الأمازيغ في مصر
الأمازيغ في مصر، هم مجموعة عرقية يبلغ عددها 20-21 ألف شخص، يقيم معظمهم في واحة سيوة.
التاريخ
العصر الفرعوني
يرجع الوجود الأمازيغي في مصر إلى عهد الملك رمسيس الثالث الذي اعتاد أن يأتي بمرتزقة من ليبيا ليدعم بهم الجيش المصري ضماناً لولاء الجيش له وحتي لا يستولي أمراء الأقاليم علي الحكم. وخلال 250 سنة تقريباً زاد عدد الأمازيغ حيث استوطنوا بالهجرات السلمية في الصحراء الغربية والوجة البحري.
في هذا العصر عهد شيشنق، الذي كان جندياً لدى الأسرة الحادية والعشرين بقيادة الفرعون بسوسنس الثاني (تيت خبرو رع سبت إن رع) في الفترة بين 945 إلى 959 قبل الميلاد.[1]
وكان الجيش الفرعوني آنذاك يتكون من أغلبية أمازيغية فرضت نفسها على الأسرة الحادية والعشرين مما أدى إلى تكون جاليات عسكرية كانت القيادة فيها للأمازيغ دون سواهم، وقد وصل بعض العناصر منهم إلى مناصب هامة في البلاط الملكي وإلى مراكز القيادة في الجيش خلال حكم الأسرة الفرعونية الحادية والعشرين الذي دام مائة وثلاثين عاماً تقريباً عصفت خلالها الأحداث بمصر من الداخل والخارج وعم الفساد بالدولة وأنهكت الضرائب كاهل الشعب مما أدى إلى تفكك البلاد خصوصاً منذ تولي سي آمون (أب آخر ملوك الأسرة الأسرة الحادية والعشرون) وبعد أن توفي سي آمون وتولى ابنه بسوسنس الثاني (آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرين) الحكم في مصر.
وفي هذه الفترة ظهر الزعيم الأمازيغي شيشنق وبدأ يعد خطة صامتة ولم يلجأ إلى خلع الفرعون بسوسنس الثاني آخر ملوك هذه الأسرة، ولكنه انتظر حتى يموت حيث قام بعد ذلك بتوطيد مركزه العسكري والديني في الدولة وأدرك شيشنق منذ البداية أنه ليحكم هذه البلاد عليه أن يكسب ود الشعب المصري وذلك بالحفاظ على مورثاتهم ومعتقداتهم الدينية التي كانوا يعتزون بها وساعده في سيطرته نفوذ عائلته الديني في البلاد، حيت يتضح من النقوش المصرية أن والد شيشنق الأول ورث عن أجداده منذ مواساته رئاسة الكهنة في طيبة، وحمل لقب الكاهن الأعظم. فاعتلى الملك شيشنق الحكم سلمياً وبرغبة من الشعب المصري نفسه آنذاك سنة 950 قبل الميلاد (يوافق 13 يناير) أي بعد موت الفرعون الأعظم بسوسنس الثاني مباشرة، وحكم مصر باسم الملك شيشنق الأول. واستمر حكم الأمازيع لمصر لمدة 200 عام، شكلوا خلالها الأسر 22 و23 و24 حتي سقط حكمهم علي يد النوبيين بزعامة الملك "بعنخي" وقد حكموا مصر لمدة 15 عاماً وشكلوا الأسرة رقم 25، ورغم سقوط حكم الأمازيغ إلا أنهم ظلوا موجودين في صحراء مصر الغربية لكن عددهم تقلص مع مرور الوقت، وانحصروا في مصر في منطقة "سيوه". ويعد يوم اعتلاء الملك شيشنق الأول عرش مصر بداية التقويم الأمازيغي.
العصر الإسلامي
نعم كانت هناك هجرة ثانية في العصر الفاطمي، فجاءت تلك الهجرة مع جيش المعز لدين الله الفاطمي رابع خلفاء الدولة العبيدية في المغرب الذي قرر فتح مصر، ولم يكن أمازيغياً بل عربياً وكان شيعياً، فأرسل المعز لدين الله جيشاً قوامه 100 ألف جندي لفتح مصر مع جوهر الصقلي وكان غالبية الجنود من الأمازيغ وتحديداً من قبيلة "كتامة"، وكانت تلك القبيلة شديدة الإخلاص للمعز لدين الله ويتبعون المذهب الشيعي الإسماعيلي، وقد جاءوا مع الجيش لفتح مصر الذي لم يشهد أية حروب دامية لأن المصريين وقتها كانوا في حالة كراهية شديدة للدولة الإخشيدية في نهاية عصرها.
