بابك الخرمي
بابك الخرمي | |
---|---|
پاپک خرمدین | |
وُلِدَ | 795 أو 798 |
توفي | 7 يناير 838[1] |
سنوات النشاط | 23 |
اللقب | زعيم خرم-دنان |
الخصم | الخلافة العباسية |
بابَك Babak اسم معرّب من الفارسية Pápak، وهو صاحب الثورة الكبيرة (201-222هـ) وزعيم الخُرَّمية البابكية التي نشأت من طائفة الخُرّمية المزدكية. والخرمية فرق ونحل نشأت في خرّم (ناحية بأردبيل) تجمع على القول بالرجعة، وأن الرسل كلهم يحصلون على روح واحدة، وأن الوحي لا ينقطع أبداً، ويرون أن كل ذي دين مصيب إذا كان راجي ثواب وخاشي عقاب، وأصل معتقدهم القول بالنور والظلمة. وكان أتباع الخرّمية منتشرين في منطقة الجبال بين أذربيجان وأرمينية، وقد أحدث بابَك في مذاهب الخرمية القتل والغصب والحروب والتنكيل، ولم تكن الخُرّمية تعرف ذلك.
ويرى بعض المؤرخين أن بابَك الخُرَّمي من سلالة أبي مسلم الخراساني وأنه ثار في وجه العباسيين لينتقم لأبي مُسلم، وأن ثورته استمرار لثورة المقنَّع الخراساني والراوندية وغيرها من الحركات المناهضة للإسلام. ويذهب أبو حنيفة الدينوري إلى أن بابك من ولد مطهّر بن فاطمة بنت أبي مسلم التي تنسب إليها الفاطمية من الخُرَّمية لا إلى فاطمة بنت رسول اللهe. ويذكر آخرون أن أباه كان بائع دهن فقيراً من أهل المدائن، نزح إلى ثغر أذربيجان، فسكن قرية تدعى بلال أباذ من رستاق مِيمَذ، وأن جاويذان بن سهل الذي كان من زعماء الخُرَّمية بجبال البَذّ كان أستاذ بابك، التقاه في بلال أباذ واصطحبه إلى جبال البذ وأوكل إليه أمر ضياعه وأمواله لأنه وجده على رداءَة حاله وتعقد لسانه بالأعجمية فهماً خبيثاً. فلما توفي جاويذان، أقامت امرأته بابَك مكانه وادعت أن روح جاويذان حلّت جسد بابك، وأوعزت إلى رجال جاويذان بوجوب طاعته، لأن زوجها أخبرها بأن بابك «سيبلغ بنفسه وبالخُرَّمية أمراً لم يبلغه أحد ولن يبلغه بعده أحد وأنه سيملك الأرض ويقتل الجبابرة ويردّ المزدكية، ويعزّ به ذليلهم ويرفع به وضيعهم».
أثار بابك الخرمي (بالفارسية: بابک خرمدین) الفتنة في عام 838 وجمع حوله طائفة سميت المحمرة، واستولى بها على آذربيجان، وظلت قبضته اثنتين وعشرين سنة، وهزم عدة جيوش، وقتل (على يد قول الطبري) 225.500 جندي وأسر قبل أن يهزم. وأمر الخليفة نفسه جلاد بابك نفسه أن يقطع أطرافه طرفاً طرفاً، ثم خزق أمام قصر الخليفة، وحملوا رأسه إلى خراسان وطافوا به في مدنها، ليعتبر كل من يراه.[8]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الثورة
استغل بابَك اضطراب أمور الدولة إثر الصراع بين الأخوين الأمين والمأمون ومقتل الأمين ومكْث المأمون في مرو ليعلن ثورته سنة201هـ/816م، وكانت قاعدة الثوار البابكيين جبال البَذَّ ثم أخذوا يتوسعون في المناطق المجاورة ولاسيما منطقة الجبال بين همذان وأصفهان، وانتشروا بعد ذلك في طَبَرِستان وجُرجان وبلاد الديلم، يعيثون فساداً، ويثيرون الاضطراب، يساعدهم على ذلك انصراف المأمون