أفريكا (مقاطعة رومانية)
أعطت «أفريكا» التابعة إلى الإمبراطورية الرومانية، والتي أصبحت في ما بعد تونس بعد الفتح العربي اثر ذلك اسمها إلى القارة بأكملها.
ضمت كورسكا وسردينيا معاً وتكونت منهما ولاية واحدة، ليست جزءاً من إيطاليا؛ وكان الجزء الأكبر من كورسكا أرضاً جبلية مقفرة، يصيد فيها الرومان الأهلين بالكلاب ليبيعوهم عبيداً(5). أما سردينيا فكانت تمدّهم بالعبيد، والفضة، والنحاس، والحديد، والحبوب؛ وكان فيها ألف ميل من الطرق الصالحة ومرفأ جيد ممتاز هو مرفأ كرالس Carales (كجلياري الحالية). وكانت صقلية قد انحطت منزلتها حتى كادت تصبح ولاية زراعية محضة من الولايات التي تمد روما الجائعة بالطعام. وكان الجزء الأكبر من أرضها الصالحة للفلاحة قد جُعل ضياعاً كبرى لتربية الماشية، يرعاها عبيد لا ينالون إلا أقل الغذاء والكساء، وكثيراً ما كانوا يفرون من عملهم لهذا السبب ويؤلفون عصابات للسلب والنهب. وكان سكانها في عهد أغسطس يبلغون 750.000، (وقد بلغوا في عام 1930 حوالي 3.972.300). وكانت أكثر مدنها الخمس والستين ازدهاراً هي قطانيا Catania، وسرقوسة، وتورومينيوم Panormus (تورمينا Taormina الحالية)، ومسانا، وأجرجنتم، وبنورمس Panormus (بلرمو الحالية). وكان في سرقوسا وتورومينيوم ملهيان يونانيان فخمان، لا يزالان يستخدمان لهذا الغرض حتى الآن. وكانت سرقوسا، على الرغم مما أصابها من النهب على أيدي فريس Verres مملوءة بالمباني الرائعة، والتماثيل الشهيرة، والمواقع التاريخية بدرجة يسّرت العيش للإدِّلاء المحترفين الذين كانوا يصحبون السياح الكثيرين الوافدين إلى تلك الجزيرة(6)، وكان شيشرون يحسبها أجمل مدينة في العالم كله. وكان لمعظم الأسر الغنية ضياع أو بساتين في ضواحيها وكان جميع ريفها تعطّره أشجار الفاكهة والكروم كما تعطّره في هذه الأيام.
وعاد على أفريقية كل ما فقدته بسيطرة الرومان عليها، فقد أخذت تحل شيئا فشيئاً محل تلك الجزيرة في توريد الحبوب مكرهة إلى روما، لكن الجنود، والمستعمرين، ورجال الأعمال، والمهندسين الرومان جعلوا تلك الولاية جنة وارفة الظلال إلى حد لا يكاد يصدقه العقل. وما من شك في أن الفاتحين الجدد قد وجدوا فيها حين قدموا إليها أصقاعاً خصبة غنية؛ فقد كان بين الجبال العابسة المطلة على البحر الأبيض المتوسط وسلسلة جبال أطلس التي تصدُّ عنها رمال الصحراء وادٍ شبه مداري يمده نهر بجرداس Bagradas (مجردا) بكفايته من الماء؛ وكانت الأمطار تهطل فيها شهرين من السنة لتعوض الأهلين عن عملهم الزراعي الشاق الطويل الذي علمهم إياه ماجو Mago وأرغمهم عليه ماسينسا Masinissa. ولكن روما أصلحت ما وجدته فيها من الأساليب الزراعية وزادت عليه. فقد شاد مهندسوها السدود على مجاري الأنهار التي تنحدر من التلال الجنوبية، واختزنوا الزائد من المياه في خزانات إبان موسم الأمطار، وصبّوه في قنوات للري في الأشهر الحارة التي تجف فيها مياه الأنهار(7). ولم تكن روما تفرض على هذه الولايات أكثر مما كان يجيبه منها رؤساؤها الوطنيون، ولكن فيالق روما وتحصينها كانت أقدر من حكوماتها الوطنية على حمايتها من القبائل البدوية التي تهبط عليها من الجبال، وكان يضم إليها ميل بعد ميل من الصحراء أو الأراضي البور فتزرع أو تُسكن. وكان الوادي ينتج كميات من زيت الزيتون بلغت من الوفرة حداً أدهش العرب حين قدموا إلى هذه البلاد في القرن السابع، إذ وجدوا أن في وسعهم أن ينتقلوا من طرابلس إلى طنجة دون أن يبتعدوا عن ظلال أشجار الزيتون(8). وأخذت البلدان والمدن يتضاعف عددها ويرتفع شأنها بفضل ما اتبع فيها من الأساليب المعمارية، ووجدت الآداب فيها سوطاً جديداً يعبر عنها. وحسبنا دليلاً على ما بلغته أفريقية الرومانية من الرقي والثراء أن نشاهد آثار ما خلّفه الرومان من أسواق وهياكل وقنوات لجر مياه الشرب للمدن، ودور للتمثيل في أرض أصبحت الآن قفراً يباباً. ذلك أن هذه الحقول النادرة قد استحالت الآن صحارى رملية. ولم يكن سبب هذا التغيير الجو بل كان سببه تبدل الحكم - من دولة تضمن للبلاد الأمن الاقتصادي والنظام إلى أخرى تركت العنان للفوضى والإهمال يخربان الطرق والخزانات وقنوات الري.
