روسيا
Russian Federation Российская Федерация روسـِّيـْسكايا فـِدِراتـْسـِيا | |
---|---|
النشيد: نشيد الاتحاد الروسي | |
العاصمة and largest city | موسكو |
اللغات الرسمية | الروسية رسمية في حميع أنحاء الدولة; سبعة وعشرون لغة أخرى رسمية-مشاركة في مختلف المناطق |
صفة المواطن | روسى |
الحكم | جمهورية اتحادية شبه رئاسية |
• الرئيس | ڤلاديمير پوتن |
ڤلاديمير پوتين | |
دميتري مدڤييدڤ | |
تأسست (862)1 وصول روريك إلى نوڤگورود | |
المساحة | |
• إجمالي | 17,075,400 km2 (6,592,800 sq mi) (1st) |
• Water (%) | 13 |
التعداد | |
• تقدير 2008 | 142,000,000 (9th) |
• تعداد 2002 | 145,274,019 |
• Density | 8.3/km2 (21.5/sq mi) (209th) |
ن.م.إ. (PPP) | تقدير 2007 |
• الإجمالي | $2.076 تريليون[1] (7th) |
• للفرد | $14,600 (55th) |
ن.م.إ. (اسمي) | تقدير 2007 |
• إجمالي | $1.286 تريليون[1] (9th) |
• للفرد | $9,056 |
Gini (2005) | 40.5[1] Error: Invalid Gini value |
HDI (2005) | ▲ 0.802 Error: Invalid HDI value · 67th |
العملة | روبل (RUB) |
منطقة التوقيت | (UTC+2 to +12) |
• الصيفي (DST) | (UTC+3 to +13) |
Calling code | 7 |
Internet TLD | .ru (.su محجوز), (.рф2 مقتـَرَح) |
|
روسيا الاتحادية (Россия)، وأيضاً[3] الفدرالية الروسية (Российская Федерация)، هي دولة تقع في أجزاء من أوروبا وآسيا. ولروسيا حدود برية مع الدول التالية (عكس عقارب الساعة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي): النرويج, فنلندا, إستونيا, لاتڤيا, ليتوانيا (اوبلاست كاليننگراد), پولندا (اوبلاست كاليننگراد), بلاروس, اوكرانيا, جورجيا, أذربيجان, قزخستان, الصين, منغوليا وكوريا الشمالية. وهي أيضاً قريبة من ولاية ألاسكا الأمريكية, السويد, الدنمارك, تركيا واليابان عبر مساحات مائية صغيرة نسبياً (مضيق برنگ, بحر البلطيق, البحر الأسود ومضيق لا پـِروس, بالترتيب).
تعتبر روسيا أكبر دولة في العالم من حيث المساحة؛ فهي ضعف مساحة كندا، ثاني أكبر دولة في العالم. وفي الفترة بين عامي 1922 و 1991 كانت روسيا أكبر الجمهوريات في الاتحاد السوفييتي (السابق) الذي كان أكبر دولة شيوعية في العالم. وفي الثمانينيات من القرن العشرين بدأت عدة جمهوريات من الاتحاد السوفييتي، تطالب بالاستقلال ونشطت هذه الحركات الاستقلالية بعد فشل انقلاب عام 1991م. وفي ذلك العام تفكك الاتحاد السوفييتي، وبدأت روسيا بوضع أنظمة سياسية واقتصادية وقانونية جديدة.
تمتد روسيا عبر قارتي آسيا وأوروبا من المحيط المتجمد الشمالي إلى البحر الأسود جنوبًا، ومن بحر البلطيق غربًا إلى المحيط الهادئ شرقًا.
ومدينة موسكو العاصمة وأكبر المدن الرُّوسيَّة، وهي إحدى كبريات مدن العالم من حيث السكان، ولا توجد مدن تماثلها في عدد السكان، سوى مكسيكو سيتي وسيؤول عاصمة كوريا الجنوبية. و سانت بطرسبرج التي تقع على بحر البلطيق ميناؤها الرئيسي.
ينتمي معظم شعب روسيا إلى الجنس الروسي المنحدر من أصل سلافي، ويُوجد في روسيا أكثر من مائة أقلية وقومية. ويعيش نحو 73% من السكان في المدن التي تحتوي على أفضل المدارس ومراكز الرعاية الصحية، لكن هذه المدن أيضًا تعاني من الأزمة الإسكانية، ونقص المواد الاستهلاكية مثل: الأغذية والملابس، كما تفشت فيها السرقات والإجرام.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الجغرافيا
تُعدّ روسيا أكبر دولة في العالم من حيث المساحة؛ إذ تبلغ مساحتها 17,075,400كم²، وهي تقريبًا ضعف مساحة كندا ثاني دولة من حيث المساحة. وتستغرق رحلة بالقطار بين موسكو في الغرب و ميناء فلاديفستوك في الشرق سبعة أيام تمر خلالها عبر ثمانية من أقاليم التوقيت.
الجغرافية الطبيعية
الصخور متنوعة، ففي القاعدتين القديمتين الروسية والسيبيرية تبرز الصخور المتبلورة والمتحولة: (غرانيت، شيست، كوارتزيت، بيريدوتيت وسواها) والبركانية: (بازلت، غابرو، آنديزيت، تراكيت) والرسوبية: (كلس، دولوميت، حجر رملي والغضار والجص والرمال).
الأقاليم الجغرافية
يمكن تقسيم روسيا إلى أربعة نطاقات على أساس ظروف التربة والنباتات التي تعتمد أساسًا على المناخ. وتشكل هذه النطاقات أحزمة واسعة وعريضة عبر روسيا، لا تفصل بينها مناطق انتقالية واضحة والنطاقات هي من الشمال إلى الجنوب: 1- نطاق التندرا 2- نطاق الغابات 3- نطاق السهوب 4- النطاق شبه الصحراوي والجبلي.
يقع نطاق التندرا في أقصى شمالي روسيا، والتندرا عبارة عن سهول خالية من الأشجار، ذات مناخ قصير الصيف وطويل الشتاء، قارس البرودة تتجمد خلاله التربة. وتشكل التربة دائمة التجمد نصف مساحة النطاق وتسمى الجليد الدائم. وفي هذه الأماكن القاحلة يقل عدد السكان وتتكون الحياة النباتية من شجيرات قصيرة وأشجار قزمية والحزاز، وتعيش فيها حيوانات مثل الرنة و الثعلب القطبي و الأرانب البرية والقاقوم واللاموس.
يقع إلى الجنوب من التندرا نطاق الغابات. ويُعرف الجزء الشمالي من النطاق باسم التيغا، حيث تكثر الأشجار الصنوبرية مثل: الأرز والصنوبر والتنوب والبيسيه، و تربة البدزول الفقيرة التي لا تصلح للزراعة. أما الجزء الجنوبي من النطاق، فيتسم بتنوع أشجاره التي تشمل: الصنوبر والحور والبتولا والقيقب [[والبلوط وأنواعًا أخرى. أما التربة فتصلح للزراعة في بعض المناطق خاصة في تلك الأماكن التي تتمتع بمناخ أكثر اعتدالاً ورطوبة. وتعيش هنا حيوانات متنوعة، مثل الدب البني والرنة والغزلان والسناجب والقندس.
الكوميون، الأودموريتون، الماريون, الموردوفيون.
التاريخ
- مقالة مفصلة: تاريخ روسيا
التاريخ المبكر
- مقالات مفصلة: Proto-Indo-Europeans
- سكوذيون
- المملكة البسفورية
- خزريا
كان لموقع روسيا الفريد وامتدادها في آسيا وأوروبا، أثر في تاريخها وتشكيل مصيرها، فلم تكن دولة شرقية صرفة ولا غربية صرفة، مما أثار تساؤلات بين مثقفيها حول دور بلادهم وإسهاماتها في تاريخ العالم وتطوره.
في عام 1917م قام الثوار بعزل الحكومة القيصرية وغيروا اسم روسيا إلى جمهورية الاتحاد السوفييتي الفيدرالية الاشتراكية، التي شَكَّلت في عام 1922م، مع ثلاث جمهوريات أخرى، دولة جديدة باسم اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية التي عُرفت بالاتحاد السوفييتي حتى عام 1991م، حين انهار وتجزأ إلى جمهوريات مستقلة، اجتمعت فيما بعد في اتحاد فيدرالي فضفاض، أُطلق عليه اسم رابطة الدول المستقلة.
تواريخ مهمة عن روسيا
- القرن التاسع الميلادي أسس السلافيون الشرقيون دولة كييف الروسية.
- 1237-1240م استولى المغول على روسيا.
- 1318م عين المغول الأمير يوري حاكم موسكو كبير الأمراء الروس.
- 1480م تغلب إيفان الثالث على المغول وحرر روسيا من قبضتهم.
- 1547م أصبح إيفان الرابع أول قيصر لروسيا.
- 1604-1613م تمزّقت روسيا بسبب الحروب الأهلية، والغزو الأجنبي، والاضطراب السياسي خلال فترة الاضطرابات.
- 1613م أصبح ميخائيل رومانوف قيصرًا لروسيا، وأسس الأسرة الرومانوفية الحاكمة التي ظلت في الحكم حتى سنة 1917م.
- 1703م وضع بطرس الأول أساس مدينة سانت بطرسبرج، وبدأ في بناء عاصمة هناك.
- 1812م غزا نابليون روسيا، ولكنه أُجْبِر على التقهقر.
- 1861م حرر الإسكندر الثاني الفلاحين.
- 1905م هزمت اليابان روسيا في الحرب الروسية اليابانية. أُجبرت الثورة التي اندلعت في روسيا القيصر نيقولا الثاني على تأسيس برلمان.
- 1914-1917م حاربت روسيا كلاً من ألمانيا وإمبراطورية النمسا والمجر في الحرب العالمية الأولى.
- 1917م شبت ثورة أطاحت بالقيصر نيقولا الثاني في مارس واستولى البلاشفة على الحكم، وعرفوا فيما بعد باسم: الشيوعيون وكان ذلك في نوفمبر 1917م. أصبح ف. أ. لينين رئيس الحكومة. وانسحبت روسيا من الحرب العالمية الأولى.
- 1918-1920م هزم الشيوعيون مناوئيهم بعد حرب أهلية .
- 1922م أسس الاتحاد السوفييتي.
- 1991م انتهى الحكم الشيوعي، وأعلنت الجمهورية استقلالها، وحُل الاتحاد السوفييتي في 25 ديسمبر.
- 1993م حل الرئيس بوريس يلتسن البرلمان بعد أن اعترض على سياسات يلتسن الإصلاحية.
التاريخ القديم لروسيا
في الفترة التي سبقت سنة 1200ق.م كان يسكن شعب السيميريين ـ وهم من شعوب البلقان ـ في شمال البحر الأسود وهي منطقة جنوب أوكرانيا الآن. وقد هزمهم في نحو سنة 700 ق.م السيثيون، وهم جماعات تنحدر من أصل إيراني يسكنون أواسط آسيا. وظل السيثيون يسيطرون على تلك المنطقة حتى نحو سنة 200 ق.م. وفي ذلك التاريخ تغلب عليهم السرماتيون، وهم جماعة إيرانية أخرى. وعاش كل من السيثيين والسرماتيين مع المستعمرات الإغريقية ـ التي كانت تنتشر في ساحل البحر الأسود الشمالي ـ في اتصال وثيق، حتى انتهى الأمر باستيلاء الرومان عليها. وقد أخذت هذه الجماعات كثيرًا من طرق الحياة الإغريقية والرومانية عن طريق التجارة والتزاوج وغيرها من الصلات. وفي نحو سنة 200م زحفت قبائل القوط الجرمانية من الغرب واستولوا على الإقليم، وظلوا يحكمون البلاد حتى عام 370م عندما هاجمهم الهون وتغلبوا عليهم. وكان الهون جماعة أسيوية حربية النزعة. ثم ما لبثت هذه الجماعة أن انهارت بعد موت ملكها أتيلا الهوني سنة 453م. وأعقبت هذه الجماعة قبيلة هونية، تعرف باسم الآفار حكمت تلك المنطقة في أواسط القرن السادس الميلادي، ووصلت جماعة الخزر ـ وهي جماعة آسيوية سيطرت على جنوبي الفولجا وشمالي القوقاز ـ في أواسط القرن السابع الميلادي، ثم أصبحوا يهودًا وأسسوا تجارة مزدهرة مع بقية الجماعات الأخرى.
إن أقدم تاريخ كتب عن روسيا في القرن التاسع الميلادي هو التاريخ الأوَّلي الذي كتب في كييف حوالي سنة 1111م. وتقول هذه الرواية إن بعض الجماعات السلافية اختلفت فيما بينها وتقاتلت في مدينة نوفجورود، فطلبوا من إحدى قبائل الفايكنج (رجال الشمال) أن تحكمهم وتشيع الأمن في بلادهم. وأطلق على هؤلاء الفايكنج الروس الفارانجيين.
ويرى المؤرخون الذين يعتقدون في صدق التاريخ الأوَّلي أن الروس إنما أخذوا اسمهم من هذه الجماعة. ووفقا لما ورد في التاريخ الأوَّلي، فقد وصلت جماعة العائلات الفارانجية تحت زعامة رُوريك في عام 862م واستقرت في نوفجورود، وأصبحت تلك المنطقة تعرف بأنها أرض الروس
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
دولة روس كييف
- مقالة مفصلة: روس الكييڤية
يورد كتاب التاريخ الأوَّلي أن أوليج وهو فارنجي استولى على كييف في سنة 882م، وأصبح أميرًا حاكمًا هناك. وفي القرن العاشر الميلادي، اعترفت الإمارات الأخرى التي يسكنها روس كييف بدور كييف الرئيسي المهم. وتقع كييف على الطريق التجاري الرئيسي الذي يصل بين بحر البلطيق والبحر الأسود والإمبراطورية البيزنطية. وفي الوقت نفسه كانت كييف تدافع عن روس كييف ضد القبائل الغازية التي كانت تهاجمها من الشرق والجنوب. وعرف أمير كييف باسم الأمير العظيم وكانت له مكانة أعلى من تلك التي لسائر أمراء روس كييف.
في عام 988م اعتنق الأمير فلاديمير الأول النَّصرانيَّة. وكان السلاف الشرقيون في ذلك الوقت يعبدون القوى الطبيعية. ولكن فلاديمير جعل النصرانية الدين الرسمي للدولة، ومن ثم اعتنق كثير من أهل دولته النصرانية. وقد أصبح فلاديمير فيما بعد قديسًا للكنيسة الأورثوذكسية الروسية.