وكان للفاطميين أثر لا ينكر في هجرة جموع كبيرة من قبائل الأمازيغ إلى مصر، حيث اعتمد الفاطميون في تأسيس دولتهم في مصر على قبيلة كتامة، وكانت منازلهم في القاهرة بحارة كانت تسمى حارة كتامة. وجاءت قبائل أمازيغية أخري مع كتامة منها قبيلة زويلة وأطلق اسمها علي إحدي بوابات القاهرة الفاطمية المعروفة الآن بباب زويلة. وقبيلة شعرية التي أطلق اسمها علي بوابة أخري للقاهرة والمعروفة الآن بباب الشعرية، وهناك قائد أمازيغي اسمه سعادة اطلق اسمه علي منطقة بالجمالية اسمها درب سعادة.. ولهذا يعد العصر الفاطمي مرحلة هامة في تاريخ الهجرات الأمازيغية إلى مصر، ففي هذا العصر انتقلت موجات كبيرة من المغرب، واستقرت في الجانب الغربي لمصر، في غربي الدلتا، والبحيرة والفيوم، والواحات وسائر الجهات الغربية من صعيد مصر.
العصر الحديث
حالياً يعيش الأمازيغ المصريون في [واحة سيوة]] على هيئة قبائل، وكل قبيلة لها حدود ولها شيخ، حاكم عرفي. وشيخ القبيلة الأمازيغية يعين بالانتخاب من بين عواقل القبيلة (ممثلي عائلات القبيلة) والذين يملكون القدرة علي عزله إذا خالف الأعراف.
وعددهم حوالي 21-25 ألفاً، موزعين علي 10 قبائل هي قبائل الظناين، الحدادين، اللحمودات، الشرامطة، الجواسيس، أولاد موسى، السراحنة، الشحايم، أغورمي وقرية أم صغير.
العمارة والفنون
هناك منازل مبنية علي الطراز الأمازيغي ومنازل مبنية بطريقة بدائية ومجلس المدينة أصدر قراراً بأن المنازل التي سوف يتم بناؤها علي الطراز الأمازيغي سيتم توصيل الكهرباء والمياه والمجاري مجاناً لأن هناك توجهاً لجعل سيوه متحفاً مفتوحاً.
الديانة
كل الأمازيغ المصريون مسلمون سنة، علي مذهب الإمام مالك بن أنس.
ولا توجد أية أقليات يهودية أو مسيحية في سيوه، ولكن توجد أقلية أفريقية (نجرو) مسلمين سنة ويشكلون طبقة العبيد المحررين وفقاً للنظام القبلي الأمازيغي.
النشاط السياسي
الدولة تعالهم كمصريين بغض النظر عن العرق، ولديهم عضو في مجلس الشعب، ومشايخ القبائل معترف بهم رسمياً ولديهم مجلس مدينة. ولا يوجد لديهم توجهات سياسية.
الثقافة
لا يزال أمازيغ مصر يحتفظون بثقافتهم الخاصة المتمثلة في اللغة والملبس والأكلات والعادات والتقاليد وأبرزها عدم ختان الإناث، ولدينا مدارس ابتدائي وإعدادي وثانوي، وفى المرحلة الجامعية وهم نتبع جامعة الإسكندرية وفقاً للتقسيم الجغرافي.
العادات والتقاليد
تحكمهم عادات وتقاليد خاصة مصدرها ثقافتم الخاصة، فالسيدات يرتدين العباءة السيوية (الفوطة)، وهي عبارة عن قطعة قماش طويلة، خفيفة الكثافة، لونها رمادي أو أسود. مصنوعة من القطن للتخفيف من وطأة درجة الحرارة وتغطي المرأة رأسها بغطاء رأس وليس كحجاب وهو موروث ثقافي وليس دينياً.. ولكن لدينا حجاب إسلامي ونقاب أيضاً وهو أحد مظاهر التدين. ويرتدي الرجل جلباباً أبيض وجيلية (صديري) أسود وأحياناً يرتدي وشاحاً أبيض علي رأسه. وهناك زي آخر في شمال أفريقيا وهو "السلهام" وهو ما يطلق عليه العرب الجلباب والبورنس، المنتشر في المملكة المغربية.. و"الوشاح" وهو قماشة طويلة تلف حول الرأس، و"الجلابة" وهي تشبه الجلابية المصرية والجلباب ومنتشرة في موريتانيا.
المطبخ الأمازيغي
وأشهر الأكلات هي الكسكي بالخضروات وهي أكلة عيد رأس السنة، المخمخ، نكناف. وأشهر المشروبات الشاي الأخضر واللويزة، والعسل الأبيض بالتين المجفف والزبيب، والديك الرومي الذي يقدم في العيد فقط.
