مؤتمر الجزيرة الخضراء
مؤتمر الجزيرة الخضراء انعقد من 16 يناير حتى 7 أبريل 1906 في الجزيرة الخضراء، إسپانيا لحل الأزمة المغربية الأولى وتقرير مصير المغرب. بدأ المؤتمر في 16 يناير 1906 بمشاركة إثني عشرة دولة أوروبية وشارك الرئيس الأمريكي تيودور روزڤلت كوسيط فيه. في 7 أبريل من نفس السنة تم الإفصاح عن الوثيقة النهائية للمؤتمر. وكان المؤتمر محاولة ألمانية لكسر الاتفاق الودي بين فرنسا وبريطانيا، الموقع في أبريل 1904.
المقررات النهائية لمؤتمر الجزيرة الخضراء الموقعة في 7 أبريل 1906، غطت تنظيم شرطة وجمارك المغرب، وتنظيمات لوقف تهريب السلاح وامتيازات للبنوك الاوروبية من بنك المغرب الحكومي المـُنشأ حديثاً، واصدار سندات مدعومة بالذهب، واجبة السداد بعد 40 سنة. البنك الحكومي الجديد سيعمل كبنك مركزي للمغرب، ولكن بحد صارم لنفقات القصر الشريفي، وفيه مديرون تعينهم البنوك الوطنية الضامنة للقروض في الامبراطورية الألمانية والمملكة المتحدة وفرنسا واسبانيا. وأقر استمرار تداول العملات الاسبانية في المغرب. كما أسس حق الاوروبيين في تملك الأراضي بالمغرب. وأقر فرض الضرائب لتمويل المشار يع العامة.
احتفظ سلطان المغرب بالسيطرة على قوة للشرطة في ست موانئ، تتكون بالكامل من مسلمين مغاربة (وُضعت لهم ميزانية بمتوسط راتب سنوي قدره 1000 پزيتا)، ولكن الآن يكونوا تحت إمرة ضباط فرنسيين واسبان، كما سيشرفون على الأمين (أمين الخزانة) ويسطعوا القوانين والتنظيمات الكفيلة بحفظ النظام ولا يمكن إقالتهم أو استدعاءهم إلا من قِبل حكوماتهم. المفتش العام المسئول سيكون سويسرياً ويقيم في طنجة.
في اللحظة الأخيرة، وجد المندوبون المغاربة أن ليس باستطاعتهم التوقيع على المقررات النهائية للمؤتمر، ولكن قراراً من السلطان عبد العزيز من المغرب في 18 يونيو أقر تلك المقررات نهائياً.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية
الاتفاقيات الإنگليزية الفرنسية في الاتفاق الودي اعترفت بمصالح فرنسا العليا في المغرب والوضع الخاص لبريطانيا في مصر. كما نصت المقررات السرية لمؤتمر الجزيرة الخضراء على التقسيم المستقبلي للمغرب بين فرنسا واسبانيا. وفي 1905، اعتقد المستشار الألماني الأمير برنهارد فون بيلو أن على ألمانيا أن تستعرض وضعها كقوة عظمى وحقها في أن تُستشار في مثل تلك القضايا. فضغط على قيصر ألمانيا ڤيلهلم الثاني للقيام برحلة إلى طنجة في 31 مارس 1905 ليطمئن سلطان المغرب على دعم ألمانيا لاستقلال المغرب.
ثم في 1905، هاجم القيصر ڤيلهلم الثاني صحة الانتداب الفرنسي على المغرب. فاستقال رئيس وزراء فرنسا ثيوفيل دكلاسه، وبدت ألمانيا كما لوكانت قد حققت هدفها في احباط الوشائج الفرنسية البريطانية. إلا أن فون بيلو واصل الضغط مصراً على عقد مؤتمر دولي في الجزيرة الخضراء في اسبانيا لمناقشة مشروع فرنسا للاصلاح في المغرب[1]، معتقداً أن طلبه الرسمي لحقوق تجارية متساوية للقوى العظمى في المغرب سوف يجتذب دعماً أمريكياً، بينما ستخضع اسبانيا وإيطاليا للطلب. وفي أغسطس، حاول القيضر أن يفصل فرنسا عن الحلف الودي بعرضه تنازلات في القضية المغربية وفرصة لفرنسا لكي تنضم لحلفه قصير العمر مع روسيا. بريطانيا ردت بالتعهد بالدعم العسكري لفرنسا.[2]
وقد كان المؤتمر كارثياً للألمان. فسياسة التهديدات الألمانية نفـَّرت الحكومات والرأي العام في اوروبا حتى وجدت ألمانيا نفسها منعزلة، ولا يقف في جانبها سوى الامبراطورية النمساوية المجرية والمغرب نفسها. وعلى السطح، بدا كما لو أن الألمان قد حصلوا على مبتغاهم، إذ أعاد المؤتمر التأكيد على استقلال المغرب. إلا أن المؤتمر وافق أيضاً على سيطرة فرنسا واسبانيا على الشرطة والبنوك المغربية، كما مهد الطريق لفرنسا للقضاء على الاستقلال المغربي. شجعت الأزمة المغربية الأولى على توطيد العلاقات بين فرنسا وبريطانيا وكشفت ضعف الموقف الدبلوماسي الألماني. فبالسماح لفرنسا بالتوغل في المغرب، فقد ضمنت عملياً تصاعد المعارضة الوطنية المغربية للاتفاقيات. تلك المعارضة كان أكيداً أن تؤدي إلى المزيد من الانقضاض الفرنسي على الاستقلال الشكلي للمغرب. أي أن مقررات الجزيرة الخضراء كان محكوماً عليها بالفشل منذ البداية، مما أدى إلى أزمة أغادير 1911.
