الخليج المصري
الخليج المصري قناة صناعية كانت تخرج من نهر النيل في منطقة مصر القديمة الحالية، وسميت المنطقة التي يخرج منها فم الخليج وهي الآن منطقة سكنية. تم حفر الخليج لأول مرة في زمن الفرعون المصري سنوسرت الثالث (1887- 1849 قبل الميلاد) وهو من ملوك الأسرة الثانية عشرة ولذلك لربط النيل بالبحر الأحمر. وقد عُرف الخليج عند حفره باسم قناة سيزوستريس. كان يتم تجديد حفر القناة على امتداد العصور المتعاقبة على مصر حيث أنه منذ حفرها في القرن 19 قبل الميلاد كانت تهمل حتى تصبح غير صالحة للملاحة أو ري الأراضي الزراعية إلى أن يأتي حاكم آخر في عصر آخر فيجدد حفر القناة. وآخر من جدد حفر القناة قبل الفتح الإسلامي هو الإمبراطور الروماني هادريانوس 117-138 ميلادية.
وعند الفتح الإسلامي سنة 641م كانت القناة مردومة بسبب إهمال مرافق البلاد بسبب الضعف الذي أصاب الإمبراطورية الرومانية. وكانت الحاجة ماسة لإيجاد طريق تجاري سريع إلى الحجاز لنقل السلع والمؤن إليه من مصر. أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بأن يعاد حفر الخليج فقام عمرو بن العاص بإعادة حفره سنة 23 هـ (644م) وتمت عملية إعادة الحفر في ستة شهور وعُرفت القناة باسم خليج أمير المؤمنين. وبعد إنشاء القاهرة في العصر الفاطمي سمي الخليج بإسم "خليج القاهرة"، ثم "الخليج الحاكمي" نسبة إلى الحاكم بأمر الله.
ولما تطورت المدينة واتصل عمرانها بـالفسطاط وما بينهما العسكر والقطائع وصارت مدينة واحدة عرفت باسم مصر القاهرة في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) أصبح إسمه "الخليج المصري".
كان الخليج المصري يخرج من النيل جنوب قصر العيني الحالي وعرف هذا الجزء باسم فم الخليج (وهو منطقة سكنية حاليا). واتجه مجرى الخليج نحو الشمال الشرقي ثم ينحني حتى يصل إلى ميدان السيدة زينب الآن ثم درب الجماميز أمام المدرسة الخديوية ليصل إلى باب الخلق ثم باب الشعرية ثم الحسينية بالقرب من جامع الظاهر بيبرس، ثم يجري بين المزارع خارج القاهرة إلى الزاوية الحمراء والأميرية وهي أحياء سكنية حاليا، ثم يتجه إلى خارج بمحافظة القليوبية، ويمر جزء من مجراه بموقع مجرى ترعة الإسماعيلية الحالية التي تمد الآن منطقة قناة السويس بالمياه العذبة. ويمر مجرى الخليج بالقرب من مدن بلبيس والعباسة والتل الكبير وسرابيوم ويصب في بحيرة التمساح والبحيرات المرة التي كانت مفتوحة على البحر الأحمر.
ظل الخليج المصري يؤدي الفرض منه في الملاحة التجارية بين وادى النيل والبحرين الأحمر والأبيض، وري الأراضي الزراعية وفي تزويد سكان القاهرة بمياه الشرب.
وظل الخليج يجري داخل مدينة القاهرة وضواحيها حتى سنة 1897 وكان الإهمال قد نال منه الكثير خاصة بعد تشغيل قناة السويس سنة 1869 في الملاحة البحرية، وإنشاء شركة مياه القاهرة في عصر الخديوى إسماعيل ومدّ أنابيب المياه النقية إلى العديد من أحياء القاهرة. إنعدمت الحاجة العملية إلى الخليج المصري وأُهمل شأنه تماما وتحول إلى مكان لإلقاء فضلات ومخلفات البيوت في الأحياء المطلة عليه من الجانبين. تقرر ردم الخليج نهائيا، وصدر أمر الخديوى عباس حلمي الثاني في فبراير سنة 1897 بردمه مراعاة للصحة العامة. وتولت شركة ترام القاهرة عملية الردم وعمل شارع في موضعه تسيير الترام الكهربائي فيه. ثم ردم الخليج المصري بالفعل سنة 1898 وتحول موضعه إلى شارع عمومي أطلق عليه إسم "شارع الخليج المصري"، سار فيه خط للترام سنة 1899 يربط بين أحياء غمرة وباب الشعرية والسيدة زينب وقصر العيني. وفي سنة 1956 تغير اسم شارع الخليج المصري إلى شارع بورسعيد الان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .