أخبار:هارم الصاروخ الأمريكي طرد الروس من خاركيف

صورة نشرتها البحرية الأمريكية في 1 أبريل 2003 لصاروخ هارم على طائرة هورنت 18-سي، أثناء حرب العراق 2003.

في 9 سبتمبر 2022، أكد مسؤول كبير في الپنتاگون ما تم التلميح إليه من قبل بأن الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بالصواريخ عالية السرعة مضادة للرادار المعروفة اختصاراً باسم هارم HARM. وقد لعبت الصواريخ دوراً هاماً في الهجوم الأوكراني المضاد على أوبلاست خاركيڤ، فضلاً عن هجوم منفصل في الجنوب.[1]

أُطلقت صواريخ هارم من الطائرات المقاتلة، واستقرت في قلب رادارات الدفاع الجوي الروسية ودمرتها. حيث تُمثل هذه الصواريخ تحدياً خطيراً لروسيا. حتى إذا لم يتم إطلاقها، فإن التهديد الذي تشكله يمكن أن يجبر مشغلي الرادارات على إيقاف تشغيل مجموعاتهم للاختباء. نتيجة لذلك، قد لا تطير القوات الجوية الأوكرانية بأمان، لكنها ستتمتع بحرية أكبر عن ذي قبل.

أثناء الحرب العالمية الثانية، نُشرت بطاريات المدافع المضادة للطائرات من العيار الثقيل لمواجهة القاذفات، لكنها أصبحت قديمة بمجرد أن تطير القاذفات النفاثة بشكل أسرع وأعلى. ولكن عقب ذلك حُدثت تكنولوجيا الصواريخ، وبحلول أواخر الأربعينيات، ظهرت أول صواريخ أرض-جو موجهة بالرادار (SAM). كما تطورت هذه الصواريخ بسرعة ويمكن أن تصل قريباً إلى ارتفاعات الستراتوسفير وكما أنها قادرة على إسقاط أسرع الطائرات. وقد كان على طواقم القاذفات بعد ذلك تعلم الطيران تحت الرادار، أو إيجاد طرق لمواجهته، مثل التشويش الإلكتروني.

احتلت الولايات المتحدة مركز الريادة في إحباط تكتيكات الدفاع الجوي للعدو، أو SEAD، أثناء حرب ڤيتنام. كما كُلفت طائرة "العرس المتوحش Wild Weasel" بمهمة تدمير الرادار قبل موجة من الطائرات الهجومية. كان لدى Wild Weasels مستقبلات رادار لتحديد مواقع الدفاعات الجوية وكانت مسلحة في البداية بالقنابل والصواريخ الخاصة اللاحقة التي يمكن أن تستهدف الرادار. أما هارم فهو أحدث تجسيد لهذه الصواريخ جو - أرض: فهو عبارة عن مقذوف يبلغ حوالي 350 كجم، بمدى يصل إلى حوالي 145 كم، قادر على تحديد مواقع أنظمة الرادار وضربها حتى بعد إيقاف تشغيلها.

تعتبر صواريخ هارم فعالة للغاية لدرجة أنها ليست مجرد صواريخ قامعة، بل هي تدمر دفاعات العدو الجوية بأكملها (DEAD) وقد استخدمت في حروب ليبيا والعراق ويوغوسلاڤيا السابقة. وكان وجودها في أوكرانيا مفاجأة، بحكم أن القوات الجوية الأوكرانية تستخدم طائرات روسية الصنع لا تتوافق مع أسلحة الناتو.

تركيب صواريخ هارم على الطائرات الأوكرانية ليس بالأمر السهل، نظراً لاستخدامها أنظمة مختلفة متصلة بأجنحة الطائرة. من الممكن أن يكون قد تم نشر المحولات jerry-rigged. حيث تُظهر الصور التي يُزعم أنها التقطت في أوكرانيا صواريخ هارم متصلة بطائرات ميگ-29 وسو-27إس. كما يمثل عدم وجود واجهة بيانات (برمجيات) بين الطائرات والصواريخ مشكلة أخرى محتملة. عادةً ما تُمرر صواريخ هارم المعلومات من متعقب الرادار الخاص به إلى الطيار، الذي يطلق الصاروخ على نظام الرادار. إلا أن لدى هارم وضعاً أبسط ومبرمج سلفاً يتم فيه إدخال إحداثيات موقع رادار العدو قبل الإقلاع. وبذلك لا يمكن لصواريخ هارم المجهزة بهذه الطريقة أن تلاحق التهديدات المحمولة أو غير المتوقعة، بل فقط الرادارات الثابتة المعلومة مسبقاً.

بحسب الپنتاگون، الذي وافق مؤخراً على شحنات إضافية لأوكرانيا، فإن الطيارين الأوكران استخدموا هارم "بنجاح"، ففي الوقت الحالي، قد يعرف مشغلو رادار سام الروس تشغيل مجموعاتهم فقط عندما يلتقطون من مصادر أخرى أن هناك طائرة أوكرانية قريبة، لتجنب استهدافهم. إذا تابعوا تشغيل الرادار الخاص بهم، فإن هارم سوف تدمره تماماً. وهذا ما يتيح للطيارين الأوكران أو مشغلي المسيّرات مزيداً من الحرية في تنفيذ طلعات جوية مع مخاطر إسقاط أقل. وهذا ما تعمل عليه الصواريخ الأمريكية الجديدة بشكل ما وهو تدمير التفوق الجوي الذي تتمتع به روسيا حتى الآن.


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "What are HARM, the air-to-surface missiles destroying Russian air-defence radar?". the economist. 2022-09-13. Retrieved 2022-09-13.