كان كثير من الأمراء العظام حكامًا أقوياء، ولكن كانت قوة كييف قد بدأت في التضاؤل بعد منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، وازدادت قوة بعض أمراء الإمارات الروسية الكييفية الأخرى، ودخلوا في حروب مدمرة كثيرة. وطرد بعض الأمراء في نوفجورود وغيرها من المدن التي كانت لها حكومات محلية قوية. ونظرًا للضعف الذي اكتنف روس كييف بسبب الحروب الأهلية وضعف السلطة المركزية، وقعوا لقمة سائغة أمام جيوش المغول الجرارة التي عرفت باسم التتار الذين اكتسحوا روسيا من الشرق خلال القرن الثالث عشر الميلادي.
دوقية موسكو العظمى وقيصرية روسيا
- مقالات مفصلة: دوقية موسكو العظمى
- قيصرية روسيا
الحكم المغولي
في سنة 1237م تولى باتو أحد أحفاد الغازي الكبير جنكيز خان قيادة جيش مكوَّن من نحو 150,000 إلى 200,000 مقاتل مغولي إلى الأراضي الروسية. وأخذ المغول يدمِّرون المدن الروسية الواحدة تلو الأخرى. وفي عام 1240م دمروا كييف، وأصبحت روسيا جزءًا من الإمبراطورية المغولية، كما ضمت إلى قسم عرف باسم القبيلة الذهبية. وكانت عاصمة القبيلة الذهبية ساراي بالقرب من فولجوجراد الحالية. أجبر باتو الأمراء الروس الأحياء على تقديم ولائهم للقبيلة الذهبية، ودفع ضرائب باهظة لها. وكان المغول يخرجون من وقت لآخر من عاصمتهم لسحق الشعوب الأخرى في مختلف المناطق تأديبًا لهم على عصيانهم وعدم ولائهم. كذلك فقد عين المغول الأمير العظيم وأجبروا كثيرًا من الروس على الخدمة ضمن جيوشهم، ولكن تدخلهم في الحياة الروسية كان قليلاً، إذ كان جل اهتمامهم منصبًا على الحفاظ على السلطة وجمع الضرائب من الآخرين.
وخلال فترة الحكم المغولي التي انتهت في أواخر القرن الخامس عشر كانت الآراء الحديثة وروح الإصلاح التي بعثها عصر النهضة قد أخذت في تغيير كثير من أوجه الحياة بشكل مثير في أوروبا الغربية. ولكن نظرًا لوقوع روسيا تحت السيطرة المغولية، فإنها عُزلت عن تلك المؤثرات الأوروبية الغربية المهمة.
ظهور موسكو
في أوائل القرن الثالث عشر، تزوج أمير موسكو يوري أخت خان حاكم القبيلة الذهبية. وعين يوري في منصب الأمير الروسي الكبير حوالي سنة 1318م، وساعدته القوات المغولية على سحق التهديدات لزعامته التي كانت بعض الإمارات قد أوقدت نارها. وعلاوة على ذلك فقد بدأ المغول في جعل الأمير الروسي الكبير يجمع لهم بعض الضرائب. وكانت هذه العملية قد بدأت منذ إمارة إيفان الأول الذي كان يلقب بلفظ حقيبة النقود وذلك حوالي سنة 1330م. وكان إيفان يحتفظ ببعض نقود الضرائب لديه. واشترى كثيرًا من الأراضي، ووسع من أراضيه كثيرًا. وأخذ بعض الأمراء الآخرين، وملاك الأرض الكبار للخدمة في الجيش المغولي والحكومة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إيفان أقنع بطريق الكنيسة الروسية الأرثوذكسية بالبقاء في موسكو. وكانت كييف حتى ذلك التاريخ المركز الروحي لروسيا.
أصبحت موسكو أقوى وأغنى مما كانت عليه، إلا أن القبيلة الذهبية أضحت أضعف بسبب الصراع حول السلطة وتولي القيادة. وفي عام 1380م هزم الأمير الكبير دمتري جيشًا مغوليًا في معركة كوليكوفو بالقرب من نهر الرون. وحرر النصر موسكو لفترة قصيرة من سيطرة المغول. ثم استعاد المغول موسكو عام 1382م.
في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، أصبحت موسكو أقوى مدينة روسية. وتمكن إيفان الثالث المسمى إيفان الكبير، من التغلب على منافسي موسكو الكبار من أمثال نوفجورود وتفير. ودخل كثير من ملاك الأراضي في خدمته. وفي عام 1480م اتخذ إيفان الخطوة الأخيرة في عملية الانفصال عن سيطرة المغول نهائيًا وذلك برفض دفع أية ضرائب لهم. وتقدم جنود المغول نحو موسكو، ولكنهم ما لبثوا أن أداروا ظهورهم للدفاع عن عاصمتهم التي أخذ الروس في مهاجمتها.
إيفان الرهيب
بعد ازدياد نفوذ موسكو أصبح أميرها الكبير يدعى القيصر. وفي عام 1547م أصبح إيفان الرابع، الذي اشتهر بلقب إيفان الرهيب أول حاكم على موسكو يتوج بلقب قيصر، وقد استطاع إيفان أن يجعل سلطة القيصر طاغية طغيانًا كاملاً على كل روسيا.
كان إيفان قاسيًا، كما كان كثير الشكوك، وكان يصاب بالجنون أحيانًا. وشكل قوة خاصة من الشرطة وبدأ عهد إرهاب أمر فيه بإلقاء القبض على مئات من الشخصيات الأرستقراطية وقتلها. وكان إيفان، يعطي أراضي ضحاياه أجورًا لأولئك الذين يخدمونه من ملاك الأراضي في الجيش أو الحكومة. كذلك فإنه وضع قوانين تحدد عدد المقاتلين والجياد التي يجب أن يقدمها ملاك الأراضي لقواته المقاتلة. وقام إيفان بحرق كثير من القرى والمدن، كما قتل بعض زعماء الكنيسة الذين عارضوه، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك فقد قتل أكبر أبنائه في إحدى ساعات غضبه.
عصر الاضطراب
بدأ عصر الاضطراب بسبب تدهور سلطات القيصر وانهيارها بعد موت إيفان. وكان ثيودور الأول وهو الابن الثاني لإيفان قيصرًا ضعيفًا. وأصبح شقيق زوجته بوريس جودونوف الحاكم الفعلي لروسيا. وجد شقيق ثيودور الأصغر وهو دمتري ميتا في عام 1591م. ومات ثيودور في عام 1598م دون أن يخلف وراءه وريثًا على العرش.
انتخب الزسكي سوبور، وهو برلمان محدود السلطات، بوريس ليكون قيصرًا للبلاد. ولكن كان هناك رجل يُعتقد بأن اسمه الحقيقي هو جريجوري أوتربييف، وهو كاهن سابق، أعلن أنه هو دمتري، وادعى دمتري المزعوم بأن دمتري لم يمت، وإنما هرب إلى ليتوانيا فرارًا من إلقاء القبض عليه. وفي عام 1604م غزا دمتري الدعي روسيا ومعه بعض الجنود البولنديين. وانضم إلى الغزاة عدد كبير من الروس الذين كانوا غير راضين عن حكم بوريس. هذا الغزو كان معلمًا لبداية عصر الاضطرابات في روسيا. وقد مزقت روسيا الحرب الأهلية شر ممزق، كما مزقها الغزو والفوضى السياسية حتى عام 1613م.
اعتلى دمتري الدعي العرش القيصري عام 1605م، ولكن جماعة من ملاك الأراضي قتلوه في السنة التالية. وعندها أصبح الأمير شويسكي قيصر روسيا. وفي عام 1610م احتل الغزاة البولنديون موسكو، وحكموا عن طريق مجلس برلماني من ملاك الأراضي عديم القوة حتى عام 1612م. وفي نفس الوقت ظهر دعي آخر باسم دمتري وعدد آخر من المطالبين بالعرش من الكذابين الأدعياء، يسمون القوزاق، وقد وجدوا كثيرًا من المؤيدين. واكتسحت ثورات الفلاحين روسيا. وتقاتل كل من ملاك الأراضي وأهل القوزاق على الحدود، كما أنهم كانوا يتحدون معًا ويحاربون رجال الطبقة الأرستقراطيَّة الأقوياء. وأدت سيطرة البولنديين على موسكو إلى أن يتحد الروس ويعملوا على طرد البولنديين الغزاة، وانتهى بهم الأمر إلى استعادة عاصمتهم سنة 1612م.
عائلة رومانوف
بعد طرد البولنديين من روسيا انتخب ميخائيل رومانوف قيصرًا لروسيا، وكان ذلك بداية لحكم عائلة رومانوف الذي استمر لثلاثمائة سنة حتى قيام ثورة فبراير 1917م. وفي القرن السابع عشر أخذت روسيا تتوسع باحتلال أوكرانيا وسيبريا الشرقية حتى المحيط الهادئ، كما أجرت الكنيسة الأرثوذكسية بعض التغييرات في محتويات الكتاب المقدس والشعائر الدينية مما أثار معارضة بعض الروس الذين ظلوا على العهد القديم حتى الآن.
بطرس الأول الكبير
اندلع صراع في عام 1682م من أجل السلطة أدى إلى تتويج قيصرين هما الأخوان بطرس الأول (الذي عرف فيما بعد باسم بطرس الكبير وإيفان الخامس، وكانا قيصرين مشتركين في الحكم). وكانا أيضًا طفلين، وكانت أخت إيفان صوفيا تحكم بوصفها وصية على الحكم حتى أجبرها مؤيدو بطرس على إنهاء حكمها في سنة 1689م. وقام بطرس بعقد اتصالات وثيقة مع الأوروبيين الغربيين الذين كانوا يعيشون في موسكو. واستقى منهم كثيرًا من المعلومات الحديثة، وأصبح قابضًا على زمام الأمور في عام 1696م عندما مات إيفان.
كان بطرس قد تأثر كثيرًا بما كانت تحمله أفكار التجارة العالمية والحكومات. وكانت أفكارًا محببة إلى النفوس في أوروبا الغربية. ولكونه حاكمًا قويًا، فقد حسَّن من قوة روسيا الحربية، كما قام بعدة أعمال عسكرية ناجحة استولى بها على بعض الأراضي. وقد وسعت روسيا رقعة أراضيها خلال فترة حكم بطرس الكبير نحو بحر البلطيق في الحرب الكبرى الشمالية ضد السويد. وفي عام 1703م أسس مدينة بطرس سانت بطرسبرج على بحر البلطيق، ونقل العاصمة إلى هناك في عام 1712م. وبعد أن طاف في أوروبا أدخل الأزياء الأوروبية الغربية إلى روسيا، كما أدخل المصانع والمدارس، وأعاد تنظيم حكومة روسيا حتى تسير بطريقة أكثر كفاية.
وأجبر بطرس النبلاء الروس على اتخاذ كثير من العادات الغربية. وزاد من نفوذ القيصر على الطبقة الأرستقراطية وعلى مسؤولي الكنيسة والفلاحين. وكان يعامل أولئك الذين يعارضون سياسته والتغييرات التي أدخلها في البلاد بكل عنف. وفي عهده فإن وضع الفلاحين القانوني زاد سوءًا عما كان عليه من قبل.
كاثرين الكبرى
بعد موت بطرس في سنة 1725م حدثت منافسات عدة على تولي العرش. وكانت هناك نزاعات قوية بين النبلاء وبين الطبقات العليا الأخرى. وكان المطالبون بالعرش الذين تعضدهم هذه الطبقات قد حازوا على النصر عدة مرات. فقدموا المكافآت لمناصريهم. وكان الحكام يزيدون من سلطة هذه الطبقات العليا على الفلاحين وعلى الشؤون المحلية، وخفضت الخدمات الجبرية التي كانت تقدمها هذه الطبقة للدولة شيئًا فشيئًا، ثم أنهيت بأجمعها في عام 1762م.
وفي خلال القرن الثامن عشر كانت تقام الحفلات الفخمة، وغيرها من الاحتفالات على أعلى المستويات الغربية. وارتفع شأن الفنون الجميلة، وافتتح كثير من المدارس الجديدة، وكان معظمها للطبقات الراقية. وأسست مدرسة الباليه القيصرية، وأدخلت الأوبرا الإيطالية وموسيقى الحجرة في روسيا. وأصبح التحدث عن آخر الأفكار المتحررة الغربية وأحدثها من الأفكار التي يتناقلها الناس هناك ويكررونها في مجتمعاتهم وأحاديثهم. وكانت هذه الأفكار تتعلق بالحرية والإصلاح الاجتماعي. وكان هذا قد ازداد بوجه خاص في عهد الإمبراطورة كاثرين الثانية التي عرفت باسم ولقب كاثرين الكبرى. وفي عام 1767م دعت كاثرين مجلسًا تشريعيًا ضخمًا لإصلاح القوانين الروسية، غير أن هذا المجلس لم يحقق شيئًا.
وظل معظم الروس في حالة فقر مدقع وجهل خلال هذه الفترة. وفي عامي 1773م و1774م بلغ سخط الفلاحين حدًا كبيرًا، أدى إلى قيامهم بثورة كان يقودها إيميليان بوجا تشيف القوقازي. واكتسحت الثورة جميع أنحاء روسيا من جبال الأورال حتى نهر فولجا، بل إنها كادت تكتسح موسكو قبل أن تتمكن الجيوش الحكومية من إخمادها. وفي عام 1775م عملت كاثرين على تخفيف قبضة ملاك الأراضي على الفلاحين.
في عهد كاثرين الكبرى ارتفع شأن روسيا، وأصبحت من دول العالم الكبرى. ففي نهاية القرن الثامن عشر الميلادي اقتسمت كل من روسيا وإمبراطورية النمسا وبروسيا بولندا. وفازت روسيا بكل أراضي بيلارس ولتوانيا وأوكرانيا من بولندا. وفي حروبها مع الإمبراطورية العثمانية (وهي تركيا الحالية) استولت روسيا على شبه جزيرة القرم وغيرها من الأراضي العثمانية. وماتت كاثرين في عام 1796م وخلفها على العرش ابنها بول الذي أصبح قيصر روسيا.
روسيا الامبراطورية
- مقالة مفصلة: الامبراطورية الروسية
ألكسندر الأول
انتهى حكم بول ـ بعد خمس سنوات ـ باغتياله في عام 1801م. وخلفه على العرش ابنه ألكسندر الأول. وأخذ يتحدث عن تحرير الفلاحين، وبناء المدارس لكل أبناء روسيا، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك وأعلن عن اعتزامه التنازل عن العرش وجعل روسيا جمهورية. وأدخل في البلاد عدة إصلاحات، منها أنه عفا عن كثير من السجناء السياسيين وساعد على نشر بعض الآراء الغربية وأساليب الغربيين. ولكنه لم يفعل شيئًا لتقليل سلطات القيصر الكاملة أو إنهاء مشكلة الفلاحين واستعبادهم. وكان ألكسندر يعلم تمام العلم بأن قوة روسيا العسكرية وموقفها بوصفها دولة كبرى عالمية إنما يعتمد على الدخل الذي يقدمه الفلاحون المستعبدون. وفي خلال عهد ألكسندر ظلت روسيا تستولي على مزيد من الأراضي، فاستولت على بعضها من فارس والسويد والدولة العثمانية.