إلى الشؤون الخارجية وانهماك قواته في حرب البيزنطيين فضلاً عن طبيعة البلاد الجبلية الحصينة التي اعتصم بها بابك وجماعته، مما جعل أمر القضاء عليه صعباً جداً؛ وتوفي المأمون سنة 218هـ من دون أن يتمكن من القضاء على هذه الثورة، فلما جاء المعتصم لم يبخل بتسخير كل قوته لقتال بابك والقضاء على حركته، واهتم أيضاً بتدعيم مراكز قواته، فوجه أبا سعيد محمد بن يوسف إلى أردبيل، وأمره أن يبتني الحصون التي أخربها بابَك فيما بين زَنْجَان وأردبيل، ويجعل فيها الرجال لتحفظ الطرق لمن يجلب الميرة إلى أردبيل. ولما حاول رجال بابَك الاستيلاء على الإمدادات لمنعها من الوصول إلى القوات المرابطة، هاجمهم أبو سعيد، فقتل من أصحاب بابَك جماعة وأسر جماعة، فكانت هذه أول هزيمة لأصحاب بابَك. وفي سنة 220هـ عقد المعتصم للأفشين، حيدر بن كاوس[ر] على الجبال ووجهه لحرب بابك، فنزل بَرْزَند وعسكر بها، وضبط الطرق والحصون فيما بينه وبين أردبيل، وأنزل قواده في المراكز الهامّة، فكانت السابلة والقوافل لاتخرج إلا ومعها من يحميها، وكانوا إذا ظفروا بأحد من الجواسيس حملوه إلى الأفشين، فكان يحسن إليهم ويدفع لهم أضعاف ماكانوا يأخذون من بابَك ثم يجندهم للتجسس لحسابه.
حاول بابك حين وجد نفسه في خطر أن يحرِّض البيزنطيين على مهاجمة الثغور الإسلامية ليخفف الوطأة عن نفسه وأعلمهم بأن المعتصم قد شُغِل عنهم بقتاله، وأنه قد دفع بكل قواته في هذا السبيل، وأنه لايوجد من يقف في وجههم. وكانت غايته شغل المعتصم بالبيزنطيين، إلا أن ذلك لم يفده، فقد نجح الأفشين بعد سنتين وبعد هجوم عنيف شنه على معقل الخُرَّمية، وحصار طويل الأمد، أن يجبر باَبك على الفرار. وقد أُلقي القبض عليه في أثناء سيره مستخفياً في جبال أرمينية، فسيق إلى بَرْزَنْد معسكر الأفشين حيث حبس مع أخيه عبد الله، وفي صفر سنة 223هـ قدم الأفشين إلى سامِرَّاء ومعه بابك الخُرَّمي وأخوه، فشهره المعتصم وأمر أن يركب على الفيل ثم أدخل دار المعتصم حيث قتل، وأُنْفِذََ رأسه إلى خراسان. وصلب جسده بسامِرّاء، وأمر المعتصم بحمل أخيه عبد الله إلى إسحاق بن إبراهيم ببغداد، وأمره أن يفعل به مافعل بأخيه بابك، فعمل به ذلك وضرب عنقه وصلبه في الجانب الشرقي من بغداد بين الجسرين. وهكذا انتهت فتنة بابك بعد أن أفنت عدداً كبيراً من المقاتلة المسلمين وكلّفت الخلافة الكثير من الأموال، وقد كافأ المعتصم الأفشين على قضائه على ثورة بابك بأن توّجه، وألبسه وشاحين مرصّعين بالجوهر ووصله بعشرين ألف ألف درهم، وعشرة آلاف ألف يفرِّقها في عسكره، وعقد له على السند وأدخل عليه الشعراء يمدحونه.
انظر أيضاً
المراجع
- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، الجزء الخامس (دار الكتاب العربي، 1983م).
- الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق أبو الفضل إبراهيم، الجزء التاسع (دار سويدان، بيروت).
- سهيل زكار، تاريخ العرب والإسلام (دار الفكر، 1975م).
