لي ستاك

(تم التحويل من اغتيال لي ستاك)
السير لي ستاك بملابس الجيش المصري

سير لي اوليڤر فيتس‌موريس ستاك Sir Lee Oliver FitzMaurice Stack (و. 1868 - 19 نوفمبر 1924) سردار الجيش المصري وحاكم السودان العام إبان الإحتلال البريطاني لمصر والسودان. اغتالته جماعة اليد السوداء الوطنية ذات العلاقة بحزب الوفد، أثناء انتقاله في سيارته في القاهرة في 19 نوفمبر 1924.

أحد موظفي الدفاع البريطانيين الكبار، أنضم إلى قوات الحدود عام 1888، نُقل إلى قيادة الجيش المصري عام 1899، ثم عين قائدا لقوة السودان عام 1902، ثم أصبح وكيل السودان ومدير المخابرات العسكرية عام 1908، تقاعد عام 1910 وأصبح سكرتيرا مدنيا لحكومة السودان في الفترة من 1913 حتى 1916 ثم عين حاكما عاما للسودان وسردارا (قائد) للجيش المصري من 1917 إلى 1924.[1]

كان مسيطرا بشكل تام على الجيش المصري بأسلحته القديمة المعطلة وحالته الهزيلة الضعيفة التي لا يستطيع بها الدفاع حتى عن نفسه فلقد كانت هذه مهمته الأساسية، إضعاف الجيش، وإبقائه في حالة يستطيع معها الإنجليز تنفيذ سياستهم في مصر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اغتياله

الثاني من اليمين السردار لي ستاك، يليه حكمدار البوليس المصري توماس ونتروث رسل (رسل باشا)، في العشرينيات.

أرجأ السردار سفره ثلاثة أيام كاملة كانت كافية للفدائيين لترتيب الأمور والتجهيز للعملية، وتمت متابعة تحركاته فلوحظ انه يتوجه يوميا إلى وزارة الحربية ويمكث فيها حتى الظهيرة قبل أن يعود إلى منزله في الزمالك (نادي الضباط بالزمالك فيما بعد)..

وتم وضع الخطة الزمان: 19 نوفمبر 1924 في وضح النهار والمكان: عند التقاء شارع القصر العيني وإسماعيل أباظة

وتم توزيع الأدوار

  • عبد الفتاح عنايت: وقف أمام مبنى وزارة الحربية منتظرا خروج السردار لإعطاء إشارة البدء بالتنفيذ.
  • عبد الحميد عنايت: وقف في شارع القصر العيني على مقربة من المنفذين وكانت مهمته إلقاء قنبلة على من يحاول القبض عليهم.
  • محمود راشد: جلس في السيارة المعدة للهرب
  • إبراهيم موسى، وعلي إبراهيم، وراغب حسن: المنفذين
تصوير لعملية الإغتيال

وكان اختيار مكان التنفيذ على بعد خطوات من المكان الذي يفرض عليه السردار سلطته على كل ضباط وجنود جيش مصر موقفا إلى أبعد حد ليبدد الصمت الذي فرضته القوة المسلحة الغاشمة بل ليشهد العالم أجمع أن ما أدعته بريطانيا وكتابها عن استسلام المصريين للإحتلال ما هو إلا محض هراء.

وخرج السير لي ستاك الثانية ظهرًا واتخذ طريقه المعتاد فأعطى عبد الفتاح إشارة الاستعداد، ولدى اقتراب السيارة التي تقل السرداد من المكان المحدد هجم عليه المنفذون وأطلقوا عليه الرصاص فلاذت السيارة بالفرار إلى دار المندوب السامي (قصر الدوبارة) لكن بعد أن كان السردار قد أصيب بإصابات قاتلة.

وتجمع المارة على صوت طلقات الرصاص فانطلق المنفذون في السيارة المعدة للهرب لتنطلق بالجميع بعيدا عن المكان بعد أن القى عبدالحميد عنايت قنبلته دون أن يجذب فتيلها حتى يفرق جموع المتجمهرين.

وتم نقل السردار على عجل إلى المستشفى العسكري ليظل يصارع الموت حتى ليل اليوم التالي ليلقى مصرعه متأثرا بجراحه.


