العرب البائدة في الجزيرة
العرب البائدة هم من السكان الأصليين للجزيرة العربية ، فمنهم عاد وثمود وجرهم وطسم وجديس والعماليق وأميم وجاسم وتدمروعبيل وبنو الضخم وثابرو وباروالسميدع ولحيان والأنباط وغيرهم ، وهي أقوام إنقرضت كلها قبل ظهور الإسلام، المعلومات عن هذه الأقوام قليلة وغامضة, في بعض الأدبيات يطلق إسم العرب العاربة على العرب البائدة.[1] ومن العرب البائدة
|
|
|
|
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ثمود
قوم ثمود هم قوم ورد ذكرهم في القرآن، وكانوا ينحتون الجبال لتكون بيوتًا لهم، ويتخذون من سهولها قصورًا لهم، وقد ورد اسم ثمود في نصوص الآشوريين في إحدى معارك سرجون الثاني؛ انتهت بانتصار آشور وإخضاع الثموديين.
وقوم ثمود من العرب البائدة، وهم قوم أرسل الله إليهم صالحًا عليه السلام نبيًّا ورسولًا منهم، يدعوهم لعبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان، فاستجابوا لدعوة نبي الله صالح، ثم ارتد أكثرهم عن دينهم وعقروا الناقة التي أرسلها الله لهم آية، وتحدَّوا صالحًا أن يأتيهم بالعذاب، ودبر تسعة منهم مكيدة لقتل صالح وأهله، فأهلك الله الذين ظلموا من قوم ثمود ونجَّي صالحًا والمؤمنين
عاد
بنو عاد ويقال لهم عاد باسم أبيهم، قبيلة عربية منقرضة ذُكرت في القرآن في أكثر من موضع. أرسل الله إليهم نبيًا منهم اسمه هود ليرشدهم إلى الطريق المستقيم؛ إذ كانت أول الأمم الذين عبدوا الأصنام بعد طوفان نوح، فكفروا بما جاءهم به، فنزل عليهم عقاب رباني عاصفة شديدة البرودة ولم ينج منها أحد باستثناء هود وقلة ممن آمن به، وبقيت مساكنهم شاهدة على هلاكهم وما حل بهم من عذاب.
العماليق
العماليق أو العمالقة أو عمليق وهم من العرب العموريين هو اسم أطلقه العرب على قبائل البدو في بادية الشام والعراق الأقدمين، ويعتقد أن الهكسوس/العامو (الملوك الرعاة) إخوة لهم، وتلك المجموعات البدوية اجتاحت بادية العراق والشام ومدن فينيقيا وكنعان ثم احتلوا مصر وأسسوا إحدى أكبر الإمبراطوريات في العصر القديم، ومن تبقى من هولاء البدو القدماء العموريين وكذلك العمالقة والنبط.
أميم
أميم من الأقوام العربية القديمة، ورد ذكرهم في شذراتٍ متفرقة في الأخبار. وورد ذكر موطنهم عند بطليموس وياقوت الحموي. ولا تتوفر عنهم معلومات كثيرة. وقد ذكرهم المسعودي في أوائل من تكلموا بالعربية عن نسل نوح ببابل في العراق بعد الطوفان قال: وكان من تـكـلـم بالعربية: يعرب وجرهم، وعاد، وثمود، وعملاق، وطسم، وجديس، ووبار، وعبيل وعـبـد ضـخـم، فـسـار يـعـرب بـن قـحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح (أي الجيل الخامس بعد نوح) بمن تبعه من ولده فحل باليمن
وقد انقسم المستشرقون إلى قسمين في وبار. فريقٌ يرى أنه من الشعوب الخرافية، والفريق الآخر ممن قدر له زيارة الأماكن التي ذهب الأخباريون إلى أنها أرض «وبار» لا يرون هذا الرأي إذ يذكر جون فيلبي أن هناك عدة أماكن تحمل أسم وبار في الربع الخالي يزعم الأعراب أنها مواطن أبار القديمة.
جرهم
جرهم قبيلة قديمة من السكان الأصليين لـشبه الجزيرة العربية، نزلوا بـمكة عند هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام قادمين من الشام، وعندما كبر إسماعيل تزوج منهم.
ممالك عربية نشأت في شبة الجزيرة العربية
العصر الحجري الحديث الذي خلاله بدأ الإنسان بالإقامة المؤقتة التي لم تلبث وقتاً طويلاً حتى تحولت إلى إقامة دائمة في قرى ذات حجم صغير وعدد سكاني محدود، فالقرية قد تتكون من بضع أسر، والمثال على تلك القرى نجده في قرية جرمو في شمال بلاد الرافدين حيث يصل عدد سكانها إلى مائتي نسمة أقامت في بيوت مشيدة من الطين تحتوي على مواقد ومرافق أخرى. ومع الإقامة بدأت الأعداد البشرية بالتكاثر فتعددت القرى وبدأ التنافس الذي تتوج بظهور القرى المركزية أو ما يطلق عليه اسم دويلة المدينة، لأن القرية المركزية أصبحت مركزاً لأمور تهم قرى عدة، ففيها يوجد حاكم الدويلة، وفيها يوجد مكان التعبد الرئيسي، وفيها توجد القوة المقاتلة التي تدافع عن مصالح القرى التابعة للدويلة.
