ألبرشت فون ڤالنشتاين
ألبرشت فون ڤالنشتاين Albrecht Wenzel Eusebius von Wallenstein |
---|
ألبرشت ڤنتسل اويزبيوس فون ڤالنشتاين Albrecht Wenzel Eusebius von Wallenstein (أيضاً ڤالدشتاين Waldstein؛ تشيكية: Albrecht Václav Eusebius z Valdštejna[1] September 24, 1583 - February 25, 1634), [2] كان جندياً وسياسياً بوهيمياً، بذل خدماته (جيش قوامه 30,000 إلى 100,000 مقاتل) أثناء الفترة الدنماركية (1625–1629) من حرب الثلاثين عام (1618–1648) للامبراطور الروماني المقدس فرديناند الثاني. وقد أصبح القائد الأعلى لجيوش ملكية هابسبورگ وأحد الشخصيات الرئيسية في حرب الثلاثين عام.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
كان اسمه الحقيقي ألبرخت فون فالنشتين، وهكذا كان يوقع اسمه دائماً (65). وكانت أسرته من أعرق الأسرات النبيلة في بوهيميا. ولد في 1583، وتلقي تعليمه أولاً على يد "الأخوة البوهيمين" ثم على يد الجزويت، وتزوج من أرملة غنية طواها الردى سريعاً، تاركة له ثروتها. وضاعف منها بشراء ثمان وستين ضيعة بثمن بخس، بفضل خفض قيمة العملة البوهيمية، من الأملاك التي صادرها فرديناند. وكان مالكاً ذكياّ تقدمياً، فحسن طرق الزراعة والإنتاج ومول الصناعة ونظم المدارس والخدمات الطبية وإعانات الفقراء، وأدخر بعض الفائض ليقدم الغذاء لشعبه زمن القحط. ولم يؤثر في معاصريه بعبقرية العسكرية فحسب، بل بجسمه الفارع النحيل، ووجهه الشاحب الصارم، وقلقه العصبي، وزهوه وغطرسته وطبعه الحاد المسيطر. وجعلته "عفته التي لم يتحول عنها(66)" يبدو وكأنه فوق مستوى البشر. وكانت ثقته بالتنجيم أقوى من إيمانه بالمسيح.
حرب الثلاثين عام
وملك قلب فرديناند وظفر بحبه، بالوقوف إلى جانبه ومساندته في كل المراحل التي رقى فيها الأرشيدوق إلى صولجان السلطان. ومن 1619 وما بعدها أقرض الإمبراطور مبالغ ضخمة تكاد تسد نفقات العرش-على سبيل المثال مائتي ألف جلدن في 1621، وخمسمائة ألف في 1623. ولم يحصل على أية ضمانات لهذه القروض، ويكفيه أنه كان يملك ربع بوهيميا، ويستطيع أن يحشد جيشاً متى شاء، ويتولى قيادته بمهارة فائقة. وفي 1624 عندما تحكم الفرنسيون والبنادقة في ممرات فالتللين، ولم يعد في مقدور الجنود والمؤن الأسبانية الوصول من إيطاليا إلى النمسا، عرض فالنشتين تجنيد خمسين ألف رجل ووضعهم في خدمة الإمبراطور. فتردد فرديناند لما يعلم من غرام فلنشتين بالقوة والسلطة ولكن تللي في 1625 تعالت صيحاته يطلب المدد فكلف فرديناند فالنشتين بتجنيد عشرين ألف رجل. وفي سرعة مذهلة سار هذا الجيش إلى سكسونيا السفلى، كامل العتاد، حسن النظام والانضباط، يحب قائده إلى حد العبادة، ويعيش على ما يسلبه من الريف.