وكان على رأس هذا الرخاء المستعاد مدينة قرطاجنة التي بعثت وقتئذ بعثاً جديداً. ذلك أن أغسطس قد احتضن بعد وقعة أكتيوم مشروع كيوس وقيصر الذي أخفق من قبل، وأرسل إلى قرطاجنة بعض الجنود الذين أراد أن يعوضهم عم إخلاصهم وانتصاراتهم أرضاً يهبها لهم. وسرعان ما انتزعت قرطاجنة مرة أخرى من يتكا تجارة الإقليم الصادرة منه والواردة إليه، وذلك بفضل موقعها الجغرافي الممتاز، ومرفأها الجيد، ودال نهر بجرداس الخصبة، والطرق الصالحة التي أنشأها المهندسون والرومان أو أعادوا فتحها؛ ولم يمضِ على تأسيس المدينة الجديدة قرن واحد حتى أضحت أكبر مدائن الولايات الغربية، وأقام أغنياء التجار والملاك قصوراً فخمةً على تل برسا Byrsa التاريخي، أو بيوتاً صغيرة ذات حدائق في الضواحي الشجراء؛ أما الفلاحون الذين تركوا الأرض لعجزهم عن منافسة أصحاب الضياع الكبرى فقد انضموا إلى صعاليك المُدن وإلى الأرقاء، وعاشوا في أحياء وبيوت قذرة حياة العدم والفاقة التي جعلتهم يرحبون فيما بعد بدعوة المسيحية إلى المساواة. وقامت البيوت في المدينة من ست طبقات أو سبع، وتلألأ الرخام في المباني العامة، وغصت الشوارع والميادين بالتماثيل المنحوتة على الطراز اليوناني. وشُيّدت الهياكل من جديد للآلهة القرطاجنيين القديمة، وظل ملكارت Melkart حتى القرن الثاني بعد الميلاد يستمتع بالضحايا من أطفال الأحياء(9). وأخذ أهل البلاد ينافسون الرومان في حب الترف، وأدهان التجميل، والحُلي والشعر المصبوغ، وسباق العربات، وألعاب المجالدين. وكان من بين المناظر البارزة في المدينة حماماتها العامة العظيمة التي وهبها لها ماركس أوورليوس. وكانت فيها قاعات للمحاضرات، ومدارس لتعليم البيان، والفلسفة، والطب، والقانون، مما جعل قرطاجنة مدينة جامعية لا يفوقها من هذه الناحية إلا أثينة والاسكندرية، وفد إليها أبوليوس Apuleius وترتليان Tertullian ليدرسا فيها جميع فروع العلم، وقد دهش القديس أغسطين من مرح الطلاب وفساد أخلاقهم، فقد كان يحلو لهم أن يقتحموا قاعات المحاضرات ويخرجوا منها الأستاذ وتلاميذه(10).
