جعفر المقتدر بالله
أبو الفضل جعفر بن أحمد المعتضد | |||||
---|---|---|---|---|---|
الخليفة الثامن عشر في الخلافة العباسية (الفترة الأولى) | |||||
العهد | 13 أغسطس 908 – 929 | ||||
سبقه | المكتفي | ||||
تبعه | القاهر بالله | ||||
(الفترة الثانية) | |||||
العهد | 929 – 31 أكتوبر 932 | ||||
سبقه | القاهر بالله | ||||
تبعه | القاهر بالله | ||||
وُلِد | 13 نوفمبر 895 | ||||
توفي | 31 أكتوبر 932 (عن عمر 37) | ||||
زوجة | خمرة | ||||
الأنجال | |||||
| |||||
الأب | المعتضد | ||||
الديانة | الإسلام السني |
أبو الفضل جعفر المقتدر بالله بن المعتضد (895 - 31 أكتوبر 932)، الخليفة العباسي الثامن عشر في بغداد من 908 حتى 932م. وأمه رومية وقيل: تركية اسمها شغب.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الخلافة
عهد إليه أخوه المكتفى بالخلافة، ووليها بعد وفاة المكتفى وعمره ثلاث عشرة سنة، ولم يل الخلافة قبله أصغر منه. فاستصباه الوزير العباس بن الحسن فعمل على خلعه ووافقه جماعة على أن يولوا عبد الله بن المعتز فأجاب ابن المعتز بشرط أن لا يكون فيها دم فبلغ المقتدر ذلك فأصلح حال العباس ودفع إليه أموالا أرضته فرجع عن ذلك وأما الباقون فإنهم ركبوا عليه في 20 ربيع الأول سنة 296هـ والمقتدر يلعب الأكرة فهرب ودخل وأغلقت الأبواب وقتل الوزير وجماعة وأرسل إلى ابن المعتز فجاء وحضر القواد والقضاة والأعيان وبايعوه بالخلافة ولقبوه الغالب بالله فاستوزر محمد بن داود بن الجراح واستقصى أبا المثنى أحمد بن يعقوب ونفذت الكتب بخلافة ابن المعتز. قال المعافى بن زكريا الجريري: لما خلع المقتدر وبويع ابن المعتز دخلوا على شيخنا محمد بن جرير الطبري فقال ما الخبر قيل بويع ابن المعتز قال: فمن رشح للوزارة؟ قيل محمد بن داود قال: فمن ذكر للقضاء قيل أبو المثنى فأطرق ثم قال هذا الأمر لا يتم قيل له وكيف؟ قال كل واحد ممن سميتهم متقدم في معناه عالي الرتبة والزمان مدبر والدنيا مولية وما أرى هذا إلا إلى اضمحلال وما أرى لمدته طولا.
وبعث ابن المعتز إلى المقتدر يأمره بالانصراف إلى دار محمد بن طاهر لكي ينقل ابن المعتز إلى دار الخلافة فأجاب ولم يكن بقي معه إلا طائفة يسيرة فقالوا يا قوم نسلم هذا الأمر ولا نجرب نفوسنا في دفع ما نزل بنا فلبسوا السلاح وقصدوا المخرم وبه ابن المعتز فلما رآهم من حوله ألقى الله في قلوبهم الرعب فانصرفوا منهزمين بلا قتال وهرب ابن المعتز ووزيره وقاضيه ووقع النهب والقتل في بغدادوقبض المقتدر على الفقهاء والأمراء الذين خلعوه وسلموا إلى يونس الخازن فقتلهم إلا أربعة منهم القاضي أبو عمر سلموا من القتل وحبس ابن المعتز ثم أخرج فيما بعد ميتاً واستقام الأمر للمقتدر فاستوزر أبا الحسن علي بن محمد بن الفرات فسار أحسن سير وكشف المظالم وحض المقتدر على العدل ففوض إليه الأمور لصغره واشتغل باللعب واللهو وأتلف الخزائن.
صفاته
كان المقتدر جيد العقل صحيح الرأي لكنه كان مؤثر للشهوات والشراب مبذراً وكان النساء غلبن عليه فأخرج عليهن جميع جواهر الخلافة ونفائسها وأعطى بعض حظاياه الدرة اليتيمة ووزنها ثلاثة مثاقيل وأعطى زيدان القهرمان سبحة جوهر لم ير مثلها وأتلف أموالا كثيرة وكان في داره أحد عشر ألف غلام خصيان غير الصقالبة والروم والسود.
