أخبار:أمريكا مازالت تدفع مليارات $ لروسيا ليورانيوم مخصب.
في 14 يونيو 2023 قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن شركات الطاقة النووية الأميركية لا تزال تعتمد على اليورانيوم المخصب المصنع في روسيا، وذلك رغم العقوبات التي فرضت عليها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
الأمر الذي يشكل تناقضاً في سياسة الولايات المتحدة اتجاه روسيا، لكن التغير المناخي يزيد من الحاجة إلى طاقة خالية من الانبعاثات الحرارية.
وبحسب الصحيفة، فإن استيراد اليورانيوم المخصب يعتبر أحد أهم التدفقات المالية التي لا تزال مستمرة من الولايات المتحدة إلى روسيا، وذلك رغم الجهود المضنية بين حلفاء الولايات المتحدة لقطع العلاقات الاقتصادية مع موسكو.
إذ تدفع الشركات الأميركية حوالي مليار دولار سنوياً للوكالة النووية الروسية المملوكة للدولة لشراء الوقود الذي يولد أكثر من نصف الطاقة الخالية من الانبعاثات في الولايات المتحدة، وترتبط الشركات التابعة للوكالة النووية الروسية "روساتوم"، ارتباطا وثيقا بالجهاز العسكري الروسي.
وأشارت إلى أن اعتماد الولايات المتحدة على الطاقة النووية مهيأ للنمو، إذ تهدف البلاد إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. إلا أنه توجد شركات أميركية تعمل في تخصيب اليورانيوم.
في فترة سابقة هيمنت الولايات المتحدة على سوق اليورانيوم المخصب، لكن بسبب العديد من العوامل، وأبرزها صفقة شراء اليورانيوم المخصب بين روسيا والولايات المتحدة، التي صُممت لتعزيز البرنامج النووي السلمي لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، سمحت بتمكين روسيا من السيطرة على نصف السوق العالمية، إذ أن الولايات المتحدة توقفت عن تخصيب اليورانيوم بالكامل.
ورغم توقف الولايات المتحدة وأوروبا عن شراء الوقود الأحفوري الروسي كعقاب لها على غزو أوكرانيا. إلا أن بناء سلسلة إمداد جديدة لليورانيوم المخصب سيستغرق سنوات، وتمويلا حكوميا أكبر بكثير مما هو مخصص حاليا.[1]
وأشارت الصحيفة إلى أن بقاء المنشأة الضخمة في بيكيتون بولاية أوهايو فارغة تقريباً بعد مرور أكثر من عام على الحرب الروسية في أوكرانيا هو دليل على صعوبة الاستغناء عن اليورانيوم الروسي.
تضم المنشأة فقط 16 من أجهزة الطرد المركزي الطويلة التي يبلغ ارتفاعها 30 قدم، والتي تخصب اليورانيوم وتحويله إلى المكون الرئيسي الذي يغذي محطات الطاقة النووية.
حالياً، يجري استيراد ما يقرب من ثلث اليورانيوم المخصب المستخدم في الولايات المتحدة من روسيا، وهي أرخص منتج في العالم، ويتم استيراد معظم الباقي من أوروبا، كما يوجد 12 دولة أخرى حول العالم تعتمد على روسيا في أكثر من نصف اليورانيوم المخصب.
وتقول الشركة التي تدير مصنع أوهايو، أن الأمر قد يستغرق أكثر من عقد لإنتاج كميات تنافس الوكالة النووية الروسية، والتي تنتج وقودا منخفض التخصيب ووقودا يستخدم في صنع الأسلحة للأغراض المدنية والعسكرية الروسية.
وأضافت الشركة أن "روساتوم" لعبت دوراً أيضاً في أوكرانيا بعد الاستيلاء على محطة زاپوريژيا للطاقة النووية، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، ما أثار مخاوف من أن تتسبب المعارك حولها في تسريبات مادة مشعة أو حتى انصهار للمواد.
من ناحيته قال السناتور الديمقراطي جو مانشين الذي يقود لجنة الطاقة في مجلس الشيوخ، قوله: "لا يمكن أن نكون رهائن من قبل الدول التي ليس لديها نفس قيمنا، لكن هذا ما حدث". ويرعى مانشين مشروع قانون، لإعادة بناء قدرة التخصيب الأميركية التي من شأنها تعزيز الإعانات الفيدرالية لصناعة خصخصتها الولايات المتحدة في أواخر التسعينيات.
فالاعتماد على روسيا يترك المحطات النووية الحالية والمستقبلية في الولايات المتحدة عرضة للإغلاق الروسي لمبيعات اليورانيوم المخصب، والتي يقول المحللون إنها استراتيجية يمكن أن ينفذها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي غالبا ما يستخدم الطاقة كأداة جيوسياسية.
لكن مع دخول الحرب عامها الثاني وعدم ظهور نهاية في الأفق، ذكرت الصحيفة أن الحكومة الأميركية أظهرت شيئا من الحماسة في بدء التصنيع المحلي، لكن لا تزال مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي المحتمل عالقة في العمليات البيروقراطية.
يُذكر أن شركة "تيراباور" (TerraPower)، والتي أسسها بيل جيتس، اضطرت إلى تأجيل افتتاح ما يمكن أن يكون أول محطة نووية جديدة في الولايات المتحدة لمدة عامين، لأنها تعهدت بعدم استخدام اليورانيوم الروسي المخصب.
وسيتم بناء منشأة TerraPower في موقع محطة حرق الفحم في منطقة "كمرر" النائية، التابعة لولاية وايومنگ، التي سيتم يتم إيقاف تشغيلها في عام 2025. فيما وعدت شركة "تيراباور" بتوفير الوظائف وإعادة تدريب جميع عمال محطة الفحم، لكن التأجيل ترك بعض الشكوك.[2]