وكانت قرطاجنة حاضرة الولاية المسمّاة أفريقية ومحلها الآن شرقي بلاد تونس. ونشأ من رواج التجارة في جنوبي هذه المدينة على الشاطئ الشرقي طائفة من المُدن أخذت ثروتها القديمة تعود إليها بعد إثني عشر قرناً من الزمان حتى دهمتها الحروب في هذه الأيام، ومن هذه المُدن القديمة حضرمنتم Hadrumentum (ومحلّها الآن سوسة) ولبتس Leptes الصغرى، وثبسوس Thapsus وتكابي Tacapae (فابس الحالية). وكان إلى شرقيها على البحر الأبيض إقليم يدعى تريبوليس Tripolis (طرابلس) وسمي كذلك لأنه حلف مكون من ثلاث مُدن: أويا Oea (طرابلس الحالية) التي أسسها الفينيقيون قبيل عام 900 ق.م، وسبراتة Sabrata ولبتس مجنا (الكبرى) (لبدة الحالية): وهذه البلدة الأخير هي مسقط رأس الإمبراطور سبتميوس Septimius Sevrus فقد ولد فيها عام 146م؛ ووهبها في حياته باسلقا وحمّاماً عاماً تدهش آثاره السائح أو المحارب في هذه الأيام. وكانت طرق مرصوفة تسير عليها قوافل الإبل تصل هذه الثغور بالمُدن الداخلية: سفتولا Safetula وهي الآن قرية صغيرة بها آثار هيكل روماني عظيم؛ وثسدروس Thysdrus (الجم)، وكان فيها مدرج يتّسع لستين ألف، وثجا Thugga (دجا) التي تشهد خرائب ملهاها ذي العُمَد الكورنثية الرشيقة بثراء أهلها وحسن ذوقهم. وكانت في شمال قرطاجنة أمها ومنافستها القوية يتكا Ytica؛ وفي وسعنا أن نلمح ما كانت عليه من ثراء في عهد الرومان، إذا عرفنا أن ثلاثمائة من رجال المصارف وبائعي الجملة من الرومان كانت لهم فروع فيها عام 46 ق.م. وكان الإقليم التابع لها يمتد شمالاً إلى هبو ديرهيتس Hippo Diarrgytus (بنزرت الحالية)، وكان يمتد فيها طريق محاذٍ لشاطئ البحر متجه نحو الغرب يصلها بمدينة هبو رجيوس Hippo Rigius (بونة)، التي أضحت بعد زمن قليل كرسي أبرشية القديس أوغسطين. وكان إلى جنوبيها في الداخل مدينة سرتة Cirta (قسطنطينية) عاصمة ولاية نوميديا، وفي غرب هذه المدينة الأخيرة بلدة ثمجادي Thomuhadi (ثمجاد)، التي تكاد تحتفظ بآثارها احتفاظ بمبي؛ ففيها الشوارع المرصوفة المعمّدة، والمجاري المسقفة، وفيها قوس نصر ظريف، وسوق عامة، وبناء مجلس الشيوخ، وباسلقا، وهياكل، وحمّامات، وملهى، ومكتبة، وبيوت خاصة كثيرة. وقد عثر في أرض السوق على لوحة للعب الداما نقشت عليها هذه العبارة: Venari, Iavare. ludere, ridere, hoc est vivere - ومعناها "الصيد، والاستحمام، واللعب، والضحك، هذه هي الحياة"(12). والفيلق الثالث الذي كان وحده يحرس الولايات الأفريقية هو الذي أنشأ ثمجادي حوالي عام 117م. ثم اتخذ في عام 123 مركزا لقيادته يقيم فيه أكثر مما يقيم في ثمجادي ويبعد عنها بضعة أميال نحو الغرب،وأنشأ في مدينة لمبيسيس Lambaesis (لمبيز). وهنا تزوج الجنود واستقروا، وعاشوا في بيوتهم أكثر مما كانوا يعيشون في المعسكر. ولكن معسكرهم نفسه كان مرحاً، فخماً، جميل الزينة، به حمّامات لا تقل جمالها عن أية حمامات أخرى في أفريقية. أما في خارج المعسكر فقد أعانوا الأهلين في بناء هيكل لجوبتر، وعدد من الهياكل، وأقواس النصر، ومدرج يقام فيه صراع ويحدث فيه الموت فيخففان من ملل الحياة السليمة الرتيبة.