وصد فالنشين مانسفيلد في دسو، وهزم تللي كريستيان الرابع في لتر (1626) وقضى منسفيلد نحبه، ووجد كريستيان جيشه الذي يتناقض عدده عاجزاً متمرداً. وأقصمت عرى التحالف الكبير الذي كان ريشليو قد شكله نتيجة لحقد جوستاف أدولف على كريستيان الرابع، وإعلان إنجلترا الحرب على فرنسا، وحملة بكمنجهام لمساعدة الهيجونوت في لاروشيل. فكان على ريشليو أن يسحب قواته من ممرات فالتللين، التي عادت الآن مفتوحة أمام النمسا وأسبيان. وتقدم فالنشين الذي يزداد جيشه عدداً يوماً بعد يوم، إلى براندبرج وأرغم ناخبها جورج وليم على إعلان الولاء للإمبراطور، واندفع نحو دوقية كريستيان نفسه. وهي هولستين، وتيسر له القضاء على كل مقاومة في غير عناء. وفي نهاية 1627 كانت الأجزاء الداخلية من الدنمرك في قبضته.
ووسع هواء البلطيق الملح من خطط فالنشتين، فالآن وقد دان كل الساحل الشمالي الألماني تقريباً، ومعظم أرض الدنمرك، للإمبراطور، فلم يبنى بحرية إمبراطورية، ويحي "الهانسا"، وبالتحالف مع بولندة الكاثوليكية يمد سلطان الإمبراطور على بحر البلطيق وبحر الشمال، ومن ثم لا يعود الهولنديون والإنجليز قادرين على الإتيان بالخشب من ثغور البلطيق عبر مياه السوند ليشدوا أساطيلهم؛ ويتحكموا في بحر الشمال وتجارته ويسدوا القنال في وجه الأسبان أن امتلاك الإمبراطور للبلاتينات مكنه من السيطرة على نهر الراين. ومن ثم يكون الطريق مسدوداً أمام البولنديين في النهر والبحر، فتنهار قوتهم وثروتهم العتيدة. ولسوف يصبح جوستاف أدولف محصوراً في شبه جزيرة أسكنديناوة وفي 1627 كان فالنشتين بالفعل يعد نفسه ليكون أمير البحر في المحيط وفي البلطيق.
ولم ينظر الأمراء الألمان بعين الرضا إلى انتصارات فالنشتين. ذلك أنهم رأوا أنه بينما نقص جيش العصبة الكاثوليكية بقيادة مكسيمليان البافاري وكونت تللي إلى نحو 20 ألف رجل، فإن فالنشتين تولى أمرة قوات بلغ عددها 140 ألفاً. كما أنه لا يعترف بأية مسئولية إلا أمام الإمبراطور وحده ومادام الإمبراطور مطمئناً إلى وجود جيشه من خلفه، ففي مقدوره أن يحد من "حريات" الأمراء. والحق أن فالنشتين ربما كانت تراوده فكرة القضاء على الملكيات الإقطاعية وتوحيد ألمانيا بأسرها في دولة قوية واحدة. كما كان يفعل ريشليو في فرنسا، وكما كان على بسمارك أن يفعل بعد ذلك بمائتين وأربعين عاماً.
ولدى اجتماع الناخبين الإمبراطوريين في مولهاوزن، في شتاء 1627-1628، تبادلوا الرأي فيما يراودهم من آمال وما يساورهم من مخاوف. ومال الناخبون الكاثوليك إلى تأييد فالنشتين، ثقة منهم بأنه سوف يقتلع البروتستانتية من جذورها ويقضي عليها في مهدها الأول. ولكن عندما أطاح فرديناند بدوق مكلنبرج البروتستانتي، ونقل الدوقية إلى فالنشتين (11 مارس 1628) فإن الأمراء الكاثوليك أنفسهم تولاهم الجزع من استئثار الإمبراطور بسلطة خلع الأدواق وتعيينهم وفق مشيئته هو وحده. وما كان أمام الأمراء إلا ورقة واحدة يلعبون بها أمام فرديناند، فإنه كان على وشك أن يطلب إليهم ضمان اعتلاء ابنه العرش الإمبراطوري. وفي 28 مارس أبلغوه أنه مادامت جيوشه تحت إمرة فالنشتين، فإنهم لن يقدموا ضماناً مثل هذا. كما حذره مكسيمليان البافاري، من أنه إذا لم ينتقص من جيش فالنشتين ومن سلطاته وقوته، فلابد يوماً من أن يملي هذا القائد سياسة الإمبراطورية.