ومع مرور الوقت بدأ الصراع بين دويلات المدينة من أجل السيطرة ونتج عن ذلك الصراع ظهور الممالك التي ضمت عدداً من دويلات المدينة والقرى التابعة لكل دويلة، وربما أن أقدمها في بلاد الشرق الأدنى القديم هي المملكة الأكادية في بلاد الرافدين والتي أصبحت مملكة مترامية الأطراف في عهد ملكها سرجون الأكادي، ويقابل هذا قيام ممالك في بلاد الأناضول وفي مصر القديمة وبلاد الشام، واستمر التطور السياسي في أشكال متعددة حتى ظهر عصر الامبراطوريات مترامية الأطراف التي حكمت بلداناً تنتشر في أكثر من قارة من قارات العالم القديم.
وعندما ننظر إلى التطور السياسي في مجتمع الجزيرة العربية نجده لا يختلف عن ما ذكرنا في الأقطار المجاورة، بل يماثله في القدم والنوع. فمن حيث القدم فأمم الجزيرة العربية مثل أمة ثمود يرقى تاريخها إلى نهاية الألف الثالث قبل الميلاد وهو التاريخ الذي تعود إليه المملكة الأكادية أولى ممالك بلاد الرافدين. ومن حيث النوع فالتطور السياسي في الجزيرة العربية مرّ من العصور الحجرية القديمة إلى العصر الحجري الحديث، حيث ظهرت العديد من المستوطنات التي تمثلت بالقرى ثم بدأت تظهر الممالك مثل ثمود ومدين وطسم وجديس. بل يحدثنا السجل الأثري والنقوش القديمة عن مملكة دلمون التي جاء نعت أحد ملوكها بصفة ملك في النقوش المسمارية القديمة بصيغة صريحة، ويرقى تاريخ تلك المملكة إلى ألفين وأربعمائة سنة قبل الميلاد وبهذا تكون معاصرة للمملكة الأكادية في بلاد الرافدين.
ويظن بعض الباحثين أن الظروف السياسية القديمة عملت على زعزعة الأنظمة السياسية في الجزيرة العربية خلال الربع الأخير من الألف الثاني قبل الميلاد، أي قبل ألف ومائتين وخمسين سنة قبل ميلاد المسيح، وأن التشكل في حياة سياسة جديدة ظهرت فيما عُرف بالممالك العربية القديمة استغرق قرناً من الزمان.
وبعد دراسة الآثار والسجلات التاريخية طرح الباحثون مقترحاً لتقسيم تلك الممالك إلى ممالك مبكرة وممالك متوسطة وممالك متأخرة استناداً إلى الزمن الذي سيطرت خلاله كل مملكة. فوضعوا ممالك معين وسبأ وقتبان وحضرموت وآدوم وقيدار وديدان في المرحلة المبكرة. أما ممالك المرحلة المتوسطة فهي أوسان وحمير في جنوب الجزيرة العربية ولحيان والأنباط في شمال غربي الجزيرة العربية، والجرهائيون في شرقيها. أما ممالك المرحلة المتأخرة فهي حمير في عهدها الثاني وكندة في وسط الجزيرة العربية، والغساسنة في بلاد الشام، والمناذرة، في بلاد النهرين وتدمر في سوريا، والحضر في بلاد الرافدين. ويُضاف إلى تلك الممالك عدد من الكيانات السياسية والمشيخات التي لم تتضح صورتها بعد.
وعليه نجد أن تسلسل الكيانات السياسية الزمني في الجزيرة العربية يماثل تسلسله في الأقطار المجاورة. وأشعر أننا بحاجة إلى الكثير من الأعمال الميدانية التي توفر مادة تستقرأ ومنها يكتب تاريخ تلك الكيانات.[2]
أساطير العرب البائدة
يعتقد ان نسب العرب البائدة (مما جاء في تاريخ الطبري)[3] يعود إلى نسل نوح وإبنه سام وإبنه إرم ، وأن إرم أنجب عوض وجاثر ، ومن نسل عوض كانت عاد ومن نسل جاثر كانت ثمود.
وفي الميثولوجيا العربية القديمة يذكر أنهم كانوا عمالقة ، فذكر الزمخشري في كتابة الكشاف في حديثه عن عاد "كان أقصرهم ستين ذراعا وأطولهم مائة ذراع".[4]
وفي نصوص إبن قتيبة يستمد أن لإرم بن سام بن نوح أبناء هم لاود وعوض وجاثر ، ومن نسل لاود جاءت أقوام عمليق وطسم وجديس ، ومن عوض عاد ومن جاثر ثمود ،