وكان الذي مكن فيلقاً واحداً من حماية أفريقية الشمالية من القبائل المغيرة الضارية في الداخل هو إنشاء شبكة من الطرق، كان الغرض الأول منها عسكرياً ولكنها كانت عظيمة النفع من الناحية التجارية، وكانت تربط قرطاجنة بالمحيط الأطلنطي، والصحراء بالبحر الأبيض المتوسط. وكان للطريق الرئيسي يتجه نحو الغرب من سرتة إلى قيصرية عاصمة (مراكش)؛ وهنا نشر الملك جوبا الثاني Juba II أساليب الحضارة بين موري Mauri أي السود (المغاربة) الذين اشتق اسمهم من اسم الإقليم في الزمن القديم واسمه في هذه الأيام. وكان جوبا الثاني هذا إبن جوبا الذي مات في ثبسوس، وأخذ وهو طفلُ إلى روما ليزدان به موكب قيصر؛ ثم عفى عنه، وأخذ يدرس في روما حتى أصبح من جهابذة العلماء في أيامه. وعينه أغسطس قيلا على موريتانيا وأمره أن ينشر بين أهل وطنه الثقافة الرومانية التي جدّ في تحصيلها. ونجح في هذه المهمة، وكان من أسباب نجاحه أن امتد حكمه ثمانية وأربعين عاماً؛ ولشدّ ما كانت دهشة رعاياه حين رأوا رجلاً يكتب الكتب ويحكم. وجاء كلجيولا بإبن جوبا هذا إلى روما وأماته جوعاً، وضم كلوديوس مملكته إلى روما وقسّمها ولايتين: موريتانيا سيزرينسس Caesariensis (موريتانيا القيصرية) وموريتانيا تنجتانا Tingitana (موريتانيا التنجتانية) نسبة إلى عاصمتها تنجيس Tingis، وهي طنجة الحالية.
وكان في هذه المُدن مدارس كثيرة مفتحة الأبواب للفقراء والأغنياء على السواء. ونسمع أنه كان يدرَّسُ فيها الاختزال (13)، ويسمى جوفتال أفريقية مربية المحامين(14). وقد أنجبت في هذا العهد مؤلّفَين أحدهما صغير والآخر كبير - هما فلنتو وبوليوس. ولكن الأدب الأفريقي لم تكن له الزعامة على آداب العالم إلا أيام مجده في عهد المسيحية. وكان لوسيوس أبوليوس شخصية غريبة جديرة بالتصوير، أكثر من شخصية منكاني المتعدد الكفايات. وكان مولده في مدورا Madaura من أسرة عريقة النسب (124م)، وقد درس فيها وفي قرطاجنة وأثينة، وبدد ثروة كبيرة ورثها عن أسرته، وأخذ يتنقل من مدينة إلى مدينة ومن دين إلى دين، وانضم إلى الجماعات ذات الطقوس الدينية الخفية ومارس السحر وألف كتباً كثيرةً في موضوعات تختلف من اللاهوت إلى مسحوق الأسنان، وألقى محاضرات في الفلسفة والدين في روما وغيرها من المُدن، ثم عاد إلى أفريقية وتزوج في طرابلس من سيدة تكبره وتفوقه في الثراء. فلما فعل هذا رفع أصدقائها وورثتها المنتظرون الأمر إلى القضاء مطالبين بإلغاء الزواج، واتهموه بأنه حصل على موافقة السيدة عليه بفنون السحر؛ ودافع الرجل عن نفسه أمام المحكمة بخطبة وصلت إلينا بعد أن أدخل عليها بعد أيامه كثيراً من الصقل والتنميق، وكانت نتيجتها أن كسب القضية والزوجة، ولكن الناس أصروا على الاعتقاد بأنه ساحر؛ ولما ظهر المسيح أخذ حلفاء هؤلاء القوم يحيطون من قدره بتعداد معجزات أبوليوس. وقضى الرجل بقية حياته في مدورا وقرطاجنة يمارس صناعتي المحاماة والطب، وكتابة الرسائل والخطب، ولكن معظم ما كتب كان في الموضوعات العلمية والطبيعية؛ وقد أقامت له مدينته نصباً تذكارياً نقشت عليه باللاتينية العبارة الآتية: الفيلسوف الأفلاطوني، ولو أنه استطاع العودة إلى الحياة لساءه ألا يذكره الناس إلا بكتابه الحمار الذهبي.
وهذا كتاب شبيه كل الشبه بكتاب ساتيريكون Satyricon لمؤلفه بترونيون، بل هو أكثر منه غرابة وشذوذاً. وكان الاسم الأول لهذا الكتاب هو أحد عشر كتاباً في التحول Metamorphoseon Lebri Xi، وهو توسع غريب في قصة رواها لوسيوس البتراسي عن رجل انقلب حماراً. ويتألف من سلسلة غير مرتبطة من المغامرات، والوصف، والحوادث المحشورة فيها حشراً، يتخللها السحر، والرعب، والفحش في القول، والحديث عن التقوى المرجأة.