ردود الأفعال

وكان لمصرع السردار دوي هائل في بريطانيا ومصر والسودان، فصدرت الأوامر لكل الإنجليز المقيمين في مصر أو الزوار منهم بعدم السير في الشوارع بدون سيارات .. وأصبح المحتلون في قلب القاهرة وكأنهم في ميدان قتال ليل نهار يتوقعون هجوما بين الحين والآخر.

وفي 22 نوفمبر 1924، استغلالا للموقف ليس إلا، انتفض المندوب السامي البريطاني (اللورد اللنبي) فقال أن السير لي ستاك "قُتل بكيفية فظيعة تعرض مصر لإزدراء الشعوب المتمدينة!"، ثم وجه إنذارا مهينا إلى الحكومة المصرية:

  • بأن تقدم الحكومة المصرية الاعتذارات الكافية عن الحادث.
  • وأن تعمل بلا إبطاء على القبض على المنفذين وإنزال أشد العقوبة بهم دون النظر إلى أعمارهم.
  • وأن تمنع من الأن فصاعدا أي مظاهرات سياسية وتقمعها بشدة.
  • وأن تدفع إلى الحكومة البريطانية "غرامة" قدرها 500.000 جنيه مصري فداء لرأس السردار!.
  • وأن تصدر خلال 24 ساعة الأوامر بعودة كافة الضباط المصريين ووحدات الجيش المصري من السودان.
  • وأن تعدل مصر من الأن فصاعدا عن أي معارضة لرغبات الحكومة البريطانية فيما يتعلق بحماية المصالح الأجنبية في مصر.

وكان رد رئيس الوزراء المصري، سعد باشا زغلول، دبلوماسيا فقال أنه يقبل بثلاثة شروط فقط هي الاعتذار ودفع الغرامة والبحث عن الفاعلين لكن الطرف الإنجليزي لم يقبل فقدمت الحكومة المصرية استقالتها.

وجاء أحمد زيور باشا على رأس الحكومة الجديدة وكانت سياسته تعتمد على إنقاذ ما يمكن إنقاذه وكان إنقاذ مصر من وجهة نظره هو تنفيذ كل الشروط البريطانية، وقد فعل!!

نتائج الإغتيال

وعلى إثر الإغتيال، قامت بريطانيا بطرد كافة المصريين من السودان، جنوداً وموظفين. وفي 1925 قامت بريطانيا بإنشاءقوة دفاع السودان المشكلة من 4,500 سوداني فقط لتحل محل القوة المصرية. كما سقطت أول حكومة مصرية منتخبة ديمقراطيا بقيادة الزعيم القومي سعد زغلول قبل مرور عام على توليها المسئولية بعد أن رفضت إنذار الحكومة البريطانية المذل الذي احتوي عدة طلبات من بينها ضرورة إخلاء القوات المصرية من السودان، ومنع المظاهرات السياسية، ودفع تعويض قيمته نصف مليون جنيه مصري!. وبعد رحيل حكومة زغلول أنحنت الحكومة التالية بقيادة أحمد زيور باشا للطلبات البريطانية.

وعلى الجانب الآخر، قدم اللورد اللنبي أيضا استقالته، وغادر الأراضي المصرية بعد أن شاهد المعارك الدامية الصامته في قلب القاهرة. وتم فصل منصب سردار الجيش المصري إلى منصبين: مدني وعسكري، يكون نائبا لقيادة الجيش، وكلاهما كان إنجليزيا.

القبض على المنفذين

دأت حملة مسعورة قادها إسماعيل صدقي وزير الداخلية ظلت تبحث دون جدوى ، حتى تم القبض على سائق التاكسي الذي هربت فيه المجموعة بعد ان التقط عسكري انجليزي رقم لوحاتها.

وقام البوليس الانجليزي بالقبض على 28 مصريا بشكل عشوائي كان من بينهم 3 من أعضاء المنظمة ونواب بالبرلمان (برغم الحصانة) وزعماء وطنيون.. وبعد تحقيقات مكثفة لم تبثت أي اتهامات ضدهم فتم الإفراج عنهم.

واعلنت وزارة الداخلية عن مكافأة 10 آلاف جنيه للإرشاد عن أي من المنفذين.

عبد الفتاح عنايت، الشهيد الحي.