المصادر
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةYusofi
- ^ Arthur Goldschmidt, Lawrence Davidson, "A concise history of the Middle East", Westview Press; Eighth Edition (July 21, 2005). Pg 81: "..a Persian named Babak whose rebellion lasted twenty three years. Victorious in every battle, these uprisings were inspired by Persia's pre-Islamic religions, such as Zoroastrianism (The faith of Sassanid rulers) and a peasant movement called Mazdakism"
- ^ Whittow (1996), The Making of Orthodox Byzantium, 600-1025. New studies in medieval history, London: Macmillan, pp. 195, 203 & 215
- ^ Daniel Pipes, "Slave soldiers and Islam: the genesis of a military system ", Middle East Forum, 1981. pg 153: "Al-Mutasim undertook two military campaigns during his caliphate, the attack on Amorium (a town in Anatolia) and the suppression of the Persian rebel Babak."
- ^ Bernard Lewis, "The Arabs in History", Oxford University Press, 2002. pp 109-110.
- ^ Armenian historian Vardan Areweltsʻi, ca. 1198-1271 notes: In these days, a man of the PERSIAN race, named Bab, who had went from Baltat killed many of the race of Ismayil(what Armenians called Arabs) by sword and took many slaves and thought himself to be immortal... See: La domination arabe en Armènie, extrait de l’ histoire universelle de Vardan, traduit de l’armènian et annotè, J. Muyldermans, Louvain et Paris, 1927, pg 119: En ces jours-lá, un homme de la race PERSE, nomm é Bab, sortant de Baltat, faiser passer par le fil de l’épée beaucoup de la race d’Ismayēl tandis qu’il.. Original Grabar: Havoursn haynosig ayr mi hazkes Barsitz Pap anoun yelyal i Baghdada, arganer zpazoums i sour suseri hazken Ismayeli, zpazoums kerelov. yev anser zinkn anmah. yev i mium nvaki sadager yeresoun hazar i baderazmeln youroum ent Ismayeli
- ^ The Arab historian ʻAlī ibn Aḥmad ibn Ḥazm (994-1064) mentions the different Iranian revolts against the Caliphate in Al-Faṣl fi l-Milal & l-Ahwāʾ & n-Niḥal.
The Persians had the great land expanse and were greater than all other people and thought of themselves as better... after their defeated by Arabs, they rose up to fight against Islam but God did not give them victory. Among their leaders were Sunbādh, Muqanna‘, Ustasīs, Bābak and others.
«أن الفرس كانوا من سعة الملك وعلو اليد على جميع الأمم وجلالة الخطير في أنفسهم حتى أنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء وكانوا يعدون سائر الناس عبيداً لهم فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على أيدي العرب وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطراً تعاظمهم الأمر وتضاعفت لديهم المصيبة وراموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى ففي كل ذلك يظهر الله سبحانه وتعالى الحق وكان من قائمتهم سنبادة واستاسيس والمقنع وبابك وغيرهم »Ibn Ḥazm, ʻAlī ibn Aḥmad (1995), Al-Faṣl Fī Al-Milal Wa-Al-Ahwāʾ Wa-Al-Niḥal (1st ed.), Bayrūt, Lubnān: Dār al-Jīl - ^ ابن حزم (994-1064), المؤرخ العربي يذكر مختلف الثورات الفارسية على الخلافة في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل. وفيه يقول: «أن الفرس كانوا من سعة الملك وعلو اليد على جميع الأمم وجلالة الخطير في أنفسهم حتى أنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء وكانوا يعدون سائر الناس عبيداً لهم فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على أيدي العرب وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطراً تعاظمهم الأمر وتضاعفت لديهم المصيبة وراموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى ففي كل ذلك يظهر الله سبحانه وتعالى الحق وكان من قائمتهم سنبادة واستاسيس والمقنع وبابك وغيرهم ». انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل / تأليف أبي محمد علي بن أحمد المعروف بابن حزم الظاهري ; تحقيق: محمد ابراهيم نصر, عبد الرحمن عميرة. جدة : شركة مكتبة عكاظ, 1982.