أرسينوي (خليج السويس)
أرسينوي Arsinoe (اليونانية: Ἀρσινόη) أو أرسينويت أو كليوپاتريس أو كليوپاترا، كانت مدينة ساحلية قديمة شمال خليج السويس، على البحر الأحمر. كان ميناء أرسينوي من أهم موانئ مصر الشرقية منذ العصر الفرعوني حتى أواخر القرن الثالث الميلادي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
كانت أرسينوي عاصمة سيكوت الفرعونية أو هروؤپوليس البلطمية، وإحدى الموانئ الرئيسية في مصر. ويبدو أنها اتخذت الاسم كليوپاتريس (سترابون ص. 780) وأرسينويتس (پلني م. 9. § 9؛ اورِلّي، Inscr. 516). ويُعتقد من القرائن أنها ربما كانت پي-هاحيروت المذكورة في التوراة. الخروج الإصحاج 2، 9؛ العدد xxxiii. 7; Winer, Biblioth. Realwörterb. ii. p. 309. قرية أرض شرود الحالية، المجاورة للسويس، تناظر أرسينوي تلك. وكانت تقع على مقربة من النهاية الشرقية للقناة الملكية، التي كانت تربط الفرع الپلوزي Pelusiac للنيل، والذي شقها پطليموس فيلادلفوس من البحيرات المرة إلى رأس خليج هروؤپوليت. أرسينوي (پلني م. 12) كانت على بعد نحو 200 كم من پلوزيوم.
دخل مقاطعة أرسينوي كان يقدمه الملك كهدية لزوجته (التي كانت شقيقته أيضاً)، أرسينوي الثاني من مصر، والتي سُميت على اسمها المدينة، وظلت تملكها ملكات مصر أو أميرات مصر المتعاقبة من الأسرة اللاگية. قصر الطريق عبر الصحراء الشرقية وموقعها بالقرب من القناة كانتا الميزتين الرئيسيتين لأرسينوي كمركز تجاري. إلا أنه بالرغم من اتساع خليجها، فقد كانت مكشوفة للريح الجنوبية، وشكلت الشعاب المرجانية عائقاً كبيراً أمام السفن المتجهة للميناء. وبالتالي، فقد كانت أرسينوي أقل تأهيلاً لاستقبال تجارة الهند بالمقارنة مع ميوس هورموس أو برنيقه. إلا أنها مثل باقي موانئ البحر الأحمر، فقد تحسنت التجارة عبر أرسينوي بعد الفتح الروماني لمصر. فتدل الإحصائيات على أن مائة وعشرين سفينة تبحر سنوياً من المرافئ المصرية لتستورد من غرب الهند الحرير والأحجار الكريمة والعطور (Gibbon, D. and F. ch. vi).
عندما كان طرف الخليج، عند مدخل وادي الطميلات، في العصر الفرعوني، كانت سيكوت هي الثغر والمخزن التجاري، إضافة إلى كونها إحدى قلاع سور مصر الشرقي. وكذلك كانت هروپوليس أو إيرو، في العصرين اليوناني الروماني. شق پپي الأول قناة سيزوستريس بين النيل والبحر الأحمر وعندما انحسر الخليج نحو الجنوب، تغيّر الموضع، فأصبحت أرسينوي عند طرف البحيرات المرة. ولمّا ازداد انحساره، تغيّر الموضع، فأصبح القلزم. وأخيراً، استقر الموضع عند السويس الحالية. [1]
كان من الطبيعي أن تكون لمصر، في جميع العصور، مدينة عند الطرف الشمالي لخليج السويس. ففي العصر الفرعوني، كانت هذه المدينة سيكوت، ومحلها، الآن، تل المسخوطة على بعد 17 كم، غرب مدينة الإسماعيلية وقد أطلق عليها الإغريق اسم هروپوليس أو إيرو في العهدين الروماني والبيزنطي. وتدل الأبحاث الجيولوجية على أن خليج السويس، كان يمتد، في العصر الفرعوني، حتى بحيرة التمساح. ثم انحسرت مياهه جنوباً، إلى البحيرات المُرّة. وعندما انحسرت مياه الخليج نحو الجنوب، خلّفت وراءها سلسلة من الوهاد والبطاح، التي كانت تملؤها المياه الضحلة. فصارت "هيروبوليس" من دون ميناءً على البحر الأحمر. ففقدت جزءاً من صفتها التجارية وأهميتها الملاحية، ولم تحتفظ إلاّ بأهميتها الإستراتيجية، كجزء من القلاع، التي كانت تكوّن سور مصر الشرقي، وتمتد، عبر البرزخ، شمالي سيناء، إلى غزة. كما نشأ ميناء جديد على الرأس الجديد لخليج السويس، يسمى "أرسينوي أن" أو "كليوباتريس"، في العصر البطلمي، وكان هذا الميناء ناحية السيرابيوم، التي تقع شمال البحيرات المُرّة. ثم استمر انحسار خليج السويس نحو الجنوب، مرة أخرى، وانفصلت البحيرات المُرّة عن الخليج، فنشأ ميناء البحر الأحمر الجديد، الذي سُمي كلزيما، في العصر الروماني، وهو الذي حرّف العرب اسمه إلى القلزم، وسموا به، كذلك، البحر الأحمر. وفي القرن العاشر الميلادي، نشأت ضاحية جديدة جنوبي القلزم سميت بالسويس. ما لبث أن ضُمت إليها القلزم القديمة، وحلت محلها، وأصبحت ميناء مصر على البحر الأحمر.
في عهد تراجان، تراجع مركز أرسينوي بعد تطوير القناة الجديدة الواصلة بين النيل والبحر الأحمر وتأسيس كليزما، على بعد كيلومترات قليلة من أرسينوي.
المصادر
- ^ "السويس منذ العصور الأولى". مدونة السويس على مر العصور. 2008-06-12. Retrieved 2013-04-11.
- This article incorporates text from the public domain Dictionary of Greek and Roman Geography by William Smith (1856).