ويروي لوسيوس بطل القصة كيف طاف بتساليا واستمتع فيها بعدد من الفتيات وألقى نفسه أين ما حل في جوٍ من السحر. ومما جاء في هذا الكتاب:
"وما كاد الليل ينقضي ويبزغ فجر يوم جديد حتى كان من حظي أن أستيقظ، وأن أقوم من فراشي وأنا نصف مذهول، راغب حقاً في أن أعرف وأرى أشياء عجيبة محيرة... والحق أني لم أكن أرى شيئاً أعتقد أنه كما أراه في الواقع؛ بل أن كل شيء بدا لي أنه قد تحول إلى صور أخرى بتأثير قوة السحر الخبيثة. وبلغ من قوة اعتقادي هذا أن ظننت أن الحجارة التي قد تعثر بها قدماي تصلّبت واستحالت من رجال إلى الصورة التي هي عليها، وأن الطيور التي سمعتها تغرّد، والأشجار والمياه الجارية، استحالت إلى هذا الريش والورق ومنابع الماء، من صورٍ أخرى غير هذه الصور. وكذلك ظننت أن التماثيل والصور ستتحرك في مستقبل الأيام، والجدران ستتكلم وتروي أخباراً عجيبة، وإني سأسمع من فوري وحياً من السماء ومن شعاع الشمس(15).
والآن وقد أصبح لوسيوس مستعداً لأية مغامرة يريدها، يقول انه يدلك جسمه بمرهم سحري، وهو شديد الرغبة في أن يستحيل طائراً؛ ولكنه يدلك نفسه بهذا المرهم يستحيل حماراً. وتروي القصة بعدئذ ما يلقاه من المحن ذلك الحمار "الذي له إحساس الإنسان وإدراكه". وكانت سلواه الوحيدة هي "أدني الطويلتين اللتين أستطيع بهما أن أسمع كل شيء ولو كان شديد البعد عنّي". وقد قيل له أنه سيعود إلى صورته الآدمية إذا عثر على وردة وأكلها، وهي أمنية يدركها بعد أن يمر بطائفة كبيرة من الحظوظ الحمارية منها ما هو طيب ومنها ما هو سيئ. ثم كره الحياة، فلجأ أولاً إلى الفلسفة، ثم إلى الدين؛ وألف دعاء يشكر فيه إيزيس شكراً بينه وبين ابتهال المسيحيين إلى أم الإله شبه عجيب (16). ثم يحلق رأسه ويُقبل في الطبقة الثالثة من أتباع إيزيس المبتدئين. ويرصف طريقاً يعود به إلى الأرض بعد أن يفسّر حلماً يأمره فيه أوزريس "أعظم الآلهة" بأن يعود إلى وطنه ويشتغل بالقانون.
وما أقل الكتب التي تحوي كل ما يحتويه هذا الكتاب من السخف، ولكن أقل منها ما يعبر عنه سخفه بعبارة تماثل عبارة هذا الكتاب في طلاوتها. ذلك أن أبوليوس يحاول فيه كل أنواع الأساليب، ويلبس كل أسلوب حاوله أجمل لباس؛ وأكثر ما يحبه من الأساليب، هو الأسلوب المطنب المنمق المسجوع المتجانس الأحرف في بداءة الألفاظ، المليء بالعبارات العامية الطريفة، والألفاظ القديمة المهجورة، والكلمات المصغّرة العاطفية، والنثر الموزون الشعري في بعض المواضع. وقصارى القول أن الكتاب يضم إلى الأسلوب الشرقي القوي ما في الشرق من غموض وشهوانية . ولعل أبوليوس قد أراد أن يشير من طرف خفي، مستنداً إلى تجاربه الخاصة، إلى ان الانهماك في الشهوة الجنسية يذهب بالعقل ويبدّل الآدميين بهائم، والى أن السبيل الوحيدة التي يعودون بها إلى آدميتهم اقتطاف زهرة الحكمة والصلاح. وهو يبدو أحسن ما يكون في القصص العارضة التي يلتقطها بأذنيه القويتين الدوارتين؛ كما نرى في قصة العجوز التي تسلي فتاة بأن تروي لها قصة كيوبت وسيكي(17) - فتخبرها كيف وقع ابن الزهرة (فينوس) في حب فتاة حسناء، وهيأ لها كل أنواع السرور إلا سرورها برؤيته، وأثار غيرة أمه الشديدة، ثم نالت آخر الأمر سعادتها في السموات العلى. ولسنا نعرف مصوراً، بز بقلمه لسان هذا الأشيب السليط، في رواية هذه القصة القديمة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الحكام المعروفون لأفريكا الرومانية
العهد الجمهوري
Unless otherwise noted, names of governors in Africa and their dates are taken from T.R.S. Broughton, The Magistrates of the Roman Republic, (New York: American Philological Association, 1951, 1986), vol. 1, and vol. 2 (1952).