في يونيو سنة 1812م قاد نابليون جيشه الفرنسي الضخم نحو الأراضي الروسية، وقد كان يريد أن يمنع روسيا من التجارة مع بريطانيا التي كانت عدو فرنسا الأكبر، كما كان يريد أن يوقف توسع روسيا في منطقة البلقان بأخذ الأراضي من الإمبراطورية العثمانية والوصول إلى البحار الدافئة. ووصل نابليون بجيشه العرمرم إلى موسكو في سبتمبر 1812م. ووجد أن معظم أهالي البلدة قد فروا منها وهجروها، فدخلها وجيشه بكل سهولة.
وسرعان ما التهمت النيران معظم أنحاء موسكو ودمرتها. ويعتقد بعض المؤرخين بأن الروس أنفسهم هم الذين أحرقوا المدينة. وبعد البقاء في المدينة 35 يومًا ترك الفرنسيون البلدة خوفًا من قدوم الشتاء الروسي القاتل الذي كان يقترب رويدًا رويدًَا. وبدأوا في تقهقر كان وبالاً عليهم إذ كان طعامهم قد تضاءل، كما كانوا عرضة لهجمات روسية لم تنقطع طوال تقهقرهم. وكان عدد الجيش الفرنسي الذي خرج لمقاتلة الروس يقدر بنحو 600,000 رجل فرنسي مات منهم في التقهقر أو فقد أو أسر ما يقدر بنحو 500,000 رجل. ومنذ ذلك الوقت أضحت روسيا قوة رئيسية في الحملة التي نظمتها الدول الأوروبية التي هزمت نابليون.بالرغم من أن ألكسندر قد بدأ بعض الإصلاحات إلا أن الحكم العنيف ظل سائدًا في روسيا. وفي أوائل عام 1816م أصبح كثير من الشبان الأرستقراطيين ثوريين، وأخذوا في تشكيل جماعات سرية، وألفوا دساتير لحكم روسيا، وأعدوا العدة للثورة. وفي عام 1825م مات ألكسندر واعتلى نقولا العرش. وفي ديسمبر سنة 1825م بدأت جماعة من الثوار تدعى بالديسمبريين نشاطها. وبناء على تحريض هذه الجماعة قام نحو 3000 جندي وضابط واجتمعوا في ميدان مجلس الشيوخ في سانت بطرسبرج، ووصل جنود من جنود الحكومة لمواجهتهم. وبعد عدة ساعات أطلق الديسمبريون بعض الطلقات، فما كان من جنود الحكومة إلا أن أطلقوا نيران مدافعهم وأنهوا بذلك الثورة.
نقولا الأول
أثرت ثورة الديسمبريين كثيرًا على نقولا، كما أخافته. فما كان منه إلا أن عزل الأرستقراطيَّة الذين كانوا يشغلون المناصب الحكومية، وأحل محلهم بعض الضباط العسكريين. ثم قوى من قبضته على الصحافة والتعليم والسفر خارج روسيا، كما منع إنشاء المنظمات التي يمكن أن يكون لها بعض النفوذ السياسي، ثم شكل ست إدارات حكومية متخصصة. وكانت من بين هذه الإدارات إدارة الشرطة السرية التي كانت تتولى معالجة المسائل الاقتصادية والسياسية المهمة. ومن خلال هذه الإدارات الخاصة تجنب نقولا الإجراءات العادية التي كانت تقوم بها الحكومة الروسية، كما أنه زاد من سيطرته على الحياة الروسية.
وبالرغم من عنف حكم نقولا إلا أن عهده كان من بين أكثر العهود التي حققت الكثير في مجال الأدب الروسي، فقد كتب كل من نقولا جوجول وميخائيل ليرنونتوف وألكسندر بوشكن وغيرهم أعظم مؤلفاتهم. وبدأ فيودور دوستويفسكي وليو تولستوي وإيفان تورجنيف مستقبلهم الأدبي. وأخذ كثير من المتعلمين الروس في مناقشة قيم الحياة الروسية التي أُخذت من الغرب ومقارنتها بالحياة الروسية القديمة. وكان دعاة النظم الغربية يقولون إن على روسيا أن تتعلم من الغرب، وأن تلحق بالغرب اقتصاديًا وسياسيًا. أما الجماعة الأخرى فكانت تنادي بالرجوع إلى طرق الحياة الروسية القديمة بما في ذلك نظام القيصرية والكنيسة القوية وحياة الريف الروسي الهادئة.
اشتهر نقولا بلقب شرطي أوروبا لأنه أرسل بعض جيوشه لقمع الثورات التي نشبت في بولندا وفي المجر، كما أعلن نقولا نفسه حاميًا للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، وأثار حربين ضد الدولة العثمانية لذلك، واستطاع في حرب سنة 1828م و1829م أن يضم لروسيا كثيرًا من الأراضي حول البحر الأسود. وفازت روسيا أيضًا بالحق في أن تبحر سفنها التجارية عبر المضايق التي تربط البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط. وكانت الإمبراطورية العثمانية تسيطر على هذه المضايق.
في عام 1853م اندلعت حرب القرم بين روسيا والدولة العثمانية، وساعد البريطانيون والفرنسيون العثمانيين إذ كانت الدولتان تعارضان التوسع الروسي في البلقان. وهُزمت روسيا ووقعت على معاهدة باريس عام 1856م، التي أجبرت روسيا على أن تتنازل عن بعض الأراضي التي اقتطعتها من الدولة العثمانية سابقًا، كما أن الاتفاقية منعت وجود البوارج الحربية والاستحكامات العسكرية في شواطئ البحر الأسود.
التوسع في آسيا
بعد انهزامها في القرم أخذت روسيا في التوسع في آسيا. ففي الشرق الأقصى استولت روسيا على بعض الأراضي المتنازع عليها من الصين. ووقع الصينيون في سنة 1858م و1860م معاهدات تتنازل بمقتضاها الصين عن بعض الأراضي شمالي نهر أمور وشرقي نهر يوسوري. وبحلول عام 1864م هزمت القوات الروسية القبائل القوقازية الثائرة في أواسط آسيا، وانتصرت عليها بعد سلسلة من الحملات العسكرية خلال السنوات من 1865 إلى 1876م. وفي عام 1867م باعت روسيا أراضيها في ألاسكا للولايات المتحدة بمبلغ 7,200,000 دولار أمريكي.
ألكسندر الثاني
مات القيصر نقولا الأول سنة 1855م أثناء حرب القرم، وأصبح ابنه ألكسندر الثاني قيصر روسيا. وعلّمت الهزيمة التي حاقت بروسيا في حرب القرم هذا القيصر درسًا، رأى فيه أنه على روسيا أن تلحق بالغرب إن كانت تريد أن تظل قوة عالمية رئيسية. فبدأ ألكسندر بسلسلة من الإصلاحات لتقوية الاقتصاد والحياة الروسية عمومًا، فحرر الفلاحين المستعبدين في سنة 1861م ووزع عليهم بعض الأراضي، ثم بدأ في بناء السكة الحديدية وإدخال نظام البنوك في روسيا، وجعل يطور التعليم ويقلل من السيطرة على الصحافة، كما أدخل نظام هيئة المحلفين وغيرها من الإصلاحات في المحاكم، كما قام بإصلاحات في الحكم الذاتي في بعض المدن والقرى.
بيد أن كثيرًا من شباب روسيا كان يعتقد بأن إصلاحات ألكسندر لم تذهب بعيدًا بالقدر الكافي. وكان بعض الثوريين يريدون أن يدخلوا النظام الاشتراكي في روسيا، وكان غيرهم يريد أن يكون هناك دستور وجمهورية. وشكلت هذه الجماعات عددًا من التنظيمات العلنية والسرية. وبعد أن حاول أحد الثوار قتل ألكسندر سنة 1866م بدأ القيصر يوقف كثيرًا من إصلاحاته التي كان قد بدأها، وعندها أخذ الثوار يؤكدون في نقاشهم بأن ألكسندر لم يكن مصلحًا مخلصًا على الإطلاق. وفي خلال السبعينيات من القرن التاسع عشر حاول بعض الثوار تحريض الفلاحين على الثورة. وكانوا يريدون أن يحققوا إما الإشتراكية أو الفوضى.وبعد أن أخفقت هذه المحاولة حاولت جماعة إرهابية تدعى رغبة الأمة عدة مرات اغتيال القيصر، وعند ذلك قرر ألكسندر أن ينشئ برنامجًا إصلاحيًا جديدًا، ولكنه قتل في عام 1881م على يد أحد الإرهابيين بقنبلة في سانت بطرسبرج.
ألكسندر الثالث
أصبح ابن ألكسندر قيصرًا، وبدأ بسرعة في إعداد برنامج للحكم العنيف. قلص ألكسندر الثالث حرية الصحافة والجامعات، كما خفض من سلطات الحكم الذاتي المحلي الروسي، وأنشأ بنكًا خاصًا لمساعدة الأرستقراطيَّة لزيادة ممتلكاتهم، كما عين بعض المسؤولين الذين عرف الواحد منهم باسم الكابتن من بين الطبقة الأرستقراطية، ومنحهم كثيرًا من السلطات السياسية على الفلاحين المستعبدين، وبدأ ألكسندر بعض البرامج لمساعدة الفلاحين وعمال المصانع، غير أن أحوالهم العملية وظروفهم المعيشية تحسنت قليلاً جدًا خلال فترة حكمه.
نقولا الثاني
أصبح نقولا الثاني قيصر روسيا التالي سنة 1894م كما كان آخر القياصرة الروس. وكانت الحركة الثورية قد قيدت حتى التسعينيات من القرن التاسع عشر، ولكن حدثت سلسلة من مواسم الحصاد الفاشلة أدت إلى حدوث مجاعة بين الفلاحين. وبالإضافة إلى ذلك فإنه مع تزايد الصناعة أخذ يظهر عدم الرضا بين الطبقة الوسطى والعمال في المدن. وشكل الروس الحانقون منظمات سياسية مختلفة تميزت ثلاث منها بالأهمية وهي: 1ـ الدستوريون الأحرار الذين كانوا يريدون استبدال الحكم القيصري بحكم برلماني على النظام الغربي. 2ـ الثوريون الاجتماعيون الذين أرادوا أن يُحدثوا ثورة بين الفلاحين والعمال في المدن. 3ـ الماركسيون الذين أرادوا أن يروجوا للثورة بين عمال المدن. وكان الماركسيون يتبعون التعاليم الاشتراكية التي وضعها كارل ماركس الفيلسوف الألماني الاشتراكي.وفي عام 1898م أنشأ الماركسيون حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي الروسي.
ازداد السخط في أوساط الشعب الروسي بين سنوات 1899 و1904م وحدثت سلسلة من الإضرابات العمالية وغيرها من أنواع الاحتجاجات. وفي سنة 1903م انقسم حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي الروسي إلى قسمين: البلاشفة (أعضاء الأغلبية) والمناشفة (وهم أعضاء الأقلية). وكان في. آي لينين هو زعيم البلاشفة الذين عرفوا فيما بعد باسم الشيوعيين.
ثورة عام 1905م
في 22 يناير سنة 1905م سار آلاف من العمال نحو قصر القيصر الشتوي في سانت بطرسبرج، وكان العمال في حالة اضطراب وكانوا يريدون من القيصر نقولا الثاني إجراء بعض الإصلاحات، ولكن جنود الحكومة أطلقوا عليهم الرصاص وقتلوا وجرحوا مئات من الذين كانوا في المظاهرة. وبعد مذبحة يوم الأحد الدامي هذه نالت الحركة الثورية التي كان يقودها الحزب الدستوري تأييدًا عظيمًا وقوة أكبر. وفي فبراير وافق نقولا على إنشاء دوما (برلمان) منتخب ليسدي له النصح. ولكن مع ذلك اندلعت اضطرابات أخرى كثيرة خلال فصل الصيف، وثارت على الدولة جماعات من الفلاحين والعسكريين، وكان يعزو هذا الاضطراب إلى حد ما إلى كراهية الحرب اليابانية الروسية التي كانت تتزايد يومًا بعد يوم. وكانت هذه الحرب قد نشبت في فبراير سنة 1904م بعد هجوم ياباني على السفن الروسية، وانتهت الحرب بانهزام روسيا في سبتمبر عام 1905م.
في أكتوبر عام 1905م شل إضراب عام البلاد وشكل الثوار في سانت بطرسبرج مجلسًا عرف باسم سوفييت (مجلس) نواب العمال في سانت بطرسبرج، ثم منح نقولا الدوما الصلاحيات لسن كل القوانين أو رفضها. وكان كثير من الروس قانعين بهذا القدر، ولكن كان هناك أيضًا الكثيرون الذين لم يكونوا راضين عن ذلك. واستمرت الثورة في موسكو خاصة حيث سحق الجيش ثورة خطيرة في ديسمبر.
حُلّ كل من مجلسي الدوما (البرلمان) اللذين عقدا في عام 1906 و1907م بعد مضي أشهر قلائل من دعوتيهما للاجتماع. ولم يستطع هذان المجلسان العمل مع نقولا وكبار موظفيه المسؤولين الذين رفضوا التنازل عن الكثير من سلطاتهم. وقام نقولا بطريقة غير شرعية بتغيير قانون الانتخاب. وجعل اختيار أعضاء الدوما بطريقة أقل ديمقراطية. ومنح الفلاحين والعمال عددًا من النواب أقل بكثير مما أعطى للطبقات العليا. وعقد مجلس الدوما الثالث طوال الفترة من 1907 إلى 1912م، كما عقد الدوما الرابع من 1912 إلى 1917م. وخلال هذه الفترة حققت روسيا كثيرًا من التقدم في ميادين الفنون الجميلة والتعليم والزراعة والصناعة.