وكأنما لحظ فالنشتين هذا التحذير، فإنه شرع، وواضح أنه على مسئوليته الخاصة، في إجراء مفاوضات سرية مع كريستيان الرابع، انتهت بصلح لوبك (22 مايو 1629). ولدهشة أوربا كلها، أعاد إلى ملك الدنمرك جتلند وشلزويج والقطاع الملكي من هولشتين. ولم يفرض تعويضاً، بل أنه طلب فقط تخلي كريستيان عن أسقفياته الألمانية وسلطته العسكرية، ولكن ما الذي دفعه إلى هذا الكرم، أنه من ناحية، الخوف من ائتلاف الغرب ضد السيطرة الإمبراطورية على البلطيق والمضايق، ومن ناحية أخرى الاعتقاد بأن جوستاف أدولف كان يخطط لغزو ألمانيا، وأخيراً، تنبأ فالنشتين بأن القضية ستكون بينه وبين جوستاف لاكريستيان.
وربما أقلق استحواذ فالنشتين على السلطة الدبلوماسية بال الإمبراطور، ولكن كان لزاماً عليه أن يخفي شكوكه وحقده المتزايدين، لأنه كان الآن يخطط أجرأ حركة في تاريخه، وقد يكون في حاجة ماسة إلى مساندة قوات فالتنشتين في كل مرحلة من مراحل هذه اللعبة الخطرة. أن مستشاريه الجزويت طالما ناشدوه الاستعانة بقوته الجديدة وبقرار إمبراطوري، لتسترد الكنيسة الكاثوليكية، بقدر الإمكان، أملاكها ومواردها التي اقتطعت منها منذ بداية الإصلاح الديني، أو على الأقل منذ 1552. ورأى فرديناند الكاثوليكي الشديد التمسك بعقيدته في هذا المطلب شيئاً من العدالة، ولكنه لم يقدر كل التقدير صعوباته العملية، فقد بيعت منذ 1552 ممتلكات كثيرة من تلك التي كانت ملكاً للكنيسة، ودفع ملاكها الحاليون ثمنها. ولتنفيذ هذا، أي استرداد لكنيسة لأملاكها، لابد من تجريد آلاف من الملاك من ممتلكاتهم، والمفروض أن يتم هذا عنوة، وقد تؤدي الفوضى الناتجة عن هذا بألمانيا إلى ثورة. وكامن مكسميليان أمير بافاريا يوماً يحبذ هذه الفكرة، ولكنه الآن فزع لمداها ومضاعفاتها، وحث الإمبراطور على إرجائها حتى يدرسها مجلس الديت دراسة مستفيضة. وخشي فرديناند أن يرفضها الديت. وفي 6 مارس 1629 نشر "قرار إعادة أملاك الكنيسة"، وجاء فيه "لم يبقَ أمامنا إلا أن نأخذ بيد الجماعة المظلومة، ونبعث بموظفينا ليطلبوا إلى الملاك الحاليين غير المفوضين قانوناً أن يعيدوا كل الأبرشيات والأسقفيات والأديار، وسائر الممتلكات الكنسية التي صودرت منذ معاهدة باسو 1552". وكان هذا "الإصلاح المضاد" المقترن بالانتقام وكان كذلك توكيداً للسلطة الإمبراطورية المطلقة. وهي سلطة مطلقة ربما تردد حتى شارل الخامس نفسه في انتحالها لشخصه.