146–100 ق.م.
Inscriptional evidence is less common for this period than for the Imperial era, and names of those who held a provincia are usually recorded by historians only during wartime or by the triumphal fasti. After the defeat of Carthage in 146 BC, no further assignments to Africa among the senior magistrates or promagistrates are recorded until the Jugurthine War (112–105 BC), when the command against Jugurtha in Numidia became a consular province.
- P. Cornelius Scipio Africanus Aemilianus (146 BC)
- L. Calpurnius Bestia (111 BC)
- Sp. Postumius Albinus (110–109 BC)[1]
- Q. Caecilius Metellus Numidicus (109–107 BC)[2]
- C. Marius (107–105 BC)
- L. Cornelius Sulla (105 BC)[3]
ع90–31 ق.م.
During the civil wars of the 80s and 40s BC, legitimate governors are difficult to distinguish from purely military commands, as rival factions were vying for control of the province by means of force.
- None known with reasonable certainty for the 90s
- P. Sextilius (88–87 BC)
- Q. Caecilius Metellus Pius (86–84 BC)
- C. Fabius Hadrianus (84–82 BC)
- Gn. Pompeius Magnus (82–79 BC)
- L. Licinius Lucullus (77–76/75 BC)
- A. Manlius Torquatus (69 BC or earlier)
- L. Sergius Catilina (67–66 BC)
- Q. Pompeius Rufus (62–60/59 BC)
- T. Vettius, cognomen possibly Sabinus (58–57 BC)
- Q. Valerius Orca (56 BC)
- P. Attius Varus (52 BC and probably earlier; see also below)
- C. Considius Longus (51–50 BC)
- L. Aelius Tubero (49 BC; may never have assumed the post)
- P. Attius Varus (seized control again in 49 and held Africa till 48)
- Q. Caecilius Metellus Pius Scipio Nasica (47 BC)
- M. Porcius Cato (jointly in 47 BC with special charge of Utica)
- C. Caninius Rebilus (46 BC)
- C. Calvisius Sabinus (45–early 44 BC, Africa Vetus)
- C. Sallustius Crispus, the historian usually known in English as Sallust (45 BC, Africa Nova)
- Q. Cornificius (44–42 BC, Africa Vetus)
- T. Sextius (44–40 BC, Africa Nova)
- C. Fuficius Fango (41 BC)
- M. Aemilius Lepidus (40–36 BC)
- T. Statilius Taurus (35 BC)
- L. Cornificius (34–32 BC)
العصر الامبراطوري
Principate
عهد أغسطس
- Gaius Aelius Gallus (26–24 BC)
- Lucius Aelius Lamia
- Publius Quinctilius Varus approx (9/8–4 BC)
عهد تيبريوس
- Lucius Nonius Asprenas[4]
- Marcus Furius Camillus[5] (17-19)
- Lucius Apronius[6] (19-21)
- Quintus Junius Blaesus[7] (21-23)
- Publius Cornelius Dolabella[8] (23-24)
عهد كلاوديوس
- Titus Statilius Taurus IV (51–53 CE)[9]
- Curtius Rufus[10]
الامبراطورية اللاحقة
Governors are directly chosen by the Emperors, without Roman Senate approval.