الحرب العالمية الأولى
عندما بدأت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 كانت أوروبا في حالة انقسام إلى معسكرين حربيين. ففي جانب واحد كانت تقف دول الاتفاق الثلاثي وهي: روسيا وفرنسا وبريطانيا. وكانت روسيا وفرنسا قد اتفقتا في سنة 1894م على الدفاع بعضهما عن بعض ضد أي هجوم على أي منهما. ووقعت كل من بريطانيا وفرنسا على الاتفاق الودي سنة 1904م، كما أن روسيا وقعت على اتفاق مماثل مع بريطانيا عام 1907م. وكان التفاهم الثلاثي قد تطور من هذه المعاهدات، وكانت في مواجهة هذا التفاهم الثلاثي الحلف الثلاثي الذي عقد في سنة 1882م بين إمبراطورية النمسا والمجر وألمانيا وإيطاليا. في اليوم الأول من أغسطس سنة 1914م أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا، وسرعان ما غيرت روسيا بعد ذلك من اسم عاصمتها الذي كان على النحو الألماني في نطقه واستبدل من سانت بطرسبرج إلى بتروجراد، وسحق الجيش الألماني الفيالق الروسية في معركة تاننبيرج شرقي بروسيا، غير أن الروس هم أيضًا هزموا القوات النمساوية في معارك لمبيرج في منطقة جاليسيا في النمسا والمجر.
وفي عام 1915م دمرت القوات الألمانية والنمساوية القوات الرُّوسيَّة. وفي السنة التالية هاجم الروس منطقة جاليسيا في جبهة طولها 113كم، وتقدمت جحافلهم نحو 80كم، وتقدم الروس داخل جبال كارباتيا في سنة 1917م غير أن الألمان ردوهم على أعقابهم.
ثورة فبراير
في أثناء الحرب العالمية الأولى لم تستطع روسيا أن تقابل احتياجات الجنود الاقتصادية، وأكثر من ذلك حاجة الناس في الوطن. وكانت السكك الحديدية تحمل العتاد الحربي، ولم تستطع خدمة المدن. وعانى الناس كثيرًا من النقص في الطعام والوقود والسكن. وكان الجنود الذين يقاتلون في الجبهة مخلصين لوطنهم، إلا أن الجنود الذين كانوا وراء خطوط القتال أخذوا يتساءلون عن جدوى الحرب. وكانوا يعلمون أنهم سيقتلون إذا ما أرسلوا إلى الجبهة. وأصبح الجنود والمدنيون الذين كانوا خلف الخطوط غير راضين عن الأوضاع.
بحلول نهاية عام 1916م كان الروس المتعلمون كافة يعارضون القيصر. وكان نقولا قد فصل عددًا كبيرًا من المسؤولين الأكفاء من وظائف الحكومة العليا، واستبدل بهم أشخاصًا ضعافًا يكرههم الشعب. وكان نقولا يُتهم بأنه كان يعمل ضد المجهود الحربي ويريد أن يُقوِّضه بمثل هذه الأعمال. وكان كثير من الروس ينتقدون أعماله التي كانت تحت تأثير جريجوري راسبوتين مستشار القيصر والقيصرة. وكان كل من القيصر وزوجته يؤمنون بأن راسبوتين رجل صالح قديس يريد أن ينقذ حياة ابنهما السقيم. وفي ديسمبر سنة 1916م قتل جماعة من النبلاء راسبوتين، ولكن الموظف المسؤول الذي كان يفترض أنه قد عين عن طريق نفوذه لم يطرد من الخدمة؛ بل ظل فيها.في مارس عام 1917م ثار سكان روسيا (كان الشهر شهر فبراير في التقويم الروسي القديم الذي استبدل في عام 1918م). وصاحبت ذلك أعمال شغب عنيفة، واضطرابات بسبب النقص في الخبز والفحم الحجري في بتروجراد عاصمة روسيا. وكانت بتروجراد معروفة باسم سانت بطرسبرج حتى سنة 1914م، ثم عدل الاسم إلى لينينغراد سنة 1924م، ثم أصبحت مرة ثانية سانت بطرسبرج عام 1991م. وأمر نقولا الدوما بحل نفسه، ولكن الدوما تجاهل الأمر، وعين حكومة مؤقتة. وفقد نقولا سيطرت الحكومة على معظم الأوجه الاقتصادية بما في ذلك أعمال البنوك والتجارة الخارجية والصناعات كل تأييد، فتنازل عن العرش في 15 مارس. ثم سجن بعد ذلك هو وجميع أفراد عائلته، ويكاد يكون من المؤكد أن الثوار البلشفيك قد أطلقوا عليهم الرصاص وقتلوهم في يوليو سنة 1918م. أنشئت عدة مجالس سوفييتية في روسيا في الوقت نفسه أثناء تكوين الحكومة المؤقتة. ونافست مجالس السوفييت الحكومة المؤقتة. وحاول العمال والجنود الاستيلاء على السلطة في بتروجراد في يوليو غير أن المحاولة فشلت.
ثورة أكتوبر
في أغسطس سنة 1917م حاول الجنرال لارف كورنيلوف أن يحُد من سلطة السوفييت المتزايدة. غير أن المحاولة فشلت، وأضحت الجماهير الروسية متطرفة بشكل متزايد. وفي 7 نوفمبر (25 أكتوبر بالتقويم الروسي القديم) استولى العمال والجنود والبحارة على القصر الشتوي بقيادة البلاشفة. وكان هذا القصر أحد قصور القيصر السكنية، وأصبح هذا القصر مقر قيادة الحكومة المؤقتة. فأطاح هؤلاء بالحكومة المؤقتة، وشكلوا حكومة جديدة بزعامة لينين الذي سحب روسيا فورًا من الحرب العالمية الأولى، وسرعان ما استولت الحكومة على المصانع كما استولت على كل المنتجات الزراعية التي كانت في أيدي الفلاحين.
وفي سنة 1918م جعل البلاشفة موسكو عاصمة روسيا، كما غيروا اسم حزب العمال الاجتماعي الديمقراطي الروسي إلى الحزب الشيوعي الروسي، إلا أن هذا الاسم غُيِّر فيما بعد إلى حزب الاتحاد السوفييتي الشيوعي.
الحرب الأهلية وتشكيل اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية
في الفترة ما بين سنة 1918م و 1920 اندلعت حرب أهلية بين الشيوعيين والجماعة المعارضة للشيوعية حول السيطرة على روسيا. وكانت الجماعة المعارضة للشيوعية قد تلقت دعمًا من عدة دول أخرى منها فرنسا وبريطانيا واليابان والولايات المتحدة. لكن الشيوعيين هزموا خصومهم وأسسوا حكمًا شيوعيًا في جورجيا وأوكرانيا وأرمينيا الشرقية وروسيا البيضاء وآسيا الوسطى وأسهمت الحرب الأهلية في جعل الشعب الروسي أكثر سخطًا مما كان عليه.
وفي عام 1921م نشب المزيد من ثورات الفلاحين وإضرابات العمال. وفي تلك السنة وضع لينين خطة اقتصادية جديدة لتقوية روسيا. وبمقتضى هذه الخطة الثقيلة والنقل. غير أن الأعمال التجارية الصغرى تركت تحت سيطرة أصحابها، كما سمح للفلاحين بالاحتفاظ بمنتجاتهم الزراعية.
في ديسمبر عام 1922م أقامت الحكومة الشيوعية حكومة جديدة تدعى اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية، وكانت هذه الحكومة تتكون من أربع جمهوريات هي: الجمهورية الفيدرالية السوفييتية الاشتراكية الروسية، وروسيا البيضاء وترانسقوقازيا، وأوكرانيا. ولكن في أواخر سنة 1940م قسمت ترانسقوقازيا إلى أذربيجان وأرمينيا وجورجيا. كما أنشئت عشر جمهوريات أخرى، فأصبح مجموع الجمهوريات 16 جمهورية. وكانت هذه الجمهوريات الحديثة تتكون من إستونيا وكازاخستان وكيرجيستان ولاتفيا ولتوانيا ومولدافيا وطاجكستان وتركمنستان وأوزبكستان. وحدث تغيير في جمهورية الكاريلو فنلندية الاشتراكية السوفييتية التي أنشئت عام 1940م فأصبحت جمهورية مستقلة سنة 1956م.
ستالين
مات لينين سنة 1924، واستطاع جوزيف ستالين الذي كان يتولى منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي منذ سنة 1922م الاستيلاء على السلطة بسرعة، وأصبح مسيطرًا على الموقف. وهزم أعداءه واحدًا تلو الآخر. وعندما حل عام 1929م كان ستالين هو دكتاتور الاتحاد السوفييتي.
وفي نهاية العشرينيات من القرن العشرين بدأ ستالين برنامجًا اقتصاديًا اشتراكيًا، وكان هذا البرنامج يركِّز على تطوير الصناعات الثقيلة وجمع المزارع الصغيرة التي يملكها الأفراد في إطار مزارع كبيرة تديرها الدولة. وعارض كثير من مواطني الاتحاد السوفييتي سياسات ستالين. وفي أواخر الثلاثينيات بدأ ستالين عهد إرهاب سمي بالتطهير الكبير. وألقت شرطته السرية القبض على ملايين من المواطنين، وأعدم معظم السجناء رميًا بالرصاص أو أرسلوا إلى معسكرات العمل في السجون. وكان كثير من هؤلاء الذين سجنوا قد ساعدوا ستالين على الاستيلاء على السلطة. وهكذا استطاع ستالين أن يزيل التهديدات المحتملة لسلطاته، كما أنه قوى من قبضته على زمام الأمور في الاتحاد السوفييتي.
الحرب العالمية الثانية
في أواخر الثلاثينيات كان الدكتاتور الألماني أدولف هتلر قد استعد للاستيلاء على أوروبا. وفي أغسطس عام 1939م وقع الاتحاد السوفييتي (السابق) وألمانيا معاهدة عدم اعتداء اتفقا فيها على ألا يقوم أي من الطرفين بالهجوم على الآخر. وفي سبتمبر سنة 1939م غزت القوات الألمانية المسلحة بولندا من الغرب، وهرعت قوات الاتحاد السوفييتي واحتلت الجزء الشرقي من بولندا.
وفي يونيو سنة 1941م غزت ألمانيا الاتحاد السوفييتي وبدأت في التقدم في أراضيه. وكانت نقطة التحول في الحرب داخل الاتحاد السوفييتي هي هزيمة السوفييت لألمانيا في معركة ستالينجراد (الآن فولجوجراد) سنة 1943م، ثم أخذت الجيوش السوفييتية في دحر القوات الألمانية وطردها من أراضيها حتى أجبرتها على التقهقر من شرقي أوروبا. وفي أبريل 1945م كانت الجيوش السوفييتية تهاجم برلين التي سقطت في أيدي السوفييت في 2 مايو، واستسلمت القوات الألمانية للحلفاء بعد خمسة أيام من ذلك التاريخ. وفي أغسطس سنة 1945م أعلن الاتحاد السوفييتي (السابق) الحرب على اليابان، واستسلمت اليابان للحلفاء في 2 سبتمبر سنة 1945م وبذلك انتهت الحرب العالمية الثانية.
الحرب الباردة
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أخذ الاتحاد السوفييتي في توسيع دائرة نفوذه في شرقي أوروبا. وفي أوائل عام 1948م كانت هناك عدة أقطار قد أصبحت تدور في فلك السوفييت، وهذه الأقطار هي بلغاريا وتشيكوسلوفاكيا، والمجر وبولندا ورومانيا وألمانيا الشرقية فيما بعد.
وبالإضافة إلى ذلك فإن اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية كان له نفوذ على النظم الشيوعية في ألبانيا ويوغوسلافيا. واستطاع الاتحاد السوفييتي قطع كل الاتصالات بين الدول التي تدور في فلكه وبين الغرب، ونشأ شيء من عدم الثقة المتبادل والشكوك بين الشرق والغرب حتى أضحى ذلك منافسة عرفت فيما بعد باسم الحرب الباردة. وكانت الحرب الباردة هي التي كيفت اتجاه سياسة الاتحاد السوفييتي السابق الخارجية وكذلك سياسة كثير من دول أوروبا الغربية حتى أواخر الثمانينيات من القرن العشرين.مات ستالين في 5 مارس سنة 1953م، وفي سبتمبر من ذلك العام أصبح نيكيتا خروتشوف رئيسًا للحزب الشيوعي، ثم أصبح في سنة 1958م رئيس وزراء الاتحاد السوفييتي. وقد خفف خروتشوف من الإرهاب الذي تميز به عهد دكتاتورية ستالين، كما أنه خفف من غلواء بعض القيود على الاتصالات والتجارة والسفر بين الشرق والغرب. بيد أن الاتحاد السوفييتي ظل يمارس عمله في توسيع نفوذه في الأقطار غير الشيوعية، وكان خروتشوف قد حسَّن من علاقات السوفييت بالغرب إلا أن كثيرًا من سياساته الأخرى أخفقت. في سنة 1964م أسقط كبار الشيوعيين خروتشوف وأصبح ليونيد بريجينيف زعيم الحزب الشيوعي، كما أصبح أليكسي كوسيجين رئيس الوزراء. وزاد كل من بريجينيف وكوسيجين من إنتاج البضائع الاستهلاكية، وبناء المساكن، كما أنهما وسعا من دائرة نفوذ السوفييت في إفريقيا.
وفي أواسط السبعينيات من القرن العشرين كان بريجينيف أقوى زعيم في الاتحاد السوفييتي، وكان يريد أن يخفف التوتر بين الشرق والغرب، وهي السياسة التي عرفت فيما بعد بسياسة الانفراج. غير أن سياسة الانفراج هذه ما لبثت أن انهارت في أواخر السبعينيات من القرن العشرين، وساءت العلاقات بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة في قضايا مثل حقوق الإنسان وانتهاكات السوفييت لها، وغزو السوفييت لأفغانستان والزيادة في عدد الأسلحة النووية من كلا الجانبين.
ظهور جورباتشوف
في عام 1985م أصبح ميخائيل جورباتشوف رئيس الحزب الشيوعي، وأدخل كثيرًا من التغييرات في الاتحاد السوفييتي بما في ذلك زيادة في حرية التعبير في الأمور السياسية والأدب والفنون الجميلة. وكرس جهده لتحسين العلاقات بين الاتحاد السوفييتي والغرب، وتقليل سيطرة الحكومة على الاقتصاد السوفييتي. وفي عام 1989م عقد الاتحاد السوفييتي أول انتخابات حرة له لمجلس نواب الشعب. وفي السنة التالية صوتت الحكومة بالموافقة على السماح بقيام أحزاب سياسية غير شيوعية في الاتحاد السوفييتي، فعارض كثير من أعضاء الحزب الشيوعي وغيرهم من المسؤولين السوفييت إصلاحات جورباتشوف. وفي مارس سنة 1990م انْتَخَب نواب مجلس الشعب جورباتشوف إلى المنصب الذي استحدث مؤخرًا وهو منصب رئيس الجمهوريات.
انهيار اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكي
في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين طالب كثير من مواطني الاتحاد السوفييتي في مختلف الأنحاء بمزيد من التحرر من الحكومة المركزية. وفي يونيو سنة 1990م أعلنت جمهورية روسيا بأن القوانين التي يصدرها مجلسها التشريعي لها أفضلية على القوانين التي تسنها الحكومة المركزية، وفي نهاية العام كانت كل جمهوريات الاتحاد السوفييتي قد أعلنت مثل هذا الأمر.