وقوبل القرار باحتجاجات صارخة على نطاق واسع، ولكنه نفذ. وحيثما وجدت أية محاولة لمقاومته استدعي جنود فالنشتين وأخمدوها في كل مكان باستثناء مجد برج التي نجحت في مقاومة حصار فالنشتين لها. وعادت مدن بأكملها أوجزبرج، ورتنبرج، ودورتمند، وثلاثون بلدة صغيرة إلى أيدي الكاثوليك، وكذلك عاد إليهم خمس أسقفيات ومائة دير، ونظمت من جديد مئات الأبرشيات الكاثوليكية، ولما طبق المالكون قاعدة "الناس على دين ملوكهم" متطلبين من الرعايا أن يتقبلوا مذهب الحاكم، اضطر آلاف البروتستانت أن يرتدوا أو يهاجروا. ومن أوجزبرج وحدها نفي ثمانية آلاف، بما فيهم الياس الذي كان قد فرغ لتوه من بناء دار البلدية الفخمة وهام القساوسة البروتستانت المنفيون على وجوههم في طول البلاد وعرضها يسألون الناس الخبز، حتى أن القساوسة الكاثوليك الذين حلوا محلهم استصرخوا الحكومة أن تغيثهم(67). وما حال دون النجاح النهائي للقرار والإصلاح المضاد في ألمانيا، إلا قدوم جوستاف أدولف.
وإذ استنفذ فرديناند غرضه في استخدام فالنشتين في تنفيذ القرار، ولم يجد أية قوات بروتستانتية في الميدان، فإنه لم يعد حريصاً على الاحتفاظ بقائده. فطلب إليه في مايو 1630 أن يتخلى عن 30 ألفاً من جنوده للخدمة في إيطاليا، فاعترض فالنشتين محتجاً بأن ملك السويد يخطط لغزو ألمانيا، فغلب أمره، وأرسل الثلاثون ألف جني إلى إيطاليا. وعاد الناخبون في يوليه واقترحوا عزل فالنشتين. ووافق الإمبراطور، وفي 13 سبتمبر أبلغ ضباط الجيش بأن مكسيمليان أمير بافاريا قد حل في منصب القيادة العليا محل قائدهم وعاد فالنشتين في سلام إلى ضياعه في بوهيميا، وهو يعلم أن جوستاف قد دخل الأراضي الألمانية، وأن الإمبراطورية لابد أن تكون وشيكاً في حاجة إلى قائد.
الخيانة والموت
المصادر
- Golo Mann. Wallenstein, his life narrated, 1976, Holt, Rinehart and Winston (ISBN 0030918847).
- Luca Cristini. 1618-1648 la guerra dei 30 anni . volume 1 da 1618 al 1632 2007 (ISBN 9788890301018)
- Luca Cristini. 1618-1648 la guerra dei 30 anni . volume 2 da 1632 al 1648 2007 (ISBN 9788890301025)
وصلات خارجية
- The Thirty-Years-War
- An Exhibition at Prague, Czech Republic, Europe - Dedicated to Albrecht von Wallenstein
- وسائط متعلقة بـAlbrecht von Waldstein من مشاع المعرفة.
- Spahn, M. (1913). [[wikisource:Catholic Encyclopedia (1913)/Albrecht von Wallenstein "|Albrecht von Wallenstein]"]. Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company.
{{cite encyclopedia}}
: Check|url=
value (help) - "Wallenstein, Albrecht Wenzel Eusebius von". Encyclopædia Britannica (11th ed.). 1911.
- Articles with hatnote templates targeting a nonexistent page
- Pages using infobox military person with unknown parameters
- Articles containing تشيكية-language text
- Pages using Lang-xx templates
- CS1 errors: URL
- مواليد 1583
- وفيات 1634
- People from Náchod District
- نبلاء بوهيميون
- عسكريون مغتالون
- أشخاص من تشب
- أشخاص من حرب الثلاثين عام
- Rulers of Mecklenburg
- فرسان الوبر الذهبي
- خريجو جامعة ألتدورف
- جنراليسيمو