حدث في خلافته
- في سنة 296هـ أمر المقتدر أن لا يستخدم اليهود والنصارى وأن يركبوا بالأكف. وفيها غلب أمر المهدي بالمغرب وسلم عليه بالإمامة ودعى له بالخلافة وبسط في الناس العدل والإحسان فانحرفوا إليه وتمهدت له المغرب وعظم ملكه وبنى المهدي وهرب أمير إفريقية زياد الله بن الأغلب إلى مصر ثم أتى العراق وخرجت المغرب على أمر بني العباس من هذا التاريخ فكانت مدة ملكهم جميع الممالك الإسلامية مائة وبضعاً وستين سنة ومن هنا دخل النقص عليهم. قال الذهبي: اختل النظام كثيراً في أيام المقتدر لصغره.
- في سنة 300هـ ساخ جبل بالدينور في الأرض وخرج من تحته ماء كثير أغرق القرى.
- في سنة 301هـ ولي الوزير علي بن عيسى فسار بعفة وعدل وتقوى وأبطل الخمور وأبطل من المكوس ما ارتفاعه في العام خمسمائة ألف دينار. وفيها أعيد القاضي أبو عمر إلى القضاء وركب المقتدر إلى من داره إلى الشماسية وهي أول ركبة ركبها وظهر فيها للعامة. وفيها أدخل الحسين الحلاج مشهوراً على جمل إلى بغداد فصلب حياً ونودي عليه هذا أحد دعاة القرامطة فاعرفوه ثم حبس إلى أن قتل في سنة 309هـ وأشيع عنه أنه ادعى الإلهية وأنه يقول بحلول اللاهوت في الأشراف ويكتب إلى أصحابه من النور الشعشعاني ونوظر فلم يوجد عنده شيء من القرآن ولا الحديث ولا الفقه. وفيها سار المهدي الفاطمي يريد مصر في أربعين ألفاً من البربر فحال النيل بينه وبينها فرجع إلى الإسكندرية وأفسد فيها وقتل ثم رجع فسار إليه جيش المقتدر إلى برقة وجرت لهم الحروب ثم ملك الفاطمي الإسكندرية و الفيوم من هذا العام.
- في سنة 302هـ ختن المقتدر خمسة من أولاده فغرم على ختانهم ستمائة ألف دينار وختن معهم طائفة من الأيتام وأحسن إليهم. وفيها صلى العيد في جامع مصر ولم يكن يصلى فيه العيد قبل ذلك فخطب بالناس علي ابن أبي شيخة من الكتاب نظراً وكان من غلطه أن قال اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مشركون. وفيه أسلم الديلم على يد الحسن بن علي العلوي الأطروش وكان مجوسياً.
- في سنة 304هـوقع الخوف ببغداد من حيوان يقال له الزيزب ذكر الناس أنهم يرونه بالليل على الأسطحة وأنه يأكل الأطفال ويقطع ثدي المرأة فكانوا يتحارسون ويضربون بالطاسات ليهرب واتخذ الناس لأطفالهم مكاب ودام عدة ليال.
- في سنة 305هـ قدمت رسل ملك الروم بهدايا وطلبت عقد هدنة فعمل المقتدر موكباً عظيماً فأقام العسكر وصفهم بالسلاح وهم مائة وستون ألفاً من باب الشماسية إلى دار الخلافة وبعدهم الخدام وهم سبة آلاف خادم ويليهم الحجاب وهم سبعمائة حاجب وكانت الستور التي نصبت على حيطان دار الخلافة ثمانية وثلاثين ألف ستر من الديباج والبسط اثنين وعشرين ألفاً وفي الحضرة مائة سبع في السلاسل إلى غير ذلك. وفي هذه السنة وردت هدايا صاحب عمان وفيها طير أسود يتكلم بالفارسية والهندية أفصح من الببغا.