وفي يوليو 1991م اتفق جورباتشوف وزعماء عشر جمهوريات على توقيع معاهدة تمنح الجمهوريات صلاحيات كبرى من الحكم الذاتي. وكان هناك اتفاق على أن تقوم خمس جمهوريات بتوقيع المعاهدة في 20 أغسطس، ولكن في يوم 19 أغسطس قام بعض زعماء الحزب الشيوعي المحافظين بانقلاب ضد حكومة جورباتشوف، وسجنوا جورباتشوف وعائلته في منزلهم المعد لقضاء العطلات. وعندها قام بوريس يلتسن رئيس جمهورية روسيا بانتفاضة شعبية ضد الانقلاب الذي انهار في 21 أغسطس. وبعد الانقلاب استرد جورباتشوف منصب رئيس الاتحاد ولكنه استقال من رئاسة الحزب الشيوعي.
جدّد انهيار الانقلاب العسكري مطالبة الجمهوريات بسلطات أوسع على شؤونهم الخاصة. وفي سبتمبر سنة 1991م أقام مجلس نواب الشعب حكومة انتقالية لتحكم حتى يوضع دستور جديد ومعاهدة اتحاد، وتجري الموافقة عليهما. وضمَّت هذه الحكومة مجلس دولة يتكون من جورباتشوف وزعماء الجمهوريات.
وفي 8 ديسمبر 1991م أعلن يلتسن ورؤساء روسيا البيضاء وأوكرانيا تشكيل كومنولث الدول المستقلة. وأعلن هؤلاء بأن الاتحاد السوفييتي لم يعد قائمًا، ودعوا بقية الجمهوريات للانضمام إلى الكومنولث، وتشكيل دول مستقلة مرتبطة بروابط اقتصادية ودفاعية. وانضمت إحدى عشرة جمهورية أي كلها، فيما عدا جورجيا ودول البلطيق وهي: إستونيا ولاتفيا ولتوانيا. واستولى يلتسن على ما تبقى من حكومة الاتحاد السوفييتي المركزية بما في ذلك الكرملين. وفي 25 ديسمبر 1991م استقال جورباتشوف من منصب الرئيس، واختفى الاتحاد السوفييتي عن الوجود.
أمة في حالة تحوُّل
واجهت روسيا مشكلة وضع أنظمة حكومية واقتصادية للبلاد. وقد أدى رفع الرقابة على الأسعار إلى ارتفاع هائل لتلك الأسعار، وأدى هذا إلى خفض مستوى معيشة الشعب الروسي. وفي أكتوبر سنة 1992م بدأت الحكومة في صرف شهادات يمكن للمواطنين استعمالها لشراء أسهم في الشركات التي تملكها الحكومة.
وعلاوة على ذلك فقد أصبح لزامًا على روسيا أن تقيم علاقات جديدة مع أعضاء دول الكومنولث. وأراد بعض الزعماء الروس أن تتولى بلادهم دورًا قياديًا، بيد أن الدول الصغرى خشيت من سيطرة روسيا عليها بسبب حجمها الكبير وقوتها.
وفي مارس سنة 1992م وقعت كل الأقاليم الروسية ما عدا منطقتين معاهدة وضعت أساس الأمة الروسية الجديدة. وكانت هاتان المنطقتان هما التتار والشِّيشان ـ الأنجوش، وقد أعلنتا أنهما ترغبان في استقلال أكبر.
وفي يناير 1995م جدد الشيشان مطالبتهم بالاستقلال والحكم الذاتي وعلى أثر ذلك دخل الجيش الروسي مدينة غروزني، العاصمة الشيشانية، ودمرها وشرد أهلها.
وفي مايو 1992م أعلن السوفييت الأعلى أن منح الحكومة السوفييتية منطقة شبه جزيرة القرم لأوكرانيا سنة 1954م ملغي وباطل. ودعت إلى إجراء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا لفض هذا النزاع.
ساعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفككه على إزالة كثير من الاحتكاك بين الشرق والغرب. وقد قامت الحكومة الروسية بتخفيض الإنفاق الحربي سنة 1992م، كما حققت إنجازات عظيمة في تخفيض عدد العاملين في القوات المسلحة. وأجبر هذا العمل كثيرًا من رجال القوات المسلحة على البحث عن مساكن لهم ووظائف مدنيَّة. وفي سنة 1992م وافقت الدول الأربع التي كانت جمهوريات سوفييتية من قبل والتي توجد أسلحة نووية على أراضيها وهي: روسيا البيضاء وكازاخستان وروسيا وأوكرانيا على أن تدمر كل الأسلحة النووية أو تعاد إلى سيطرة روسيا خلال سبع سنوات.
وفي أكتوبر عام 1993م حدثت مواجهة بين الشيوعيين في مجلس نواب الشعب بقيادة ألكسندر رتسكوي ويلتسن أدى هذا إلى إصدار الأخير قرارًا بحل مجلس النواب وعلق عمل المحكمة الدستورية لمؤازرتها معارضي الإصلاح. ورفض الشيوعيون هذا القرار، واعتصموا في البرلمان مما أجبر يلتسن على ضرب البيت الأبيض بالنار واعتقل المعارضين وزجهم في السجون. ولكي يتمكن يلتسن من المضي في إجراء الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، أصدر دستورًا يمنحه كامل الصلاحية للتصدي لأي اعتراض كحل البرلمان وإقالة الحكومة وطالب بعرض الدستور للاستفتاء الشعبي مع إجراء انتخابات نيابية جديدة. وبعد فترة أجريت الانتخابات وحصل دستور يلتسن على موافقة 58,4% من الأصوات. ولكن نتائج الانتخابات لم تكن مرضية ليلتسن وأنصاره ولا للدول الغربية.
وفي فبراير 1994م، أصدر البرلمان عفوًا عن رتسكوي وبعض معارضي يلتسن. وفي يوليو عام 1996م، أعيد انتخاب يلتسن رئيسًا للبلاد، كما أعيد انتخاب فكتور تشيرنوميردين رئيسًا للوزراء.
في 1991م، طالب جوهر دودايف رئيس حكومة الشيشان، وهي منطقة في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد، باستقلال الجمهورية. فأرسلت روسيا قواتها إلى المنطقة بغية إسكات النبرة الاستقلالية. أظهر المقاتلون الشيشان شجاعة نادرة في حربهم ضد القوات الروسية. وبدأت مباحثات للسلام بين الطرفين في منتصف 1995م. قاد الوفد الروسي ألكسندر ليبيد مستشار شؤون الأمن الذي أقصاه يلتسن من منصبه في نهاية 1996م، بينما قاد وفد الشيشان سليم خان باندرباييف الذي خلف دودايف بعد استشهاده. انسحبت القوات الروسية من الشيشان وأجل حسم المسألة الشيشانية إلى ما بعد 31 ديسمبر 2001م.
التطورات الأخيرة. واجهت روسيا عام 1998م صعوبات اقتصادية كبيرة، فحل يلتسن مجلس الوزراء، وألزم البرلمان قبول سيرجي كيرينكوف رئيساً للوزراء. وفي أغسطس أقصى يلتسن كيرينكوف وحاول إعادة تشيرنوميردين ثانية، إلا أن البرلمان أجبره على تعيين وزير الخارجية يفجيني بريماكوف رئيساً للوزراء. تدهورت حالة يلتسن الصحية فأناط بيريماكوف معظم أعماله، ولكن عاد يلتسن مرة أخرى لممارسة هوايته، فعزل بريماكوف في مايو 1999م وعين مكانه وزير الشؤون الداخلية سيرجي ستباشن الذي بقي في منصبه إلى شهر أغسطس، حين استبدل به يلتسن رئيس الاستخبارات الداخلية فلاديمير بوتين.
وفي 31 ديسمبر 1999م، وقبل نهاية فترة ولايته الثانية بستة شهور فاجأ يلتسن مواطنيه والعالم باستقالته من منصبه وعين بوتين رئيساً مؤقتاً. وفي مارس 2000م، تم انتخاب بوتين رئيساً جديداً لروسيا. بدأ بوتين عمله بالقضاء على المجاهدين الشيشان واتبع في ذلك سياسة الأرض المحروقة التي كان ضحيتها العزل من المدنيين الأبرياء. وقد ظل المجاهدون ينفذون عمليات جريئة أقلقت الجيش الروسي في الشيشان.
روسيا السوڤيتية
- مقالة مفصلة: الاتحاد السوڤيتي
]
الحكومة والسياسة
- مقالات مفصلة: حكومة روسيا
- سياسة روسيا
، جزءا من كرملين وعمل الاقامة للرئيس الروسي]]
نظام الحكم
الحكومة الوطنية
في عام 1992م آلت أمور الحكم في روسيا إلى حكومة انتقالية، برئاسة بوريس يلتسن الذي انتُخب رئيسًا لروسيا الاتحادية عام 1991م بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. ولكن الوضع السياسي ظل غير مستقر لمعارضة عدد من القادة السوفييت السابقين وأعضاء الحزب الشيوعي في البرلمان الروسي، للتغييرات الاقتصادية التي طرحها يلتسن، كما طالبوا بتشكيل الحكومة. وقد أسفرت هذه المعارضة عن مواجهة دموية بين يلتسن وخصومه في أكتوبر 1993م انتهت باقتحام البيت الأبيض (البرلمان) بقوة السلاح وأسر المعارضين والزج بهم في السجون.
وفي ديسمبر صُوِّت على الدستور الذي منح سلطات واسعة للرئيس الروسي، كما أجريت انتخابات فاز فيها القوميون والشيوعيون بمقاعد كثيرة.
يعتبر الرئيس الروسي أعلى سلطة تنفيذية في البلاد، فهو رأس الدولة وكبير موظفيها. وينتخب الشعب الروسي الرئيس لفترة أربع سنوات. يعين الرئيس، بموافقة مجلس الدوما، رئيس الوزراء الذي يرأس مجلس الوزراء، ويقوم هو ووزراؤه بأعباء الحكم.
يسمى البرلمان الروسي الجمعية الاتحادية وتتكون من مجلسين: مجلس دوما الدولة وبه 450 عضوًا، ومجلس الاتحاد وبه 178 عضواً. ويقترح مجلس الدوما مشاريع القوانين ويجيزها مجلس الاتحاد والرئيس قبل أن تصبح قوانين نافذة. ولمجلس الدوما أن يتخطى مجلس الاتحاد ويودع مشاريع القوانين لدى الرئيس مباشرة. ويوافق مجلس الاتحاد على التعيينات الحكومية، كما يوافق على بعض قرارات الرئيس مثل إعلان الأحكام العرفية واستخدام القوات المسلحة خارج روسيا. ينتخب الشعب أعضاء مجلس الدوما لفترة أربع سنوات. أما أعضاء مجلس الاتحاد فهم موظفون في الحكومات المحلية. فأعضاء مجلس الاتحاد إما حكام أقاليم وإما رؤساء هيئات تشريعية بالأقاليم ويحصلون على عضويتهم في المجلس بحكم مناصبهم لا بوساطة الانتخاب.
الحكومة المحلية
تتكون روسيا من 49 إقليمًا إداريًا (أبلاست) ست مقاطعات كبيرة قليلة السكان بالإضافة إلى 30 مقاطعة أخرى تسودها أغلبية عرقية (قومية) وتتمتع بحكم ذاتي. ولكن مستقبل هذه الوحدات يتسم بالغموض، لأن شعوبها تطالب بسلطات أوسع لإدارة شؤونها. وقد طالب بعضها بالاستقلال التام وحق تقرير المصير، مثل: جمهورية الشاشان. وتنقسم هذه الأقسام إلى مراكز أصغر وتدير مجالس الشؤون المحلية في المناطق الحضرية والريفية.
وفي عام 1991م منح مجلس نواب الشعب الرئيس يلتسن سلطات واسعة، لتثبيت الوضع السياسي، فقام بعزل كثير من المسؤولين المحليين وعين أعضاء جددًا لتطبيق إصلاحاته الجديدة.
السياسة
ظل الحزب الشيوعي الحزب الوحيد في الاتحاد السوفييتي حتى مارس 1990م حين أُلغيت المادة السادسة من الدستور التي منحت السلطة للحزب الشيوعي، وبدئ بتشكيل تجمع الأحزاب الديمقراطية الذي عرف بالحركة الديمقراطية الروسية. وقد بدأت الحركة بإجراء الإصلاحات، كما ضمنت نجاح يلتسن في انتخابات يونيو 1991م. وبانهيار الاتحاد السوفييتي انقسمت الحركة، وتشكلت مكانها أحزاب ديمقراطية منفصلة وصل عددها إلى 13 حزبًا في الانتخابات الأخيرة من أهمها: حزب خيار روسيا وحركة التغييرات الديمقرطية وحزب الفلاحين والحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية والحزب الليبرالي الديمقراطي وكتلة الوحدة والتفاهم وكتلة غريغوري يافلنسكي. وفي منتصف تسعينيات القرن العشرين انقسمت هذه الأحزاب إلى ثلاثة تجمعات كبيرة هي: أحزاب خصوم يلتسن من القوميين واليساريين وتجمع الوسط وهو أقرب إلى يلتسن ثم هناك أنصار يلتسن وأخيرًا التحالفات المستقلة. وفي انتخابات عام 1995م فاز الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية بمعظم مقاعد مجلس الدوما. وفي عام 1996م شهدت روسيا ثاني انتخابات رئاسية، فاز فيها يلتسن واحتفظ بمنصبه لفترة ثانية حتى موعد استقالته في 31 ديسمبر 1999م. يحق لكل مواطن روسي بلغ 18 عامًا الإدلاء بصوته في الانتخابات.
القضاء
كان لدى الحكومة السوفييتية السابقة نظام بوليسي سياسي عُرف بلجنة أمن الدولة (K.G.B) وكان لها الحق في التدخل في النظام القانوني، مما أدى إلى انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان، وقد أُلغيت، وحلت محلها وكالتان: إحداهما تتولى شؤون الأمن الداخلي وخدماتها، والأخرى تتولى الاستخبارات الأجنبية. ويحمي دستور عام 1993م الحقوق المدنية لكافة المواطنين الروس. ويرشح الرئيس النائب العام ويوافق عليه مجلس الاتحاد.
تبحث المحكمة الدستورية، وهي أعلى محكمة في الدولة أسست في عام 1992م، في شرعية القوانين الروسية. وفي عام 1993م علق الرئيس يلتسن عمل المحكمة الدستورية. أما المحاكم المحلية فتسمى محاكم الشعب.