وهنا ظهر في الصورة نجيب الهلباوي وهو أحد المشتركين في قضية القاء القنبلة على السلطان حسين كمال وكان قد قضى أعوام في السجن فخرج وهو مستعد لفعل أي شئ رجاء عفو ملكي وطمعا في مكافأة مالية.

وكان الهلباوي صديقا مقربا من عائلة عنايت فاستغل ذلك للإندساس بين صفوف الوطنيين ليعرف من هنا حرفا ومن هنا معلومة.

وبعد تواطء جهات عدة ومغامرات واسعة، تم القبض على الجميع وتحريز الأسلحة المستخدمة في العملية وقدموا للمحاكمة التي شكلت برئاسة أحمد عرفان باشا والقاضي الإنجليزي كيرشو ومحمد مظهر باشا.

وأعترف أعضاء المنظمة السرية بالعملية فتمت إحالتهم إلى محكمة الجنايات لتوجه اليهم ثمانية اتهامات بقتل السردار والشروع في قتل ياوره وسائق سيارته وآخرين تصادف وجودهم في مكان الحادث.

وحكمت المحكمة على الأبطال الثمانية بأقصى العقوبة:

  • عبد الفتاح عنايت طالب بمدرسة الحقوق إعدام
  • عبد الحميد عنايت طالب بمدرسة المعلمين العليا إعدام
  • إبراهيم موسى زعيم بعنابر السكة الحديد إعدام
  • محمود راشد موظف بمصلحة التنظيم إعدام
  • راغب حسن عامل بالترسانة إعدام
  • على إبراهيم عامل بالعنابر إعدام
  • شفيق منصور محامي وعضو بالبرلمان إعدام
  • محمود إسماعيل موظف بوزارة الأوقاف (ضابط بحري سابق) إعدام
  • محمود صالح محمود سائق تاكسي الحبس عامين

وتبادر إلى أذهان الشعب المصري ذكرى مذبحة دنشواي فخرج المصريون في مظاهرات تندد بالمحاكمة.

ونُفذ حكم الأعدام في المتهمين من الثاني إلى الثامن، فيما كان للمظاهرات رد فعل واسع بعد أن أحتج الجميع على القضية وأحكامها فقالوا: كيف يُعدم ثمانية أبطال لقاء رجل واحد، بل كيف يُعدم شقيقان في يوم واحد؟

ولذلك كله صدر الحكم على المتهم الأول عبدالفتاح عنايت بتخفيف عقوبته وحده إلى الأشغال الشاقة المؤبدة ليخرج من بين المعدمين حيا، وليلاقي بين جنبات السجن أقسى عذاب يمكن أن يتصوره عقل ويواجه الموت مرات ومرات وبرغم ذلك يستغل فترة عذابه فيتقن عدة لغات ويحصل على الشهادة العيا في القانون، ويخرج من السجن عام 1945 بعد 17 عاما صامدا، ويؤلف كتابا يكون عنوانه: "الشدائد كيف تصنع رجالا".

وقد دعاه الرئيس الراحل أنور السادات ليكون صاحب ضربة المعول الثانية في هدم ليمان طرة.

وفي 19 ديسمبر 1986 يتوفى عبدالفتاح عنايت عن عمر يناهز 86 عاما، ... واليوم إذا مررت بأحد شوارع محافظة الجيزة القريبة من شارع الهرم ووجدت لافتة تحمل أسم (شارع الشهيد الحي) فاعلم أنه كان يقطن في هذا الشارع بطل ربما لم يسمع به أحد.

مرئيات

حادث معبر العوجة وهل تعود الكف السوداء؟

المصادر

  1. ^ كريم رمضان (2006-05-12). "أنا اللي قتلت السير لي ستاك". "أوراق مصرية" في موقع المؤرخ. Retrieved 2008-11-20.

المراجع

  • الشهيد الحي – إبتسام عبد الفتاح عنايت
  • ديوان الحياة المعاصرة - الأهرام


مناصب عسكرية
سبقه
السير فرانسيس رجينالد وينگيت
سردار الجيش المصري
1916–1924
تبعه
السير تشارلتون سپنكس
مناصب سياسية
سبقه
السير فرانسيس رجينالد وينگيت
الحاكم العام للسودان
1916–1924
تبعه
السير جفري آرتشر
Crystal Clear app Community Help.png هذه بذرة مقالة عن حياة شخصية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.