- وفي سنة 306هـ فتح مارستان أم المقتدر وكان مبلغ النفقة فيه في العام سبعة آلاف دينار. وفيها صار الأمر والنهي لحرم الخليفة ولنسائه لركاكته وآل الأمر إلى أن أمرت أم المقتدر بمثل القهرمانة أن تجلس للمظالم وتنظر في رقاع الناس كل جمعة فكانت تجلس وتحضر القضاة والأعيان وتبرز التواقيع وعليها خطها. وفيها عاد القائم محمد بن المهدي الفاطمي إلى مصر فأخذ أكثر الصعيد.
- في سنة 308هـ غلت الأسعار ببغداد وسغبت العامة لكون حامد بن العباس ضمن السواد وجدد المظالم ووقع النهب وركب الجند فيها وشتتهم العامة ودام القتال أياماً وأحرق العامة الحبس وفتحوا السجون ونهبوا الناس ورجموا الوزير واختلفت أحوال الدولة العباسية جداً. وفيها ملكت جيوش القائم الجزيرة من الفسطاط واشتد قلق أهل مصر وتأهبوا للحروب وجرت أمور وحروب يطول شرحها.
- في سنة 309هـ قتل الحلاج بإفتاء القاضي أبي عمر والفقهاء والعلماء أنه حلال الدم وله في أحواله السنية أخبار أفردها الناس بالتصنيف.
- في سنة 311هـ أمر المقتدر برد المواريث إلى ما صيرها المعتضد من توريث ذوي الأرحام.
- في سنة 312هـ فتحت فرغانة على يد والي خرسان.
- في سنة 314هـ دخلت الروم ملطية بالسيف. وفيها جمدت دجلة بالموصل وعبرت عليها الدواب وهذا لم يعهد.
- في سنة 315هـ دخلت الروم دمياط وأخذوا من فيها وما فيها وضربوا الناقوس في جامعها. وفيها ظهرت الديلم على الري والجبال فقتل خلق وذبحت الأطفال. *وفي سنة 316هـ بنى القرمطي داراً سماها دار الهجرة وكان في هذه السنين قد كثر فساده وأخذه البلاد وفتكه بالمسلمين واشتد الخطب به وتمكنت هيبته في القلوب وكثر أتباعه وبث السرايا وتزلزل له الخليفة وهزم جيش المقتدر غير مرة وانقطع الحج في هذه السنين خوفاً من القرامطة ونزح أهل مكة عنها وقصدت الروم ناحية خلاط وأخرجوا المنبر من جامعها وجعلوا الصليب مكانه.
- في سنة 317هـ خرج مؤنس الخادم الملقب بالمظفر على المقتدر لكونه بلغه أنه يريد أن يولي إمرة الأمراء هارون بن غريب مكان المؤنس وركب معه سائر جيش الأمراء والجنود وجاءوا إلى دار الخلافة فهربت خواص المقتدر وأخرج المقتدر بعد العشاء وذلك في ليلة 14 محرم من داره وأمه وخالته وحرمه ونهب لأمه ستمائة ألف دينار وأشهد عليه بالخلع واحضر محمد بن المعتضد وبايعه مؤنس والأمراء ولقبوه القاهر بالله وفوضت الوزارة إلى أبي علي بن مقلة وذلك يوم السبت وجلس القاهر بالله يوم الأحد وكتب الوزير عنه إلى البلاد وعمل الموكب يوم الاثنين فجاء العسكر يطلبون رزق البيعة ورزق السنة ولم يكن مؤنس حاضراً فارتفعت الأصوات فقتلوا الحاجب ومالوا إلى دار مؤنس يطلبون المقتدر ليردوه إلى الخلافة فحملوه على أعناقهم من دار مؤنس إلى قصر الخلافة وأخذ القاهر فجيء به وهو يبكي ويقول الله الله في نفسي فاستدناه وقبله وقال له يا أخي أنت والله لا ذنب لك والله لا جرى عليك مني سوء أبداً إلى لأقاليم بعود الخلافة إلى خلافته وبذل المقتدر الأموال في الجند. وفي هذه السنة سير المقتدر ركب الحاج مع منصور الديلمي فوصلوا إلى مكة سالمين فوافاهم يوم التروية عدو الله أبو طاهر القرمطي فقتل الحجيج في المسجد الحرام قتلا ذريعاً وطرح القتلى في بئر زمزم وضرب الحجر الأسود بدبوس فكسره ثم اقتلعه وأقام بها أحد عشر يوماً ثم رحلوا وبقى الحجر الأسود عندهم أكثر من عشرين سنة ودفع لهم فيه خمسون ألف دينار فأبوا حتى أعيد في خلافة المطيع. وقيل إنهم لما أخذوه هلك تحته أربعون جملا من مكة إلى هجر فلما أعيد حمل على قعود هزيل فسمن. وفي هذه السنة هاجت فتنة كبرى ببغداد بسبب قوله تعالى " وعسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً " " الإسراء: 79 " فقالت الحنابلة معناها يقعده الله على عرشه وقال غيرهم بل هي الشفاعة ودام الخصام واقتتلوا جماعة كثيرة.
