يامبليخوس
- للروائي اليوناني، انظر يامبليخوس (روائي) (165-180).
يامبليخوس | |
---|---|
وُلِدَ | ح. 245 |
توفي | ح. 325 |
أسماء أخرى | "يامبليخوس الخلقيسي"، "يامبليخوس من خلقيس" |
العصر | الفلسفة القديمة |
المنطقة | الفلسفة الغربية |
المدرسة | أفلاطونية حديثة |
الأفكار البارزة | علم الكون |
يامْبليخوس Iamblichos، ويُعرف أيضاً بإسم يامبليخوس الخلقدوني أو الخلقيسي Iamblichus Chalcidensis، (اليونانية القديمة: Ἰάμβλιχος، ربما من السريانية أو الآرامية يا-ملكو، "هو ملك"، ح. 245-ح. 325) أديب إغريقي من أصل سوري عاش في ذروة العصر الامبراطوري الروماني الذي شهد فيه الشرق الهلنستي ـ وخاصة سورية ـ نهضة علمية وفكرية وأدبية كبيرة. اشتهر بروايته الموسومة «حكايات بابلية» Babylonika، ويعد من أقدم كتاب القصة الإغريقية. ويحمل اسمه طابعاً عربياً خالصاً ـ على الرغم من شكله الإغريقي ـ وهو من الأسماء المعروفة في سورية في العصر الروماني، وهو من أعلام الأفلاطونية المحدثة، ويرد بكثرة في نقوش صفوية وعربية. لا يعرف كثير عن حياة هذا الأديب إلا ما أورده في ثنايا روايته الشهيرة.
ولد يامبليخوس نحو عام 125م وكتب روايته بعد عام 165. قام بتربيته مثقف بابلي كان في وطنه من الكَتَبة الملكيين وأُسر على ما يبدو في حروب الامبراطور ترايان Traianus ضد الفرثيين في بلاد الرافدين عام 116ـ117م، وتلقى عنه لغة بابل وثقافتها وحكاياتها. كانت لغته الأم الآرامية من دون شك، لكنه تعلم اللغة الإغريقية وأجادها حتى صار أستاذاً في البلاغة، ويبدو أنه عاش قسطاً من حياته يعمل كاتباً في بلاط الملك سوأيموس Soaimos الذي نصبه الرومان على عرش أرمنيا عام 164. يقدم يامْبليخوس نفسه في روايته على أنه ساحر بابلي بثقافة هلينية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
علم الكون حسب يامبليخوس
لم يبق من رواية يامْبليخوس المفقودة «حكايات بابلية» إلا ملخص من القرن التاسع، أورده العالم البيزنطي فوتيوس Photios ت(820ـ893) في مجموعته المسماة «المكتبة» التي عرَّف فيها بمئات الأدباء والمؤلفات التي ضاع كثير منها، وكذلك بعض الاستشهادات والشذرات التي جاءت في «قاموس سويداس» Suidas من القرن العاشر أمثلة على الأسلوب الأدبي الرفيع. وقد اختلفت المصادر القديمة حول حجم الرواية، فهي تتألف حسب فوتيوس من 16 كتاباً، في حين وصلت في قاموس سويداس إلى 35 أو 39 كتاباً، وبذلك فهي من أضخم القصص القديمة المعروفة.
تدور أحداث الرواية حول مغامرات الزوج البابلي رودانِس Rhodanes وحبيبته سينونيس Sinonis وأقدارهما، وفرارهما من الملك المستبد گرْموس Garmos، الذي أغرم بسينونيس وبدأ يلاحقها ويطاردها بوساطة وزيره الخصي داماس Damas وأتباعه الآخرين. وتتشابك الأحداث بسبب غيرة سينونيس الشديدة من ابنة فلاح جميلة ـ التجأ العروسان في فرارهما إلى بيت أبيها ـ إلى حد أنها همت بقتلها، وتدفع بها غيرتها الجامحة إلى قبول الزواج من ملك سوري شاب، وذلك انتقاماً من زوجها رودانس لتقبيله ابنة الفلاح. ويقع رودانس في يد الملك غرموس الذي أمر بصلبه ثم مالبث أن سرَّحه ليسترجع عروسه من منافسهما الملك السوري. ويلتقي رودانس في إحدى الجزر الفراتية كاهن الإلهة أفروديت (عشتار) وزوجته وتحصل ملابسات كثيرة بسبب شبهه بابنيهما التوءم: الفرات ودجلة وشبه سينونيس بابنتهما ميسوبوتاميا Mesopotamia. ويتخلل الأحداث محاولات الزوجين الانتحار بطرق مختلفة، كما تذخر الرواية بالمبالغات والمشاهد الوحشية البربرية من عمليات صلب وتعذيب وإعدام وأكل لحوم البشر.
اختار يامْبليخوس لأبطال روايته أسماء شرقية أعطاها طابعاً إغريقياً (رودانس= وردان، سينونس= سنونو، غرموس= العنيف)، ووضع أحداثها في الزمن الغابر وفي بابل التي كانت تمثل رمز العراقة والغرابة، ليزيد من درجة الإعجاب والتشويق. وتحتوي الرواية على كل الموضوعات والعناصر الفنية المألوفة في الأدب القصصي الإغريقي للعصر الامبراطوري الروماني (التطهير والخلاص، الصلات بالعالم الآخر، مغامرات الجحيم، الموت الظاهري، النوم في القبور، التمويه والاشتباه). أما أسلوبها ولغتها فتنسجم مع القواعد البلاغية المتمثلة في الخطب الرنانة وأناقة الأسلوب والتوجه إلى الجمهور العريض. وقد مدح فوتيوس أسلوب الرواية وطريقة عرض الأحداث، كما أن قاموس سويداس الشهير يستشهد بفقرات منها للدلالة على بلاغتها وأسلوبها الأتيكي الرفيع. وقد كان لنشر الترجمة اللاتينية لملخص فوتيوس عن هذه الرواية في مطلع القرن السابع عشر تأثير واضح في أدب الباروك والخيال الرومنسي في الأدب الأوربي.
انظر أيضاً
المصادر
- محمد الزين. "يامبليخوس". الموسوعة العربية.