القوات المسلحة
كان للاتحاد السوفييتي (السابق) أكبر جيش في العالم بلغ قوامه أكثر من 4 ملايين جندي عملوا في قطاعات الجيش كافة. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي تحولت قيادة الجيش إلى كومنولث الدول المستقلة، ثم أعربت عدة جمهوريات ـ من ضمنها روسيا ـ عن رغبتها في تكوين جيش خاص بها. وفي عام 1992م بدأت روسيا في تكوين جيش لاستيعاب القوات السوفييتية السابقة. واتفقت روسيا وثلاث جمهوريات أخرى تملك الأسلحة النووية وهي: روسيا البيضاء وأوكرانيا وكازاخستان على تدمير أو إعادة الأسلحة النووية إلى روسيا خلال سبع سنوات. وقد وقّعت روسيا مع الولايات المتحدة الأمريكية معاهدة للحد من انتشار الأسلحة النووية، لكن تقاعس أوكرانيا عن المضي في هذا الاتجاه أدى إلى مباحثات جديدة أثمرت عن موافقتها أخيرًا. أما بالنسبة للأسطول البحري، فقد وقع خلاف بين روسيا وأوكرانيا حول ملكية أسطول البحر الأسود. وبعد مفاوضات مضنية، اتُّفقَ على تقسيم الأسطول بين الدولتين.
التقسيمات الإدارية
- مقالة مفصلة: أقسام روسيا
انظر أيضاً: كيانات الفدرالية الروسية، جمهوريات روسيا، اوبلاستات روسيا، كرايات روسيا، اوكروجات روسيا، المناطق الفدرالية الروسية، المدن الفدرالية الروسية.
يتألف الإتحاد الروسي من 89 كيان فدرالي كالتالي:
- 2 جمهورية معظمهن يتمتعن بإستقلال ذاتي في شئونهم الداخلية. وغالباً ما تمثل كل جمهورية مجموعة عرقية واحدة أو أكثر.
- 49 اوبلاست (أقاليم)
- 6 كراي (مقاطعات)
- 10 اوكروج (منطقة ذات استقلال ذاتي)
- 2 مدن فدرالية
- الأقاليم الفدرالية والمناطق الاقتصادية
مؤخراً تم إعلان 7 مناطق فدرالية شاسعة (4 في أوروبا و3 في أسيا) كطبقة ادارية عليا فوق الكيانات ال89 تحت المستوى الوطني.
العلاقات الخارجية والقوة العسكرية
- مقالات مفصلة: العلاقات الخارجية لروسيا
- القوات المسلحة للاتحاد الروسي
الاقتصاد
- مقالة مفصلة: اقتصاد روسيا
كانت الوكالات التابعة للحكومة المركزية في ظل النظام السوفييتي هي التي تخطط كل ما يتعلق باقتصاد البلاد تقريبًا. فالحكومة كانت تملك وتسيطر على جميع المصانع والمزارع وكانت الأعمال الخاصة ممنوعة. وعلى يد الحكومة السوفييتية، تحولت روسيا من دولة زراعية إلى عملاق صناعي. فقد شهدت الصناعات الثقيلة مثل صناعة الكيميائيات والتشييد والآلات والصلب تطورًا سريعًا. وتقدِّم الوزارات الحكومية ما تحتاجه الصناعات والمزارع من مواد خام ومعدات، كما تحدد حصص الإنتاج وتقرر نوعيته ولمن تباع المنتجات. وكان من نتائج هذا التخطيط المركزي الصارم أن شهد التطور الصناعي تقدمًا هائلاً وحقق مكاسب كبيرة. لكن أدى هذا التحكم المركزي مع تقدم الصناعة إلى قمع الأفكار الجديدة، مما أثر في نوعية المنتجات.
ورثت روسيا الصناعة السوفييتية بنجاحها ومشكلاتها، وحاليًا تعمل الحكومة الروسية على تحويل المصانع والمزارع الحكومية إلى ملكيات خاصة، كما بدأت في الظهور أعمال صغيرة ومشاريع مشتركة مع الأجانب، وتوجهت الدولة إلى الدول الغربية واليابان لمساعدتها في تحديث وإعادة بناء القطاع الصناعي.
تأزم الوضع الاقتصادي في البلاد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، واهتز الاستقرار في اقتصادها. ولخفض التضخم وجذب الاستثمار الأجنبي، لجأت الحكومة إلى تحويل عملتها الروبل إلى عملة تسهل مبادلتها بالعملات الأجنبية في أسواق العالم المالية وإلى إنشاء نظام مصرفي حديث. ومع إلغاء الدعم الحكومي على سلع عديدة في عام 1992م ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية، وتفاقم وضع العديد من الأسر التي بقيت دخولها على مستواها السابق. وعلى الرغم من الفوضى التي أصابت الاقتصاد الروسي في بداية التسعينيات وتدهور الإنتاج الصناعي، فإن روسيا تملك عمالاً مهرة وموارد طبيعية زاخرة، مما يساعدها في النهوض من جديد في ظل النظام الاقتصادي الجديد. عرفت روسيا منذ نهاية النظام الاشتراكي فترة انتقال من الاقتصاد المركزي والمخطط إلى اقتصاد السوق رغم أن الدولة بقيت مسيطرة على بعض القطاعات الأساسية (النقل و الطاقة) فقد تمت إصلاحات واسعة في مجالات تحرير الأسعار، خصخصة الشركات، والإصلاح الزراعي.
تتمتع روسيا بموارد معدنية وطاقية هامة والتي لم تستغل إلا جزئيا. ويمثل تصدير النفط والغاز الطبيعي والمعادن مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة.
تغطي الصناعة الروسية أنواعا عديدة من المنتجات : الحديد والمعادن والآلات الفلاحية والأسلحة والآلات الدقيقة والأنسجة. ولكي تبقى الصناعة الروسية منافسة للصناعات الأجنبية لابد من إعادة هيكلتها - وتمثل الفلاحة (الحبوب, البطاطس ...) وتربية الماشية والصيد البحري والتأجيم (زراعة الغابات) أهم القطاعات بالاقتصاد الروسى - وتعد السياحة قطاعا لا يستهان به من حيث عائداتها المالية.
الموارد الطبيعية
تُعدّ روسيا إحدى أغنى دول العالم من حيث مواردها الطبيعية؛ فهي تملك أكبر احتياطي من الغابات في العالم وبها مصادر طاقة ضخمة وأراضٍ زراعية واسعة، ورسوبات معدنية كبيرة وإمكانات هائلة من الطاقة الكهرومائية بالإضافة إلى أنواع عديدة من النباتات والحيوانات.
الصناعة
تُعدّ الصناعات الثقيلة من أكثر القطاعات الصناعية تطورًا في روسيا. وتتركز مصانع المعدات الثقيلة في موسكو وسانت بطرسبرج وعلى طول نهر الفولجا وفي جبال الأورال، وتقوم بإنتاج الآلات الثقيلة والمعدات الكهربائية. ومن أهم منتجات الصناعة الكيميائية الألياف الكيميائية والأسمدة المعدنية ومنتجات البتروكيميائيات والراتينج الصناعي، كما تحظى صناعة مواد البناء باهتمام الدولة.
وتُعدّ منطقة موسكو من أهم مراكز الدولة الصناعية وتشمل منتجاتها أنواعًا مثل: الكيميائيات والمعدات الكهربائية والإلكترونيات والسيارات والمواد الغذائية والصلب والمنسوجات. أما مصانع سانت بطرسبرج فتتركز فيها صناعة السفن والمعدات الصناعية، بينما تُنتج في جبال الأورال الصناعات المعدنية والآلات. وتنتشر معظم مصافي النفط في منطقة الفولجا والأورال. وهناك صناعات جديدة تقام في سيبريا لاستغلال إمكانات الإقليم الهائلة من الطاقة الكهرومائية. أما صناعة الورق فتوجد على طول نهر الفولجا، بينما تتركز الصناعات الخفيفة، مثل المنسوجات، حول موسكو.
أن مستوى التطور والتقدم الصناعي والزراعي منخفض، وذلك لاهتمام السياسة السوڤييتية السابقة بالصناعات المعدنية الثقيلة والحربية وإهمال الصناعات التحويلية والغذائية. ولأنها اتبعت مبدأ الاكتفاء الذاتي، لم تنفتح اقتصادياً على الأسواق العالمية وظلت بعيدة عن التطورات العلمية والاقتصادية ولم تفتح المجال لدخول رؤوس الأموال الأجنبية وتوظيفها، هذه العوامل كلها ألقت ظلالاً سلبية جداً على التطور والإنتاج الصناعي والزراعي، وعلى مستوى دخل الفرد وتطور مجتمعه إيجابياً. ومما زاد الوضع سوءاً الانتقال غير المدروس من النظام الشيوعي إلى النظام الاقتصادي والاجتماعي شبه الرأسمالي.
إن النتيجة لكل المساوئ السابقة، تراجع في كل مضامير الإنتاج الوطني، فلقد هبط مقارنة مع ما قبل عام 1990 بنسبة %60، وانخفض الإنتاج الصناعي المعدني بمقدار (42ـ%47) أي النصف تقريباً، وبلغ تراجع صناعة السيارات والمكائن المختلفة قرابة (60ـ%65) وذلك لأن دخل الفرد في روسيا تدنى كثيراً في خلال هذه المدة، كما أن السيارات والمكائن الأجنبية الأفضل والأكثر تطوراً، وذات الأسعار المناسبة، قد غزت السوق الروسية بكثافةو التي انفتحت وبشكل غير مدروس جيداً أمام المنتجات الأجنبية المختلفة.
أما الصناعات النسيجية، فإنها شلت تقريباً وبنسبة 75ـ%80، لأنها كانت تعتمد على جلب المواد الخام مثل القطن والصوف والحرير من دول آسيا الوسطى وأذربيجان وهذه الموارد قد نضبت بعد انفصال دول الرابطة السوڤيتية عام 1991.
في الوقت نفسه طالت يد التدهور الصناعات البتروكيميائية، على الرغم من توفر البترول بكميات كبيرة جداً، وهكذا تراجع إنتاج هذه الصناعات بمعدل 60ـ%65.
وهكذا تحولت روسيا من دولة صناعية إلى دولة تشبه دول العالم النامي في اعتمادها على موردين أو أكثر في التصدير والتبادل التجاري الخارجي، وكان اعتمادها الأساسي على تصدير النفط والغاز وتجارة الأسلحة.
يقع مركز الثقل الإنتاجي الصناعي والزراعي في روسيا في الجزء الأوربي، ثم في جنوبي الأورال، وهناك مراكز متفرقة في جنوب سيبيريا وفي الشرق الأقصى، ويعيش أكثر من أربعة أخماس السكان في هذه الأماكن.
تزخر الأراضي الروسية بالثروات المعدنية أهمها:
ـ الحديد: أهم مكامنه الحالية منطقة كورسك (120 ألف كم2) ويزيد الاحتياطي على [[45 مليار طن ونسبة خام الحديد متباينة تراوح بين 32ـ %3 و 52ـ%62، وهنالك أماكن أخرى أقل شأناً في الأورال ومكامن متباعدة في سيبيريا. يقدر الإنتاج الروسي من الفولاذ والحديد المصهور بـ 350ـ400مليون طن سنوياً ويظهر البوكسيت مع خام الحديد في منطقة بطرسبورغ وشرق وغرب سيبيريا.
ـ النيكل: تحتل روسيا المركز الأول في إنتاجه وتعدينه عالمياً ومكامنه الأساسية في سيبيريا الشرقية ثم في جزيرة لولا قرب مورمانسك.
ـ الفحم: من أهم الدول المنتجة له في العالم ويستخرج خاصة من حوض كوزنيتش (126 ألف كم2) ويقدر احتياطه بـ 643 مليار طن، ويقدم ثلاثة أرباع إنتاج روسيا، كما يستخرج في أماكن أخرى كمنطقة كراسنايارسك وبافلادارسك، ويصل الإنتاج السنوي إلى 750 مليون طن.
الزراعة
توجد في روسيا مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، لكن الزراعة تعاني من مشكلات منها قصر فصل النمو وقلة الأراضي الخصبة، ونظام مزارع الدولة الذي يتسم بعدم الكفاية والتبذير.
يوجد في البلاد نحو 15,000 مزرعة حكومية يتكون نصفها من مزارع دولة سوفخوزي تديرها الدولة ويعمل المزارعون فيها بأجر، بينما يتكون النصف الآخر من مزارع جماعية كولخوزي تسيطر عليها الحكومة ولكن إدارتها في يد المزارعين. وفي عام 1992م وضمن سياسة الدولة لتحرير الاقتصاد، صدرت قوانين تسمح للمزارعين بترك مزارع الدولة. وتكوَّنت حوالي 260,000 مزرعة خاصة مستفيدة من الإعانات التي قدمتها الحكومة لتحقيق ذلك. ولكن هذا الانتقال كان بطييئًا وصعبًا.
تخصَّص نحو 13% من أراضي روسيا الزراعية لزراعة المحصولات ويُعدّ نطاق الأرض السوداء الممتد من حدود أوكرانيا إلى جنوب غربي سيبريا من أهم الأقاليم الزراعية في البلاد، كما توجد أقاليم أخرى في منطقة الفولجا والأجزاء الشمالية من جبال القوقاز وفي سيبريا الغربية. وعلى الرغم من أن روسيا تُعدّ من أهم الدول المنتجة للحبوب في العالم إلا أنها مازالت تستورد كميات منها لسد احتياجاتها. تشمل أهم منتجاتها الزراعية: الشعير والكتان والفواكه والشوفان والبطاطس وبنجر السكر ودوار الشمس والخضراوات والقمح، ومحصولات العلف التي تُغذَّى بها الأبقار والخنازير والغنم.
التعدين
تزخر روسيا بكميات هائلة من المعادن التي تستخدم في الإنتاج الصناعي مثل: الفحم الحجري والنفط والغاز الطبيعي، وفوسفات الجير والمعادن المماثلة التي تستخدم في إنتاج الأسمدة والماس. كما أن روسيا تُعدّ من أهم الدول المنتجة لخام الحديد والمنجنيز والنيكل، ومجموعة معدن البلاتين، والراديوم والذهب والرصاص والقصدير والزنك والنحاس والفضة والبوكسيت وغيرها.
صناعة صيد الأسماك
لصيد الأسماك وصناعتها أهمية في روسيا التي يجوب صيادوها بحر بارنتس والبحر الأبيض لصيد سمك القد والحدوق والرنجة والسالمون، كما يرتادون المحيطين الأطلسي والهادئ وكذلك البحار الداخلية وبحري البلطيق والبحر الأسود. ويشتهر بحر قزوين بسمك الحفش الذي يستخرج منه بيض الكافيار الروسي ذو الشهرة العالمية.
