اللبوة (بعلبك)
اللبوة هي احدى قرى قضاء بعلبك في محافظة البقاع، لبنان. تبعد 114 كلم عن بيروت. ترتفع 925م فوق سطح البحر. ويبلغ زمامها 2282 هكتار. وعدد سكانها 5,375 نسمة.[1] وهي المدخل الوحيد إلى بلدة عرسال الحدودية الذي لا تحرسه قوى الجيش اللبناني في 2014، بالاضافة إلى ثمان مداخل محروسة لعرسال لمنع تسلل التكفيريين منها أو إليها.
تعود التسمية إلى اللغة الآرامية وتعني القلب أو الوسط. ولكن هناك من الباحثين من يرى أن التسمية عربية في الأساس بمعنى اللبوة، أنثى الأسد على اعتبار أن الأسود تواجدت قديماً في لبنان. في وسط بلدة اللبوة ثلاث مغاور تحوي في داخلها عدة نواويس يعود تاريخها إلى الحقبة الرومانية- البيزنطية. وهناك بقايا معبد روماني لا يزال يحتفظ بجزء من جداره الغربي وبعض أرضيته. وتتبعثر إلى جانب تلك المغاور بقايا حصن بيزنطي. كما يوجد هناك أيضاً سد روماني يعود إلى حقبة الملكة زنوبيا، وبعض الآثار التي استدل المنقبون منها على وجود أقنية لجر المياه من اللبوة إلى تدمر.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حاجز الأمن الذاتي يحاصر عرسال
شكل تفجير الهرمل في يناير 2014، سببا جيدا لاعادة حواجز "الامن الذاتي"، التي تركزت في ثلاث نقاط أساسية، على طريق عام الهرمل، في منطقة دورس على المدخل الشمالي لبعلبك، وعلى مدخل بلدة عرسال في منطقة اللبوة.[3]
ارتفعت الاعتراضات مجددا في بلدة عرسال على حاجز الأمن الذاتي الذي يحد من حركة ابنائها وانتقالهم عند منفذ البلدة الوحيد الى منطقة اللبوة، والذي يقول رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أنه "مشروع حرب أهلية في المنطقة".
ليست المرة الاولى التي تقوم فيها هذه الحواجز وترتفع الاعتراضات بوجهها. وبحسب رئيس بلدية اللبوة رامز أمهز، فإنه بعد انفجار الهرمل الاول اصر شباب البلدة على حماية اهلهم، فأقاموا حاجزا للامن الذاتي، ولكن سرعان ما رفعوه بعدما شعروا بتململ جيرانهم في عرسال. وبعد الانفجار الثاني الذي وقع في حارة حريك، توجس ابناء البلدة من تكرار الامر في الهرمل ايضا، فاعادوا تثبيت الحواجز عند تقاطع عرسال مع اللبوة لفترة قبل ان تؤدي الاعتراضات عليه الى رفعه مجددا، وما أن رُفِع حتى وقع انفجار الهرمل في اليوم التالي.
يشرح أمهز أن تثبيت الحاجز "المدني" مجدداً جاء بالتنسيق مع الدولة!، "لأن السيارة المفخخة مرت بمرمى العين من طريق عرسال، وبالتالي وجودها نهائي هذه المرة الى ان تعطى الضمانات لاهل المنطقة ولا سيما في اللبوة والهرمل وسواهما بأن الدولة اللبنانية مستعدة لأن تأخذ مسألة امن المواطنين على عاتقها". الامر، الذي يرى امهز انه "مستحيل في ظل المهمات الفضفاضة الملقاة على عاتق المؤسسة العسكرية".
لا يبدو ان أمهز يرى الضمانة في التضامن الانساني الذي ابدته عرسال اثر وقوع انفجار الهرمل، وتوجه وفد من مخاتيرها الى بلدة اللبوة تحديدا للتأكيد على "التلاقي من اجل وأد الفتنة". بل تبدو الاتهامات يقينية عنده "بأن السيارة الاخيرة التي انفجرت في الهرمل اجتازت مفرق عرسال ـ اللبوة ". ويقول في المقابل إن "الشباب الموجودين على حواجز الامن الذاتي، لا يتعرضون لاي شخص يعرفون انه من ابناء عرسال، والتدقيق بالمقابل هو في هوية السوريين، والاشخاص الغريبين الذين يقصدون المنطقة، واي اشتباه بسيارة أو افراد يحال الى الجيش اللبناني".