- في سنة 319هـ نزل القرمطي الكوفة وخاف أهل بغداد من دخوله إليها فاستغاثوا ورفعوا أصواتهم والمصاحف وسبوا المقتدر. وفيها دخلت الديلم الدينور فسبوا وقتلوا.
مقتله
في سنة 320هـ ركب مؤنس على المقتدر فكان معظم جند مؤنس من البربر فلما التقى الجمعان رمى بربري المقتدر بحربة سقط منها على الأرض ثم ذبحه بالسيف وشيل رأسه على رمح وسلب ما عليه وبقي مكشوف العورة حتى ستر بالحشيش ثم حفر له بالموضع ودفن وذلك يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال. وخلف اثني عشر ولداً ذكراً وولي الخلافة من أولاده ثلاثة الراضي و المتقي و المطيع. وقيل إن وزيره أخذ له ذلك اليوم طالعاً فقال له المقتدر أي وقت هو قال وقت الزوال فتطير وهم بالرجوع فأشرفت خيل المؤنس ونشبت الحرب وأما البربري الذي قتله فإن الناس صاحوا عليه فسار نحو دار الخلافة ليخرج القاهر.
من محاسن المقتدر
أن وزيره على بن عيسى أراد أن يصلح بين ابن صاعد، وبين أبي بكر بن أبي داود السجستاني، فقال الوزير: يا أبا بكر أبو محمد أكبر منك، فلو قمت إليه، قال لا أفعل، فقال الوزير: أنت شيخ زيف، فقال ابن أبي داود: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: من ؟، فقال: هذا. ثم قام ابن أبى داود وقال: تتوهم أنى أذل لك لأجل أن رزقى يصل إلى على يدك، والله لا أخذت من يدك شيئًا أبدًا. فبلغ المقتدر ذلك، فصار يزن رزقه بيده، ويبعث به في طبق على يد الخادم.
مات في عهده
مات في أيام المقتدر من الأعلام: محمد بن أبي داود الظاهري و يوسف ابن يعقوب القاضي و ابن شريح شيخ الشافعية و الجنيد شيخ الصوفية و ابن بسام الشاعر و النسائي صاحب السنن و الجبائي شيخ المعتزلة و ابن المواز النحوي و ابن الجلاء شيخ الصوفية و أبو يعلى الموصلي صاحب المسند و الأشناني المقرئ و ابن سيف من كبار قراء مصر و أبو بكر الروياني صاحب المسند و ابن المنذر الإمام و ابن جرير الطبري و الزجاج النحوي و ابن خزيمة و ابن زكريا الطبيب و الأخفش الصغير وابن السراج النحوي و أبو عوانة صاحب الصحيح و الكعبي شيخ المعتزلة و أبو عمر القاضي و قدامة الكاتب وخلائق آخرون.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انظر أيضا
المراجع
- This text is adapted from William Muir's public domain, The Caliphate: Its Rise, Decline, and Fall.
جعفر المقتدر بالله وُلِد: 895 توفي: 932
| ||
ألقاب إسلامية سنية | ||
---|---|---|
سبقه المكتفي |
خليفة المسلمين 13 أغسطس 908 – 929 نازعه في الخلافة: المهدي بالله الفاطمي في 909 و عبد الرحمن الثالث في خليفة قرطبة في 929 |
تبعه القاهر بالله |
سبقه القاهر بالله |
خليفة المسلمين الخليفة العباسي 929 – 31 أكتوبر 932 |
تبعه القاهر بالله |