صناعة الخدمات
كانت الخدمات قطاعًا متخلفًا في الاتحاد السوفييتي، يفتقر عماله إلى الخبرة الكافية والتدريب، كما كانوا يتقاضون أجورًا منخفضة، مما أثّر على نوعية الخدمات وتوافرها. أما الآن فقد شهد هذا القطاع تطورًا إثر دخول القطاع الخاص في بعض مجالاتها مثل المطاعم ومحلات الحلاقة والمغاسل وسيارات الأجرة.
مصادر الطاقة
تُعدّ روسيا من أكبر الدول المنتجة للنفط الخام، كما أنها تملك مصادر هائلة من مصادر الطاقة، خاصة النفط و الغاز الطبيعي ، وتنتج حقول النفط في سيبريا الغربية أكثر من نصف إنتاج روسيا من النفط، وهناك حقول أخرى في منطقة الفولجا والأورال وشمالي القوقاز وحوض تيمان بشورا. وتنتج روسيا أيضًًا كميات هائلة من الغاز الطبيعي والفحم. ويُنقل النفط والغاز الطبيعي بالأنابيب من سيبريا إلى روسيا الأوروبية. أما الطاقة الكهربائية فتنتج من محطات بخارية (حرارية) ومصادر كهرومائية بالإضافة إلى الطاقة النووية.
تحتل روسيا الآن المركز الثاني في إنتاج النفط (800مليون طن سنوياً) ويستثمر استثماراً أساسياً في الحـوض السـيبيري الغربي (1.6 مليون كم2) ويبلغ إنتاجه ثلاثة أرباع إنتاج البلاد، كما أنه يستثمر من حوض تيماتو ـ بيجورسكي (350ألف كم2)، كما يستخرج كذلك ومنذ القديم من منطقة شرق بحر الخزر وبمقدار خمس إنتاج البلاد.
أما الغاز فيرافق البترول موقعاً إضافة إلى مكامن غازية ضخمة جعلت من روسيا البلد الأول في إنتاجه (850 مليار م3 سنوياً)، وتكفي الإشارة إلى أن أطوال أنابيب الغاز والبترول لا تقل عن 200 ألف كم.
تعد روسيا البلد الثاني بعد الولايات المتحدة الأمريكية في إنتاج الطاقة، ويؤمن النفط والفحم 68% من الطاقة المنتجة، بينما حصة المحطات الكهرومائية تبلغ %12، وتنتج المحطات والمفاعلات النووية %13 من الطاقة وتكاد تتمركز في روسيا الأوربية بكاملها.
يقدر إنتاج الطاقة الكهربائية السنوية بـنحو 1600مليار كيلو واط ساعي. ونصيب الفرد 5.7 ألف كيلو واط ساعي.
كما أن روسيا تحتل المركز الخامس عالمياً في إنتاج الذهب والفضة والألماس، وأغلبها يستخرج من مناطق الأورال وسيبيريا الشرقية والغربية، ومن هذه المناطق يستخرج النحاس والرصاص واليورانيوم والتوتياء.
التجارة
كان الاتحاد السوفييتي يتعامل تجاريًا مع دول أوروبا الشرقية مثل: بلغاريا وتشيكوسلوفاكيا (السابقة) والمجر وبولندا. وقد أدى انهيار الاتحاد السوفييتي إلى تقلص تلك التجارة وإلى ازدياد تجارة روسيا مع الجمهوريات السوفييتية السابقة وكذلك مع بعض الدول النامية مثل سوريا وتركيا، كما تتعامل تجاريًا مع كوبا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان.
تتكون صادرات روسيا من النفط والمعادن والآلات والكيميائيات ومنتجات الخشب والورق. أما وارداتها فتشمل السلع الاستهلاكية والمعدات الصناعية والأطعمة والمشروبات والآلات.
النقل والاتصالات
نظرًا لكبر مساحتها ومناخها القاسي، فإن توزيع نظم النقل والاتصالات يتسم بعدم التساوي في أرجاء البلاد، كما أن هذه الوسائل تُعدّ متخلفة بالنسبة للشبكات المماثلة في أوروبا الغربية والولايات المتحدة واليابان.
تنقل معظم البضائع بالقطارات التي تعاني من الضغط وتحتاج تحديثًا. وتجعل شبكة الطرق المتخلفة ورداءة المناخ وكبر مساحة الدولة، من نقل الشاحنات وسيلة غير فاعلة وباهظة التكاليف، مما أدى إلى انخفاض نصيبها إلى 5% من جملة البضائع المنقولة. أما نصيب النقل النهري، فهو أقل من ذلك نظرًا لتجمد معظم الأنهار معظم شهور السنة. وتلعب القنوات، مثل قناة الفولجا ـ الدون و قناة موسكو، دورًا مهمًا في حركة النقل النهري. وتقوم الخطوط الجوية الروسية، إيروفلوت، بنقل المسافرين بين المدن الروسية وبين روسيا والدول الأخرى. وقد أدى نقص الوقود وارتفاع أسعار التذاكر مؤخرًا إلى تضاؤل الحركة الجوية. ولروسيا موانئ مهمة منها أرخانجلسك وكالينينغراد وميرمانسك وناخودكا وسانت بطرسبرج وفلاديفوستوك. وتتعرض بعض هذه الموانئ للتجمد خلال بعض شهور السنة.
يزداد إنتاج السيارات في روسيا، لكنه يقل عما هو عليه في الدول الغربية. ففي روسيا ما يعادل 56 سيارة لكل 1,000 شخص. أما النقل العام فمتطور ورخيص ولكنه يعاني من الازدحام، ويشمل السيارات والحافلات والترام. ونظام الهاتف غير متطور ويستغرق توصيل الهاتف للمساكن الجديدة عدة سنوات. كان الاتحاد السوفييتي يسيطر على وسائل الإعلام وإنتاج الأفلام والنشر والإذاعة، وقد بدأت الرقابة الحكومية تختفي تدريجيًا مع انهيار الاتحاد السوفييتي، حتى زالت في الوقت الحاضر، مما أدى إلى ازدياد عدد الصحف المستقلة ودور النشر الخاصة. وتملك معظم العائلات أجهزة المذياع والتلفاز.
الموانئ
في 19 فبراير 2021،وقعت روسيا وبيلاروس اتفاقية حكومية بشأن تصدير نحو 10 ملايين طن من المنتجات النفطية البيلاروسية عبر الموانئ الروسية في الأعوام 2021 - 2023.
ووقع على الاتفاقية من الجانب الروسي وزير النقل فيتالي سافيليف، ومن الجانب البيلاروسي وزير النقل والاتصالات أليكسي أفرامينكو. وستكون الاتفاقية سارية حتى نهاية ديسمبر 2023 ، مع خيار تجديدها بشكل تلقائي.
وتنص اتفاقية التعاون هذه في مجال النقل والشحن العابر للمنتجات النفطية البيلاروسية المخصصة لتصدير إلى بلدان ثالثة عبر موانئ روسيا، على نقل أكثر من 9.8 مليون طن من الوقود والبنزين عبر الموانئ الروسية المطلة على بحر البلطيق.[4]
السكان
- مقالة مفصلة: ديمغرافيا روسيا
يبلغ عدد سكان روسيا حوالي 146,120,000 نسمة، ويتوزع السكان في البلاد بشكل غير منتظم، إذ يعيش معظمهم في الجزء الغربي (الأوروبي) من البلاد بينما يقل السكان في المناطق الشرقية النائية والوعرة.
التركيبة العرقية (2002) [5] | |
---|---|
روس | 79.8% |
تتار | 3.8% |
اوكرانيون | 2.0% |
چواش | 1.1% |
شيشان | 0.9% |
أرمن | 0.8% |
غيرهم/غير محددين | 10.3% |
الترتيب | الكيان الفدرالي | التعداد | الترتيب | الكيان الفدرالي | التعداد | ||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
موسكو سانت پطرسبورگ |
1 | موسكو | موسكو | 11,514,300 | 11 | اوفا | بشكورتوستان | 1,094,842 | يكاترينبورگ |
2 | سانت پطرسبورگ | سانت پطرسبورگ | 5,227,567 | 12 | ڤولگوگراد | اوبلاست ڤولگوگراد | 1,091,200 | ||
3 | نوڤوسيبيرسك | اوبلاست نوڤوسيبيرسك | 1,473,737 | 13 | پرم | كراي پرم | 1,090,679 | ||
4 | يكاترينبورگ | اوبلاست سڤردلوڤسك | 1,350,136 | 14 | كراسنويارسك | كراي كراسنويارسك | 1,000,601 | ||
5 | نژني نوڤگورود | اوبلاست نژني نوڤگورود | 1,250,252 | 15 | ڤورونژ | اوبلاست ڤورونژ | 1,000,496 | ||
6 | سمارا | اوبلاست سمارا | 1,164,900 | 16 | سراتوڤ | اوبلاست سراتوڤ | 900,953 | ||
7 | كازان | تتارستان | 1,143,600 | 17 | تولياتي | اوبلاست سمارا | 720,346 | ||
8 | اومسك | اوبلاست اومسك | 1,153,971 | 18 | كراسنودار | كراي كراسنودار | 710,686 | ||
9 | چليابنسك | اوبلاست چليابنسك | 1,130,273 | 19 | إژڤسك | اودمورتيا | 611,043 | ||
10 | روستوڤ على الدون | اوبلاست روستوڤ | 1,098,991 | 20 | ياروسلاڤل | اوبلاست ياروسلاڤل | 606,336 |
يتمركز أربعة أخماس السكان في الجزء الأوربي من روسيا وجنوبي الأورال، لذا فإن الكثافة هنا عالية (100ـ200ن/كم2)، وذلك في المناطق الصناعية المهمة. وأما في الأرياف فـالكثافة (50 ـ100ن)، أ ما في الجزء الآسيوي، فالكثافة متدنية لأن الغابات والمناطق القطبية تغطي ثلاثة أرباع أراضيه وهنا لاتزيد الكثافة على نسمة في كل كم2، إلا أنها ترتفع إلى 10ـ25ن في الجنوب الأكثر حرارة وفي الجبال، والكثافة العامة في روسيا نحو 9 ن/كم2.
حتى بداية تسعينات القرن العشرين كان النمو السكاني طبيعياً، أي أن معدل المواليد السنوية أكبر من الوفيات، إذ بلغت نسبة معدل المواليد في المدة المذكورة %20 والوفيات %10، لذا فمعدل الزيادة السكانية السنوية بلغ (%10).
الأمر اختلف جذرياً في العقد الأخير من القرن المنصرم, إذ فاقت الوفيات، ومعدلها %14.9 المواليد ومعدلها %9.6، أي أن الوفيات فاقت المواليد بنسبة %5.3. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التناقص يشمل الروس خاصة، بينما معدل المواليد لدى الأعراق الأخرى ولاسيما الإسلامية أعلى من معدل الوفيات ويقدر بـنحو 10ـ %12.
ومؤشراً على قلة تزايد السكان، يلاحظ أن عدد سكان روسيا كان 137مليون نسمة عام 1979 وبلغ 148مليون نسمة عام 2000 أي أن الزيادة بلغت 11مليون نسمة في خلال 21عاماً، أي بمعدل نصف مليون نسمة سنوياً.
البطالة كانت متدنية كثيراً في العهد الشيوعي، ولا تزيد على10 %، بينما لا تقل اليوم عن %30، وذلك نتيجة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية السلبية التي عاشتها روسيا مؤخراً، وهذا ما يفسر تزايد هجرة أهل الريف إلى المدن الكبرى والصناعية بحثاً عن لقمة العيش، ويفسر كذلك تنامي نسبة سكان المدن من 65% سابقاً إلى 70% وسطياً في الوقت الراهن، والنسبة أعلى في العاصمة والعواصم الإدارية كما في موسكو وبطرسبورغ و روستوف نادانو وقازان.
يقدر عدد المدن بنحو 1015مدينة كثير منها يقارب ويزيد على المليون، بينما يصل عدد المدن الصغيرة والبلدات إلى 2077. أهم هذه المدن العاصمة موسكو (10ملايين نسمة)، وبطرسبورغ (6 ملايين نسمة)، وغوركي (2.5مليون نسمة).
التركيبة السكانية
ينحدر حوالي 83% من شعب روسيا من أصل روسي. وهذا عرق ينتمي إلى الشعوب السلافية ويعيش في روسيا أكثر من 100 قومية أهمها: مجموعات التتار والأوكرانيين والبشكيريين والروس البيض والمولدوفيين والشيشانيين. ويعيش معظمهم في الأقاليم ذات الحكم الذاتي، كما توجد مجموعات صغيرة في سيبريا مثل الإسكيمو. وبعد فترة اضطهاد لثقافات الأقليات، منحت الحكومة الحالية امتيازات خاصة للروس، وذلك لمواجهة تنامي الرغبة للاستقلال عند بعض الأجناس.
الأسلاف
تنحدر الأصول العرقية الروسية من الجنس السلافي، الذي كان يعيش في شرقي أوروبا قبل عدة آلاف من السنين. ومع الزمن قسّمت الهجرات السلافيين إلى ثلاث جماعات هي: السلاف الشرقيون والسلاف الغربيون والسلاف الجنوبيون، ويرجع الروس أصولهم إلى دولة السلاف الشرقيين وهم روس كييف الذين ظهروا في القرن التاسع الميلادي.
عانى روس كييف كثيرًا وبشكل متكرر من غزوات القبائل الآسيوية بما في ذلك البيسنيق، والبولوفيت والمغول. وقد أجبر الغزو المغولي المتكرر بعض الناس على الهجرة إلى أماكن أكثر أمنًا وسلامة، وكانت تلك الأماكن التي تكسوها الغابات قريبة من موقع موسكو الحالي. وأصبحت موسكو دولة روسية مهمة في القرن الرابع عشر الميلادي. وقد ظلت هذه المنطقة في قلب روسيا منذ ذلك الوقت. وكانت هناك جماعات من شتى الأعراق قد استوطنت في روسيا خاصة منذ القرن السادس عشر، عندما بدأ التوسع العظيم والاستعمار.
اللغة
- مقالة مفصلة: لغة روسية
Languages (2002) [8] | |
---|---|
الروسية | 142.6 مليون |
الإنگليزية | 7.0 مليون |
التتارية | 5.3 مليون |
الألمانية | 2.9 مليون |
الاوكرانية | 1.8 مليون |
البشكيرية | 1.4 مليون |
الشيشانية | 1.3 مليون |
التشوڤاشية | 1.3 مليون |
الروسية هي لغة الدولة الرسمية، ولها ثلاث لهجات إقليمية رئيسية هي: اللهجة الشمالية واللهجة الجنوبية واللهجة الوسطى. وقليلاً ما تُعيق الاختلافات الصغيرة الفهم. وتكتب اللغة الروسية بالحروف السيريلية.وللأقليات لغاتها الخاصة وتتحدَّث بالروسية لغة ثانية.