برأي أمهز ان " اهل عرسال الشرفاء يرحبون بهذه الحواجز"، خصوصا كما يقول إن "لا اتهام مباشرا لهم بالتفجيرات التي وقعت في المناطق الشيعية، ولكن عرسال هي ممر للسيارات التي تجهز في منطقة يبرود السورية وتنتقل الى لبنان عبرها ومن ثم اللبوة"، أما المعترضون فهم برأيه "شركاء في تمرير هذه السيارات المفخخة الى المناطق الشيعية على مختلف الاراضي اللبنانية".
الكلام يبدو "مسيئا لعرسال واهلها" كما يرى رئيس بلدية عرسال السابق باسل الحجيري. فعرسال كما يقول: "ليست حزبا أو حركة سياسية منظمة، نحن قرية وناس، عاديين وأقل من عاديين، بلدتنا فوضوية ولا علاقة لنا بالأمور التنظيمية". اما رفع الحواجز المدنية بوجه المدنيين فبرأي الحجيري يشكل "تعدياً على حقوق المواطنين، خصوصا انها لم تقم على الطريق العام، بل اقيمت على مخرج البلدة تحديدا، وهم يفتشون كل سيارة ويطلبون الهويات ويقومون بتصويرها، واذا كان المار مطلوبا، واعني هنا مطلوبا عندهم، يوقفونه. والامر يتم تحت نظر الجيش اللبناني الذي لا يتدخل لوقف هذه المخالفة، بل يعمل بأوامرهم ويؤازرهم اذا طلب منه ذلك".
هناك حملة تحريض على عرسال، برأيي باسل الحجيري، الذي يتخوف من محاولة خنق اهل البلدة ليصبحوا غير قادرين على التأقلم مع البيئة المحيطة. الامر الذي يقول "اننا لن نقف مكتوفي الايدي تجاهه، فنحن لا زلنا نشدد على العيش الواحد مع جيراننا كما اجتزنا معا كل الظروف، ولكن ابن عرسال لا يجلس في بيته وينتظر من يذبحه، ومنعنا من الوصول الى لقمة العيش، سيحولنا كلنا انتحاريين".
قلق الرئيس السابق لبلدية عرسال كما رئيسها الحالي علي الحجيري، هو ان يمر شاب على هذه الحواجز "فلا يحمله رأسه ويشتبك مع عناصره" وعندها يقول علي الحجيري "ستكون بداية الحرب".
يرفض علي الحجيري رفضا قاطعا "الادعاءات" بأن "السيارة التي انفجرت في الهرمل اخيرا خرجت من عرسال"، ويسأل "من اكد ذلك ومن شاهدها؟"، وبرأيه "أن كل عمليات التفجير مفبركة كي تعطي ذريعة لتورط حزب الله في أحداث سوريا، بالاساس من استجلب هذه الانفجارات الينا". ولكنه يرفض ان ينفي او يؤكد ان تكون عرسال ممرا للسيارات المفخخة التي تعبر إلى المدن والقرى الشيعية، بل يقول ان هناك 9 حواجز للجيش اللبناني على مداخل بلدة عرسال وهذه مسؤولية الدولة".
بموازاة حواجز الامن الذاتي، ثمة شعور في عرسال بأنها باتت "ككومة قش يابسة بين محيطها المعادي، والكل مستعد لاشعال النار فيها تصفية للحسابات". ومن يتابع تطور الامور الميدانية هنا يخرج بانطباع بأن "الحرب الباردة" واقعة فعلا بين عرسال وجيرانها منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتطور الامور في سوريا الى معارك طاحنة بين النظام ومعارضيه الذين وجدوا ملاذهم في عرسال.
يقول باسل الحجيري: "ساحة الصراع في سوريا وليست عندنا، وهي مفتوحة هناك، فجنبونا إياها هنا، وإذا كان حزب الله غاطساً في معركته مع التكفيريين كما يدعي، فهناك ساحة مفتوحة بسوريا، ولا ذنب للمدنيين الامنين في كلا طرفي الحدود".
المراجع
هل أنت مهتم ببلد الأرز لبنان ؟ ستجد الكثير من المعلومات عنه في بوابة لبنان. |