المصيدة الأمريكية (كتاب 2019)
 | |
| الطبعة الأصلية بالفرنسية، صدرت في يناير 2019. | |
| المؤلف | فردريك پيروتشي |
|---|---|
| العنوان الأصلي (إذا لم يكن بالعربية) | Le Piège américain |
| البلد |  فرنسا |
| اللغة | الفرنسية |
| الناشر | |
| الإصدار | 2019 |
| عدد الصفحات | 386 |
المصيدة الأمريكية يتصدر كتب البزنس في الصين، هو مذكرات رئيس ألستوم الفرنسية، فردريك پيروتشي، الذي سجنته أمريكا سنتين بتهمة رشوة إندونيسيا لبيع غلايات. يزعم أن السجن سهّل استحواذ شركة جنرال إلكتريك الأمريكية على قسم الطاقة في ألستوم. وثمة أوجه تشابه قوية بين قضيتي هواوي وكارلوس غصن في نيسان.
وقد ذاع صيت الترجمة الصينية للكتاب الفرنسي الجديد إثر لقاء إعلامي مع رن ژنگفـِيْ، رئيس هواوي، ظهر فيها الكتاب على مكتب مؤسس هواوي، المحتجزة ابنته منگ وانژو في كندا لطلب أمريكا تسليمها لمحاكمتها لمخالفتها قوانين الحظر الأمريكي لإيران.
المصيدة الأمريكية، الذي شارك في تأليفه الصحفي الفرنسي ماثيو آرون، هو قصة تحذيرية للمديرين التنفيذيين للشركات متعددة الجنسيات الذين يزداد خطر تعرضهم للتقاضي عند الادعاء بمخالفتهم القانون الأمريكي. ومن آخر الأمثلة على ذلك، اعتقال منگ وانژو، الابنة الكبرى لرئيس شركة هواوي، رن ژنگفـِيْ، وهي محتجزة في كندا بناءاً على طلب تسليم للولايات المتحدة، بسبب مزاعم بأنها ساعدت في الاحتيال على البنوك لتجنب فرض عقوبات على إيران.
يفتتح الكتاب بالأحداث المحيطة بإلقاء القبض على فردريك پيروتشي بعد بضعة أشهر من انتهاء خلافاته المستمرة منذ خمس سنوات مع وزارة العدل الأمريكية. في أكثر من 386 صفحة، يصف پيروتشي الحياة مع المجرمين في سكون پنسلڤانيا ورود آيلاند، المكائد الخلفية مع المحامين والمدعين العامين في الولايات المتحدة، الذين يسعون لعقد صفقة بين المحكمة العليا والسياسيين الفرنسيين حول صفقة استحواذ عبر الأطلسي بقيمة 10 مليار دولار.
ليس هناك ارتباط بين قضية پيروتشي وغصن ويجمعهما القليل من القواسم المشتركة. وصل پيروتشي على متن رحلة كاثي پاسيفيك، بينما ألقي القبض على غصن من على طائرته الخاصة في مطار هانيدا بطوكيو في نوفمبر. اتهم ممثلو الادعاء اليابانيون غصن بارتكاب مخالفات تتعلق بخسائر تجارية شخصية، ودخل رئيس نيسان موتورز السابق وحقق أرباح شخصية من خلال الشركة، الاتهامات التي أنكرها غصن. اعتقل پيروتشي واعترف بذنبه، وبدوره في فضيحة الرشوة العالمية التي تورطت فيها ألستوم منذ أكثر من عشر سنوات.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الغموض المؤسساتي
ومع ذلك، هناك قاسم مشترك بين القضيتين: رائحة المكائد المؤسساتية وعقد الصفقات الحساسة سياسياً.
في قضية غصن، اتهمت ابنتيه شركة نيسان بتلفيق الاتهامات لمنع خطة محتملة لدمج نيسان اليابانية ورينو الفرنسية. بالنسبة لپيروتشي، لم يُعلن عن مخالفاته القانونية إلا بعد أن نجحت شركة جنرال إلكتريك في التوصل لاتفاق للاستحواذ على قسم أعمال الطاقة في ألستوم الفرنسية للطاقة. بمرارة وانكسار، يقول پيروتشي أن الرئيس التنفيذي السابق لألستوم، پاتريك كرون، لم يدخر جهد من أجل تسهيل اتفاقية عام 2015.
قضية الرشوة
ألقي القبض على پيروتشي بموجب القانون الأمريكي للممارسات الفساد الأجنبية. سمح القانون العابر للحدود الوطنية لوزارة العدل الأمريكية بفتح تحقيقات مكافحة الفساد في جميع أنحاء العالم ضد الشركات الغير أمريكية وفرض غرامات ببلايين الدولارات. على الرغم من نجاحه في إثناء الشركات عن دفع الرشاوى، إلا أنه أثار استياء من الولايات المتحدة لتصرفها كمنفذ عالمي للقانون واستهداف منافسيها من الشركات الأجنبية.