منحنى النمو الديموغرافي بروسيا الاتحادية
لقد تعرضت روسيا الاتحادية إلى كارثة ديموغرافية نتجت عن الحرب الأهلية والحربين العالميتين التي نالت منهما روسيا أكبر عدد من الخسائر البشرية. ويعرف هرم السكان الروسي قلة في الفئة العمرية المتراوحة بين 0-15 سنة ودلك يرجع إلى عدة عوامل منها العزوف عن الانجاب و تاخر سن الزواج اضافة إلى ارتفاع نسبة الوفايات بين الرضع و الدكور.
كما أن نسبة الساكنة النشيطة المتراوحة اعمارها بين 20-55 ضعيفة.
التعليم
- مقالة مفصلة: التعليم في روسيا
الصحة
الديانات
- مقالة مفصلة: الدين في روسيا
الديانة الرسمية لروسيا هي المسيحية الارثوذوكسية ويأتي الإسلام في المرتبة الثانية. وتعتبرهما الدولة بالإضافة إلى البوذية واليهودية "تراث تاريخي" للدولة بموجب قانون صدر في 1997.[9]
الثقافة
الموسيقى والباليه
اعتمدت الموسيقى الروسية الألحان والأغاني الفولكلورية لمختلف المناطق والأقاليم الروسية الغنية بها، والتي تتصف بسمات موسيقية متميزة فيما بينها. ويغلب على الموسيقى الروسية استخدام السلم الموسيقي الصغير.
تميزت الموسيقى الفولكلورية الروسية بعدة أنواع من الغناء الشعبي ذي الأصول الوثنية التي تتسم بالعواطف والمرح أحياناً، وبالأسى والحزن إبان حكم التتر، وبتنوع أغاني الأعراس والأرض وحقول الزراعة فيها، وبمرافقة الغوزلي Gusli (آلة موسيقية وترية روسية من أسرة السيتار الآلات الموسيقية وهي شبيهة بآلة القانون العربي) لجميع الأغاني والألحان الفولكلورية.
وكان للموسيقى البيزنطية، التي هي من أصول سورية ويونانية، تأثير كبير في الموسيقى الروسية، والسلافية بصورة عامة؛ إذ عندما اعتنق فلاديمير، دوق مدينة كييف ، الديانة المسيحية (عام988) التي غدت دين الدولة الأساس، صار الغناء الكنسي إنجيلياً، واعتمد اللحن المنفرد البسيط دون تعدد التصويت. وزاد من ثرائه نفوذ الموسيقى الفولكلورية إليه، مع أن الكنيسة كانت قد أخذت تلاحق، منذ القرون الأولى لاعتناق المسيحية، مؤدي الغناء البيزنطي والراقصين وجميع العاملين في الموسيقى الدنيوية التي عدت بأنها «موسيقى الشيطان» وأنها سبب الكوارث في البلاد. وهكذا حلت الموسيقى الكنسية محل الموسيقى الدنيوية، وأخذت دوراً أساسياً في حياة المواطنين، وسيطرت على الحياة الموسيقية في روسيا، حتى اعتلاء القيصر بطرس الأكبر عرش الحكم، إذ استعادت الموسيقى الشعبية مكانتها السابقة.
أخذ الغناء الكنسي الروسي، منذ بداية القرن السابع عشر، يتحلى بتعدد التصويت (البوليفونية) polyphony الانسجام (الهارموني بدلاً من الغناء وحيد اللحن الرئيس. وصارت البوليفونية أساساً في الغناء الجوقي وتوزيع الأصوات الغنائية حسب طبقاتها الصوتية عند الرجال والنساء. وتميزت الأصوات الرجالية الروسية ذات الطبقات الصوتية المنخفضة (الباص) bass، في الأغاني الدينية بسيرها الميلودي (اللحني) البسيط الخالي من التزينيات اللحنية. وصار تشكيل الجوقة الغنائية (الكورال) بطبقاتها الصوتية الأساسية الأربع المختلفة يثري الغناء الروسي. وتبوأت الموسيقى الغنائية الإيطالية، ولاسيما الأوبرا التي تعتمد الكورال أساساً في الغناء، مكانة رفيعة في الحياة الموسيقية الروسية. وتوافد الموسيقيون الإيطاليون مع أعمالهم الفنية والأوبرالية، بصورة خاصة، إلى روسيا. ففي عام 1730، وفدت مجموعة جوقية غنائية إلى روسيا احتفاء بتتويج القيصرة آنّا إيفانوفنا A.Ivanovna، وعرضت بعض أعمال الأوبرا الإيطالية استحوذت على مشاعر القيصرة التي قررت في إثرها، إبقاء الفنانين الإيطاليين من الجوقة الغنائية لعرض أعمال الأوبرا في روسيا. وشيدت دار الأوبرا في سان بطرسبرغ، وافتتحت أبوابها بعرض أوبرا «ألبياتزار» Albiazzare للمؤلف الموسيقي الإيطالي فرانشيسكو أرايا (1709ـ1770) F.Araja، الذي كان على رأس الجوقة الغنائية، وبقي في روسيا حتى عام 1762، يدير المسرح الغنائي الروسي في سان بطرسبرغ، ويعرض أعمالاً أوبرالية فيها.
كان من أبرز معالم الموسيقى الجادة فيها أن تشكلت جماعة «الخمسة الكبار»، عام 1860 في بطرسبرغ، من الموسيقيين: بالاكيريف (1837ـ1910) Balakirev، وكوي(1835ـ1918) C.A.Cui، وموسورغسكي M.Moussorgsky، و ريمسكي كورساكوف N.Rimsky- Korsakov، و بورودين A.Borodin وقد استوحوا من غلينكا، ومن ستاسوف (1824ـ1906) C.Stassov، ودارغومشكي (1813ـ1869) A.Dargomyshky، الملهمين الروحيين للجماعة، التركيز على الموسيقى القومية والنهل منها للتحرر من سيطرة الموسيقى الأوربية. في حين نادى موسيقيون آخرون مثل أنطون روبنشتاين (1829ـ1894) A.Rubinstein و تشايكوفسكي P.I.Tchaikowsky بضرورة عولمة الموسيقى، بعكس الاتجاه الأول، والتفاعل مع الموسيقى الأجنبية. ويعد تشايكوفسكي، تلميذ روبنشتاين، أكثر الموسيقيين الروس الكبار إنتاجاً في القرن التاسع عشر. فقد كتب في جميع الصيغ الموسيقية، تقريباً، ولاسيما الباليه Ballet والسمفونية والحوارية (الكونشرتو) Concerto.ومن الموسيقيين البارزين الذين ولدوا في الربع الثالث من القرن التاسع عشر:ليادوف A.Liadov، و إيبوليتوف ـ إيفانوف M.Ippolitov-Ivanov الذي كان ينهل من الموسيقى القوقازية والجيورجانية التقليديتين، وسكريابين A.Scriabin ذو الأسلوب المفرط بالرومنسية، و رخمانينوف S.Rakhmaninov المؤلف وعازف البيانو الذي تميز بأسلوبه الرومنسي، ومن أشهر أعماله «الحوارية الثانية للبيانو» (1910).
أن بعض الموسيقيين الروس المخضرمين، الذين عاصروا الحقبتين القيصرية والسوڤيتية، مثل غلازونوف، وإيبوليتوف ـ إيفانوف، وغليير (1875ـ1956) R.M.Gliere، ومياسكوفسكي (1881ـ1950) N.Miaskovski وغيرهم، صاروا أساتذة ومربين للشبيبة الموسيقية البولشفية، وبنوا بأعمالهم وأنشطتهم الموسيقية جسراً وصل بين الحقبتين من الموسيقى التقليدية الروسية السابقة والثقافة الموسيقية الاشتراكية الحديثة. ويعد بروكوفييف[ر] S.Prokofiev حلقة وصل بين هاتين المدرستين (الروسية والسوڤييتية)، علماً أنه غادر روسية في بداية الثورة، لكنه عاد إلى وطنه عام 1933، لينضم إلى مجموعة الموسيقيين السوفييت الطليعيين، مثل شوستاكوفيتش[ر] D.Shostakovitch، وخاتشادوريان[ر] A.Khatchaturian، وكاباليفسكي(1904ـ1987) D.Kabalevsky .
وكان أن برز تياران موسيقيان متضادان، اهتم ممثلو التيار الأول مثل دافيدنكو (1899ـ1934) Davidenko».»، وبيلي (1904ـ)V.Bely، وكوفال (1907ـ) V.M.Koval بتطبيق مبادئ الثورة «البروليتارية» الفنية، وقاوموا بعض أشكال الموسيقى الغربية، في حين نادى التيار الثاني مثل شتاينبرغ (1883ـ1946) M.D.Steinberg ، وأسافييف (1884ـ1949) B.V.Assafiev بتشجيع ممارسة طريقة الموسيقى الأجنبية والأعمال التجريبية فيها.
ومن بين موسيقيي التيار الثاني الطليعيين، إضافة إلى اللذين ذكرا سابقاً: إديسون دنيسوف (1929ـ)E.Denissov الذي يؤلف وفق أسلوبي «التقانة المسلسلة» technique serial و«الاحتمالي» aleatory، وإيان رياتس (1932ـ) I.Riaets ، وآرفوبيارت (1935ـ) A.Piart الذي هاجرفي الثمانينات إلى النمسة،وديمتري سميرنوف (1948ـ) D.Semirnov، وإيلينا فيرسوفا (1950ـ) E.Firsova .
البالية
اهتمت روسيا، إضافة إلى الأوبرا، بالرقص المسرحي (الباليه)؛ فقد تأسست «المدرسة الإمبراطورية للباليه» عام 1738، في عهد القيصرة آنّا بإدارة مدرب الرقص الفرنسي لانديه J.B.(Landet) Lande (ـ1746). وظل تدريس الباليه على يد الفرنسيين مدة طويلة إلى أن تشكل مسرح «البولشوي» عام 1780، (وأعيد بناؤه عام 1825 بعد أن شب حريق فيه) وغدت، فيما بعد، فرقته الراقصة من أشهر فرق الباليه العالمية. وكان بتيبا (1822ـ1910) M.Petipa ، مصمم الرقص الفرنسي، قد أقام في روسيا نحو نصف قرن، قدم فيه أعمالاً مشهورة من الباليه لكبار الموسيقيين الروس، وعلى رأسهم تشايكوفسكي، في أساليب فنية مبتكرة وتصميمات رائعة. ثم توالى راقصون وراقصات ومدربو رقص روسيون مثل فوكين (1880ـ1942) M.Fokine ، و آنّا بافلوفا (1881ـ1931) ذات الشهرة الواسعة، و نيجينسكي (1890ـ1950)V.NiJinsky ، نهضوا بفن الباليه وأوصلوه إلى أعلى مستوياته الفنية. واستأثرت روسيا بنشر وشهرة هذا الفن الرفيع في جميع أنحاء العالم. وتحتفظ روسيةـ اليوم ـ في كل من جمهورياتها الاتحادية على واحد، على الأقل، من مسارح الباليه، مع فرقته أو فرقه الراقصة، ومسرحاً للأعمال الأوركسترالية، وداراً للأوبرا. هذا، إضافة إلى ما ينوف على عشرين مدرسة ومعهداً لتعليم وتصميم الباليه: منها معهدان، في موسكو، الأول للتعليم التقني العالي في الباليه، والآخر للدراسات العليا في النقد والتاريخ المسرحي.[10]
الأدب
- مقالة مفصلة: الأدب الروسي
السينما
انطلقت السينما الروسية في رحلتها الطويلة من حديقة اكفاريوم في بيتروغراد، عام 1896، حين عرض ساشين Sashin، و فيدفسكي Videvski مجموعة من الأفلام القصيرة تضمنت مشاهد من الحياة الروسية اليومية. وافتتح دريفكوف Draivkov، عام 1908، أول استوديو للسينما، وأنتج فيلم «ستينكا رازين» الاستعراضي. وقد بلغ مجموع ما أنتجته السينما الروسية حتى عام 1917 (2000) فيلم تميز منها «الدفاع عن سيفاستوبل» للمخرج غانشاروف Gancharov
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، عمّت موجة من الأفلام الروائية والوثائقية تحدثت عن معاناة الشعب السوڤييتي من الحكم الستاليني الشمولي، وتابع نيكيتا ميخالكوف أعماله الإبداعية، كان من آخرها «حلاق سيبيريا» الذي حاز على عدد كبير من الجوائز العالمية منها أوسكار الفيلم الأجنبي.[11]
الفنون البصرية
الرياضة
]]
المصادر
- ^ أ ب ت خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةcia
- ^ "The Human Development Index—Going Beyond Income". Human Development Report 2007. United Nations Development Program. Retrieved 2008-01-27.
- ^ "The Constitution of the Russian Federation". From Article 1: "The names "Russian Federation" and "Russia" shall be equal.". Retrieved 2007-12-26.
- ^ "روسيا بوابة لصادرات بيلاروس النفطية". RT. 2021-02-19. Retrieved 2021-02-19.
- ^ "التعداد الروسي لعام 2002". 4.1. National composition of population. Federal State Statistics Service. Retrieved 2008-01-16.
- ^ Cities with over 1 million population Rosstat
- ^ Cities with population between 500,000 and 1 million Rosstat
- ^ "التعداد الروسي لعام 2002". 4.3. التعداد حسب العرقيات ومعرفة اللغة الروسية; 4.4. انتشار معرفة اللغات (عدا الروسية). Federal State Statistics Service. Retrieved 2008-01-16.
- ^ Bell, Imogen. "Eastern Europe, Russia and Central Asia". Retrieved 2007-12-27.
- ^ الموسيقى في روسيا, الموسوعة العربية
- ^ السينما في روسيا, الموسوعة العربية
وصلات خارجية
تعريفات قاموسية في ويكاموس
كتب من معرفة الكتب
اقتباسات من معرفة الاقتباس
نصوص مصدرية من معرفة المصادر
صور و ملفات صوتية من كومونز
أخبار من معرفة الأخبار.
- Wikimedia Atlas of Russia
- Interfax.com—News agency based in Moscow
- Daily-press—Newspapers and magazines in Russia
- Russia Profile English-language information service
- RussGUS Bibliographic database of German publications on Russia (about 175 000 positions)
مواقع خارجية
اتحاد الدول المستقلة (CIS) | |
أذربيجان | أرمينيا | اوزبكستان | اوكرانيا | تركمانستان | جورجيا | روسيا | روسيا البيضاء | طاجيكستان | قرغيزستان | قزخستان | مولدافيا |