- Iulianus, possibly Amnius Anicius Julianus (302 circa)
- Petronius Probianus (315–317)
- Aconius Catullinus (317–318)
- Cezeus Largus Maternianus (333-336)[11]
- Quintus Flavius Maesius Egnatius Lollianus (336-337)[11]
- Antonius Marcellinus (337-338)[11]
- Aurelius Celsinus (338-339)[11]
- Fabius Aconius Catullinus Philomathius (vicarius, 338–339)
- Proculus (340-341)[11]
- -lius Flavianus (357-358)[11]
- Sextus Claudius Petronius Probus (358-359)[11]
- Proclianus (359-361)[11]
- Quintus Clodius Hermogenianus Olybrius (361-362)[11]
- Clodius Octavianus (363-364)[11]
- P. Ampelius (364-365)[11]
- ?Claudius Hermogenianus Caesarius (365-366)[11]
- Julius Festus Hymetius (366-368)[12]
- Petronius Claudius (368-371)[12]
- Sextius Rusticus Julianus (371-373)[12]
- Quintus Aurelius Symmachus (373-374)[11]
- Paulus Constantius (374-375)[11]
- Chilo (375-376)[11]
- Decimius Hilarianus Hesperius (April 376-October 377)[11]
- Thalassius (October 377-April 379)[11]
- Flavius Afranius Syagrius (379-380)[11]
- Helvius Vindicianus (380-381; possibly 382-383)[11]
- Herasius (381-382)[11]
- Virius Audentius Aemilianus (382-383; possibly 381-382)[11]
- Flavius Eusignius (383-384)[11]
- Messianus (385-386)[11]
- Felix Juniorinus Polemius (388-389)[11]
- Latinius Pacatus Drepanius (389-390)[11]
- Flavius Rhodinus Primus (391-392)[11]
- Aemilius Florus Paternus (392-393)[13]
- Flaccianus (393-393)[13]
- Marcianus (394)[13]
- Flavius Herodes (394-395)[13]
- Ennodius (395-396)[13]
- Theodorus (396-397)[13]
- Anicius Probinus (397)[14]
- Seranus (397-398)[13]
- Victorinus (398-399)[13]
- Apollodorus (399-400)[13]
- Gabinius Barbarus Pompeianus (400–401)[13]
- Helpidius (401-402 ?)[13]
- Septiminus (402-404)[13]
- Rufius Antonius Agrypnius Volusianus (404-405)[13]
- Flavius Pionius Diotimus (405-406)[13]
- C. Aelius Pompeius Porphyrius Proculus (407-408)[13]
- Donatus (408-409)[13]
- Macrobius Palladius (409-410)[13]
- Apringius (410-411)[13]
- Eucharius (411-412)[13]
- Q. Sentius Fabricius Iulianus (412-414)[13]
- Aurelius Anicius Symmachus (415)[15]
انظر أيضاً
- African Romance
- Lex Manciana
- مقاطعة أفريكا الپريتورية
- التجريدات الرومانية إلى أفريقيا جنوب الصحراء
- Roman limes
الهامش
- ^ Continued as proconsul until the arrival of Metellus in 109 BC.
- ^ Continued as proconsul until the arrival of his successor Marius, whom he declined to meet for the transfer of command. He triumphed over Numidia in 106 and received his cognomen Numidicus at that time.
- ^ Delegated command pro praetore when Marius returned to Rome.
- ^ Tacitus, Annals I.53
- ^ Tacitus, Annals II.52
- ^ Tacitus, Annals III.21
- ^ Tacitus, Annals III.35, III.58
- ^ Tacitus, Annals IV.23
- ^ Tacitus, Annals XII.59
- ^ Tacitus, Annals XI.21
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ Per the list provided in T.D. Barnes, "Proconsuls of Africa, 337-392", Phoenix, 39 (1985), pp. 144-153
- ^ أ ب ت Per the list provided in T.D. Barnes, "Proconsuls of Africa: Corrigenda", Phoenix, 39 (1985), pp. 273-274
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف Per the list provided in T.D. Barnes, "Late Roman Prosopography: Between Theodosius and Justinian", Phoenix, 37 (1983), pp. 248-270
- ^ In 396 Quintus Aurelius Symmachus wrote him a letter (Epistulae, ix); on 17 March 397 he received a law preserved in the Codex Theodosianus (XII.5.3).
- ^ During this office he received the law preserved in Codex Theodosianus, xi.30.65a.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المصادر
- Lennox Manton, Roman North Africa, 1988
- A. I. Wilson, Urban Production in the Roman World: The View from North Africa, 2002
- Monique Seefried Brouillet, From Hannibal to Saint Augustine: Ancient Art of North Africa from the Musee Du Louvre, 1994
- Michael Mackensen and Gerwulf Schneider. Production centres of African Red Slip Ware (2nd-3rd c.) in northern and central Tunisia: Archaeological provenance and reference groups based on chemical analysis, 2006