الأزمة المغربية الأولى (1905)
- مقالة مفصلة: الأزمة المغربية الأولى
وقد عقد المؤتمر بعد سنوات من التناحر (منذ اواخر القرن التاسع عشر) على الأراضي المغربية. في عام 1901 مقتل تاجر وهراني على الساحل الريفي يؤدي إلى تدخل وزير الشؤون الخارجية الفرنسية ديكلسي وخلص إلى اتفاق مع سلطة المغرب، ويسمح لفرنسا "مساعدة" السلطات المغربيه في المناطق الشرقية السائبة في المغرب. مستفيدا من الاتفاق الجديد الحاكم العام للجزائر جونار امر العقيد ليوتي (المقيم العام الفرنسي في ما بعد على المغرب)، رئيس جنوب وهران، بتهدئة الحدود الجزائرية المغربية. ومنذ 1905، أكثر ليوتي من تردد على الداخل المغربي.
لكن فرنسا ليست الوحيدة المهتمة بالمغرب اسبانيا الجارة الشمالية إنجلترا والمانيا إيطاليا أيضا مصممة على احتلال المغرب رغم أن فرنسا ضمنت حياد ابريطانيا بتنازلها عن مصر ثم إيطاليا بتنازلها على ليبيا سنة 1911 إلا أن تنافس ظل محتدا بينها وبين اسبانيا والمانيا التي وصل بها الامر إلى زيارة قيصرها غليوم الثاني لطنجة سنة 1905 عارضا مساعدات في خطاب امام السلطان عبد العزيز على المملكة المغربية مظهرا حسن نية وان ألمانيا ليست لذيها أي اطماع استعمارية على عكس بقية القوى الاستعمارية في إشارة إلى فرنسا التي زار وزيرها ديكلسي المملكة حاملا معه جملة من مقترحات لإصلاح الإدارة والمالية في مقابل توقيع معاهدة "الحماية" وهو مالم ينطلي على السلطان عبد العزيز رغم ادراكه بان الاعتماد على بريطانيا صار موضع شكوك بعد أزمة طنجة استقال وزير خارجية فرنسا ديكلسي.
وبدأت فرنسا والمانيا من الاتفاق على تنظيم مؤتمر دولي حول المغرب الذي سيعقدفي الجزيرة الخضراء. وهو يجمع بين اثني عشر دول اوروبية، إلا أن الرئيس الاميركي تيودور روزڤلت هو من اختير وسيطا بين الطرفين. وكان أول تدخل للولايات المتحدة في مجال السياسة الخارجية على الصعيد العالمي، مع مجموعة كسر مذهب مونرو (الذي يمنع التدخل الأمريكي في سياسة الدولية). مؤتمر الجزيرة الخضراء يفتح في 16 يناير، 1906. اعترف لالمانيا بحق التدخل في الشؤون الخارجية المغربيه. بيد أن فرنسا واسبانيا للحصول على امتيازات خاصة في الاعمال التجارية المغربيه، لأن المصالح بين هذه البلدان) والوثيقة الختامية للمؤتمر الجزيرة الخضراء من 7 أبريل، 1906). على وجه التحديد، هذين البلدين اتفقا على إنشاء الشرطة للموانئ، والحق في إنشاء بنك الدولة.
استمرت الأزمة عشية المؤتمر في الجزيرة الخضراء، إسبانيا ، حيث استدعت ألمانيا وحدات الاحتياط العسكرية (30 ديسمبر) مقابل تحريك فرنسا القوات المحاربة إلى الحدود الألمانية (3 يناير). وفي نفس المؤتمر الأممي، وجد الألمان أنفسهم وحيدين رغم دعم النمسا لموقفهم. في محاولة توفيقية نمساوية رفضها الكل باستثناء ألمانيا. قرر الألمان في 31 مارس ، 1906 قبول اتفاق توفيقي قصد إنقاذ صورتهم الدولية. كما وافقت فرنسا على الخضوع لسيطرة الشرطة المغربية ، لكن ذلك أبقى لها السيطرة الفعالة على الشأن السياسي المغربي والشؤون المالية.
النتائج
بعد ذلك، حاولت ألمانيا، بدورها، الحفاظ على مصالحها في المغرب. ولكن بعد فشل انقلاب أغادير، في يوليو 1911، على التخلي عن طموحاتها في المغرب لفرنسا في نوفمبر 1911 تنازلت فرنسا عن الأراضي المتفق عليها في الكونغو والكاميرون، في مقابل موافقتها (ألمانيا) على فرض "الحماية" الفرنسية على المغرب.
انظر أيضاً
- الأزمة المغربية الأولى
- الأزمة المغربية الثانية
- حملة المغرب 1907-1914
- مؤتمر برلين
- حادثة فاشودة
- استعمار أفريقيا
- الهروع إلى أفريقيا
الهامش
- ^ Jucovy, Jon (2004). "Algeciras Conference (1906)". Encyclopedia of the Modern Middle East and North Africa.
- ^ "POBCD007: Algeciras Conference". Art of Legend India.
وصلات خارجية
- Algeciras Conference General Act: (French)