بابكر غاي، رئيس مكتب الأمم المتحدة لبناء السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى (BINUCA)، “إذا لم يتم عمل شيء، سيكون هناك خطر من أن تتحول المواجهة بين مقاتلي سيليكا السابقين ومجموعات الدفاع الذاتي العفوية إلى مواجهة بين المسلمين والمسيحيين، ولكننا لم نصل إلى هذا الوضع حتى الآن، وعلينا أن نقول أننا لم نصل إلى هذا بعد”.

ولكن بروفيت نغايبونا، الذي يختبئ مع عائلته في بوسانغوا، يختلف معه في الرأي. وقال نغايبونا الذي غادر قريته في أعقاب هجوم السيليكا: “بمجرد وصولهم إلى هناك، بدؤوا يقتلون الناس، وحتى جميع المسلمين الذين يقيمون في تلك المنطقة لديهم بنادق. لديهم جميعاً بنادق ومناجل وبدؤوا يقتلون الناس. إنهم ليسوا جنوداً. إنهم متمردون جاءوا لتدمير البلاد،” كما أفاد.

وأضاف قائلاً: “إننا نصلي وندعو أن يأتينا رئيس مسيحي”.

بذور الكراهية

ووصف الأسقف أزياغبا الوضع بأنه “أزمة سياسية في المقام الأول. فقد تلقى شخص العون من مرتزقة من تشاد والسودان للوصول إلى السلطة. وبمجرد وصوله إلى السلطة، كان من المفترض أن يصبح رئيساً للبلاد بأكملها. وللأسف، فإن معظم المرتزقة الذين ساعدوه على الوصول إلى السلطة من المسلمين ومن خارج البلاد. ليس لديهم أي شعور تجاه السكان المحليين، ولذلك بدؤوا يرتكبون انتهاكات وينهبون ممتلكاتهم وأبقارهم ومحاصيلهم، ويحرقون كل ما كانوا يملكونه”.

وفي سياق متصل، أشارت لويزا لومبارد من جامعة كاليفورنيا في بيركلي في أبريل 2013 إلى أن العديد من المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى قد تحملوا التمييز لفترة طويلة. وأضافت أن “سكان جنوب جمهورية أفريقيا الوسطى يعتبرون في كثير من الأحيان جميع سكان الشمال الشرقي ‘أجانب’ (من تشاد أو السودان)، وهذا يعني أنه بغض النظر عن جنسيتهم الفعلية، فإنهم لا ينتمون إلى البلاد. وعندما يسافر الناس من الشمال الشرقي يتعرضون لمراقبة خاصة بسبب وضعهم المزعوم كغرباء. وعلى سبيل المثال، كثيراً ما يتعرض الأشخاص الذين توحي أسماؤهم أو ملابسهم بأنهم مسلمون للمضايقة والابتزاز الإضافي عند العديد من الحواجز التي تديرها فروع قوات الأمن الحكومية والمتمردون و/أو آخرون”.

من ناحية أخرى، ذكرت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير نُشر في يونيو 2013 أن التمرد الأخير كان “من صنيعة سياسيين سابقين موصومين بالعار ويسعون للانتقام والعودة إلى السلطة السياسية. وبالتالي، فإن السيليكا هي تحالف غير متجانس من أفريقيا الوسطى والمقاتلين الأجانب الذين لا يملكون شيئاً من القواسم المشتركة عدا كونهم مسلمين”.

وأضاف التقرير أن “التوازن السياسي الجغرافي والعرقي والديني داخل قيادة البلاد قد اهتز، مما أثار المخاوف والبلبلة في جمهورية أفريقيا الوسطى وفي البلدان المجاورة. وقد توجهت الطائرة العسكرية التي أقلت جرحى السيليكا إلى الخرطوم والرباط، وقام زعماء أفريقيا الوسطى بزيارة إلى قطر، وأعربت الدول المجاورة (جنوب السودان وأوغندا والكونغو برازافيل) عن مخاوف من صعود الأصولية الدينية، وكل ذلك خلق مناخاً من الشك والتوترات الدينية الخطرة داخل البلاد والمنطقة بأسرها”.

وقال الباحث الفرنسي رولان مارشال في مقال نشره المرصد العالمي التابع لمعهد السلام الدولي في سبتمبر 2013 أن مقاتلي السيليكا “لديهم ميول نظرية نحو الإسلام السياسي” ولكنهم يتقاسمون أيضاً “شعوراً قوياً بالهوية الجماعية وإرادة الانتقام من أنظمة جمهورية أفريقيا الوسطى السابقة والمستفيدين منها الذين تم تحديدهم بأنهم المواطنون المسيحيون”.

ولكن بعض الأشخاص الذين يسعون لإيجاد ملاذ في بوسانغوا مقتنعون بأن المقاتلين الذين شكلوا تحالف سيليكا يهتمون بالثروة أكثر من السلطة السياسية ويستخدمون الدين كذريعة للحصول عليها من موارد جمهورية أفريقيا الوسطى الطبيعية، مثل الماس والذهب والأخشاب.

وقد رأى دوفيو رودريغيز أفراد السيليكا يذبحون أخاه في مركز للشرطة في بوسانغوا وقال أن ثلاثة آخرين من أفراد أسرته قُتلوا على الطرقات، بينما نجا هو بأعجوبة من هجوم على منطقة تعدين الذهب التي تبعد 30 كيلومتراً عن المدينة، والتي قال أن السكان المسلمين المحليين قادوا المقاتلين إليها.

“في السابق، كانت لدينا علاقات جيدة مع المسلمين الذين كانوا في الأدغال معنا يبحثون عن الذهب، ولكن منذ قدوم السيليكا، أصبحوا يريدون قتلنا والاستيلاء على كل ما نملك،” كما قال.

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ http://www.bbc.co.uk/news/world-africa-25195929
  2. ^ "Central African Republic: Security Council approves new peacekeeping force". United Nations News Center. December 5, 2013.
  3. ^ "UN peacekeepers are heading into the Central African Republic". Public Radio International. December 5, 2013.
  4. ^ "French troops sent into Central African Republic in effort to stop bloodshed". The Guardian. December 6, 2013.
  5. ^ "French launch Central African Republic mission but deaths mount". Reuters. December 6, 2013.
  6. ^ http://www.foxnews.com/politics/2013/12/09/pentagon-weighs-sending-us-support-to-central-african-republic-amid-violence/
  7. ^ http://www.aljazeera.com/news/africa/2013/12/french-president-visit-c-african-republic-2013121082519859796.html
  8. ^ http://www.aljazeera.com/news/africa/2013/11/evidence-massacre-uncovered-car-2013117671860551.html
  9. ^ "العنف الديني وبذور الكراهية في جمهورية أفريقيا الوسطى". المصير. 2013-12-15. Retrieved 2013-12-20.