يوم القر
يوم القر، هو أول أيام التشريق ويوافق 11 ذو الحجة.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التسمية
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أعظمُ الأيامِ عندَ اللهِ يومُ النحرِ، ثمَّ يومُ الْقَرِّ)، إنّ يوم القر هو اليوم الحادي عشر من أيام ذي الحجة، أيّ أنّه اليوم الذي يعقُب يوم النحر، وسمي يوم القر بذلك؛ لأنّ الحجاج يقرّون فيه؛ أيّ أنّهم يستقرون في منى، بعد أدائهم لطواف الإفاضة، والنحر، كما أنّ يوم القر يعدّ اليوم الأول من أيام التشريق التي قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أيامُ التشريقِ أيامُ أكْلٍ، وشُرْبٍ، وذِكْرِ اللهِ)، ومن الأحكام المتعلقة بأيام التشريق: أنّه لا يجوز للمسلم صيامها، ويستثنى من ذلك؛ من لم يجد الهدي، مع الحرص على أداء الصلوات الخمس جماعةً، والتحلّي بالأخلاق الحسنة؛ مثل الصبر، والحلم، ومن الأعمال الخاصة بحجاج بيت الله الحرام: رمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس؛ أيّ أذان الظهر، بعد أن يكون الحاج قد جمع إحدى وعشرين حصاةٍ من منى، وبيّن العلماء أنّ حجم الحصاة الواحدة بحجمٍ أكبر من حبة الحمص، وأصغر من حبة البندق، وعلى الحاج أن يبدأ برمي الجمرة الصغرى بسبع حصياتٍ متواليات، مع التكبير، وبعد الرمي يتقدم الحاج عن يمين الجمرة الصغرى، ويتجه إلى القبلة، ويدعو الله عزّ وجلّ، ويقوم الحاج في الجمرة الوسطى بما قام به في الجمرة الصغرى من رمي السبع حصياتٍ، إلّا أن الاختلاف يكمن بين الرميتين بأن الحاج يتقدم بعد رمي الجمرة الوسطى عن شمال الجمرة الوسطى، ويستقبل القبلة ويدعو الله عزّ وجلّ، ثمّ يتوجه الحاج إلى الجمرة الكبرى؛ وتسمى الجمرة الكبرى بجمرة العقبة، دون أن يتوجه بالدعاء إلى الله بعدها، حيث إنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لم يفعل ذلك، والأفضل للحاج رمي الجمرات وهي بين يديه، مع استقبال القبلة، ثم يتجه الحاج إلى منى للمبيت فيها، حيث إنّ المبيت بمنى ليلة اليوم الثاني عشر من ذي الحجة واجبٌ.
عيد الأضحى وأيام التشريق
فضّل الله -تعالى- يوم عيد الأضحى على يوم عيد الفطر؛ لمكانته العظيمة، ومنزلته الرفيعة، حيث إنّ الله -تعالى- شرع فيه النحر والصلاة، كما أنّه شرع في يوم عيد الفطر الصلاة والصدقة، إلّا أنّ النحر والصلاة، أفضل من الصلاة والصدقة، حيث أُمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن يكون شكره لله -تعالى- على نهر الكوثر بالصلاة والنحر، ودليل ذلك قول الله تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)،[٩] وكما قال الله -تعالى- في موضعٍ آخرٍ: (قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَهِ رَبِّ العالَمينَ* لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ)، ومن الأحكام المشروعة يوم النحر: الخروج إلى صلاة العيد بأحسن هيئةٍ وصورةٍ، و التزين بالزينة المباحة والمشروعة، وفي ذلك اقتداءٌ بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، حيث إنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يلبس أحسن اللباس لديه في العيدين، كما ورد أنّ بعض السلف والتابعين كانوا يغتسلون قبل العيد، وإن أراد المسلم التقرّب إلى الله -تعالى- بالأضحية، فيسنّ له ألّا يأكل أيّ شيءٍ قبل الصلاة، حتى يعود ويضحّي ويأكل من أضحيته، حيث روى الصحابي بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه- ما يتعلّق بذلك، حيث قال: (انَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا يَخرُجُ يومَ الفِطرِ حتَّى يطعَمَ، ولا يطعَمُ يومَ الأضحى حتَّى يصلِّيَ)، ومن السنن المشروعة؛ التكبير جهراً في طريق الذهاب إلى مصّلى العيد، إلى أن يخرج الإمام للصلاة، حيث كان الصحابي عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- يجهر بالتكبير حتى يصل إلى المصلى، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد أيّ بأسٍ أو حرجٍ بتبادل الناس لعبارات التهنئة في العيد، حيث بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية أنّ ذلك كان من فعل بعض الصحابة رضي الله عنهم، وممّا رخّص به الإمام أحمد وغيره، كما يجب التنبيه إلى أنّ حضور صلاة العيد سنةٌ مؤكدةٌ، ولا يجوز من المسلم القادر عدم القيام بذلك، كما أنّ بعض أهل العلم ذهبوا إلى القول بوجوب صلاة العيد، منهم: ابن تيمية، وابن القيم رحمهما الله، ومن وجوه تعظيم الله -تعالى- في عيد الأضحى التقرّب إلى الله -تعالى- بذبح الأضحية؛ نيلاً للأجر والثواب، كما أنّ الأجر يكتمل بكمال صفات الأضحية، ودليل ذلك قول الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)، ويسنّ للمسلم ذبح الأضحية بنفسه؛ إن كان عالماً بكيفية الذبح وقادراً عليه.
المصادر
- ^ "ما هو يوم القر". موضوع. 2018-10-03. Retrieved 2019-08-13.