مراسم الزواج
الفتيات يتم خطبتهن منذ سن مبكر 8 أو 9 سنوات بل إنه من الممكن أن تتم خطبة الفتاة منذ مولدها وفي حال خطبتها لا تري خطيبها إلا مرتين فقط في العام في عيد الفطر وعيد الأضحي دون أن يتحدثا مع وجود أهل الفتاة معهم.
المهر موحد لتحقيق العدل، 5 آلاف جنية مهر البكر، 2500 جنيه مهر الثيب (من سبق لها الزواج) ولا توجد شبكة بل دبلة فقط. والعريس مكلف بمنزل الزوجية فقط والعروسة مكلفة بالفرش وأواني المطبخ.
العرس 3 أيام، أول يوم هو الزفاف ويكون حفلتين إحداهما بمنزل العريس والأخري في منزل العروس. واليوم الثاني يوم النقوط حيث يجلس العريس في المربوعة (المضيفة) لأخذ النقوط من الرجال.. والعروسة تأخذ من النساء. واليوم الثالث أهل الزوجة يذهبون لها في منزل الزوجية حيث تكون قد أعدت لهم احتفالاً لتطييب خاطرهم لأنها تركت منزلهم
ولا يوجد لديهم تعدد زوجات وفقاً للتقاليد الأمازيغية.
الأمازيغ والعرب
يعود أصل العداء إلي فترة الفتوحات العربية في شمال أفريقيا التي كانوا يطلقون عليها بلاد البربر فمنذ عام 64 هجرية، ومع وصول القائد العربي عقبة بن نافع الفهري بدأ العصر العربي في شمال أفريقيا، حيث أعاد بناء مدينة القيروان الأمازيغية والتي نسب بنائها إلي نفسة - واتخذها عاصمة سياسية وعسكرية لقواته، فبدأ عصر الاستيطان العربي.
وفي عهد القائد العربي أبو المهاجر دينار اكتملت الفتوحات العربية في شمال أفريقيا حتي وصلت إلي مدينة تلمسان (في الجزائر) "فصعد نجم الملكة "كاينا" ملكة الأوراس وهي ابنة الملك "أمدغاسين" وكانت أمازيغية يهودية وكانت زعيمة قبيلة "جراوة "التي حشدت جيشاً ضخماً من الأمازيغ وتصدت للجيش العربي بقيادة القائد العربي حسان الغساني، وحدثت بين الجيشين معركة "وادي مسكيانة" شرق الجزائر وانتصر الأمازيغ في هذه المعركة وقتل حسان الغساني علي يد الملكة "كاينا" ولكن تم قتلها في إحدي المعارك علي يد "أبوالمهاجر دينار"، الذي استمر في معاركه حتي حاربه الملك "كُسيلة" زعيم قبيلة "أوربة" وكان وثنياً، إلا أن العرب هزموه وأسروه، ولما كان أبو المهاجر دينار بعيد النظر، فقد أكرم الملك الأسير وعامله معاملة طيبة، وكان هدفه أسلمة الأمازيغ، مما نتج عنه اعتناق الملك "كسيلة" وعدد كبير من الأمازيغ للإسلام، لكنه ارتد عن الإسلام بعد عودة عقبة بن نافع الذي عامله معاملة حقيرة فجعله طباخاً للقادة العرب، فعاد وحارب العرب إلي أن قتلوه في معركة قرب قلعة "ممش" (في المغرب) مع عدد كبير من جنوده وصفوة رجاله سنة 686 ميلادية.
وقصص قتل الأبطال الأمازيغيين علي أيدي العرب مثل البطل الأمازيغي "ميسرة المطغري" الذي كان قائد الثورة الأمازيغية في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وقتل في ميدان المعركة في وادي "سبو" قرب مدينة "طنجة" المغربية علي يد القائد العربي "كلثوم بن عياض" سنة 123 هجرية.
وهناك سبب آخر خاص بأمازيغ مصر حيث كانت القبائل العربية المستوطنة صحراء مصر الغربية يغيرون علي القبائل الأمازيغية في سيوه.. ففكر الأمازيغ في طريقة تحميهم من هجمات العرب فصعدوا إلي أحد جبال سيوه (جبل شالي) وسكنوه.. حيث حفروا فيه حجرات صغيرة وعاشوا فيه قرابة 150 عام حتي تم الصلح بينهم عن طريق الشيخ سليمان والذي له مقام باسم (سيدي سليمان) وبعد نزولهم من علي الجبل حدث صراع بين بعضهم البعض علي اقتسام الأرض وتم الصلح بينهم.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ "المتحدثة باسم امازيغ مصر: عمر سليمان امازيغي..وأويد شفيق". مصراوي. 2012-04-19. Retrieved 2013-01-10.