عام 2014، أقرت ألستوم بأنها مذنبة ووافقت على دفع غرامات قيمتها 772 مليون دولار، التي كانت في ذلك الوقت أكبر عقوبة جنائية تصدر بموجب القانون الأمريكي لمكافحة الرشوة. قال ممثلو الادعاء إن الشركة دفعت عشرات الملايين من الدولارات لتأمين عقود قيمتها 4 مليار دولار لمشروعات شركات مملوكة للدولة في البهاما، مصر، إندونيسيا، السعودية، وتايوان.
صفقة جنرال إلكتريك
تركز الاتهامات الموجهة لپيروتشي، على عقد محطة توليد طاقة إندونيسية بقيمة 118 مليون دولار تم توقيعها في عام 2005. وكجزء من عمله من أجل فوز أستوم بالعقد، ساعد في توظيف "استشاريين" خارجيين اعتادوا على حشد الدعم بين المسؤولين المحليين. في كتابه، وصف پيروتشي هذه الممارسة بأنها تنفذ بشكل دقيق، مع إجراءات محددة بوضوح للموافقة عليها من قبل الشركة.
كان پيروتشي من بين أكثر من عشرة مستهدفين في التحقيقات. لم يتم ذكر اسم كرون أبداً وتم منح الرئيس التنفيذي السابق تعويضاً مثيراً للجدل بقيمة 6.6 مليون يورو (7.5 مليون دولار) بعد صفقة جنرال إلكتريك. رفض المساهمون، بمن فيهم الحكومة الفرنسية، حزمة النقد والأسهم، ولكن تم الاحتفاظ بها من قبل مجلس إدارة ألستوم.
ووفقا لوزير الاقتصاد السابق أرنولد مونتبورگ، أثناء إلقاؤه كلمة أمام اللجنة البرلمانية في 2017: مما لا شك فين أن كرون كان تحت ضغط من وزارة العدل الأمريكية عندما تفاوض على صفقة جنرال إلكتريك دون علم الحكومة الفرنسية.
خليفته، والرئيس الفرنسي الجديد، إمانوِل ماكرون، صرح للمشرعين في 2015- قبل اكتمال صفقة جنرال إلكتريك-ألستوم- أنه كان مقتنعاً بوجود صلة "سببية" بين تحقيق وزارة العدل ودعم كرون للصفقة.
وأضاف: "لكن ليس لدينا دليل. لا أعرف ما إذا كان التحقيق قد أثر سلباً على السيد كرون".
يدعي پيروتشي أن محاكمته وسجنه ما هما إلا إجراء للضغط على كرون من أجل الإبقاء على للبقاء على قيادة ألستوم ودفع صفقة جنرال إلكتريك. لم ترد وزارة العدل على الفور على ادعاءات پيروتشي.
نصائح للحماية
وقال كرون أمام اللجنة البرلمانية: "لم أخضع أبداً لأي ابتزاز، ولم أتعرض لأي ضغط من أي نوع، سواء من الأمريكيين أو أي سلطة قضائية أخرى". "لم استفد من أي حماية، التلميحات مهينة ولا أساس لها من الصحة". وقال متحدث باسم كرون إن السلطة التنفيذية ليس لديها ما تضيفه إلى هذه التعليقات.
قالت جنرال إلكتريك إنها لن تعلق على الإجراءات القانونية التي بدأت ضد ألستوم قبل استحواذها على أصول الطاقة من الشركة الفرنسية. وقالت أيضاً إنها ليس لديها ما تقوله في قضية پيروتشي وادعاءاته. ومن المفارقات أن صفقة ألستوم - أكبر عملية استحواذ قامت بها شركة جنرال إلكتريك - كانت بمثابة خيبة أمل كبيرة بالنسبة للمجموعة الأمريكية، حيث تم شطب معظم عمليات الشراء التي بلغت قيمتها 23 مليار دولار في 2018.
بعد فترة وجيزة من اعتراف پيروتشي المسجون بالذنب في الولايات المتحدة، طُرد من ألستوم وتوقفت الشركة عن دفع مصروفاته القانونية. وبشكل عام، أمضى ما يزيد عن عامين خلف القضبان ونحو ثلاث سنوات أخرى بكفالة. الآن عاد پيروتشي إلى فرنسا لتقديم المشورة للشركات والموظفين بشأن قانون مكافحة الفساد الأمريكي وأفضل السبل لحماية أنفسهم.
وحسب پيروتشي، ففرنسا بحاجة إلى تعزيز قوانينها الخاصة بمكافحة الفساد حتى تتمكن من مواجهة الولايات المتحدة على قدم المساواة. هذه حرب اقتصادية سرية".
المراجع
- Tara Patel (2019-01-15). "'American Trap': A French Executive's View From a U.S. Prison Cell". بلومبرگ.